التلوث البيئى العابر الحدود وآثار تفشي COVID-19 فى ضوء قواعد القانون الدولى

اعداد الباحث: سيد طنطاوى محمد – ماجستير فى القانون الدولى العام وباحث دكتوراه

 

مقدمه :

تعتبر الأمراض المُعدية المرتبطة بالرعاية الصحية أكثر الأحداث السلبية التي تهدد سلامة المرضى تواتراً في جميع أنحاء العالم؛ مثل فيرس كورنا المعدى فمع تزايد حالات الاصابه بفيرس كورونا.وتاثير الوباء على الاقتصاد  والبيئه كان من الضرورى وضع  تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها  التى تهدف إلى حماية أولئك الذين قد يكونون عرضة لاكتساب عدوى في المجتمع عموماً، وأثناء تلقي الرعاية بسبب مشاكل صحية، على حد سواء، في العديد من المواطن.فالحكومات مسؤولة عن توفير الحمايه  اللازمة لحماية وتعزيز الحقوق ، بما في ذلك الحق في الصحة. وتعتبر لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية “التزامًا أساسيًا” يوفر “التعليم والوصول إلى المعلومات المتعلقة بالمشكلات الصحية الرئيسية في المجتمع ، بما في ذلك طرق الوقاية منها ومكافحتها”. فتحتاج الاستجابة التي تحترم الحقوق لـ COVID-19 إلى التأكد من أن المعلومات الدقيقة والحديثة حول الفيروس ، والوصول إلى الخدمات ، وتعطيل الخدمة ، والجوانب الأخرى للاستجابة للفاشية متاحة بسهولة ومتاحة للجميع.

حيث إن التأثير المتزايد لأخطار التلوث على البيئة، أدى إلى الحاجة الملحة لتطوير القواعد القانونية المتعلقة بحماية البيئة والحفاظ عليها، جعل مشكلات حماية البيئة تفرض نفسها بقوة على الساحة الدولية كي تجد لها مكانا في القانون الدولي.

اشكاليه البحث :

نظرا لتاثير فيروس كورونا  المستجد وتاثيرة على  الاقتصاد وعلى الدول فهو امر غايه فى الخطوره  فإن التأثير المتزايد لأخطار التلوث على البيئة، أدى إلى الحاجة الملحة لتطوير القواعد القانونيه

المتعلقة بحماية البيئة والحفاظ عليها فإن الأضرار التي تلحق بالبيئة التى لا تعرف حدود أو موانع اقتصادية أو جغرافية في آثارها وعلى حد تعبير المديرة التنفيذية لليونيسيف، هنرييتا فور، فإنه “يتعين في هذه اللحظة المفصلية بذل كل جهد لتقوية النُظم الصحية الضعيفة وتثقيف الأطفال والنساء الحوامل والأسر بشأن سبل حماية أنفسهم”.

حيث ان موضوع حماية البيئة من أهم المواضيع التي حظيت باهتمام كبير، سواء على مستوى التشريعات الوطنية أو المواثيق الدولية وحتى على مستوى الأفراد ويعد موضوع القضاء الدولي في مجال حماية البيئة من المواضيع المهمة نظرا لطبيعة القضايا البيئية الدولية التي تتسم بالتعقيد لارتباطها بأطراف وعوامل متعددة، إضافة إلى كون هذا الموضوع من المواضيع المتجددة التي تشهد تطورات في كل فترة، حيث يتم استحداث آليات جديدة لمسايرة تطور القضايا الدولية في مجال حماية البيئة ومواجهة الأضرار التي تفتك بها.

منهج البحث :

لقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفى  التحليلى والذى يعتمد على جمع البيانات عن ظاهرة معينه وكشف أبعادها وتحليل اثارها ودور اللجان والمنظمات  فى مواجهه وباء كوفيد 19 و مساهمه المنظمات الدوليه  والامم المتحدة فى حمايه البيئه.

المبحث الاول: مفهوم القانون الدولى البيئى:

  • المطلب الاول : أسباب حمايه البيئه من الاوبئه طبقا للقانون الدولى
  • المطلب الثانى : مكافحة الامراض المعديه واثارها

المبحث الثانى :الحجر الصحى كمحاوله لانتشار مرض الكورونا

  • المطلب الاول :تدابير وقائيه من العدوى ومكافحتها
  • المطلب الثانى التدخلات الانسانيه فى انتهاك حقوق الانسان وتاثير الوباء على ا لاقتصاد العالمى

المبحث الثالث: حقوق وواجبات المحجورين والمجتمع على الدوله

  • المطلب الاول: مساهمه المنظمات الدوليه فى حمايه البيئه
  • المطلب الثانى دور الامم المتحدة فى مساهمه الدول الاكثر عرضه لمخاطر الكورونا

المبحث الاول :مفهوم القانون الدولى للبيئه

يحتوي موضوع البيئة على عدة مفاهيم تمكننا من معرفة محتوى و عناصر هذا الموضوعوع الذي يمثل أهمية بارزة خاصة في الآونة الأخيرة حيث نجد ان بيئه الانسان الاولى هي رحم  أمه ثم بيته ثم مدرسته أما فيما يخص علم البيئة، فهو مصطلح إغريقي مركب من كلمتين ”  ” OIGOSبمعنى المنزل و ” “LOGOSبمعنى العلم ، و بذلك فإن علم البيئة هو العلم الذي يهتم بدراسة الكائن في منزله ، حيث يتأثر الكائن الحي بمجموعة من العوامل الحية و البيولوجية، و غير الحية الكيميائية ، و الفيزيائية فالقانون الدولى للبيئه :هو مجموعة قواعد ومبادئ القانون  الدولي العام ، التي تنظـم  نشاط الدول في منع وتقليل الأضرار المختلفة، التي تنتج من  مصادر مختلفه  للمحيط البيئي، أو خارج حدود السياسة الإقليميه في حين  عرفه البعض بأنه : “مجموعة القواعد القانونية الدولية العرفية والاتفاقية المتفق عليها بين الدول للحفاظ على البيئه من التلوث كما عرفه البعض بأنه : “مجموعة من  المبادئ والقواعد القانونية الدولية، التي ترمي إلى المحافظة على البيئة وحمايتها ، من  خلال تنظيـم  نشاط أشخاص القانون  الدولي العام   في مجال منع وتقليل  الأضرار البيئية، وتنفيذ الالتزامات المتعمقة بحماية البيئة و بالعودة للتشريعات الدولية نجد أن بعض الأنظمة القانونية سلك فيها المشرع مسلكا مضيقا في تحديده لمفهوم البيئة بقصرها على العناصر الطبيعية المكونة للوسط الطبيعي التي لا دخل للإنسان فيها ، كالماء، و الهواء و التربة، و من التشريعات التي تأخذها بالمفهوم الضيق نجد القانون البرازيلي و البولندي  و الليبي ، كذلك نجد طبقا لأحكام القانون الفرنسي الصادر عام  1976بشأن المنشآت المصنفة من أجل حماية البيئة تقتصر على الطبيعة فقط دون أن تشكل أي عناصر أخرى ، والجدير بذكرها أن المشرع الفرنسي ، وفقا لهذا القانون حدد لناالبيئة بشكل أكثر وضوحا إذ جعلها تتعلق بالطبيعة مع استبعاد الأماكن والمواقع الطبيعية السياحية. و هناك من التشريعات التي تأخذ مسلكا موسوعا في تحديد مفهوم البيئة بحيث يشمل الوسط الطبيعي التي وجدت قبل أن يوجد الإنسان ، فضلا عن الوسط الصناعي المشيد بفعل الإنسان، و ما استخدمه من عناصر و أنشأه من خلال الأنشطة الإنسانية ، ومن التشريعات التي تأخذ بمفهوم البيئة الموسع نجد القانون الفرنسي الصادر بشأن حماية الطبيعة الصادر عام  1976.

المطلب الاول: أسباب حمايه البيئه طبقا للقانون الدولى

  • أولاً: أسباب جغرافٌة وطبيعيه:

إن البيئة الإنسانية وحدة واحدة، لا تتجزأ، وعناصرها مشتركة بين  جميع المقيمين  على الكرة الأرضية، كما أنها  مرتبطة ومتصلة ببعضها، فالأضرار التي تصيب البيئة لا تنحصر في مكاف حدوثه ا، بل  تتحرك وتصيب أماكن  تبعد آلاف الكيلو مترات عن  مصدر حدوثها فى الهواء الملوث في دولة معينة، يعبر الحدود والقارات، وينتقل إلى دول وقارات أخرى. ومن  ناحية أخرى، فإن  عناصر البيئة الطبيعية تتفاعل  فيما بينها، ويؤثر كل عنصر منها في باقي العناصر الأخرى ويؤدي تموث التربة بمبيدات مكافحة الحشرات والآفات الزراعية، إلى تموث المنتجات الزراعية، التي تنتقل إلى جسـم  الإنسان  بملوثاتها ، كما تنتقل  إلى الحيوانات، التي تعتمد على  الغذاء الناتج عنها ، ثـم  على الإنسان  الذي يعتمد في غذاءه على هىذه الحيوانات، وهكذا خلاصة القول: أف الجنس البشري يعيش في بيئة واحدة، وفي وسط لا ينقسـم والأضر ار التي تصيب البيئة لا تعرف   حدوًدا سياسية أو جغرافيه  أو اقتصادية، باعتبار أن التلوث هو بطبيعته عابرللحدود، أو بعبارة أخرى أوجز هو “لا حدودي.

  • ثانيا : الأسباب العلمٌية والفنيٌة:

تبين  الاحتياجات العملية والفنية أهمية التعاون الدولي؛ من اجل حماية البيئة والحفاظ عليها ا مف التلوث، ذلك أن  الحفاظ على هذه البيئة نظيفة، يستلزمـ تبادل المعلومات  والخبرات المكتسبة بين  الدول المعنية، كما يتطلب خبرات علمية وتقنية وأجهزة ومعدات متطوره.

  • ثالثا :الاسباب الاقتصاديه :

الاقتصاد هو استغلال الإمكانيات والموارد المتاحة للإنسان افضل  استغلال  وذلك من  اجل تحقيق  التنمية الشاممة، أي التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والسياسية والمستدامة،بهدف الوصول الى افضل مستوى لمعيشة الإنسان.

  • رابعا: الأسباب التًى  تتعلق بحمايه  المناطق غٌر الخاضعةلسياده الدول :

هناك مناطق شاسعة من  الكرة الأرضية، لا تخضع لسيادة أي دولة، فهى  مناطق دولية، وتعتبر تراثا  مشترًكا للإنسانية  ،Common Heritage of Mankindولذلك  يجوز لكل دولة بشروط معينة، استخدامها واستغلالها، ومن هذةالمنااطق أعالي البحار والمحيطات، وما يعلوها من هواء والمناطق القطبيه  والفضاء الخارجي وهذة المناطق  تحتاج إلى حماية الكائنات الحيه ، التى تعيش فيها سواء كانت بريه او بحريه وسواء أكانت طيور أم اسماك ام حيوانات وان الاهتمام بالتعاوف الدولي لحماية بيئة هذه المناطق  وصيانة مواردها  الطبيعية، من مخاطر التلوث، أو الاستخدام  غير الرشيد، تكتسب أهمية قصوى للأسباب الآتية:

1- إذا كانت هذه المناطق تخرج عن نطاق السيادات الوطنية، حيث لا تخضع لاختصاص أي دولة، أو مجموعة من  الدول  فقد لا تهتم  الدول  بحماية بيئتها ، بنفس القدر الذي تحمي به بيئة أقاليمها ، ولذلك  يأتي التعاون  الدولي بأشكاله المختلفة لحماية البيئهه غير الخاضعة لسيادة الدول.

2- تسى الدول عادة استغلال الحقوق  التى قررها لها القانون الدولى  فى هذة المناطق وما يترتب على ذلك من أضرار بيئتها  وذلك لانها لن تجد مقاومه أو معارضه لتصرفاتها فيها ، لهذا نجد ان العديد من الدول النووية تجري تجاربها الذرية والنووية فيها؛ مما يسفر عن  تلوث بيئتها ، فلا يمكن  حماية بيئة هذه المناطق إلا عن  طريق  قواعد القانوف الدولي.

3- إن  استعمال واستغلال  الدول  غير الرشيد لموارد هذه المنطق  الطبيعية، يهدد باختفاء العديد من  الكائنات الحية المفيدة للإنسان  وبيئته.

4- واخيرا ، فإن  بيئة ىذه المناطق تشكل  في نهايه  الأمر جزًء لا يتجزأ من  البيئة الإنسانية، ومن  ثصيب  هذه الأخيرة ما يصيب الأولى، ولذلك فإن  حماية بيئةهذ  المناطق ينعكس على حماية البيئة بصفة عامة.

  • خامسا: الأسباب التً تتعلق بالثروات الطبٌيعٌية المشتركة لدولتين او أكثر :

تظير أهمية التعاوف الدولي لحماية البيئة في حالة حماية أو تنظيمـ استغلالها للثروات الطبيعية، التي تشترك فيها دولتان او  أكثر Ressources Naturelles Partagés par Deux ou Plusieurs États إذ لا يمكن  حماية هذه الثروات أو تنظيـم  استغلالها، إلا من  خلال التعاون المشترك الثنائي أو متعدد الاطراف  بين  الدول المعنية، فلا فائدة من  أية إجراءات قد تتخذها دولة منفردة أو بعض الد ول لحماية هذه الموارد، دون  أن  تكون هذة  الإجراءات جماعية، بحيث تصدر عف جميع الدول المشتركة فيها بهدف  التزام  الجميع بها من احل حماية بيئة هذه الموارد حماية فعمية، وقد يأخذ هذا التعاون  صورة اتفاقيات دولية، كما قد يأخذ صورة إنشاء هياكل تنظيمية، كالمنظمات الدولية أو اللجان  الدولية المشتركة

المطلب الثانى : مكافحة الامراض المعديه والاوبئه  واثارها

إن تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها تهدف إلى حماية أولئك الذين قد يكونون عرضة لاكتساب عدوى في المجتمع عموماً، وأثناء تلقي رعاية بسبب مشاكل صحية، على حد سواء، في العديد من المواطن.

وإن العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية تُعتَبر الأحداثَ السلبية الأكثر تواتراً والتي تهدد سلامة المرضى في جميع أنحاء العالم. إن حوالي 5% إلى 15% من المرضى المقبولين في مستشفيات العناية الفائقة في البلدان المتقدمة يكتسبون عدوى مرتبطة بالرعاية الصحية في أي وقت من الأوقات. وإن خطر اكتساب عدوى في البلدان النامية أعلى بـ 2 إلى 20 ضعفاً.

إن إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية لديه واحد من أعلى تواترات العدوى المرتبطة بالمستشفيات في العالم؛ فقد تم الإبلاغ عن انتشار للعدوى المرتبطة بالمستشفيات في العديد من البلدان في الإقليم يتراوح من 12% إلى 18%. كما أن عبء الأمراض المُعدية السارية بين العاملين في الرعاية الصحية مرتفع ـ إلى حد كبير ـ في الإقليم، نتيجة ممارسات الرعاية الصحية غير المأمونة. وعلى الرغم من أن نسبة كبيرة من حالات العدوى والوفيات التي تعزى إلى العدوى المرتبطة بالمستشفيات يمكن الوقاية منها وأن التدخلات المنخفضة التكلفة الخاصة بالوقاية من العدوى ومكافحتها متوفرةٌ، فإن التقدم في هذا الميدان لا يزال بطيئاً.

حيث  انه من المتعارف عليه ان سلامة المريض هي عدم وجود ضرر يمكن الوقاية منه للمريض أثناء عملية الرعاية الصحية وتقليل خطر الضرر غير الضروري المرتبط بالرعاية الصحية إلى الحد الأدنى المقبول. يشير الحد الأدنى المقبول إلى المفاهيم الجماعية للمعرفة الحالية والموارد المتاحة والسياق الذي تم فيه تقديم الرعاية مقابل وزن عدم العلاج أو العلاج الآخر. حيث انه عقدت القمة الوزارية العالمية الثالثة بشأن سلامة المرضى فى 2018 طبقا لمنظمة الصحة العالميه واجتمع حوالي 500 مشارك يمثلون وفودًا حكومية رفيعة المستوى من وزارات الصحة في 44 دولة حول العالم والمنظمات الدولية الرئيسية في 13-14 أبريل 2018 في طوكيو ، اليابان ، كمشاركين في القمة الوزارية العالمية حول سلامة المرضى 2018 ، التي نظمتها وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية في اليابان بدعم فني من ألمانيا والمملكة المتحدة ومنظمة الصحة العالمية. تحت موضوع الرعاية الصحية الشاملة وسلامة المرضى ، افتتحت الكلمة الرئيسية الافتتاحية – “سلامة المرضى – أحد أهم عناصر تقديم الرعاية الصحية وهو أمر أساسي لتحقيق التغطية الصحية الشاملة (UHC)” وخمس حلقات نقاش تناولت الموضوعات التالية في قمة الخبراء وناقشت عدة امور منها ثقافة سلامة المرضى ؛ وسلامة المرضى في مجتمع الشيخوخة ؛ واحتياجات سلامة المرضى لتحقيق التغطية الصحية الشاملة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل (LMICs) ؛ وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) لسلامة المرضى ؛ واقتصاديات سلامة المرضى. وسلامة المريض والسياسات والاستراتيجيات ودواء بدون ضرر والتعليم والتدريب فنية ومشاركة المريض والشبكات والشراكات وايضا فى اليوم العالمي لسلامة المرضىعقدت القمة الوزارية العالمية الثالثة بشأن سلامة المرضى (2018) 13-14 أبريل 2018 ، طوكيو ، اليابان.

اجتمع حوالي 500 مشارك يمثلون وفودًا حكومية رفيعة المستوى من وزارات الصحة في 44 دولة حول العالم والمنظمات الدولية الرئيسية في 13-14 أبريل 2018 في طوكيو ، اليابان ، كمشاركين في القمة الوزارية العالمية حول سلامة المرضى 2018 ، التي نظمتها وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية في اليابان بدعم فني من ألمانيا والمملكة المتحدة ومنظمة الصحة العالمية. تحت موضوع الرعاية الصحية الشاملة وسلامة المرضى ، افتتحت الكلمة الرئيسية الافتتاحية – “سلامة المرضى – أحد أهم عناصر تقديم الرعاية الصحية وهو أمر أساسي لتحقيق التغطية الصحية الشاملة (UHC)” وخمس حلقات نقاش تناولت الموضوعات التالية في قمة الخبراء في اليوم الأول:

ثقافة سلامة المرضى ؛ سلامة المرضى في مجتمع الشيخوخة ؛ احتياجات سلامة المرضى لتحقيق التغطية الصحية الشاملة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل (LMICs) ؛ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) لسلامة المرضى ؛ اقتصاديات سلامة المرضى.

إعلان طوكيو “إعلان طوكيو بشأن سلامة المرضى” كما تزامنت الجلسة الخامسة مع إطلاق تقرير “اقتصاديات سلامة المرضى في الرعاية الأولية والمتنقلة – المكفوفين” الذي أصدرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالتعاون مع وزارة الصحة الألمانية. وأعقب ذلك عرضًا تقديميًا حول النظام الوطني الياباني لسلامة المرضى ، مع تقديم منظور من الدولة المضيفة.

في اليوم الثاني في القمة الوزارية ، قدم وزراء / نواب وزير الصحة ومندوبون آخرون رفيعو المستوى من الدول المشاركة وممثلون عن المنظمات غير الحكومية بيانات عن التحديات الوطنية والعالمية والتقدم المحرز في سلامة المرضى ، وأعربوا عن التزامهم بتحقيق التنمية المستدامة تغيير في سلامة المرضى وتعزيز التعاون الدولي. عرض رئيسي – “خطوة إلى الأمام لتحقيق العمل العالمي بشأن سلامة المرضى” أعقبته جلسة مائدة مستديرة مع عرض البيانات.

وبانتهاء القمة ، صدر “إعلان طوكيو بشأن سلامة المرضى”. يعيد هذا الإعلان التأكيد على الالتزام بتحسين سلامة المرضى على مستوى العالم من أجل الحد من جميع الأضرار التي يمكن تجنبها وخطر الأذى لجميع المرضى والأشخاص أثناء تفاعلهم مع أنظمة الرعاية الصحية ، بغض النظر عن وجودهم ، أينما كانوا ، بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك ، يدعم الإعلان إنشاء اليوم العالمي لسلامة المرضى الذي سيتم الاحتفال به سنويًا في 17 سبتمبر. وأيد الإعلان جميع المندوبين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية.

فى نفس السياق نجد ان الواقع السياسى الاسرائيلى قد تاثر بالكورونا فمع مع مواجهة العالم لفيروس كورونا، تجابه المؤسسة الإسرائيلية الفيروس بظروف سياسية استثنائية، تميّزت بحالة انسداد سياسي أعقبت الانتخابات الأخيرة، التي جرت في بداية هذا الشهر، وعدم وضوح المصير السياسي لنتنياهو وطبيعة الائتلاف الحكومي الذي سينتج عن هذه الانتخابات. في هذا المقال نحاول معالجة التعقيدات التي تحدث مع هذا الواقع السياسي والواقع الصحي، ومراقبة العلاقة بينهما. حتى كتابة هذه السطور ووفقاً للإحصائيات الرسمية الإسرائيلية فهناك نحو 945 شخصاً مصابون بفيروس كورونا بينهم 20 في دائرة الخطر، حالة موت واحدة، وآلاف الاسرائيليين في العزل المنزلي. تعامل نتنياهو، رئيس حكومة تصريف الأعمال، بيد شديدة في التصدي للفيروس رافقها سياسة تحذيرية لتصل وفق تصنيف البعض للتخويف، لا يمكن الجزم بحقيقتها فمن جهة انتشار الفيروس حول العالم والحالة في إيطاليا وإسبانيا وغيرها تجعل كل دولة تتخوف على مواطنيها وتحاول أن تبعد هذا الشبح عنها، ومن جهة أخرى فإن نتنياهو المحاصر بملفات فساد وغير الضامن لوضعه السياسي عقب الانتخابات والمتمرس في سياسة التخويف يمكن أن يكون بالغ في موجة التحذير والإجراءات وذلك لضمان مستقبله السياسي أو على الأقل استغل حقيقة وواجب الخوف لأجنداته السياسية، وكل ذلك يترافق مع عدم الثقة بين نتنياهو وداعميه من جهة ومعارضي نتنياهو من جهة أخرى.ففى واقع الكورونا قام نتنياهو بإعلان شبه إغلاق للبلاد مطالباً الناس بعدم الخروج إلّا للحاجة أو العمل المسموح به مع عقاب لمن يتجاوز هذا القرار، مع إغلاق للمدارس والجامعات، إغلاق لأماكن الترفيه والتسلية، منع التجمعات التي تفوق 10 أشخاص وجعل العمل في المؤسسات العامة وفقاً لنظام حالة الطوارئ، ووصل الأمر لتعقب الناس إلكترونياً من خلال جهاز الأمن العام -الاستخبارات الداخلية- (الشاباك) ويبدو أن حالة الاغلاق العام وحظر التجول مسألة أيام.وفى ذات الوقت هناك تأزم في تشكيل الحكومة فمن جهة بيني غانتس حاز على تكليف رئيس الدولة لتشكيل حكومة بعد توصية 61 عضو كنيست عليه (يشمل القائمة المشتركة) ومن جهة أخرى هو لا يريد أن تكون حكومة أقلية معتمدة على النواب العرب، وبنفس الوقت واقع كورونا يجبره لأن يتجه لحكومة طوارئ او وحدة وطنية يمكن أن تقيه من شر مواجهة كورونا لوحده ومن الهجمة الجماهيرية عليه لاعتماده على العرب بحكومته، ولكنه إذا ما قام بذلك فإنه سيتراجع عن موقفه بعدم الجلوس مع نتنياهو في حكومة واحدة ما دامت الاتهامات ضد الأخير بالرشوة والغش ومحاكمته وفقها جارية، وهذا سيكلّفه ثقة الجمهور به. فإذاً يتميز واقع إسرائيل السياسي في ظل الكورونا بعدة أمور:

  1. القائد القوي: وضع نتنياهو سياسة مجابهة الفيروس بيده بقوة مع تشاورات مع الجهات المختصة ليعمّق من خلال هذه الأزمة ما عمل عليه لسنوات وهو تسويق صورته كالقائد الموثوق به وصاحب القدرة على إدارة الأمور في إسرائيل.
  2. سياسة التصدي الاستباقية: تميّزت السياسة الإسرائيلية لمنع تفشي المرض بالضربات الاستباقية الممكنة، لعدم السماح للمرض بالتفشي والوصول لحالة إيطاليا. هذه السياسة ونجاعتها في مقابل موازنات الوضع الاقتصادي وتغيير نمط الحياة يمكن أن تحكم عليها الأيام، ولكن يبدو أن التوجه كان بعدم المقامرة وتأخير الخطوات (مع أن هناك من يدعي أنه كان هناك تأخر ما). هذه السياسة الاستباقية في التعامل مع الوضع الصحي لها انعكاسات على الوضع السياسي خصوصاً مع تزامنها مع الانتخابات الأخيرة، وهنا ينبع شك البعض في طبيعة هذه الخيارات وأسباب اتخاذ قرارات معينة دون أخرى أو الجدولة الزمنية للبعض منها.
  3. سياسة الحذر المضبوط أم سياسة التخويف: لا يختلف إثنان أن انتشار وباء كورونا خطير ونتائجه كارثية. ولكن سيظل السؤال حول حدود المخاوف الحقيقية والأخرى المبالغ فيها في هذا الشأن. وخصوصاً مع بعض التخويفات بموت الآلاف والتي صدرت عن بعض المصادر في وزارة الصحة الإسرائيلية، مقابل بعض التطمينات التي أطلقها الحائز على جائزة نوبل للكيمياء الإسرائيلي البروفيسور مايكل لويت بأنه سيكون متفاجئاً إذا تجاوز عدد الموتى في إسرائيل 10 أشخاص.
  4. تقييد الحيز العام والمجال “الديموقراطي”: ما ميّز الواقع السياسي الإسرائيلي في إسرائيل هو تقييد الحيّز العام، فمع كل النقد للمؤسسة الإسرائيلية وطبيعتها الاحتلالية وممارستها القمعية تجاه الشعب الفلسطيني ولكن كان هناك حيّز من الديموقراطية داخلها لمواطنيها، خصوصاً اليهود، وهذا الحيّز قد انتُهك في خضم أزمة الكورونا. ولا يخفى على أحد أن الأزمات السياسية وحالات الطوارئ تؤدي أحياناً لتجاوز القواعد الديموقراطية، ولكن ذلك يجب أن يكون محدوداً قدر المستطاع، وهذا ما لم يحدث، فقد قرر نتنياهو وحكومته التعقب الكترونياً لكل مرضى الكورونا بدون إذن قضائي وبدون إشراف برلماني لهذا التعقب، والأنكى من ذلك أن من يقف على رأس ذلك هو الشاباك (الأمن العام أو الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية). إضافة لذلك، فقد قام رئيس الكنيست (من الليكود) بفض اجتماع الكنيست الأول الذي أريد الاطاحة به وإنشاء لجان برلمانية، في سابقة إسرائيلية وكل ذلك في ظل الكورونا والتفات الناس لهذا الوباء. كما أن التداخل الامني والسياسي برز مع قيام الموساد بتحصيل 200000 عينة فحص للكورونا. وأخيراً، فض مظاهرات معارضة لنتنياهو وخطواته وكذلك بحجة الكورونا، مع ترافق ذلك بتقديم حزب الليكود طعون للمحكمة حول نتائج الانتخابات في محاولة لجر الوقت.
  5. الاستفادة من المأزق لفوائد نتنياهو الحزبية والشخصية: أزمة الكورونا ساهمت في زيادة شعبية نتيناهو وفي قوة حزبه، وفي آخر استطلاع رأي أُجري البارحة أشارت النتائج لارتفاع شعبية الليكود وحصوله على 40 مقعداً إذا ما حصلت انتخابات جديدة. هذه الأزمة وظروفها الخاصة، استغلها نتنياهو وحزب الليكود اللذين هم بالسلطة الآن لفرض واقع على الأرض وتغيير بعض قواعد اللعبة السياسية كما ورد سابقاً مستفيدين من الخوف وحالة الطوارئ التي تعيشها البلاد. بنفس الوقت فقد استفاد نتنياهو شخصياً بتأجيل محكمته بتهم الفساد لشهرين مستفيداً من التقييدات التي وضعها هو!
  6. ارتفاع في نسبة التلاحم الإسرائيلي: مع كل الأزمات التي تحاصر أي مجموعة، تزداد اللُحمة بين الناس ويتناسون الخلافات والاختلافات، وفي السياق الإسرائيلي قد ساهم هذا الوباء في التجسير بعض الشيء بين الناس والسياسيين على أساس هناك أزمة ويجب التوحد معاً لمجابهتها. وفي هذا السياق يكون كذلك المستفيد الأول نتنياهو الذي يقف الان على رأس السلطة ومجابهة الفيروس بان واحد، وبفضل هذه الأجواء يحصل على دعم (وإن كان على مضض) لأن يستمر بالسلطة ويتقاسمها في سياق حكومة وحدة وطنية، مع أن تحالفه لم يحصل على أغلبية برلمانية.

أخيراً، يمكن رؤية أزمة كورونا التي تعصف بالعالم ومع خطورتها وضخامة التحدي الذي تضعه أمام الشعوب والدول، إلّا أن بعض السياسيين سيحاولون الاستفادة منها لأجنداتهم السياسية وهذا ما يحصل في السياق الإسرائيلي.

المبحث الثانى :الحجر الصحى كمحاوله لاحتواء أنتشار covid19:

شغلت الإنسانية كلها في هذه الأيام، ما يدور من أخبار عن الوباء العالمي الذي يزداد انتشاراً يوماً بعد يوم، والمسمى بفيروس كورونا، وقد تسبب هذا الوباء بعدد كبير من الوفيات خصوصاً في البلدان التي استفحل فيها خطره. ولما كان هذا النوع من الأوبئة من قضاء الله وقدره، فإننا كمؤمنين مطالبون بالعمل على الوقاية من هذا البلاء ودرء أسبابه، وذلك بعد التوكل على الله والتسليم بقضائه وقدره. وفي سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من فقه التعامل مع الأوبئة ما ينفعنا في هذا الأمر، وذلك أنه في العام الثامن عشر من الهجرةوقع شيءٌ فظيعٌ مروِّعٌ، وهو ما تذكره المصادر باسم (طاعون عِمَواس) وقد سمِّي بطاعون عِمَواس نسبة إِلى بلدةٍ صغيرة، يقال لها: عِمَواس، وهي: بين القدس، والرَّملة؛ لأنَّها كانت أول ما نجم الدَّاء بها، ثمَّ انتشر في الشَّام منها، فنسب إِليها، وأفضل من ذكر صفة هذا الدَّاء على حسب علمي القاصر ابن حجر حيث قال بعد أن ذكر الأقوال في الطاعون: فهذا ما بلغنا من كلام أهل اللُّغة، وأهل الفقه، والأطباء في تعريفه، والحاصل: أنَّ حقيقته ورمٌ ينشأ عن هيجان الدَّم، أو انصباب الدَّم إِلى عضوٍ فيفسده، وأنَّ غير ذلك من الأمراض العامَّة النا شئة عن فساد الهواء يسمّى طاعوناً بطريق المجاز، لاشتراكهما في عموم المرض به، أو كثرة الموت.

والغرض من هذا التَّفريق بين الوباء والطَّاعون التَّدليل على صحَّة الحديث النَّبويِّ الَّذي يخبر: أنَّ الطاعون لا يدخل المدينة النَّبويَّة، أمَّا الوباء؛ فقد يدخلها، وقد دخلها في القرون الَّتي خلتK وكان حصول الطَّاعون في ذلك الوقت بعد المعارك الطَّاحنة بين المسلمين، والروم، وكثرة القتلى، وتعفُّن الجو، وفساده بتلك الجثث أمراً طبيعياً، قدَّره الله لحكمةٍ أرادها. 1 ـ رجوع عمر من سَرْغ على حدود الحجاز والشَّام

ففي سنة 17هـ أراد عمر رضي الله عنه أن يزور الشَّام للمرَّة الثَّانية، فخرج إِليها، ومعه المهاجرون، والأنصار حتّى نزل بِسَرْغٍ على حدود الحجاز والشَّام، فلقيه أمراء الأجناد، فأخبروه: أنَّ الأرض سقيمةٌ، وكان الطَّاعون بالشَّام، فشاور عمر رضي الله عنه واستقرَّ رأيه على الرُّجوع.

وبعد انصراف عمر رضي الله عنه حصل الطَّاعون الجارف المعروف بطاعون عِمَواس وكانت شدَّته بالشَّام، فهلك به خلقٌ كثيرٌ، منهم: أبو عبيدة بن الجرّاح، وهو أمير النَّاس، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، والحارث بن هشام، وقيل: استشهد باليرموك، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل، وأشراف النَّاس، ولم يرتفع عنهم الوباء إِلا بعد أن وليهم عمرو بن العاص، فخطب النَّاس، وقال لهم: أيُّها الناس! إِنَّ هذا الوجع إِذا وقع إِنما يشتعل اشتعال النَّار، فتجنَّبوا منه في الجبال، فخرج، وخرج النّاس، فتفرقوا حتّى رفعه الله عنهم، فبلغ عمر ما فعله عمرو، فما كرهه.

2 ـ خروج الفاروق إِلى الشَّام، وترتيبه للأمور

تأثَّر الفاروق وحزن حزناً عظيماً لموت قادته العظام، وجنوده البواسل بسبب الطَّاعون في الشَّام، وجاءته رسائل الأمراء من الشَّام تتساءل عن الميراث الَّذي تركه الأموات خلفهم، وعن أمورٍ عديدةٍ، فجمع النَّاس، واستشارهم فيما جدَّ من أمورٍ، وعزم على أن يطوف على المسلمين في بلدانهم، لينظِّم لهم أمورهم، واستقرَّ رأي عمر بعد تبادل وجهات النَّظر مع مجلس الشُّورى أن يبدأ بالشَّام، فقد قال: إِنَّ مواريث أهل الشَّام قد ضاعت، فأبدأ بالشام فأقسم المواريث، وأقيم لهم ما في نفسي، ثمَّ أرجع فأتقلَّب في البلاد، وأبدي لهم أمري، فسار عن المدينة واستخلف عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنهـ فلمَّا قدم الشَّام، قسم الأرزاق، وسمَّى الشَّواتي، والصَّوائف، وسدَّ فروج الشَّام، ومسالحها، وولَّى الولاة، فعين عبد الله بن قيس على السَّواحل من كلِّ كورة، واستعمل معاوية على دمشق، ورتَّب أمور الجند، والقادة والنَّاس، وورَّث الأحياء من الأموات، ولمَّا حضرت الصَّلاة قال له الناس: لو أمرت بلالاً فأذَّن ! فأمره، فأذَّن فما بقي أحدٌ أدرك النَّبيَّ (ص) وبلالٌ يؤذِّن إِلا وبكى، حتَّى بلَّ لحيته، وعمر أشدُّهم بكاءً، وبكى من لم يدركه ببكائهم، ولذكرهم رسول الله (ص)، وقبل أن يرجع إِلى المدينة خطب في النَّاس: ألا وإِنِّي قد وَلَّيْتُ عليكم، وقضيت الَّذي عليَّ في الَّذي ولاني الله من أمركم إِن شاء الله، فبسطنا بينكم فيئكم ومنازلكم، ومغازيكم، وأبلغناكم ما لدينا، فجنَّدنا لكم الجنود، وهيَّأنا لكم الفروج، وبوَّأنا لكم، ووسَّعنا عليكم ما بلغ فيئكم، وما قلتم عليه من شامكم، وسمَّينا لكم أطعماتكم، وأمرنا لكم بأعطياتكم وأرزاقكم، ومغانمكم، فمن علم شيئاً ينبغي العمل به، فليعلمنا؛ نعمل به إِن شاء الله، ولا قوة إِلا بالله. وكانت هذه الخطبة قبل الصَّلاة المذكورة

لقد كان طاعون عمواس عظيم الخطر على المسلمين وأفنى منهم أكثر من عشرين ألفاً، وهو عددٌ يوازي نصفهم بالشَّام وربما تخوَّف من ذلك المسلمون يومئذٍ، واستشعروا الخطر من قبل الرُّوم، وفي الحقيقة لو تنبَّه الرُّوم لهذا النَّقص الَّذي أصاب جيش المسلمين بالشَّام يومئذٍ، وهاجموا البلاد؛ لصعب على الجيوش المرابطة دفعهم، ولكن ربما كان اليأس تمكَّن من نفوس الرُّوم، فأقعدهم عن مهاجمة المسلمين خصوصاً إِذا كان أهل البلاد راضين بسلطة المسلمين مرتاحي القلوب إِلى سلطانهم العادل، وسيرتهم الطَّيبة الحسنة، وبدون الاستعانة بهم لا يتيسَّر للرُّوم مهاجمة الشَّام لا سيَّما إِذا أضفنا إِلى هذا مَلَلَ القوم من الحرب، وإِخلادهم إِلى الرَّاحة من عناء المقاومة لقوم أصبح النَّصر حليفهم في كلِّ مكانٍ، ودبَّ الرُّعب م3 ـ حكم الدُّخول، والخروج في الأرض الَّتي نزل بها الطَّاعون

قال رسول الله (ص): «إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فراراً منه »، وقد اختلف الصَّحابة في مفهوم النَّهي عن الخروج، والدُّخول، فمنهم من عمل به على ظاهره، ومنهم من تأوَّله، والَّذين تأوَّلوا النَّهي أباحوا خروج من وقع في أرضه الطَّاعون، وقد مرَّ علينا حرص الفاروق على إِخراج أبي عبيدة من الأرض الَّتي وقع فيها الطَّاعون إِلا أنَّ أبا عبيدة اعتذر ـ رضي الله عنه كما أنَّ الفاروق طلب من أبي عبيدة أن يرتحل بالمسلمين من الأرض الغمقة الَّتي تكثر فيها المياه، والمستنقعات إِلى أرضٍ نزهةٍ عالية، ففعل أبو عبيدة، وكانت كتابة عمر إِلى أبي عبيدة بعد أن التقيا في سَرْغٍ، وسمعا حديث عبد الرَّحمن بن عوف بالنَّهي عن الخروج، والقدوم إِلى أرض الوباء، ورجع عمر إِلى المدينة، ويظهر: أنَّ الوباء كان في بدايته، ولم يكن قد استشرى، واشتعل لهيبه، فلمَّا رجع عمر إِلى المدينة؛ وصلته أخبارٌ بكثرة الموت في هذا الطَّاعون.

ومفهوم عمر رضي الله عنه بجواز الخروج من أرض الطَّاعون نُقل أيضاً عن بعض الصَّحابة؛ الَّذين عاصروا أبا عبيدة في الشَّام، وعاشوا محنة المرض، كعمرو بن العاص، وأبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنهم ـ والخلاف جارٍ في مسألة الخروج من أرض الطَّاعون، لا في الدُّخول إِلى أرض الطَّاعون. فبعضهم أباح الخروج على ألا يكون الخروج فراراً من قدر الله، والاعتقاد بأنَّ فراره هو الَّذي سلَّمه من الموت، أمَّا مَنْ خرج لحاجةٍ متمحِّضَةٍ، فهو جائزٌ، ومن خرج للتَّداوي فهو جائزٌ، فإِنَّ تَرْكَ الأرض الوبئة، والرَّحيل إِلى الأرض النَّزهة مندوبٌ إِليه، ومطلوبٌ.

وأمَّا تعليل أبي عبيدة رضي الله عنه بقاءه واعتذاره للفاروق عن الخروج، فراجعٌ إِلى أسبابٍ صحِّيَّةٍ، واجتماعيَّةٍ، وسياسيَّةٍ، وقياديَّةٍ ينظمها الدِّين في نظامه، وتعدُّ مثلاً أعلى للقيادة الأمينة، وأبو عبيدة أمين هذه الأمَّة، حيث قال معلِّلاً سبب ثباته: إِنِّي في جند المسلمين، ولا أجد بنفسي رغبة عنهم. وقد أصاب بعض العلماء المفصل عندما ذكر في حكمة النَّهي عن الخروج فراراً من الطاعون: أنَّ النَّاس لو تواردوا على الخروج، لصار مَنْ عجز عنه بالمرض المذكور أو غيره ـ ضائع المصلحة، لفقد من يتعهَّده حيّاً وميتاً، ولو أنَّه شُرع الخروج، فخرج الأقوياء؛ لكان في ذلك كسر قلوب الضُّعفاء. وقد قالوا: إِنَّ حكمة الوعيد من الفرار من الزَّحف؛ لما فيه من كسر قلب مَنْ لم يفرَّ، وإدخال الرُّعب فيه بخذلانه.

والخلاصة: أنَّ البقاء رخصةٌ، والخروج رخصةٌ، فمن كان في الوباء، وأصيب، فلا فائدة من خروجه، وهو بخروجه ينقل المرض إِلى النَّاس الأصحَّاء، ومن لم يُصَبْ فإِنَّه يرخَّص له في الخروج من باب التَّداوي على ألا يخرج النَّاس جميعاً، فلا بدَّ أن يبقى من يعتني بالمرضى.

أودى هذا المرض الخبيث بحياة الكثير من الناس، وجلهم من كبار الفاتحين المسلمين، وقد كان تعامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع هذا البلاء في منتهى الحذر حيث لم يدخل هو ومن معه إلى الشام، كما حاول إخراج المعافين من أرض الوباء، وقام بتحمل المسؤولية كاملة بعد انجلاء هذا الوباء فرحل إلى الشام وأشرف على حل المشكلات وتصريف تبعات هذه الأزمة، كما كان مرجعه ودليله في كل ما فعله هو الشريعة الإسلامية وفقهها فاجتهد ونفذ، وأمر ووجه الولاة وفق ذلك، فأصبح بذلك مثالاً لكل الأمراء والحكام من بعده في كيفية مواجهة الأزمات وإدارتها. وهو في ذلك قدوة لمن أراد أن يتعامل مع الأمراض والأوبئة الخطيرة، فالابتعاد عن أماكن تفشي الوباء، ومحاولة تدارك انتشاره وتطويقه، هو من فقه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في التعامل مع الأوبئة والأمراض.ن سطوتهم في قلب كلِّ إِنسان.

المطلب الاول:تدابير الوقايه من العدوى ومكافحتها :

في 11 مارس 2020 ، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي المرض الفيروسي COVID-19 – الذي تم تحديده لأول مرة في ديسمبر 2019 في ووهان ، الصين – قد وصل إلى مستوى الوباء العالمي. ودعت منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وقوية لوقف انتشار الفيروس ، مستشهدة بمخاوف بشأن “مستويات الانتشار والخطر المقلقة”.

فمنظمه الصحة  العالميه ترصد لنا بعض الطرق للتعامل مع فيرس كورونا المستجد حيث انه  فيرس كورونا  ينتشر كورونا فى معظم دول العالم بشكل وبائى، وقد اتخذت الكثير من الدول الأجنبية والعربية إجراءات احترازية للحد من انتشار الفيروس، كما تقوم منظمة الصحة العالمية بدور كبير من حيث طرق الوقاية واكتشاف الأعراض مبكرا وتقديم المساعدات اللازمة للكشف عن الفيروس حيث ا أصدر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية إرشادات جديدة للمساعدة في حماية الأطفال والمدارس من انتقال الفيروس المسبب لداء كوفيد-19. تتضمن هذه التوجيهات اعتبارات هامة وقوائم مرجعية عملية للحفاظ على المدارس آمنة. كما تتضمن مشورة موجهة للسلطات الوطنية والمحلية حول كيفية تكييف وتنفيذ خطط الطوارئ للمرافق التعليمية وفي حالة إغلاق المدارس، تتضمن التوجيهات توصيات للتخفيف من الآثار السلبية المحتملة لذلك على تعلم الأطفال ورفاههم. وهذا يعني وجود خطط قوية لدعم أنشطة التعليم المستمر، مثل فرص التعلم الذاتي عبر الإنترنت أو بث المحتوى الأكاديمي عبر الإذاعة، مع إيلاء الاعتبار الواجب لوصول جميع الأطفال إلى الخدمات الأساسية. ويجب أن تتضمن هذه الخطط أيضاً الخطوات اللازمة لإعادة فتح المدارس في نهاية المطاف بشكل آمن.

فمنظمة الصحة العالمية  هى عبارة عن وكالةٍ متخصصةٍ تابعةٍ للأمم المتحدة، أنشئت في عام 1948؛ لتعزيز التعاون الدولي، بهدف التحسين من الظروف الصحية، وورثت من منظمة الصحة العالمية التابعة لعصبة الأمم التي أنشئت في عام 1923، والمكتب الدولي للصحة العامة في باريس، الذي أنشئ في عام 1907، المهام المتعلقة بمكافحة الأوبئة، وتدابير الحجر الصحي، وتوحيد المعايير للأدوية، وأعطيت تفويضاً على مستوى واسع بموجب دستورها لتطوير هدفها، وهو توفير أعلى مستوى ممكن من الصحة لجميع الناس، وتحتفل منظمة الصحة العالمية بتاريخ السابع من نيسان من كلّ عام، وهو تاريخ إنشائها، باعتباره يوم الصحة العالمي.و تعمل منظمة الصحة على زيادة فرصة الحصول على الوقاية والرعاية من فيرس كورونا  فهي واحدة من عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة متخصصة في مجال الصحة وأشارت المنظمة إلى ضرورة غسل يديك بعد الكحة أو العطس، وعند العناية بشخص مصاب، وقبل وبعد إعداد الطعام، بعد استعمال دورة المياه “الحمام”، بعد العناية بالحيوانات.وقد اشارت الى التعليمات بوضوح والى ان فيروس كورونا يمكن أن يبقى على الأسطح عدة ساعات أو أيام، حسب نوع السطح الموجود عليه الفيروس، ولا يتأثر بدرجة الحرارة، وإذا شعرت أن السطح ملوثا بفيروس كورونا استخدم المطهرات المستخدمة ضد العدوى، وبعد تنظيفه قم بغسل يديك بالكحول، ثم بالماء والصابون، طبقا للطرق الصحية السليمة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أنه يجب أن يعرف كل شخص علامات المرض، وأعراضه، وكيف يحمي نفسه والآخرين منه، ويجب أن يكون كل عامل صحي قادراً على التعرّف على المرض وتمييزه، وتقديم الرعاية اللازمة لمرضاه، وينبغي أن يكون كل مرفق صحي مهيئاً لاستيعاب أعداد كبيرة من المرضى، وضمان سلامة الموظفين والمرضى معاً، لا يمكنك أن تحارب فيروساً لا تعلم أين يوجد، افحص كل حالة واعزلها وعالجها لكسر سلاسل الانتقال، كل حالة نكشفها ونعالجها تحدّ من اتساع نطاق المرض.

المطلب الثانى :التدخلات الانسانيه فى انتهاكات حقوق الانسان وتاثير الوباء على الاقتصاد العالمى

بادى ذى بدء ان موضوع التدخلات الانسانية في الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان هي من اهم المواضيع النقاشية في القوانين الدولية و تعتبر من الموضوعات الجدلية في مجال التطبيق و النظرية

يمكن القول ان من اهم التحديات لدی سيادة البلدان في ميثاق الامم المتحدة بشأن موضوعات عدم التدخل و عدم اعتماد القوة في الحقوق الدولية ، هو موضوع المداخلات الانسانية و ان معظم التدخلات الحاصلة قد حصلت بعناوين انسانية و ان التعقيد الكامن في موضوع الدفاع الانساني يوجد في تركيبته بحيث يستلزم ذلك بتواجد مجموعة من الاسس المهمة و المتعارفة .

قواعد السيادة و حق تقرير المصير و عدم استخدام القوة من جانب و قواعد تتعلق بحق الحياة و المحافظة علي الحرية و صيانة الكرامة الانسانية و حرية العقيدة و البيان و منع الابادة البشرية و القتل الجماعي و التعذيب و الاسكان القسري من جانب أخر هي من المواضيع التي يلتفت اليها فمن المتعارف عليه أن  علی الحكومات مسؤلية انسانية ازاء انتهاكات الحقوق الانسانية الاساسية و دون ادني شك وايضا  علي الحكومات مسؤلية اخلاقية حينما تتعرض حقوق الانسان بشكل منظم و صارخ اقد يتاثر منها الضمير الانساني و اخلاقيا و انسانيا المداخلات الانسانية بمفهومها الكلاسيكي هي نوع من التدخل الاحادي من قبل حكومة او عدة حكومات في شؤون بلد أخر بااللجوء الي القوة و من اجل اهداف انسانية في شؤون ذلك البلد.فحصر تأثر الأوبئة ع المدى القصير قد يكون صحيح فى  حالة الاحتواء اما حالة استمرار التفشى  بدون سيطرة فقد يؤدي الى تفاقم الاوضاع وهذا ما حصل و باء الأنفلونزا الاسبانية الفتر ة  1920–1918والتى  راح ضحيتها  من  20لـ  100مليون ا نسان و التأكيد ان مثل هذه الكارثه لن تكون اثار  محصورة ع المدى القصير , صحيح ان ا المجال  الطبى  تطور بشكل هائل  منذ مائة عام وان احتمالية احتواء الو باء اصبحت مرتفعة عما كان عليه  الوضع سابقاً الا ان ا لجزم بان تاثيرات الوباء ستكون على المدى القصير ينبغى ان ترتبط فى ذلك بدرجة السيطرة والامكانيات الصحية فوباء الكورونا أدى الى تاثر الاسواق الماليه وتعطيل اليه عمل السوق الماليه  وهو امر فى غايه الخطوره وقد يكون أول مراحل الانهيار الاقتصادى حيث ان السوق الماليه الصينيه نفسها قد تاثرت وتراجع مؤشر بورصه شنغهاى وحذرت ميرة صدوق النقد الدولى من ان وباء كوفيد 19 او ما يسمى بالكورونا المستجد قد ينعكس سلبا على نمو الاقتصاد فى 2020موضحة ان الامر يتوقف على قدرة الصين ايضا فى أحتواء المرض ومن ناحيه اخرى نجد ان هيونداى موتور والتى تعد من أكبر الشركات فى كوريا الجنوبيه فى صناعه السيارات  ا نها ستعلق الانتاج فى البلاد بينما أعلنت شقسقتها كيا انها ستوقف بعض خطوط التجميع بسبب اضطرابات امتداد قطع الغيار بعد تفشى فيروس كورونا كما ان عدد كبير من شركات تصنيع السيارات العالميه منها تسلا وفورد وبى اس  اى بيجو ستروين ونيسان اليابانيه وهوندا موتور قد اوقفت بالفعل العمل فى بعض مصانعها فى الصين تماشيا مع تعلميات اصدرتها الحكومه ومن جهه اخرى نجد ان شركه كيا موتورز والتى تمتلك شركه هيونداى 34% منها خفض الانتاج فى مصانعها فى مدينه هواسونغ وكوانج جو خارج العصمه سول لنفس الاسباب وفقا لاتحاد العمال ولم تقدم الشركه تفاصيل حول تعليق خطوط التجميع  من كل ذلك نستنتج بوضوح تاثير الوباء موجود على الاقتصاد العالمى ولكن بشكل جزئى ولايمكن الجزم بحجم التاثر حتى صدور التقارير الاقتصادية الرسميه ولقد تاثرت الصين وشهدت تراجعا7% فى اسوء أنخفاض يومى منذ صيف 2005فى اسواقها بسبب حاله ذعر من أنتشار فيروس كورونا الامر الذى ادى الى تراجع  الانتاج  والاقتصاد ككل خصوصا فى وضع يشمل جميع الحالات الاقتصاديه وفى دوله صناعيه وتجاريه كالصين وتعطيل اليه السوف فمن المتعرف عليه اى خلل يحدث فى الاقتصاد ينعكس أثرة على الشركات فبالتالى  تتغير تعاملات هذة الشركات فى الاسواق المليه مما يعنى ارتفاع حاله تضرر الاقتصادواتساع نطاق التاثر على مستوى الشركات والصناعات المصدره فلقد تاثر الوباء فى عرقله حركه الصادرات والتجارة الخارجيه وبالعودة الى  التدخل الانسانى نجد ان وحدة التفتيش المشتركة التابعة للأمم المتحدة  تضع مفهوماً للتدخل الدولي الإنساني وهو: تقديم المساعدات الإنسانية الى ضحايا الكوارث الطبيعية والكوارث التي هي من صنع الإنسان، بما في ذلك حالات الطوارئ المعقدة، على اساس قصير الأجل واساس طويل الأجل. وقد عَرَّفَ المؤتمر الدولي المعني بالمنح الإنسانية العلمية المعقود لعام 2003 التدخل الدولي بأنه: كافة المساعدات الإنسانية التي تعنى بإنقاذ الارواح والتخفيف من المعاناة والحفاظ على الكرامة الإنسانية اثناء الأزمات التي هي من صنع الإنسان والكوارث الطبيعية في أعقابها، فضلاً عن منع حدوث مثل هذه الحالات وتعزيز التأهب لحدوثها.

المبحث الثالث : حقوق وواجبات المحجورين والمجتمع على الدوله

تقدم منظمة الصحة العالميه جهود مضنيه وتقوم بالرعاية المباشرة للمرضى المشتبه فى اصابتهم او المؤكدة اصابتهم ويتطرق المعيار الأساسي الإنساني إلى تسعة التزامات يتم استخدامها من قبل المنظمات الإنسانية والناشطين في المجال وو ضـع الحـالات المشـتبه في إصابتهـا أو المؤكـدة إصابتهـا في غرف عزل فرديـة مرفق بها حمـام أو مرحاض خاص بهـا، وموضع للاسـتحمام، وحـوض مجهـز بميـاه جاريـة، وصابـون، وفـوط أحاديـة الاسـتخدام، ومطهـرات كحوليـة لفـرك اليدين، مع مخـزون مـن معـدات الحمايـة الشـخصية، ومخـزون من الأدويـة، وتهويـة جيـدة، ونوافذ مـزودة بشـبك، وأبـواب مغلقة، لتحسين جودة وفعالية المساعدة التي يقدمونها خلال الاستجابة الإنسانية ممع فـرض قيـود عـلى الدخول والخـروج و لا تسـمح لسـائر الزائريـن بدخـول غـرف العـزل أو أماكـن العـزل، وتأكـد مـن أن الزائريـن الراغبـن في ملاحظـة المريض متواجـدون عـلى مسـافة كافيـة (حـوالي  15مـترا أو  50قدمـا) مـن المريض و يتطرق المعيار الأساسي الإنساني إلى تسعة التزامات يتم استخدامها من قبل المنظمات الإنسانية والناشطين في المجال الإنساني لتحسين جودة وفعالية المساعدة التي يقدمونها خلال الاستجابة الإنسانية و يمكن أن تستعمل المجتمعات والأفراد المتضررة من الكوارث أو النزاعات هذه الالتزامات لإبقاء هذه المنظمات لصالحها. هذه الالتزامات مؤيدة من قبل معايير الجودة والتي تشير إلى كيفية عمل الناشطين في المجال الإنساني للوفاء بها.كما ينص المعيار الأساسي الإنساني على تدابير أساسية تحدد ما يحتاجه العاملون في المجال الإنساني من أجل الوفاء بالالتزامات و يحدد المعيار الأساسي الإنساني العناصر الأساسية للعديد من المعايير الإنسانية والالتزامات القائمة بما في ذلك قواعد السلوك لكل من الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية والمعايير الأساسية لدليل اسفير والميثاق الإنساني ومعايير الشراكة في المسائلة الإنسانية ( 2010) ومدونة الممارسة السليمة لمبادرة الناس في المعونة وقاعدة الجودة (كمباس) التي طورتها مجموعة الطوارئ وإعادة التأهيل والتنمية إن التوجيهات مخصصة للبلدان التي أكدت وجود انتشار لمرض كوفيد-19 فيها، ولكنها مع ذلك مهمة في جميع السياقات الأخرى. ويمكن أن يشجع التعليم الطلاب على أن يصبحوا دعاة للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، في المنزل وفي المدرسة وفي مجتمعهم المحلي، من خلال التحدث مع الآخرين وتوعيتهم حول كيفية منع انتشار الفيروسات. وهناك العديد من الاعتبارات التي تدخل في المحافظة على العمليات المدرسية الآمنة وفي إعادة فتح المدارس بعد إغلاقها، ولكن إذا تم القيام بالأمر بشكل جيد فيمكن أن يعزز ذلك من الصحة العامة ولقد لعبت الأمـم المتحدة دوًار بارًاز في صياغة القانون الدولي لللبيئه ، سواء من خلال تنظيم مؤتمرات دوليه حول البيئه او من خلال انشاء اللجان والبرامج المعنيه بحمايه البيئه بالاضافة الى دور منظمه الصحة  العالميه والصليب الاحمر والقانون الدولى  الانسانى فى وضع المعايير التى توضح الحدود القصوى لتعرض الانسان لهذة الملوثات وقد صدر عن  مؤتمر استكهلوم الاعن العالمى حول البيئه الانسانيه  بالنظر إلى خطورة تلوث البيئة قد اهتمت الكثير من الدراسات و الفكر القانوني بقضايا البيئة ، وظهرت العديد من المؤلفات و البحوث و عقدت عدة مؤتمرات و وقعت الكثير من الإتفاقيات التي تعالج هذا الموضوع، ومشكلة التلوث قد أخذت حيزا من الاهتمام الدولي بسبب بعدها العالمي و أن البيئة الطبيعية وحدة واحدة لا تحدها حدود ، ذلك فهي تثير العديد من الإشكاليات و خاصة القانونية منها ، نظرا لمراعاة الإعتباراتالإقتصادية و السياسية و الإجتماعية التي تحيط بهذه المشكلة .فنجد الجهود الدولية المبذولة قد اتخذت في الأساس صورة إبرام الإتفاقيات والمواثيق الدولية حيث دفع الإهتمام بالتوازن البيئي و منظمات دولية لتحديد مسؤولية الدول اتجاه الحفاظ على البيئة.

المطلب الاول: مساهمه المنظمات الدوليه فى حمايه البيئه عند مواججه الكوارث

انتشرت فكرة المنظمات الدولية خلال القرن العشرين بشكل كبير، وهي تعتبر وفقا للقانون كيانا نشأ للاتفاق بين الدول التي تمثل الأعضاء الأساسية في ا لمنظمه الدولية.ونجد أن الجهود الدولية على المستوى الدولي للمحافظة على البيئة قد بدأ خلال وقبل الحرب العالمية الثانية، عندما قامت عصبة الأمم المتحدة بالتعاون مع بعض الحكومات بإبرام اتفاقية دولية للحد من تلوث البيئة البحرية بواسطة السفن، كما أقيمت الهيآت والأجهزة الدولية المكرسة لحماية البيئة وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي أقيم في أعقاب مؤتمر ستوكهولم كأداة الأمم المتحدة في مجال النهوض بالتعاون الدولي لحماية البيئة ومنها الأقسام و الفروع التي خصصتها كثير من المنظمات الدولية للعناية بالبيئة ، وتعمل هذه الأجهزة على إجراء البحوث ورصد الملوثات وتبادل الخبرات والمعلومات وتنسيق الخطط والمشروعات وإعداد التوصيات والاتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة وتقوم المنظمات البيئية أيضا بنشر المجلات و المواد الأخرى لإقناع الناس بضرورة منع التلوث، وتحضير الأفراد على بدل جهود كبيرة في مكافحة التلوث كما قامت بعض المنظمات الدولية المتخصصة بدورها بتوفير آليات خاصة بقضايا البيئة ويصدق ذلك بشكل ملحوظ على المنظمات الآتية: اليونسكوللأغذية و الزراعة، المنظمة البحرية، منظمة العمل الدولية، ويقوم المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة بمهمة التنسيق بين أنشطة هذه المنظمات و الأجهزة النوعية التي تنشئها وقد اتجهت جهود الأمم المتحدة فيما بعد إلى دراسة الأبعاد و الانعكاسات البيئية على التنمية فأنشأت الجمعية العامة سنة  1983بناء على اقتراح مجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة للبيئة تسمى ” اللجنة العالمية للبيئة و التنمية” لتقديم شرح أكثر تفصيلا للتنمية المستدامة وكيفية تطبيقها، كما تم اقتراح عدة تدابير بناءة تنظيمية و مانية وقانونية للمساعدة على حل المشاكل الاقتصادية ومشاكل البيئة الحية من خلال حماية البيئة والتنمية المستمرة والمتجددة.وقد قامت العديد من  المنظمات الدولية الأخرى خارج إطار برنامج الأممـ المتحدة لببيئة باتخاذ إجراءات على المستوى الدولي والإقليمي، للحد مف الأضرار التي تلحق بالبيئة من الأنشطة البشرية المختلفة، وقد ساىمت تلك الإجراءات في تطوير القانون الدولي للبيئة وتقوم منظمة الصحة العالمية بتقييـم الآثار الصحية للعوامل التلوث والمخاطر البيئية الأخرى في اليواء والماء والتربة والغذاء، ووضع المعايير التي توضح الحدود القصوى، لتعرض الانسان لهذة الملوثات فعند عند مواجهة الكوارث، تحترم الدول والمنظمات الحكومية الدولية المختصة والمنظمات غير الحكومية المعنية كرامة الإنسان الأصيلة وتحميها حيث ١يتناول مشروع المادة  [٧]٥مبدأ الكرامة الإنسانية في سياق مواجهة الكوارث. وتدرك اللجنة أن مبدأ الكرامة الإنسانية مبدأ أساسي مؤثر في القانون الدولي لحقوق الإنسان وداعم لـه.

وفي سياق حماية الأشخاص في حالات الكوارث، تشكّل الكرامة الإنسانية مبدأً توجيهيـاً لأي إجراء يتخذ في سياق تقديم الإغاثة، وفي التطور المستمر للقوانين التي تعالج مواجهة الكوارثويشكّل مبدأ الكرامة الإنسانية ركيزة للصكوك الدولية لحقوق الإنسان، وقد اعتبر الأساس الجوهري لقانون حقوق الإنسان. فديباجة ميثاق الأمم المتحدة تؤكد من جديد على “كرامة الفرد وقدره”، وديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام  ١٩٤٨تنص علـى أن “الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم […] يشكّل أساس الحريـة والعدل والسلام في العالم.” ويرد أيضاً تأكيد لمبدأ الكرامة الإنسانية في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية) ،(والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتـصادية والاجتماعيـة الثقافية) ،(والاتفاقية الدولية للقضاء علـى جميـع أشـكال التمييـز العنـصري)، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة واتفاقية حقوق الطفل وللمبدأ مكانة محورية أيضاً في مجال القانون الدولي الإنساني. ومفهوم الكرامـة الإنـسانية معترف به في الفقرة )١ج( من المادة  ٣المشتركة بين اتفاقيات جنيـف لعـام ،١٩٤٩ والمادتين  ٧٥و ٨٥من البروتوكول الأول) ،والمادة  ٤من البروتوكول الثاني ويرد أيضاً مفهوم الكرامة الإنسانية في جوهر العديد من الصكوك الدولية الرامية إلى توفير الإغاثة الإنسانية في حالات الكوارث. فتنص إرشادات الاتحـاد الـدولي لجمعيـات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على “أن الأطرافَ المقدمة للمساعدة ينبغي أن تحتـرم […] الكرامة الإنسانية للأشخاص المتضررين من الكوارث في كل الأوقات”) . ويـنص قـرار الجمعية العامة  ١٠٠/٤٥على أن “ترك ضحايا الكوارث الطبيعية وحالات الطـوارئ بـلا مساعدة إنسانية يمثل خطراً على الحياة الإنسانية وإهانة لكرامة الإنسان”) . ولاحظ معهد القانون الدولي بالمثل أن ترك ضحايا الكوارث بدون مساعدة إنسانية يشكل “انتهاكاً للكرامة الإنسانية”.

المطلب الثانى : دور الامم المتحدة فى مساهمه الدول الاكثر عرضه للمخاطر

لا احد ينكر الدور الهام التى تقوم به منظمة الامم المتحدة حيث قامت بتخصيص 15 مليون دولار أمريكي من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF) للمساهمة في تمويل الجهود العالمية الرامية إلى احتواء الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 وجاء الإعلان في الوقت الذي رفعت منظمة الصحة العالمية تقييمها للمخاطر العالمية المرتبطة بفاشية فيروس كورونا إلى مستوى “مرتفع جداً”، وهو المستوى الأعلى لتقييم المخاطر لدى المنظمة. غير أن المنظمة قالت أيضا إن الفرصة ما زالت سانحة لاحتواء الفيروس إذا تسنّى قطع سلسلة انتقاله.

وكانت المنظمة قد أصدرت نداء للتبرع بمبلغ 675 مليون دولار أمريكي لتمويل مكافحة فيروس كورونا الجديد. وما زال المجال مفتوحاً لاحتواء انتشار الفيروس إذا ما بادرت الدول إلى تطبيق تدابير مُحكمة للكشف عن الحالات مبكراً وعزل المرضى ورعايتهم وتتبع المخالطين.

وفي هذا السياق، قال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، إن “إحدى شواغلنا الرئيسية تتمثل في إمكانية تفشي الفيروس في بلدان لديها نُظم صحية ضعيفة. وسيساعد التمويل المقدم على دعم هذه البلدان في تعزيز استعداداتها لكشف الحالات وعزلها وحماية العاملين الصحيين ومعالجة المرضى على نحو يحفظ كرامتهم ويقدم لهم الرعاية المناسبة. وسيساعدنا ذلك على إنقاذ الأرواح ومكافحة الفيروس وتتولى اليونيسيف زمام الإجراءات الوقائية في المجتمعات المحلية في مختلف البلدان المتضررة من خلال التوعية بالمخاطر، وتوفير مستلزمات النظافة الشخصية والمستلزمات الطبية في المدارس والعيادات الصحية، ورصد آثار الفاشية لدعم استمرارية خدمات الرعاية والتعليم والخدمات الاجتماعية.

فاالمنحة من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ ستساعد البلدان التي لديها نُظم صحية هشة على تعزيز قدرات الكشف والاستجابة لديها. ومن شأنها أن تنقذ أرواح الملايين من الأشخاص المعرّضين لخطر العدوى”.

فلقد أصدرت الجمعية العامة للأممـ المتحدة التوصية رقـم  ،2997لسنة 1972ـبإنشاء برنامج الأمـم المتحدة لليئة “اليونيب،” منذ سنة 1973 اذا لا غنى عن التعاون الدولي الفعال لحماية الأشخاص في حالات الكوارث.

وواجب التعاون مبدأ راسخ من مبادئ القانون الدولي وينص عليه العديد من الصكوك الدولية. وهو مكرس في ميثاق الأمم المتحدة ضمن سياقات في مقدمتها السياق الإنساني الذي تُطرح فيـه ويكتسب التعاون أهمية خاصة فيما يتعلق بالقانون الدولي لحقوق الإنـسان. ويـشير العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بشكل صريح إلى التعاون الدولي باعتباره وسيلة لإعمال الحقوق الواردة فيه) . وهذا ما أكدته من جديـد اللجنـة المعنيـة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في تعليقاتها العامة بشأن إعمال حقوق محددة يضمنها العهد) .

واكتسب التعاون الدولي مكانة بارزة بصورة خاصة في اتفاقية عام  ٢٠٠٦المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي يشمل نطاق تطبيقها “حالات تتسم بالخطورة بما في ذلك حالات التراع المسلح والطوارئ الإنسانية والكوارث الطبيعية وفيما يتعلق بالتعاون في سياق الإغاثة والمساعدة في حـالات الكـوارث، أقـرت الجمعية العامة، في القرار  ،١٨٢/٤٦بما يلي:

قد يتجاوز حجم العديد من حالات الطوارئ ومدتها قدرة العديـد مـن البلدان المتضررة على الاستجابة. وبالتالي يكتسي التعاون الدولي في مواجهة حالات الطوارئ وتعزيز قدرة البلدان المتضررة على الاستجابة أهمية كبيرة. وينبغي تـوفير ذلك التعاون وفقاً للقانون الدولي والقوانين الوطنية .. وإضافة إلى ذلك، هناك عدد كبير من الصكوك التي لها صلة محددة بحماية الأشخاص في حالات الكوارث، يثبت أهمية التعاون الدولي في مكافحة آثار الكوارث.

ولا تشكل هذه الصكوك في حد ذاتها تعبيراً عن التعاون فحسب، وإنما تعكس بصفة عامة مبـدأ التعـاون فيما يتعلق بجوانب محددة من إدارة الكوارث ترد في نص الصك. وفي الاتفاقـات الثنائيـة، ينعكس ذلك عادة في عنوان الـصك الـذي يـشير إمـا إلى التعـاون أو إلى المـساعدة )المتبادَلة() .(٣٠٣وفضلاً عن ذلك، فإن واجب التعاون، في الغالبية العظمى مـن الحـالات، يصاغ بوصفه أحد أهداف الصك أو تُنسب إليه آثار إيجابية تساعد في تحقيق هذه الأهداف. وهنا أيضاً تأتي أهمية اتفاقية تامبيري في هذا المجال، حيث تشير في الفقرة  ٢١من ديباجتها إلى أن الأطراف تود “تيسير التعاون الدولي من أجل التخفيف من آثار الكوارث.” ويرد مثـال آخر في الاتفاق المبرم بين فرنسا وماليزيا “اقتناعاً منا بالحاجة إلى تطوير التعاون بين الأجهزة المختصة لكلا الطرفين في مجال الوقاية من الأخطار الجسيمة وحماية السكان والممتلكات والبيئة.

الخاتمه :

من المتعارف علية ان دور منظمة الأمم المتحدة في حماية البيئة من التلوث، هو موضوع متجدد ودقيق للغاية، وأعترف أن البحث فيه ليس بالأمر السهل، وذلك بسبب التطور المتلاحق في دراسات حماية البيئة، واختلاف الاتجاهات الفقهية المهتمة بالمشاكل الدولية للبيئة، وهذا يدعوني إلى توجيه ندائي للمتخصصين في القانون الدولي ومنظمات حماية البيئة  ومنظمه الصحة العالميه لإشباع جانب المسؤولية القانونية الدولية، دراسة وتمحيصا وكذلك عنصري الضرر والتعويض في هذا المجال  إضافة إلى مسؤولية الدولة عن الأفعال التي تأتيها مسببة التلوث الذي يهدد البشرية جمعاء وأن يحددوا المعيار الذي بموجبه يتم قياس درجة جسامة تلك الأفعال، وتوضيح جميع هذه المفاهيم وتأصيلها.

التوصيات :

يوصى الباحث بضروره إنشاء منظمة دولية للبيئة والتنمية على غرار هيئة الأمم المتحدة تتمثل بجميع الدول على مستوى وزارة البيئة . وأن وظائف هذه المنظمة تتضمن فقط الاهتمام بشؤون البيئة والتنمية في معالجة الأخطار التي تهدد كوكب الأرض، وتشرف على تطبيق قرارتها المتخذة والاستعانة عند الضرورة بمجلس الأمن الدولي واعتبار قرارات المنظمة ملزمة لديه بجهة تطبيق الفصل السابع للتدخل بحال عدم الالتزام أي دولة من دون أعضاء المنظمة أو خلافها في تطبيق القرارات دون استثناء. وتتولى اليونيسيف  دائما زمام الإجراءات الوقائية في المجتمعات المحلية في مختلف البلدان المتضررة من خلال التوعية بالمخاطر، وتوفير مستلزمات النظافة الشخصية والمستلزمات الطبية في المدارس والعيادات الصحية، ورصد آثار الفاشية لدعم استمرارية خدمات الرعاية والتعليم والخدمات الاجتماعية.والعمل على إيجاد محكمة بيئية مختصة بالنظر في جرائم البيئة، ووضع جرائم البيئة في مصاف الجرائم الخطرة وتدعيم العقوبات المقررة لها، وتحديد المسؤولية القانونية الدولية وعنصري الضرر والتعويض تحديدا دقيقا مع الحزم في تطبيق النصوص القانونية الخاصة بالبيئة والتلوث البيئي، وتطبيق العقوبات البيئية الدولية بالنظر إلى جريمة التلويث وليس الدولة الملوثة.

المراجع :

د.فرج صالح الهريش ,جرائم تلوث البيئه ,دراسه مقارنه,المؤسسات الفنيه للطباعه والنشر ,الطبعه الاولى 1998

د.هاشم صلاح,المسئوليه البحريه,رساله دكتوراه,جامعه القاهرة 1991

د. عبد الحكيم عبد اللطيف الصغيرى, البيئه فى الفكر الانسانى والواقع الانسانى ,الدار المصريه اللبنانيه 1994

د. عبد العزيز مخيمر ,دور المنظمات الدوليه فى حمايه البيئه ,دار النهضة العربيه,1986

د.احمد ابراهيم الشريف ,دراسات فى الخطاب الاسلاميه ,دار الفكر العربى

د.محمد رشيد, الفاروق عمر بن الخطاب,دار الكتب العلميه ,بيروت لبنان

د.نصر ا لله سناء,الحمايه القانونيه للبيئه من التلوث فى ضوء قواد القانون الدولى ا لانسانى  مذكرة تخرج لنيل درجة الماجستير,جامعه باجى مختار,عنابه 2011

عمر سعدالله ,معجم القانون الدولى المعاصر ,ديوان المطبوعه الجامعية الجزائر , 2008

د عادل ماهر الالفى . الحمايه الجنائيه للبيئه,دار الجامعه الحديثه للنشر الاسكندريه

د.معمر رتيب محمد عبدا لحافظ ,القانون الدولى للبيئه وظاهرة التلوث

اليونيب هو برنامج الامم المتحدة للبيئه

اتفاقية جنيف لتحسين حال الجرحى والمرضى بالقوات المـسلحة في الميـدان، United Nations, Treaty

Series, vol. 75, No. 970, p. 31؛ واتفاقية جنيف لتحسين حال جرحى ومرضى وغرقى القوات المسلحة في

؛ واتفاقية جنيف بشأن معاملة أسـرىUnited Nations, Treaty Series, vol. 75, No. 971, p. 85 ،البحار

؛ واتفاقية جنيف بشأن حماية المـدنيينUnited Nations, Treaty Series, vol. 75, No. 972, p. 135 ،الحرب

“)اتفاقيات جنيـف لعـامUnited Nations, Treaty Series, vol. 75, No. 973, p. 287 ،في وقت الحرب

،(“١٩٤٩الفقرة  ١من المادة المشتركة ) ٣التي تنص على حظر “الاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلـى

الأخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة.(”

(البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقيات جنيف المعقودة في  ١٢آب/أغسطس  ،١٩٤٩والمتعلق بحماية ضحايا

United Nations, Treaty Series, vol. 1125, No. ،١٩٧٧ ،(المنازعات المسلحة الدولية )البروتوكول الأول

،17512, p. 3المادة  ،٧٥الفقرة )٢ب( )التي تنص على حظر “انتهاك الكرامة الشخصية، وبوجه خـاص

المعاملة المهينة للإنسان والمحطة من قدره، والإكراه على الدعارة وأية صورة من صور خـدش الحيـاء(“؛

المادة  ،٨٥الفقرة )٤ج( )التي تنص على أن “ممارسة الفصل العنصري وغيره من الأساليب المبنيـة علـى

التمييز العنصري والمنافية للإنسانية والمهينة، والتي من شأنها النيل من الكرامة الشخصية” تعد إذا اقترفت عن

عمد انتهاكات جسيمة لهذا البروتوكول.( البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقيات جنيف المعقودة في  ١٢آب/أغسطس  ،١٩٤٩المتعلق بحمايـة ضـحايا United Nations, Treaty Series, vol. 1125, No. ،١٩٧٧ ،(المنازعات المسلحة غير الدولية )البروتوكول الثاني  ،17512, p. 609المادة  ،٤الفقرة )٢ه( )التي تنص على حظر “انتهاك الكرامة الشخصية، وبوجه خاص المعاملة المهينة والمحطة من قدر الإنسان، والاغتصاب، والإكراه على الدعارة وكل ما من شأنه خدش الحياء(“. ) (٢٧٤إرشادات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، المادة  ،٤الفقرة .١ ) (٢٧٥قرار الجمعية العامة  ١٠٠/٤٥المؤرخ  ١٤كانون الأول/ديسمبر  ،١٩٩٠فقرة الديباجة اتفاقية حقوق الطفل، المادة )٣٧ج( )التي تنص على أمور منها أن “يعامل كل طفل محـروم مـن حريتـه بإنسانية واحترام للكرامة المتأصلة في الإنسان.(”

American Convention on Human Rights, Organization of American States, Treaty Series, No. 36, United Nations, Treaty Series, vol. 1144, No. 17955, p. 123, art. 5, para. 2 (noting inter alia that “[a]ll persons deprived of their liberty shall be treated with respect for the inherent dignity of the .human person ”)

قرار الجمعية العامة ٢٢٠٠ألف)د- (٢١المؤرخ  ١٦كانون الأول/ديسمبر  ،١٩٦٦المرفق، المواد  ١١و١٥ .٢٣ و٢٢و نظر على وجه الخصوص التعليقات العامـة رقـم  ،(E/1990/23) ٢ورقـم  ،(E/1991/23) ٣ورقـم ٧ .(E/C.12/2002/11) ١٥ ( ورقمE/C.12/2000/4) ١٤ (، ورقمE/1998/22)

قرار الجمعية العامة  ١٠٦/٦١المؤرخ  ١٣كانون الأول/ديسمبر  ،٢٠٠٦المرفق الأول، المادة .١١

المرفق، الفقرة .٥

انظر  A/CN.4/590/Add.2للاطلاع على قائمة شاملة بالصكوك ذات الصلة. وللاسـتزادة فيمـا يتعلـق بتصنيف الصكوك لأغراض القانون الدولي للاسـتجابة للكـوارث، انظـر: H. Fischer, “International

disaster response law treaties: trends, patterns, and lacunae” in IFRC, International disaster

.response laws, principles and practice: reflections, prospects and challenges (2003), at pp. 24–44

مواقع الانترنت:

1-اقتصاديات اسيا تعانى من كورونا https://www.aljazeera.net/news/ebusiness/2020/2/3

2- https://www.habilian.ir/ar/37-legal/765-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%AE%D9%87-%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86.html

3- https://www.ejiltalk.org/covid-19-and-defences-in-the-law-of-state-responsibility-part-i/?fbclid=IwAR3KPARYypjiY78a9dDPYcHQMG45D_84VhVYed8NEQDEFJu7xC8nVcNKcCE

4-http://www.emro.who.int/ar/surveillance-forecasting-response/infection-control/

5- https://www.spherestandards.org/ar/%D8%A7%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3/

6- https://blogs.aljazeera.net/blogs/2020/3/12/%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1

 

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=66583

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M