تحليل السياسة الخارجية الروسية تجاه أوكرانيا في ضوء بدء العمليات العسكرية فبراير 2022

اعداد : فرح عماد شلقامي – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة

 

المقدمة :

يعد تحليل السياسة الخارجية من أهم مجالات العلاقات الدولية التي تساعد على فهم سلوك الدول والمؤسسات الدولية والعوامل التي تؤثر على قراراتها وأهدافها. تهدف هذه الدراسة إلى وصف وتحليل تصرف روسيا في البيئة الخارجية، حين قرر صانع السياسة الخارجية الروسية اتخاذ قرار التدخل العسكري في أوكرانيا في فبراير 2022، حيث تسعى لتوضيح العوامل والأسباب وراء هذا القرار من خلال عرض المحددات الداخلية والخارجية والقيادية للسياسة الخارجية الروسية، والتي كان لها آثارها بطرق ودرجات مختلفة في تشكيل تلك السياسة وتوجيهها نحو قرار الحرب ضد أوكرانيا، وفقاً للأثر النسبي لكل محدد من هذه المحددات. كما أنه يمكن دراسة هذا السلوك الروسي ومدى تأثيره على النظام الدولي من خلال رصد الأبعاد العامة لسياستها الخارجية بالتركيز على توجهاتها العامة وأدوارها كبعدين من أبعاد السياسة الخارجية الروسية في تلك الأزمة، وكيف كانت إسهاماتهما في تشكيل هذه السياسة. وهو ما يعد تمهيداً للجزء الأخير من الدراسة، والذي يتناول عملية صنع القرار الروسي والمراحل الذي مر بها حتى التنفيذ، بالرجوع إلى نظريات صنع واتخاذ القرار في السياسة الخارجية.

الجزء الأول من الدراسة

المحددات العامة الداخلية والخارجية للسياسة الخارجية الروسية إزاء أوكرانيا:

لا يوجد عامل يستطيع تفسير السياسة الخارجية لدولة ما بمفرده، بل تحليل وتفسير السياسة الخارجية للدول يكون من خلال دراسة منظمة لتلك العوامل أو المحددات وتفاعلها معاً، ولتحليل تلك المحددات الداخلية للسياسة الخارجية الروسية إزاء أوكرانيا سيتم البدء بأبرز تلك العوامل وأكثرهم تأثيراً، وهو القدرات العسكرية ثم يليه غيره من المحددات حسب درجة تأثيرها وأهميتها في السياسة الخارجية الروسية أثناء حربها مع أوكرانيا.

أولاً: المحددات الداخلية

  • القدرات العسكرية:

من خلال تحليل مؤشرات القوة العسكرية لكلاً من روسيا وأوكرانيا نجد أن، هناك خللاً واضحاً في ميزان القوة العسكرية لصالح روسيا، وذلك الذي شجع روسيا على استغلال تلك القوة العسكرية وغزو أوكرانيا من جهة، وأدى لاستعانة أوكرانيا بالقوى الغربية من جهة أخرى.

فمن حيث حجم القوات المسلحة (الكم) يحتل الجيش الروسي المرتبة الخامسة على مستوى العالم من حيث القوة العددية، حيث يبلغ تعداده 850 ألف جندي في الخدمة، بينما يحتل الجيش الأوكراني المرتبة العشرين عالمياً ويبلغ تعداده 200 ألف جندي فقط.

ومن حيث الكفاءة القتالية، يحتل الجيش الروسي المرتبة الثانية في ترتيب أقوى جيوش العالم، بينما يحتل نظيره الأوكراني المرتبة الثانية والعشرون على مستوى العالم.

كما يعتبر حجم الإنفاق العسكري من بين أحد المؤشرات التي تحدد القدرة العسكرية للدولة، فبينما تحتل ميزانية الدفاع الروسي المرتبة الثالثة عالمياً من حيث الإنفاق الدفاعي حيث تقدر 154 مليار دولار امريكي، تحتل ميزانية الدفاع الأوكراني المرتبة العشرون عالمياً التي تقدر بحوالي 11,9 مليار دولار.

وفي حين أن الجيش الروسي يمتلك أكثر من 4173 طائرة حربية محتلاً في ذلك المرتبة الثانية عالمياً، و12.420 ألف دبابة متصدراً على جيوش العالم أجمع، يمتلك الجيش الأوكراني 3188 طائرة حربية فقط ليكون بالمرتبة الحادية والثلاثين عالمياً، و2596 دبابة فقط ليحتل المرتبة الثالثة عشر عالمياً.[1] وذلك يوضح عدم التكافؤ بين روسيا وأوكرانيا عسكرياً كماً وكيفاً.

ولأن تلك المؤشرات لا تأخذ القوة النووية كمؤشر لتقييم القوة العسكرية للدولة، فوجب تحليل تأثير امتلاك روسيا للقوة النووية كسلاح ردع يعزز من مكانتها الدولية، حيث أنها تمتلك ترسانة نووية ضخمة يُعتقد أنها الأكبر في العالم بما في ذلك حوالي 2000 سلاح نووي تكتيكي، وتمتلك تلك الترسانة مدى واسع جداً لتلك المتفجرات يصل إلى مئات من الكيلو طن تفوق في قوتها قنبلة هيروشيما.[2]

وبالنظر إلى ضرورة توافر درجة معقولة من المصداقية للدولة التي تهدد باستخدام القدرات العسكرية، نجد أن روسيا ترتفع درجة مصداقيتها وتأثيرها بشكل كبير حيث أن لديها قدرات عسكرية يعتد بها، بالإضافة إلى أن هناك سابقة من هذا النوع، عندما نجحت القوات الروسية في احتلال شبه جزيرة القرم وأجزاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك عام 2014.[3]

أما عن مصداقيتها في احتمال استخدام القوة النووية فهي ايضاً متوفرة وان كانت بنسبة اقل، فبالرغم من عدم اقدام روسيا على استخدام السلاح النووي من قبل إلا أن العقيدة العسكرية الروسية تسمح باستخدام الأسلحة النووية في حال وجود تهديد وجودي للدولة [4].كما أن احتمالات استخدامه تتزايد مع كل خسارة يتكبدها الجيش الروسي في ساحة المعركة وكذلك مع استعادة الجيش الأوكراني للأراضي التي احتلتها روسيا، فيمكن على أقل تقدير استخدامه في منطقة نائية كالبحر الأسود لردع أوكرانيا والتوقف عن هجماتها، وردع الغرب للتوقف عن تسليح أوكرانيا.[5]

2) القدرات الاقتصادية:

تتمتع روسيا بموارد طبيعية واكتفاء ذاتي يفي بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، بل وتمتلك منها فائض يعزز قدرتها التصديرية بالإضافة إلى امتلاكها القدرة على تعبئة تلك الموارد لتحقيق أهداف سياستها الخارجية، حيث تعد روسيا أكبر مُصَّدر للقمح في العالم بحوالي 20 بالمئة تقريباً من التجارة العالمية، وثاني منتج للغاز الطبيعي، وواحدة من أكبر خمسة منتجين للصلب والألومنيوم والنيكل.[6] ومن خلال ذلك استطاعت تقييد النفوذ الغربي وخصوصاً الأوروبي في أوكرانيا، والحد من دعمهم لها نظراً لاعتماد اقتصاد دول الاتحاد الأوروبي على الغاز الطبيعي الروسي وصعوبة إيجاد بديل آخر في وقت قصير والذي اُعتبر أكبر سلاح اقتصادي لها.[7]

كما أنها استخدمت الحوافز الاقتصادية من أجل تحقيق أهداف سياستها الخارجية في مواجهة دول الجوار وتحديداً أوكرانيا، فقد كانت تزودها بالنفط الخام والغاز الطبيعي بأسعار مُخفضة عن أسعار التصدير للاتحاد الأوروبي من أجل استمالة النخب السياسية بها، كما كانت تمارس ضغطاَ على أوكرانيا برفع تلك الأسعار إلى مستويات أعلى من أسعارها للدول الغربية الأخرى عندما تنتهج أوكرانيا سياسات لا تتوافق مع سياسات روسيا.[8]

ومن جهة أخرى، استخدمت الموارد الغذائية “كسلاح صامت” كما وصفة الرئيس الروسي السابق (دميتري ميدفيديف)، وذلك من خلال الحصار الروسي لموانئ البحر الأسود الذي منع تصدير أوكرانيا للموارد الغذائية، حيث توفر الأخيرة حوالي 10% من صادرات القمح في العالم و15% من صادرات الذرة، والذي أدى لتهديد حقيقي للأمن الغذائي العالمي في خطوة قامت بها روسيا لردع كل من يقف أمام تنفيذ سياستها الخارجية، وما يؤكد ذلك أن روسيا واصلت تصدير مواردها الغذائية ولكن بطريقة انتقائية للدول “الصديقة” فقط التي لم تفرض عقوبات ضد روسيا ولم تدعم تلك العقوبات من أجل توجيه ضربة للغرب وتذكير العالم بمكانة روسيا الدولية.[9]

وبمقارنة اقتصاد روسيا بأوكرانيا في عام 2021 أي قبل الحرب بعام نجد أن الناتج المحلي الإجمالي لروسيا أكبر بتسعة أضعاف من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا، وهو ما يعني قدرة روسيا على تعزيز قوتها العسكرية ووضعها على الصعيد الدولي وعدم وجود تكافؤ اقتصادي بينها وبين أوكرانيا، وذلك بالرغم من سلسلة العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على روسيا منذ أزمة شبه جزيرة القرم 2014 إلا أن اقتصاد روسيا مرن وتكيف مع تلك السياسات نظراً لعدم اعتماده على منتج واحد رئيسي للتصدير، ولرغبتها في استكمال تنفيذ سياستها الخارجية توجهت إلى الصين والهند بدلاً من الاتحاد الأوروبي لتصدير النفط والغاز الطبيعي.[10]

كل تلك الأسباب والقدرات الاقتصادية مكنت روسيا من توجيه سياستها الخارجية إلى قرار الحرب دون تردد أو خوف من العقوبات الاقتصادية الغربية حيث أن وضع روسيا الاقتصادي قبل وأثناء حربها مع أوكرانيا وفر لها قدرات اقتصادية مكنتها من ممارسة دور واسع النطاق على الصعيد الدولي.[11]

3) البيروقراطية (وزارة الخارجية):

تمكين البيروقراطية المعاونة يؤدي إلى قرارات أكثر رشادة لأنها تمتلك الخبرة والمعلومات وبعيدة عن التحيزات الشخصية وسوء الإدراك لتعدد الأجهزة ووجهات النظر بها، لكن في روسيا الأمر مختلف تماماً، فبالنسبة إلى النظام الروسي ذو الهيكل السلطوي الهرمي تتدفق فيه المعلومات بشكل أفضل من أعلى إلى أسفل، بينما تدفقها في الاتجاه المعاكس يواجه صعوبات، حيث يكمن تفسير اتجاه السياسة الخارجية لقرار الحرب في عدم توافر آليات التغذية الراجعة الموثوقة، لأن إبلاغ المشكلات والمعلومات الحقيقية لرئيس استبدادي يكون محفوفاً بالخطر ولذلك لم يستطع صانع القرار تخيل المستوى الحقيقي للدعم الشعبي لحكومة أوكرانيا وسيادتها وكذلك قوة جيشها.

حيث أن تفوق الجيش الأوكراني في ساحة المعركة يرجع إلى هيكله وثقافته الأقل مركزية، بينما النظام الروسي القائم على مبدأ القوة الرأسية أدى لاتخاذ قرارات غير عقلانية بالإضافة لعدم كفاءة في تنفيذها.[12]

4) القدرات الإعلامية والمعلوماتية:

من أكثر المحددات الداخلية التي تؤثر في السياسة الخارجية الروسية وتعمل على تحقيق أهدافها، وذلك من خلال حرب المعلومات التي اتبعها بوتين على مدار أكثر من عقدين، فقد أحكم قبضته على وسائل الإعلام وتعمد نشر المعلومات المضللة التي تخدم أغراض السياسة الخارجية، وذلك تحديداً النهج الذي اتبعه في الحرب الروسية الأوكرانية 2022 فقد ثبت أن الأخبار السياسية الكاذبة تنتشر أسرع بشكل مضاعف من الأخبار الحقيقية معتمداً في ذلك على الحسابات المزيفة والمواقع المجهولة من أجل إضعاف معنويات الأوكرانيين وتعميق الانقسام بين أوكرانيا وحلفائها، ونزع الشرعية عن أوكرانيا كدولة مستقلة ذات سيادة، وادعاء روسيا وجود تهديدات للسكان الروس بأوكرانيا لقيام الحكومة الأوكرانية “بإبادة جماعية” للناطقين بالروسية في دونباس، واستخدام نظرية المؤامرة بالترويج لوجود أبحاث بشأن أسلحة بيولوجية اوكرانية وامريكية، وذلك كان له أثره في تبرير التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا ليس على الشعب الروسي فقط بل امتد إلى العديد من الدول الأوروبية.[13]

 (5 المقومات الحضارية والثقافية

تتمثل تلك المقومات بشكل أساسي في الدور التاريخي للاتحاد السوفيتي كقطب من قطبي النظام الدولي اثناء الحرب الباردة، فطالما اعتبر الرئيس الروسي بوتين أن انهيار الاتحاد السوفيتي كارثة جيوبوليتيكية كبرى، ولكي تحقق روسيا هدفها في استعادة تلك المكانة الدولية كان عليها توجيه سياستها الخارجية نحو حماية المنطقة المركزية في أوراسيا، وأن تبقى المحور الاستراتيجي المتحكم فيها.

وهناك عامل أخر يتمثل في أن الحضارة الأرثوذكسية الشرقية قد بدأت في ولاية (كييفان روس) التي تقع في وسط دولة أوكرانيا الحالية عندما تحول الأمير (فلاديمير) إلى المسيحية عام 988 ميلادياً، ففي تلك الحضارة يعتبر الروس أنفسهم القوة الرائدة لأن اجدادهم ضحوا بأنفسهم من اجل الحفاظ على ما يعرف الآن بدولة أوكرانيا أن تكون ضمن الإمبراطورية الروسية ثم ضمن الاتحاد السوفيتي.[14]

كما أن هناك جانب اخر أيديولوجي رسخته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي حولت الصراع بين روسيا والغرب إلى صراع أخلاقي ديني، حيث تدافع روسيا عن الاخلاق والتمسك بالقواعد الدينية ضد العلمانية واللاأخلاقية في الغرب، وبذلك يتم تفسير السياسة الخارجية الروسية تجاه أوكرانيا في اعتبار روسيا أن أوكرانيا جزءاً منها يجب استرداده وفقاً لأسس حضارية وثقافية من جهة، والمقومات الثقافية التي تفسر مواجهتها مع الغرب من جهة أخرى.[15]

وحالياً تتمثل تلك المقومات في وجود علاقات ثقافية ولغوية ودينية مشتركة بين روسيا وأوكرانيا، فمن حيث التوزيع الاثني اللغوي لأوكرانيا فهناك اوكرانيون في المناطق الشرقية والجنوبية يتحدثون باللغة الروسية، بالإضافة إلى وجود روس يتحدثون بالروسية في شرق أوكرانيا والذي اُعتبِر مبراً للتدخل العسكري لحماية المتحدثين بالروسية في أوكرانيا، كما أن تعبير بوتن عن السياسات الحكومية الأوكرانية التي تشجع على استخدام اللغة الأوكرانية أنها بمثابة إبادة جماعية للأوكرانيين من أصل روسي أو الناطقين بالروسية في شرق البلاد، لذلك كانت اللغة الروسية من إحدى المقومات الثقافية التي مارست بها روسيا ضغطاً وصنعت تحولاً في سياستها الخارجية تجاه أوكرانيا، حيث طالما اعتبر القوميون الروسيون أن الأوكرانية هي مجرد لهجة روسية وليست لغة مستقلة بذاتها.[16]

  • القدرات الجغرافية:

بالرغم من أن هذا العامل هو عامل ضعف وليس قوة إلا أنه يأتي على رأس العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية الروسية تجاه أوكرانيا والذي يفسر غزوها لأوكرانيا، حيث أن روسيا تعد أكبر دولة في العالم من حيث المساحة لكن أرضها مسطحة ومترامية الأطراف وبها العديد من المستنقعات لذلك فإن قدرتها على الدفاع عن نفسها محدودة، ومن جهة أخرى تعد أوكرانيا جغرافياً منطقة عازلة بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي.

كما أن أوكرانيا تتيح لروسيا بسط نفوذها البحري على منطقة البحر الأسود، وتعد طريقاً برياً لها نحو وسط أوروبا. وبذلك يكمن أهمية هذا العامل في أن التنافس الجيوسياسي لروسيا وحلف الناتو هو السبب الرئيسي لقيام لتوجيه السياسة الخارجية الروسية نحو اتخاذ قرار الحرب.[17]

7) القدرات السكانية الديمغرافية:

عدد السكان في روسيا يعتبر مصدر ضغط لها وعامل ضعف أدى لتبنيها سياسة خارجية توسعية إزاء أوكرانيا، حيث تعاني روسيا من أزمة “موت ديمغرافي” وذلك بدأ منذ نهاية النظام الشيوعي حتى الآن متمثلاً في تجاوز عدد الوفيات كل عام لعدد المواليد، وذلك لعدة أسباب منها انخفاض معدلات الخصوبة، ارتفاع معدلات وفيات الذكور والهجرة، وجرائم القتل، وحوادث الانتحار، بالإضافة إلى الحرب التي خاضتها روسيا منذ 1945 التي أودت بحياة الكثير من الجنود.[18] وبدون القوة البشرية تفقد روسيا اهم محدد داخلي لسياستها الخارجية وهي القوة العسكرية و تتحول السياسة الخارجية الروسية  من سياسة توسعية إلى سياسة مسالمة، ولتجنب ذلك اتخذ بوتن قرار غزو أوكرانيا الذي بلغ عدد سكانها 41 مليون نسمة قبل الغزو بشهر واحد فقط.[19]

  • الأحزاب السياسية والبرلمان وجماعات المصالح والرأي العام:

يسيطر حزب الرئيس الروسي “روسيا المتحدة” على أغلبية البرلمان، لذلك تكون عملية صنع قرار السياسة الخارجية يهيمن عليها هذا الحزب ويتحكم بها توجهات صانع السياسة الخارجية للدولة (بوتين)، وهو ما يوضح أن قرار التدخل العسكري تم أخذه بواسطته دون وجود مساحة لمعارضة أو مناقشة هذا القرار، نظراً لأن فصائل المعارضة هشة ومرنة.

تأثير البرلمان كمحدد للسياسة الخارجية الروسية ضعيف، لأنه مجرد هيئة شكلية تحت سيطرة بوتين عبر نواب معينون بدلاً من حكام الولايات المنتخبون، لذلك يعد البرلمان مجرد مُنفِذ للسياسة الخارجية الروسية التي يرسمها بوتين.[20]

أما جماعات المصالح، نظراً لسيطرة بوتين على السلطة وانفراده بصنع قرار السياسة الخارجية الروسية فإن جماعات المصالح لا تعد من المحددات التي لها تأثير على السياسة الخارجية الروسية.[21]

والرأي العام في روسيا تأثيره أيضاً محدود، حيث تعمل الحكومة الروسية على الحد من التعبير العلني للآراء السياسية، لذلك استحال على الرأي العام التأثير في السياسة الخارجية الروسية تجاه أوكرانيا بشكل مباشر أي عبر معارضة الجماهير في الشوار سواء كانت المعارضة ضد بوتين أو ضد فكرة الحرب نفسها وما سينتج عنها من تداعيات خطيرة، وذلك لأن المشاركة في الاحتجاجات غير المصرح بها يعاقب عليها بغرامات باهظة واحكام بالسجن، بل ومجرد تحريض الآخرين على تلك الاحتجاجات جريمة بحد ذاتها.

وعن تأثيره بشكل غير مباشر أي من خلال الاستفتاءات، أثناء الحرب أيد 47% من الروس بشكل مطلق أعمال الجيش الروسي، بينما عبر 28% عن مجرد الدعم لها بدرجة أقل، وذلك بسبب تأكيد الإعلام الروسي على أن الناطقين بالروسية في أوكرانيا يتعرضون للتهديد، وأن الغرب هو المسئول عن تلك الحرب.[22]

ثانياً: القيادة السياسية:

وفقاً لدراسة مارجريت هيرمان إلى حاولت بيان تأثير السمات الشخصية والنفسية للقيادة السياسية على عملية صنع قرار السياسة الخارجية، فكون أن بوتين كان جزءاً من جهاز الاستخبارات الروسي فإنه يفسر تمتعه بصفات شخصية معينة وهي الانتماء القومي لدرجة تصل إلى التطرف، وهو ما يفسر اندفاعه نحو الحرب لاعتقاده بأن أوكرانيا جزء من الوطن الأم (روسيا) وبالتالي تولد عنده هدف استعادة أراضي روسيا حتى إذا كانت بالقوة العسكرية.[23]

كما أنه شخصية تسلطية فبالإضافة إلى شدة التعصب للقومية، يتسم بالميل للسيطرة على المرؤوسين، وعدم الثقة في الأخرين التي يحاول نقلها إلى شعبه وغرس الخوف بينهم وعدم اليقين، لذلك يحكم قبضته على عملية تداول المعلومات في روسيا ويتعمد نشر المعلومات التي تخدم وتبرر اهداف سياسته الخارجية حتى ولو كانت مضللة، ولكي يشعر الشعب دائماً أنهم بحاجة إليه ولسيطرته من أجل حمايتهم، نظراً لأنه أيضاً يرى أن العالم فقط أصدقاء أو أعداء لا يوجد وسط بين ذلك، و تغليب نظريات المؤامرة دائماً، فلديه رؤية اختزالية وثابتة للعالم من حوله وهو ما يتضح في وصف أعداء روسيا على أنهم قوة “نازية” هدفها تدمير روسيا وثقافتها،[24] لدرجة وصف أوكرانيا “بالنازية” وكذلك رئيسها “اليهودي” زيلينسكي الذي فقد ثلاثة أفراد من عائلته في الهولوكوست “بالنازي”، في محاولة لتبرير الغزو العسكري الروسي الذي يهدف لاجتثاث “النازيين الجدد” في أوكرانيا وهم كل المعادين لروسيا وتوحيدها مرة أخرى، وذلك على خلفية احتلال المانيا النازية لأوكرانيا 1941 حيث كانت الأخيرة جزءاً من الاتحاد السوفيتي، وقد رحب القوميين الاوكرانيون بالاحتلال النازي لمواجهة خصومهم السوفييت.[25] وهو ما ينقلنا إلى الصفة الأخيرة للشخصية التسلطية وهي الميل لاتخاذ قرار الحرب.

كما أنه وفقاً لهيرمان، فإن زيادة تأثير القائد السياسي وسماته الشخصية على السياسة الخارجية للدولة يتوقف اولاً: على درجة اهتمام هذا القائد بالسياسة الخارجية ومشاركته في صنعها، فهناك علاقة طردية بين هذا التأثير وبين اهتمام القائد ومشاركته في صنع السياسة الخارجية للدولة وهو ما يتحقق في روسيا، وهو ما يتصل إلى حد كبير بتحليل المداخل المؤسسية لمعرفة مدى تأثير القيادة على السياسة الخارجية، حيث أن في روسيا، مؤسسة الرئاسة هي المؤسسة الفاعلة الوحيدة والتي تصنع السياسة الخارجية الرسمية نظراً لأنها تحد من صلاحيات المؤسسات الأخرى في الدولة كالبرلمان، كما أن بوتين احكم قبضته على بيروقراطيته الضخمة، كما أنه لا وجود لتأثير الأحزاب السياسية والرأي العام في الأنظمة السلطوية.[26]

كما أن هناك عامل أخر هو خبرة القائد السياسي في صنع السياسة الخارجية وطول ممارسته لها وهو ايضاً متوفر نظراً لعمل بوتين في الاستخبارات الروسية لحوالي 20 عاماً مما أتاح له تكوين خبرة كبيرة للتعامل مع المواقف الدولية التي تواجهه.

وبالنظر إلى تقدم بوتين في العمر، فهذا ايضاً في حد ذاته محدد لسياسته الخارجية تحديداً تجاه أوكرانيا، حيث أن بوتين أصبح أكثر وعياً بوفاته ،هذا الوعي قاده لسياسة خارجية متهورة إلى حد كبير ليتم تخليد ذكراه من خلالها كما خلد التاريخ ذكرى بطرس الأكبر، فبالإضافة لرغبته في انهاء الهيمنة الأمريكية على النظام العالمي، هو يسعى بالأساس إلى إعادة توحيد روسيا واستعادة حدودها التاريخية وكما لم يهتم بطرس الأكبر باعتراف الدول الأوروبية بسانت بطرسبرغ عندما اتخذها عاصمة جديدة للإمبراطورية الروسية، بوتين ايضاً لم يهتم بآراء الغرب في احقيته في أوكرانيا.[27]

ثالثاً: المحددات الخارجية:

  • المحددات الإقليمية

الدور الإقليمي لروسيا ليس قراراً سياسياً خارجياً اتخذته الأخيرة بغزو أوكرانيا، وإنما هذا القرار نتج عن تفاعل مجموعة من العوامل اثرت في سلوك الدولة ووجهت سياستها الخارجية وجهة معينة، فالمحددات الإقليمية المؤثرة في قرار روسيا بغزو أوكرانيا يتمحور حول صحوة أوروبا الجيوسياسية التي تمثلت في استعادة السبب الأساسي لوجود حلف شمال الأطلسي وتماسكه، فبالرغم من أن الحلف قد بدأ توسعه منذ التسعينيات معتمداً “سياسة الباب المفتوح” ونقله لبنيته العسكرية بالقرب من حدود روسيا، إلا أنه في ذلك الوقت وافقت روسيا على توسع الناتو في أوروبا الشرقية رغبةً منها في الحفاظ على علاقات جيدة مع الغرب لكنها حددت الجمهوريات السوفيتية السابقة -باستثناء دول البلطيق- باعتبارها الخط الأحمر لتوسع الناتو بما في ذلك أوكرانيا، وذلك على اعتبار أنها القوة الإقليمية المهيمنة، حيث أن روسيا لديها رغبة واضحة في سيطرتها على مجالها الحيوي والذي تعد أوكرانيا جزءاً من هذا النطاق،[28] وعلى هذا الأساس فإن أوكرانيا ليس لديها حرية الانضمام لحلف الناتو طالما أن روسيا ترى في ذلك تهديداً لمصلحتها الوطنية وأمنها القومي والإقليمي. وفي حين أن روسيا ترى في انضمام أوكرانيا للناتو تهديداً وجودياً في محيطها الإقليمي، يرى الغرب أن هذا الانضمام هو جزء من آليات الدفاع عن أوروبا.[29]

كما أنه بالإضافة إلى وجود قدرات اقتصادية، وعسكرية، وجغرافية، وديمغرافية لروسيا تساهم في تفعيل الدور الإقليمي لها، هناك ايضاً رؤية القيادة الأساسية التي تعطي أولوية للسياسة الخارجية الإقليمية، حيث أن بوتين هو صانع القرار في روسيا والذي تتمحور رؤيته كقائد سياسي في الحفاظ على حقوق روسيا في المنطقة بما في ذلك حقها في أوكرانيا، أي أن محاولة الغرب ايضاً في إغراء أوكرانيا بالانضمام إلى التكتلات الاقتصادية كالاتحاد الأوروبي ما هي إلا وسيلة للسيطرة على روسيا ذاتها، حيث أن بوتين ينظر إلى أوكرانيا على أنها تدور في الفلك الاستراتيجي لروسا وليس للاتحاد الأوروبي.[30]

  • المحددات الدولية:

تتمحور حول بنية النظام العالمي، حيث ترفض روسيا الهيمنة الأمريكية عليه وتنصيب نفسها زعيم عالمي يتمتع بامتيازات خاصة في النظام الدولي، وعبرت عن رؤيتها لعالم متعدد الأقطاب،[31] وتوافقها الصين في تلك الرؤية، فهما يسعيان إلى نظام دولي جديد به مساحة واسعة للتأثير في القضايا الدولية، بدون تحيز لقوة معينة بل تتعدد به المجموعات الدولية ومراكز القرار المختلفة. وعلى الصعيد الاقتصادي يسعيان للحد من هيمنة الدولار على المعاملات الاقتصادية الدولية.

الحرب الروسية الأوكرانية يمكن اعتبارها نتيجة لتلك الرؤى التي ساعدت ودعمت روسيا في اتخاذ قرار التدخل العسكري، حيث أن هيكل النظام الدولي المقيد لحركة الدول الكبرى المعادية للولايات المتحدة وحلفائها، أدى إلى اتحاد روسيا، والصين، وإيران في مواجهة هذه الهيمنة.[32]

وما يفسر ذلك الانقسام، أنه كما لروسيا خطوط حمراء يحظر على الغرب الاقتراب منها(أوكرانيا)، لدى الصين ايضاً خطوط حمراء وهي (تايوان) التي تمثل صميم المصالح الصينية والخط الأحمر لعلاقة الصين بالولايات المتحدة، خصوصاً بعد إعلان (بايدن) إمكانية مساعدة تايوان عسكرياً إذا حاولت الصين ضمها بالقوة، بالإضافة إلى نص قانون الدفاع الوطني الأمريكي لسنة 2023 على تقديم مساعدات عسكرية لتايوان، وهو ما يعتبر تدخلاً في الشئون الداخلية للصين. لذلك تدعم الصين الموقف الروسي في الحرب، وهو ما يشجع روسيا على الاستمرار في تنفيذ أهداف سياستها الخارجية دون أن تخشى من عواقب العقوبات الاقتصادية، حيث أن الشراكة الاقتصادية بينهما وتعاونهما العسكري يفسره رغبتهما في مواجهة حلف الناتو وسياساته التي تهدف لمحاصرة الدولتين والمضي في قبول الأعضاء الجدد، مثل فنلندا والسويد.[33]

وفيما يتعلق بإيران، فهي في مواجهة مع الولايات المتحدة بسبب تعقيدات الملف النووي وأزمة الملاحة في منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى معاناتها الطويلة من سلسلة العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي استهدفت قطاعات حيوية بها كالبناء والهندسة والتكنولوجيا والطاقة، وبشكل عام كلما ساءت العلاقات بين روسيا والغرب زادت احتمالات تعاون روسيا مع إيران.

نخلص من ذلك، أن المحددات الدولية السابقة النابعة من شكل معين للنظام الدولي الذي أثر على السياسة الخارجية الروسية تجاه أوكرانيا من أجل تغيير هذا الهيكل، حيث أن روسيا ارادت من حربها مع أوكرانيا بناء نظام متعدد القوى تكون فيه التحالفات أقل تماسكاً من التحالفات الغربية الحالية مثل حلف الناتو، من أجل تعظيم منافعها وحصولها على الموارد الاقتصادية والعسكرية الأساسية لها والتي لا يتسنى الحصول عليها في ظل التحالفات الغربية القائمة وهيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي.[34]

الجزء الثاني من الدراسة:

(تطبيق توجهات وأدوار السياسة الخارجية الروسية تجاه أوكرانيا)

أولاً: التوجهات

ا) 1. من حيث مدى اتساع النطاق الجغرافي للمصالح الرئيسية:

على الرغم من أن الحرب اصبحت مواجهة دولية بين روسيا والغرب، إلا أن السياسة الخارجية الروسية كانت موجهة إلى الإقليم الذي توجد فيه روسيا (الإقليم الأوراسي)، حيث أن روسيا اهتمت بشكل خاص بأوكرانيا التي تدور في الفلك الاستراتيجي لها ولم تهتم بالتطورات العالمية كتحركات الولايات المتحدة والناتو إلا بالقدر الذي تؤثر هذه التحركات على الإقليم الجغرافي لروسيا، وهو ما يقصد به دعم دول حلف الناتو لأوكرانيا لانضمامها للحلف، مما يؤدي لتمدد الحلف وقواعده العسكرية إلى الجغرافيا الروسية، مما يتسبب لها في تهديد لمصالحها الإقليمية، وإضعافها كقوة إقليمية، وتهديد مباشر لأمنها القومي.

  1. من حيث إقرار أو تغيير العلاقات الدولية الراهنة:

هدفت السياسة الخارجية إلى مراجعة الوضع الراهن وتغييره إلى نمط يحقق المصالح الروسية، فقد هدفت إلى تغيير سياسي في النخبة الحاكمة في أوكرانيا، وكذلك تغيير سلوك وتوجهات القيادة الأوكرانية التي أعلنت رغبتها في الانضمام إلى حلف الناتو، ووقف تهديدها للأمن القومي الروسي. بالإضافة إلى إنها هدفت إلى تغيير كامل لهوية النظام في أوكرانيا وتحييده، وإرجاعه عن ميله للغرب برفض روسيا أن تنضم أوكرانيا للناتو أو الاتحاد الأوروبي. كما هدف لمحو الهوية الوطنية الأوكرانية واستبدالها بالهوية الروسية. وبما أن هذا التغيير يشمل ايضاً القضايا العالمية، فهدفت روسيا إلى تغيير النظام العالمي أحادي القطب إلى نظام متعدد الأقطاب.

  1. توجه تدخلي أم غير تدخلي:

كان توجه السياسة الخارجية الروسية توجهاً تدخلياً، حيث هدفت روسيا إلى التأثير في وتغيير سياسات أوكرانيا وإجبارها على التخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف الناتو من خلال التأثير في تركيب سلطتها السياسية القائمة بها، أي أن روسيا استخدمت القوة العسكرية لإحداث تغيير سياسي في النخبة الحاكمة في أوكرانيا، وذلك بعدما فشلت المفاوضات وساد انعدام الثقة بين روسيا وأوكرانيا. فقد دعا بوتين الجيش الأوكراني إلى أخذ زمام الأمور في أوكرانيا من أجل خلق فرصة للتفاوض بين الطرفين.

ب) ووفقاً لتصنيف كال هولستي لتوجهات السياسة الخارجية، فإن السياسة الخارجية الروسية تجاه اوكرانية انتمى إلى نمط عدم الانحياز- التنويع، وذلك يتضح في عدم دخول روسيا في تحالفات عسكرية مع قوى خارجية كبرى، فقد قام الجيش الروسي بعملية التدخل العسكري في أوكرانيا لتحقيق أهداف روسيا القومية. كما أن روسيا اتسمت بتنوع شركائها الخارجيين، فلم تعتمد فقط على دول الاتحاد الأوروبي في تصدير النفط والغاز الروسي، حيث اتجهت إلى شركائها الآسيويين (الصين والهند) في التعاملات التجارية وتصدير النفط والغاز إليهما. كما ظهر في تلك الأزمة دور الصين التعويضي لروسيا – التي تعرضت لعقوبات اقتصادية غربية – في إطار سياسة التكامل مع الدول الآسيوية المجاورة.[35]

ثانياً: الأدوار

  • الأبعاد الأساسية لتحليل الأدوار:

مركز الوحدة في النسق الدولي ومستواها الجغرافي: يمكن أن يكون تصور صانع السياسة الخارجية الروسية عندما قامت روسيا بالتدخل العسكري في أوكرانيا عام 2022 مبنيا على عدة عوامل، منها الرغبة في تأمين النطاق الجغرافي الإقليمي لروسيا والحفاظ على نفوذها في دونباس والقرم، والتصدي لتوسع حلف الناتو نحو حدودها، والتأكيد على دور روسيا كقوة عظمى في النسق العالمي، والتحدي للغرب وخصوصا الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يرى بوتين أنهم يسعون بطرق شتى لتدمير روسيا. وفي تلك الأزمة كان من خلال دعمهم لأوكرانيا لانضمامها إلى حلف الناتو، والذي يعني فقدان روسيا سيطرتها على أوكرانيا وخروجها من مدارها إلى المدار الغربي، مما يعد تهديداً لروسيا كقوة مهيمنة في شمال اوراسيا، وكذلك كقوة عظمى في النسق العالمي.

ومن حيث توقعات الفرص وحجم التأثير المحتمل، يرى بوتين أن مركز روسيا في العالم يستلزم التصرف بشكل قوي وحازم للدفاع عن مصالحها وسيادتها، وأنه يمكنه استغلال الضعف والانقسامات في صفوف حلفائها. كما يمكن أن يتوقع بوتين أن يكون لهذه الأدوار فرص وآثار كبيرة على مستقبل المنطقة والعالم، سواء من خلال تغيير خريطة الحدود والسلطات، أو من خلال إظهار قدرة روسيا على المقاومة والتحدي، أو من خلال فرض شروطها ومطالبها على المجتمع الدولي. وفي هذا النطاق، ترى روسيا نفسها ند للغرب، ومسيطرة ومهيمنة على أوكرانيا.

الدوافع المحركة للتفاعلات الإقليمية والدولية كما يتصورها صانع السياسة الخارجية الروسية هي دوافع مختلطة. حيث تدور الدوافع التنافسية حول رغبة روسيا في الحفاظ على مكانتها كقوة عظمى في العالم، ومنع انتشار نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة شرق أوروبا، التي تعتبرها روسيا جزءا من محيط تأثيرها التاريخي. وفي هذا السياق، ترى روسيا أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو يشكل تهديدا لأمنها القومي، ويضعف من قدرتها على حماية مصالحها في المنطقة.

بينما تتمثل الدوافع الصراعية في سعي روسيا لإظهار قوتها وقدرتها على استخدام القوة العسكرية من أجل فرض إرادتها على جيرانها، وخصوصا أولئك الذين يحملون هوية قومية أو ثقافية مختلفة عن الروسية. وفي هذا السياق، تستخدم روسيا حجة حماية حقوق الأقليات الروسية في أوكرانيا لتبرير تدخلها العسكري.[36]

كما يمكن اعتبار أن هناك دوافع ذاتية تتعلق بسمات القيادة السياسية في روسيا، والتي تتمثل في رغبة الزعيم الروسي فلاديمير بوتين في إظهار عظمته وأنه زعيم قادر على مواجهة الغرب.[37]

مضمون وموضوع الأدوار:

  1. الأدوار المتصلة بالإقليم والدفاع: لقرار التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا 2022 يتعلق بالمصالح الجيوستراتيجية والأمنية لروسيا في منطقة دونباس والقرم، والتي تعتبرها روسيا جزءا من نفوذها التاريخي والثقافي. كما يتعلق بمحاولة روسيا منع توسع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي نحو شرق أوروبا، والحفاظ على موقفها كقوة عظمى إقليمية وعالمية.
  2. الأدوار السياسية: هدف روسيا من تدخلها العسكري في أوكرانيا إلى التأثير في أوكرانيا وتحييد نظامها وعدم انحيازها للغرب.[38]كما أن هناك أدوار سياسية صراعية بين روسيا وأوكرانيا، وبين روسيا والغرب. فروسيا ترى في أوكرانيا حكومة مضادة للحكومة الروسية، حيث وصفت الحكومة الأوكرانية “بالنازية”. كما يتضمن ايضاً دور روسيا في دعم المتمردين الانفصاليين الموالين لها في دونباس والقرم. كما ترى في الغرب خصماً سياسياً وأيديولوجياً يحاول إضعافها وتحجيمها، وتتحدى قراراته وعقوباته.[39]
  3. الدور الأيديولوجي: لقرار التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا 2022 يتعلق بالنزعة القومية والإمبراطورية للنظام الروسي، وبالدفاع عن مصالح وحقوق الشعب الروسي في أوكرانيا. فروسيا تستند إلى مفهوم “العالم الروسي”، وهو مشروع أيديولوجي يهدف إلى جمع كل المناطق التي تضم سكانًا من أصول روسية، حيث يقوم على فكرة أن الشعوب التي تتحدث اللغة الروسية أو تشارك في التراث الروسي تشكل جزءاً من الهوية الروسية وتستحق حماية ودعم روسيا.

وبتطبيق مفهوم “المواطن الروسي في الخارج” على مواطني الدول المجاورة – بما فيهم أوكرانيا – الذين لهم صلات بالثقافة واللغة الروسية، قامت روسيا بإعلان حقها في حماية حقوق ومصالح هؤلاء المواطنين، وهو ما يفسر جزئياً تدخلها العسكري في أوكرانيا.[40]

  1. الدور الديني: تستخدم روسيا الدين كأداة لتبرير تدخلها وتأثيرها في أوكرانيا، خصوصا في منطقة دونباس التي تضم مسلمين والمسيحيين الأرثوذكس، وذلك من خلال حث القساوسة الأرثوذكس في روسيا على التطوع للقتال في أوكرانيا. كما قام زعيم الشيشان (رمضان قاديروف) الموالي لروسيا بنفس الدور، عندما حث سكان دول القوقاز على الجعاد للدفاع عن المسلمين في أوكرانيا.[41]
  2. الأدوار الاقتصادية: فيما يتعلق بحماية مصالح روسيا في أوكرانيا ذاتها، فهي تهدف لحماية توريد الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب التي تمر بأراضي أوكرانية. بينما ما يتعلق بمصالح روسيا في الدول الأخرى، فتتمثل في تأمين إمدادات الطاقة والموارد الطبيعية للأسواق الأوروبية والآسيوية والحفاظ على نفوذها على خطوط الأنابيب، كما أن هيمنة الغرب على أوكرانيا تعني تحكمهم في تجارة النفط والغاز العالمية نظراً لحجم احتياطات النفط والغاز الموجودة في أوكرانيا. وسحب هذا الكارت من روسيا الذي تضغط به على دول الاتحاد الأوروبي.[42]
  • تصنيف (كال هولستي) للأدوار حسب طبيعتها، مضمونها، وتوجهها، ودرجة نشاطها، ودرجة التدخلية:

وفقاً لتحليل السياسة الخارجية الروسية التي اتخذت قرار التدخل العسكري في أوكرانيا 2022، يمكن استنباط أدوار السياسة الخارجية وهي تتمثل في:

اولاً: أدوار صراعية تدخلية:

  1. دور المدافع الإقليمي: تصور صانع السياسة الخارجية الروسية أن لروسيا مسئولية محددة تتمثل في حماية أوكرانيا، نظراً لوقوع الأخيرة في نطاق الإقليم الجغرافي لروسيا، حيث أن روسيا ترى أنها القوة الإقليمية المهيمنة في أوراسيا، وتدافع عن الهوية الأوراسية المشتركة بين دول الإقليم بما فيه أوكرانيا.[43] كذلك هدفت إلى الدفاع عن نفوذها في دونباس والقرم، وتأمين النطاق الجغرافي الإقليمي لها. ذلك كله في مواجهة تهديدات جغرافية تتمثل في تمركز القواعد العسكرية لحلف الناتو على الحدود الغربية لروسيا إذا لم تتدخل روسيا عسكرياً في أوكرانيا وتوقف إجراءات انضمام الأخيرة إلى الحلف.[44]
  2. دور المدافع عن أيديولوجية: ترى روسيا أن أوكرانيا تميل إلى تبني القيم الغربية والتحرر من قبضة روسيا الثقافية والأيديولوجية، لذلك كان من ضمن أسباب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا هو دفاع روسيا عن أيديولوجية “العالم الروسي”، وضمان عدم الخروج عنه أو عرقلة تنفيذه، حيث يهدف إلى جمع كل المناطق التي تضم سكانًا من أصول روسية، وأن الشعوب التي تتحدث اللغة الروسية أو تشارك في التراث الروسي تشكل جزءاً من الهوية الروسية وتستحق حماية ودعم روسيا.[45]وذلك نتج عن شعور روسيا بتهديد لمكانتها الدولية، وتهديدها كقوة إقليمية مهيمنة تدور أوكرانيا في فلكها من قبل الغرب الداعمين لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
  3. دور المعادي لأيديولوجية: تقوم روسيا بالدفاع عما سبق توضيحه، في مواجهة مبادئ الأيديولوجية النيوليبرالية التي يتبناها الغرب وتتعارض مع القيم الأخلاقية والروحية التقليدية التي تتبناها روسيا، حيث ينتج عن النيو ليبرالية انتشار قيم الاستغلال والرغبة في التربح وتحقيق الثروات على حساب الأخلاق والحياة الأسرية.

كما أعلن بوتين أن المبادئ الأيديولوجية كانت “ضرورة” دفعت باتخاذ قرار التدخل العسكري، حيث حذر ودعا إلى مقاومة الأيديولوجية العلمانية التي يتبناها الغرب وما تفرضه من مبادئ تتعارض وتهدد المبادئ والقيم الروسية، حيث تدعو العلمانية إلى “تعميم الخطيئة”.

بالإضافة إلى أنه أظهر معاداته أيضاً للشمولية النيوليبرالية التي من خلالها يحاول الغرب من خلالها فرض هيمنته على العالم. لذلك دخلت روسيا في علاقات صراعية مع النظام السياسي الأوكراني، وقامت بدعم المتمردين الموالين لها عسكرياً في أوكرانيا، بهدف إجبار أوكرانيا على التخلي عن رغبتها في تبني القيم الغربية.[46]

ثانياً: أدوار تعاونية تدخلية

دور قائد التكامل الإقليمي: هناك اعتقاد لدى صانع قرار السياسة الخارجية الروسية أن هناك مسئولية خاصة تقع على روسيا وهي إعادة بناء النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية، أي إعادة جمع دول الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل أوكرانيا، وجورجيا، وبيلاروسيا، وليتوانيا، ولاتفيا، الذين ينتمون إلى نفس الإقليم الجغرافي في دولة واحدة على غرار الإتحاد السوفيتي السابق أو التوجه لبناء” الإمبراطورية الأوراسية الكبرى”،[47] وذلك الدور ناشئ عن قدراتها المتفوقة خصوصاً العسكرية، بالإضافة إلى دورها التاريخي، حيث تعتبر نفسها خلفاً للإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي، وتفخر بإنجازاتهما التاريخية كالانتصار في الحروب والتوسع الإقليمي.[48]

ثالثاً: الأدوار المحايدة

الدور المستقل: لم تنطلق السياسة الخارجية الروسية من دعم أهداف دول أخرى، بل أن روسيا طورت سياسة خارجية مستقلة تقوم على المصالح الوطنية. وهو ما يتضح في استرشاد الحكومة الروسية بتعريفاتها الذاتية للمصالح الوطنية في قرار السياسة الخارجية بالتدخل العسكري في أوكرانيا 2022، حيث أن المصالح الوطنية كما تحددها روسيا لنفسها هي الحفاظ على مكانتها كقوة عظمى، وأن الأهداف الأمنية لها الأسبقية على أي أهداف أخرى، وتلك الأهداف الأمنية تتمثل في الحفاظ على السلامة الإقليمية لروسيا، والتفوق العسكري لروسيا في منطقة أوراسيا. وكذلك اللجوء إلى القوة العسكرية لتحقيق أهداف “القوة” التي تتمثل في حماية مجال نفوذها في منطقة رابطة الدول المستقلة، والتوازن العسكري الروسي الأمريكي.

كما أنها تعارض هيمنة الناتو على الشؤون الأمنية الأوروبية، حيث أن مصادر هذا الدور المستقل لروسيا هو إدراك وجود تهديدات أمنية من الغرب ضد السلامة الإقليمية لروسيا وأمنها القومي، ولذلك تكونت لدى روسيا نزعة مضادة للتكتل الدولي العسكري (حلف الناتو).[49]

ج) مستوى تحليل الأدوار: سمات ومحددات أخرى للسياسة الخارجية الروسية تجاه أوكرانيا

أولاً: المصادر المادية للأدوار:

كان لطبيعة النظام الدولي وتوازنات القوى الإقليمية والدولية تأثيراً على دور السياسة الخارجية الروسية، حيث أن روسيا ترفض أُحادية هذا النظام وهيمنة الولايات المتحدة وحلفائها عليه كقوى دولية مهيمنة، وكذلك جاء قرار التدخل لمواجهة حلف الناتو كقوة إقليمية تحاول الهيمنة على محيط روسيا الجغرافي، حيث ارادت ايضاً حفظ التوازن العسكري الروسي الغربي في هذا المحيط.[50]

وبخصوص دور الموقع الجغرافي، فكان التنافس الجيوسياسي بين روسيا وحلف الناتو هو العامل الرئيس المؤثر على هذا الدور، حيث أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو يعد تهديداً لمصالح روسيا وأمنها القومي، لأن أوكرانيا تعد منطقة عازلة بين روسيا ودول الناتو، وطريقاً برياً نحو وسط أوروبا، وتسمح لروسيا مد نفوذها على منطقة البحر الأسود.[51]

كما أن الخبرات التاريخية هي خبرات معاناة روسيا من محاولات التدخل والضغط من قبل قوى غربية مثل نابليون وهتلر والولايات المتحدة، والتصدي لهم مقاومتهم بشجاعة، كما ترى أنها خلفًا للإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي، وهو ما يؤثر على قرارات السياسة الخارجية التي تهدف في مجملها إلى استعادتها مكانتها كقوة عظمى.[52]

أما المقدرات الاقتصادية، فإن روسيا تحتل المرتبة الحادية عشر على مستوى العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي. ومن حيث المقدرات العسكرية، فإن الجيش الروسي يحتل المرتبة الثانية في ترتيب أقوى جيوش العالم.[53]ولكن بالرغم من ذلك، هناك مشكلات اقتصادية تتمثل في العقوبات الغربية ضد روسيا التي استمرت منذ 2014 ضد روسيا بسبب أعمالها العسكرية وضمها القرم والتي أضرت بالاقتصاد الروسي، حيث أدت إلى تراجع التجارة وزيادة معدلات التضخم، وتأثر سوق رأس المال الروسي سلباً. كما توجد مشكلات اجتماعية ابرزها نقص عدد سكان روسيا بسبب ارتفاع عدد الوفيات، ونقص عدد المواليد.[54]

ثانياً: مستوى تحليل الأفكار: (التصورات والإدراكات الذاتية للدور، والتوقعات الخارجية)

سبق وتم توضيح التصورات الذاتية للدور ورؤية روسيا لنفسها أن فوة عظمى لا يجب أن يُستهان بها، وقادرة على الدفاع عن سلامة إقليمها وأمنها القومي، لكن الأهم هو توقعات القوى الأخرى، حيث أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كان لديهم توقعات بان روسيا ستشن حرباً تقليدية على أوكرانيا وستقوم بغزوها برياً، وذلك عن طريق معلومات استخباراتية فيما عُرِف “بخطط الكرملين للغزو” في نوفمبر 2021، والتي على أساسها سافر مدير وكالة الاستخبارات المركزية إلى روسيا لتحذير القيادة الروسية من قرار الغزو. ومن جانب آخر، لم يتوقع الرئيس الأوكراني ونفى تلك المعلومات.[55]

ثالثاً: ضغوط الدور

هناك ضغط أمريكي أوروبي على روسيا – وهو ما يعد أيضاً صراع خارجي – على القوات الروسية، حيث تتعرض الأخيرة لضغط غير مسبوق بسبب تقديم الغرب المساعدات العسكرية للجيش الأوكراني التي رفعت من قدراته وصموده وجعلته قادراً على استعادة الأراضي التي كانت روسيا قد سيطرت عليها، وهذا الدعم يشمل تقديم الصواريخ متعددة المديات، وأجهزة الرصد والتوجيه الحديثة، وتقديم آلاف المتطوعين الأوروبيين لمساندة الجيش الأوكراني، بالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية الغربية حول التحركات الروسية الميدانية..[56]

هناك ضغط أيضاً من حيث طبيعة الموارد المطلوبة والقدرة على الإنفاق على هذا الدور، حيث أن العقوبات الغربية الجديدة أدت لإضرار اقتصادها المحلي وعلاقاتها التجارية لشمولها على قيود من شأنها عزل البنك المركزي الروسي عن النظام الدولي ومنعه من الوصول إلى الأصول الخارجية التي قدر بمليارات الدولارات.[57] وذلك في وقت احتاجت فيه روسيا إلى موارد ضخمة للإنفاق العسكري، فقد خصصت روسيا في ميزانية 2022 مبالغ ضخمة للإنفاق العسكري، فقد تم تخصيص ثلث إجمالي النفقات العامة لصالح قطاع الأمن.

رابعاً: آليات معالجة ضغوط الدور

تمثلت تلك الآليات في:

استبدال سلاسل التوريد للسلع الاستهلاكية مثل الأجهزة والسيارات والهواتف الذكية عن طريق الهند والصين بدلاً من الدول الغربية. كما قامت روسيا بتوثيق العلاقات الأمنية والمالية مع الدول التي لديها علاقات متوترة مع الغرب مثل كوبا، فنزويلا، إيران، كوريا الشمالية، وسوريا من أجل بناء قنوات إمداد مالية جديدة. اتبعت سياسات مالية محافظة طويلة الأمد وربط الإنفاق بقيود صارمة، واعتمدت على مبيعات الموارد الطبيعية التي يشرف عليها الرئيس الروسي بنفسه مما ساهم في ملء الخزائن العامة. واستخدمت سلاح الطاقة والغذاء فقد أوقف بوتين أمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا مما أضر باقتصاد الدول الأوروبية خصوصاً المانيا، وظلت روسيا مهيمنة في تصدير سلع الغذاء والأسمدة والطاقة خلال عام 2022، وتوجهت إلى الصين والهند وتركيا لتصدير الطاقة بدلاً من الدول الأوروبية.

وهناك آليات لمواجهة الضغوط العسكرية والصراعات الخارجية مع الغرب، وهي حصول روسيا على الدعم العسكري من إيران وكوريا الشمالية، حيث حصلت من الأولى على الطائرات المسيرة، ومن الثانية على الملايين من الصواريخ وقذائف المدفعية، وتلك الآليات أدت إلى اتساق الدور مع قدرات الدولة.[58]

خامساً: أداء الدور: (سلوك وقرارات السياسة الخارجية الروسية كمحصلة لتصورات الدور وآليات معالجة ضغوطه)

لم يقتصر على مجرد التصورات، بل اتضحت تلك التصورات في أداء وسلوك السياسة الخارجية الروسية خصوصاً في معالجة الضغوط التي واجهها الدور، واتباع الآليات الملائمة التي ترفع من قدرات الدولة حتى يتسق الدور معها.

الجزء الثالث من الدراسة:

تحليل قرار روسيا بالتدخل العسكري في أوكرانيا في فبراير 2022

اولاً: تفسير وتحليل هذا القرار باستخدام الأسلوب التحليلي (النموذج العقلاني الرشيد):

قرار السياسة الخارجية بالتدخل العسكري في أوكرانيا 2022 تأسس على السعي لتحقيق “أهداف قومية” متسقة مع بعضها البعض، حيث رغب الرئيس الروسي بوتين في تحقيق هدف مباشر وهو كان بمثابة المشكلة التي تم تشخيصها وعليها تم اتخاذ قرار التدخل العسكري ويتمثل في حماية الأمن القومي الروسي من خلال منع توسع الناتو شرقاً أي منع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، حيث تتمتع أوكرانيا بأهمية استراتيجية لروسيا لأنها تعد بمثابة منطقة عازلة تفصل روسيا عن الغرب، كما هدف إلى اعتراف أوكرانيا بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم واراضي الممر البري الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، وتحييد النظام السياسي في أوكرانيا كخطوة سابقة على جعلها دولة حليفة داخل دائرة نفوذ روسيا، وكذلك هدف إلى اعتراف الغرب بمكانة روسيا كقوة إقليمية مهيمنة في اوراسيا، وإعادة دمج الأراضي السوفيتية السابقة في مدار روسيا، وهو ما أدى بالنهاية لتبني روسيا سياسات دفاعية استباقية وتمددها خارج حدودها عسكرياً وسياسياً.[59]

وتتمثل ثاني خطوة بعد تحديد الأهداف، في جمع المعلومات ذات الصلة بتلك المشكلة قبل اتخاذ أي قرار بشأنها، تلك العملية قامت بها روسيا بالفعل لكن ليس على النحو الصحيح، فقد كان هناك خلل بها يرجع لطبيعة النظام الاستبدادي في روسيا الذي يؤدي للعديد من الإخفاقات الاستخباراتية على المستوى الاستراتيجي، فكما تم الإشارة سابقاً، إلى عدم توافر آليات التغذية الراجعة الموثوقة في روسيا، لأن إبلاغ المشكلات والمعلومات الحقيقية لرئيس استبدادي هو مخاطرة في حد ذاتها،[60] ولذلك لم يستطع صانع القرار تقدير قوة القومية الأوكرانية وهو ما ظهر في التصميم الضعيف للهجمات الأولية وخطط الدعم اللوجستي، والإعلام الروسي الذي لم يجد مفر من نشر معلومات مضللة.

وهو ما يتأكد في تقرير جهاز الأمن الفيدرالي FSB)) الذ يتولى مسؤولية استخبارات الأمن الداخلي، ومكافحة التجسس، وحرس الحدود للخارج القريب الروسي، والذي تدخل اوكرانيا في نطاقه، فقد قدم هذا التقرير لبوتين صورة عن أوكرانيا منفصلة عن الواقع من حيث أنها جاهزة لتكون تحت سيطرة بوتين، فقد تضمن التقرير الذي قام باستطلاع أراء أكثر من نصف سكان أوكرانيا، أن 67% من السكان الذين شملهم الاستطلاع لا يثقون في مؤسسة الرئاسة الأوكرانية، وبشكل خاص حصل زيلينسكي على معدلات قبول منخفضة، فقد حصل على 34% فقط، وبلغت نسبة ثقة الأوكرانيين في البرلمان الأوكراني والأحزاب السياسية 11% و8% على الترتيب. والأهم أن 51% فقط منهم اعتقد أن الجيش الأوكراني لديه القدرة على صد أي غزو تتعرض له أوكرانيا. وتلك المعلومات الخاطئة أدت بحلول مايو 2022 إلى فصل أكثر من 100 من ضباط (FSB).[61]

والخطوة الثالثة من أجل اختيار البديل الأكثر تعظيماً للمنافع هي حصر كل البدائل التي يمكن تصورها من أجل حل تلك المشكلة، وتقييم كل بديل من حيث النفقة والمنفعة مع اخذ النتائج التي يمكن أن تحدث إذا تم اختيار كل بديل بعين الاعتبار. وعلى هذا الأساس يمكن حصر البدائل التي كانت امام بوتين عندما أعلنت أوكرانيا سعيها للانضمام إلى حلف الناتو في:

البديل الأول: قبول هذا الوضع والاستسلام له، والذي سيترتب عليه منفعة واحدة هي تجنب فرض عقوبات اقتصادية جديدة من الغرب ضد روسيا، ولكن هذا البديل سيرتب تحديات أمنية وسياسية كبيرة أبرزها:

– وجود قوة عسكرية ضخمة على حدودها تهدد الحدود الغربية لروسيا للتهديد بسبب تمركز قوات الناتو في أوكرانيا والدول المجاورة،

– تعرض روسيا لضغوط عسكرية واقتصادية متزايدة من قبل حلف الناتو، وخصوصا الولايات المتحدة، التي تصنف روسيا بأنها تهديد وخصم عسكري

– فقدان روسيا لسيطرتها على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها عام 2014، والتي تعتبرها جزءا من أراضيها.[62]

– إمكانية تعرض روسيا لخطر استخدام السلاح النووي من قبل حلف الناتو اثناء تدريباته والتي يمكن أن تشمل ضربات نووية ضد روسيا.

البديل الثاني: حل الأزمة دبلوماسياً، والذي سيترتب عليه منفعتان وهما تخفيف العقوبات الاقتصادية التي كان قد فرضها الغرب على روسيا، مما يسهم في نمو الاقتصاد الروسي، وتحسين علاقة روسيا بالغرب، ولكن سيرتب تحديات تتمثل في:

  • وجود احتمال كبير لإخلال حلف الناتو بالضمانات الأمنية التي يتم الاتفاق عليه مع روسيا.[63]
  • وجود قوة عسكرية ضخمة على حدودها هو تحدي في حد ذاته، حيث يجعل من السهل التدخل في شؤون روسيا الداخلية والخارجية من قبل الغرب.
  • خسارة النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية والبحر الأسود، وتقوية موقف الغرب والولايات المتحدة في المنطقة.[64]
  • تضييق الخناق على حلفاء روسيا في المنطقة، مثل سوريا والشيشان التي تعتمد على دعم روسيا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وتقليل فرص التعاون مع دول أخرى مثل تركيا وإيران.[65]
  • ضياع فرصة التفاهم مع الغرب على قضايا استراتيجية مهمة، مثل قضية نزع السلاح النووي وقضية مكافحة الإرهاب.

البديل الثالث: التدخل العسكري في أوكرانيا والذي يمكن من خلال التحليل السابق استنتاج منافعه وتكلفته، حيث له منافع تتمثل في:
– تأكيد النفوذ الروسي في المنطقة والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية
– تعزيز الروح الوطنية والتماسك الداخلي في وجه التهديدات الخارجية
– تحدي العقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية المفروضة على روسيا
– توسيع التعاون مع حلفائها مثل الصين ودول بريكس
– تقديم نموذج للدفاع عن سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها

كما أن هذا البديل لها تكلفته التي تتمثل في:
– تكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة في الحرب
– تفاقم التوترات مع دول الغرب وخصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
– تضرر الاقتصاد الروسي من انخفاض أسعار النفط والغاز والحبوب
– تعرضها لانتقادات من جانب بعض القوى الإقليمية والدولية

ومن خلال العرض السابق للبدائل، يتضح أن البديل الثالث هو البديل الأكثر تعظيماً للمنافع الذي اتخذته الحكومة الروسية بناءً على الحسابات العقلانية للمنافع والخسائر، فعلى الرغم من أن ذلك البديل يرتب العديد من الخسائر إلا أنه يُعظِّم المنافع والأهداف القومية التي تسعى الدولة لتحقيقها. كما يظهر التجانس وتتكون وحدة اتخاذ القرار هنا من رئيس السلطة التنفيذية (بوتين) ومعه مجموعة محدودة من المسؤولين يختارهم بنفسه ويعتنقون آراءه وهي مجموعة “سيلوفيكي” التي تضم عدداً من الوزراء ورؤساء الوكالات الأمنية، لذلك تتسم الحكومة الروسية بالتجانس في تبني نفس الأهداف وإقامة البدائل بنفس الأسلوب،  فلا يوجد مجال للمعارضة، حيث أن القائد السياسي يتخذ القرار السياسي الخارجي ويكون دور باقي الأعضاء وآرائهم انعكاس لدور القائد السياسي، ويتسم هنا القائد السياسي بالبحث عن المعلومات التي تؤكد وجهات نظره ويرفض المعلومات التي تتعارض معها.[66]

ثانياً: تفسير وتحليل القرار باستخدام الأسلوب المعرفي:

بالرغم من وجود مجموعة محدودة حول بوتين من المسؤولين يختارهم بنفسه “مجموعة سيلوفيكي” التي تضم عدداً من الوزراء ورؤساء الوكالات الأمنية، إلا أن بوتين هو صانع القرار الأساسي في السياسة الخارجية الروسية، وهو ما يوضح مدى تأثير النسق العقيدي لبوتين على قرارات السياسة الخارجية الروسية، وهو يتمحور حول:

  • مزيج من القومية والواقعية والحفاظ على المصالح الدولية والإقليمية في المناطق المجاورة لروسيا
  • رفض نظام عالمي أحادي القطب، والدعوة إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب.
  • ورفض التدخل في شئون الدول الأخرى بشكل عام.
  • القوة العسكرية وسيلة لتحقيق أهداف ومصالح الدولة القومية.[67]

وبخصوص تصوراته فهي تتمثل في:

  1. تصور روسيا أنها قوة عظمى تستحق احتراما وتقديرا من قبل الدول الأخرى، وتسعى إلى استعادة نفوذها ومكانتها في المنطقة الأوروبية والعالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
  2. الولايات المتحدة وحلفائها يشكلون تهديدا لأمنها وسيادتها، وأنهم يحاولون إضعافها وإحاطتها بالدول المناوئة لها، مثل أوكرانيا وجورجيا ودول البلطيق.
  3. إن حلف الناتو هو أداة للتدخل في شؤونها الداخلية والإقليمية، وأن توسعه نحو الشرق يمثل خطرا على مصالحها الأمنية والجغرافية.

بالنسبة للخبرات التاريخية السابقة، فإن روسيا ترى نفسها خلفًا للإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي، وتفخر بإنجازاتهما في مجالات مثل التوسع الإقليمي والانتصار في الحروب والتطور العلمي والصناعي.

كما توجد خبرات معاناة روسيا من محاولات التدخل والضغط من قبل قوى غربية مثل نابليون وهتلر والولايات المتحدة، وأنها استطاعت مقاومتهم بشجاعة وبطولة. وهو ما يؤثر على قرارات السياسة الخارجية التي تهدف في مجملها إلى استعادتها مكانتها كقوة عظمى.[68]

ونخلص من ذلك إلى أن البدائل التي يتم التوصل إليها، والتي من بينها يتم اختيار البديل الأكثر اتساقاً مع النسق العقيدي لبوتين وتصوراته وخبراته هي:

البديل الأول: قيام روسيا بممارسة ضغط سياسي أو اقتصادي على اوكرانيا كفرض عقوبات تجارية أو قطع إمدادات الغاز على اوكرانيا كمحاولة لإجبارها على التخلي عن عضوية الناتو.

 –البديل الثاني: دعم المتمردين الموالين لروسيا عسكرياً في دونباس بالتزامن مع إظهار نية للتفاوض على حل سلمي يضمن حقوق السكان الروس في اوكرانيا وحفظ مصالح روسيا في شبه جزيرة القرم.[69]
البديل الثالث: تهديد باستخدام القوة ضد أي دولة أوروبية تحاول دعم طلبها للانضمام إلى الناتو، مع التأكيد على أن روسيا لديها قدرات نووية وصاروخية تستطيع ضرب أيا من الدول الغربية
البديل الرابع: التدخل العسكري في أوكرانيا من أجل إجبارها على تخليها عن طموحها في الانضمام إلى حلف الناتو.

فبالنظر إلى أن وحدة التحليل هو بوتين، وموضوع التحليل هو العملية المعرفية والعقيدية له، فبمجرد أن أدرك وجود “الحافز” الذي يتمثل في السلوك السياسي الخارجي لأوكرانيا بإعلان نيتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتصاعد التوترات بين روسيا والناتو بشأن مستقبل اوكرانيا، وخاصة بعد إعلان، مما يشكل تهديداً لأمن روسيا ومصالحها في المنطقة، من ثم بدأ النسق العقيدي يلعب دوره المحوري بدءاً من عملية البحث عن المعلومات وإدخال المعلومات التي تتفق فقط معه في عملية اتخاذ القرار وهي – كما سبق الإشارة – تمحورت حول جاهزية أوكرانية لوقوعها تحت سيطرة بوتين وانخفاض الدعم للرئاسة الأوكرانية، ومن ثم حدد أهداف السياسة الخارجية بناءً على تصوراته الذاتية وهي حماية السلامة الإقليمية لروسيا، وتعزيز دورها كقوة عظمى.

ومن ثم ينتقل إلى خطوة البحث عن البدائل، والتي ليست عملية شاملة وإنما محدودة بعدد من البدائل الكامنة في النسق العقيدي لمتخذ القرار في السياسة الخارجية الروسية. وبعد ذلك اختيار البديل الأكثر اقتراباً من هذا النسق وهو قرار التدخل العسكري في أوكرانيا.

وذلك لأنه وفقاً للنسق العقيدي، فهو يرفض هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها على النظام الدولي، وتهديدها لمصالح روسيا الإقليمية وأمنها القومي، كما أنه يتضمن استخدام القوة العسكرية لتحقيق الأهداف والمصالح القومية وهو ما يتحقق في البديل الرابع.

بالإضافة إلى أن البديل الأول وهو (قيام روسيا بممارسة ضغط سياسي أو اقتصادي على أوكرانيا) لا يتفق مع إلى حد ما مع النسق، لأنه يلجأ لوسائل ضغط وليس للقوة العسكرية لتحقيق أهداف قومية.

كما أن البديل الثاني وهو (دعم المتمردين الموالين لروسيا عسكرياً في دونباس بالتزامن مع إظهار نية للتفاوض على حل سلمي يضمن حقوق السكان الروس في اوكرانيا وحفظ مصالح روسيا في شبه جزيرة القرم) بعيد عن النسق، لأنه بالرغم من احتوائه على جانب عسكري إلا أنه ينطوي على حلول سلمية لتحقيق مصالح قومية روسيا القومية، والحفاظ على قوتها كقوة إقليمية مهيمنة.

أما البديل الثالث) تهديد باستخدام القوة ضد أي دولة أوروبية تحاول دعم طلبها للانضمام إلى الناتو، مع التأكيد على أن روسيا لديها قدرات نووية وصاروخية تستطيع ضرب أيا من الدول الغربية)
فهو لا يتوافق مع النسق، لأن النسق يرفض التدخل في شئون الدول الأخرى بشكل عام، وهو ما يختلف عن التدخل في الشئون الأوكرانية المتصلة بأهداف قومية لروسيا، بالإضافة لاعتبار روسيا أن أوكرانيا جزءاً منها.

ثالثاً: تفسير وتحليل هذا القرار باستخدام أسلوب الاختيار متعدد المراحل:

وهنا يتم اتخاذ قرار السياسة الخارجية عبر مرحلتين، بالنظر إلى أن بوتين شخصية براغماتية، فإنه إذا تعرض الهدف غير التعويضي للتهديد للخطر فلا يمكن أن يكون هناك أي تنازلات، أي أن البدائل التي من شأنها أن تعرض هذا البعد للخطر يتم رفضها تماماً بما يضمن التخلص من أو تجنب أي ضعف يمكن أن يمس روسيا على أي مستوى، وهذا عن المرحلة الأولى. أما الثانية، فيتم تقييم البدائل المتبقية واختيار البديل الذي يقوم بتعظيم المنافع، والذي يعلو على الأبعاد التعويضية التي تكون معه في هذه المرحلة.[70]

على هذا الأساس، كان إقدام أوكرانيا على الانضمام إلى حلف الناتو بدعم من الغرب، والذي من شأنه تهديد للأمن القومي من حيث وجود قواعد الناتو العسكرية على حدود روسيا، وخسارة الأخيرة لأراضي شبه جزيرة القرم التي كانت قد ضمتها إليها 2014، والتي يسعى بوتين بالأساس إلى اجبار أوكرانيا على الاعتراف بسيادة روسيا عليها، وهنا تتجلى صميم الأبعاد غير التعويضية (فقدان الزعامة والهيبة الإقليمية والدولية، وتهديد الأمن القومي وفقدان أراضي)، لذلك كان أمام بوتين الاختيار بين البدائل التالية:

البديل الأول: عدم فعل أي شيء والتسامح مع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو

البديل الثاني: اتخاذ إجراءات دبلوماسية لمنع انضمامها

البديل الثالث: التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا

البديل الرابع: تقديم تسهيلات اقتصادية أو سياسية أو ضمانات أمنية إلى أوكرانيا مقابل تخلي الأخيرة عن رغبتها في الانضمام إلى الناتو[71]

أما القيم العليا أو المحاور التي على أساسها يتم استبعاد البدائل، أو بشكل أكثر تحديداً “معايير التقييم”:

  1. تهديد مكانة وقوة روسيا: بما في ذلك من إضعافها كقوة إقليمية، تهديد أمنها القومي، وفقدان أراضي سبق وضمتها إليها
  2. اعتبارات اقتصادية
  3. تفاقم التوترات بين روسيا والغرب، وتعرض روسيا لانتقادات من بعض القوى الإقليمية والدولية.

وبذلك تكون الاعتبارات غير التعويضية هو المعيار الأول، والذي يمثل أساس صنع قرار السياسة الخارجية.

أما البديلين الأخرين فهم تعويضيين، نظراً لأن معيار الاعتبارات الاقتصادية التي تتمثل في العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا وعزلها عن النظام المالي العالمي وما إلى ذلك لم تعد روسيا تبالي به نظراً لأنه وكما سبق الإشارة أنه بالرغم من سلسلة العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على روسيا منذ ازمة شبه جزيرة القرم 2014 إلا أن روسيا اقتصادها مرن وتكيف مع تلك السياسات والعقوبات نظراً لعدم اعتماده على منتج واحد رئيسي للتصدير، وتطويرها مع الصين هياكل مالية مشتركة بعيداً عن ضغط الدول الغربية.[72]

المعيار الثالث ايضاً تعويضي، لأنه يمكن تعويض خسائره مثل المعيار السابق، بالإضافة إلى اقتناع روسيا بأن هذا حقها، وأن ما ستقوم به ما هو إلا “رد فعل” لحماية أمنها القومي.

وبذلك نخلص إلى أنه في المرحلة الأولى تم فيها استبعاد البديل الأول: (عدم فعل أي شيء والتسامح مع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو)، والبديل الرابع: (تقديم تسهيلات اقتصادية أو سياسية أو ضمانات أمنية إلى أوكرانيا مقابل تخلي الأخيرة عن رغبتها في الانضمام إلى الناتو).

المرحلة الثانية: قام فيها بوتين بتقييم البدائل المتبقية، وفيما يتعلق بالبديل الثاني: اتخاذ إجراءات دبلوماسية لمنع انضمام أوكرانيا إلى الناتو، كان بالفعل هناك نية للجهود الدبلوماسية والمفاوضات من جانب روسيا، إلا أن صيغة الردع من جانب الولايات المتحدة والناتو والتهديدات بالعقوبات الاقتصادية والمساعدة العسكرية لأوكرانيا، وعدم تقديم ضمانات أمنية إلى روسيا “موثقة” وليست شفوية الذي كان شرط بوتين للتفاوض الذي عبر عنه بوتين في مباحثات هاتفية مع بايدن قبل الغزو بأيام، لأنه لا يثق في وفاء الغرب بالتزاماتهم الشفوية.

ولذلك كان البديل الثالث وهو التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا أمثر البدائل رشادة بالنسبة لروسيا، ويعمل على تعظيم المنافع، ويعالج النقص في البديل الثاني الذي تمثل في احتمالات عدم مصداقية أطراف النزاع، لذلك هذا البديل يحافظ لروسيا على هيبتها ومكانتها الإقليمية والدولية وكذلك يحقق أمنها القومي.[73]

الخاتمة

في ضوء ما سبق، نستطيع القول إن السياسة الخارجية الروسية عند اتخاذها قرار التدخل العسكري في أوكرانيا في فبراير 2022، كانت محكومة بمجموعة من المحددات الداخلية والخارجية، التي انعكست على طبيعة ومحتوى تلك السياسة.

وفي ضوء هذه المحددات، نظر صانع السياسة الخارجية في روسيا إلى مقدرات ومكانة روسيا بشكل يتسم بالثقة والطموح. فروسيا ترى نفسها كقوة عظمى، لديها دور حاسم في شؤون المنطقة والعالم، وتحتفظ بحق حماية مصالحها الأمنية والإستراتيجية في منطقة أوراسيا، كما أن روسيا تتبنى توجهات متعددة في سياساتها الخارجية، لكن غلبت عليها سمة التدخلية في هذا القرار، ومراجعة الوضع الراهن وتغييره بما يحقق مصالحها الوطنية. كما أن أدوار السياسة الخارجية الروسية تنوعت وتعددت ما بين الأدوار السياسية والأيديولوجية والمتصلة بالإقليم والدفاع عنه، حيث لم يقتصر سلوك روسيا على مجرد التصورات، بل وضحت تلك التصورات في أداء السياسة الخارجية الروسية خصوصاً في معالجة الضغوط التي واجهها الدور، واتباع الآليات الملائمة التي ترفع من قدرات الدولة حتى يتسق الدور معها.

كما أنه بالاستعانة بنظريات صنع واتخاذ القرار في السياسة الخارجية تم التوصل إلى نفس القرار، وهو قرار التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا. فمن خلال الأسلوب التحليلي، كان هذا القرار هو البديل الأكثر تعظيماً للمنافع الذي اتخذته الحكومة الروسية بناءً على الحسابات العقلانية للمنافع والخسائر. بينما من خلال الأسلوب المعرفي، كان القرار الأقرب للنسق العقيدي لصانع السياسة الخارجية، الذي يرفض هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها على النظام الدولي، لما فيه من تهديد لمصالح روسيا الإقليمية وأمنها القومي، كما أنه يتضمن استخدام القوة العسكرية لتحقيق الأهداف والمصالح القومية كجزء أساسي من النسق العقيدي للقيادة السياسية الروسية. ومن خلال أسلوب الاختيار المتعدد، نجد أنه أكثر البدائل رشادة بالنسبة لروسيا، ويعمل على تعظيم المنافع. ومن ناحية أخرى، يعالج النقص الموجود في البدائل الأخرى.

قائمة المراجع باللغة العربية:

الدوريات:

  1. احمد البياتي. ” اتخاذ القرار في السياسة الخارجية: منطلقات وخبرات.” المعهد المصري للدراسات. 18 ديسمبر 2022. https://cutt.us/yowHG
  2. احمد القرني. “أوكرانيا في الجيوبوليتيك السياسي.” المعهد الدولي للدراسات الإيرانية. 15 مايو 2022. https://cutt.us/krZod
  3. أحمد جلال محمود عبده. ” السياسة الأمريکية تجاه التدخل العسکري الروسي في أوکرانيا وانعکاساتها على حلف الناتو.” مجلة السياسة والاقتصاد. المجلد 17. العدد 16. أكتوبر 2022. 413 -445. السياسة الأمريکية تجاه التدخل العسکري الروسي في أوکرانيا وانعکاساتها على حلف الناتو (ekb.eg)
  4. أسماء احمد شوكت. ” القيادة السياسية والتغير في السياسة الخارجية الروسية تجاه دول آسيا الوسطى 2000-2015.” المركز الديمقراطي العربي. 26 يونيو 2016، https://democraticac.de/?p=34651
  5. بسمة أنور. “قبل وأثناء الحرب.. استعصاء الوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية.” مركز شاف للدراسات المستقبليةوتحليل الأزمات والصراعات. 7 مارس 2023. قبل وأثناء الحرب.. استعصاء الوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية – مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية (shafcenter.org)
  6. حسام مطر. ” اوراق عمل: الخيار الأوراسي ومعضلة الأمن في غرب أسيا.” المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق. ديسمبر 2016، http://dirasat.net/kitabat_details.php?id=231&id_type=16
  7. حسن أبو طالب. ” حرب أوكرانيا وحدود التغيير المنتظر في النظام الدولي.” مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. دورية الملف المصري. العدد 100. يناير 2022. https://acpss.ahram.org.eg/News/17723.aspx
  8. دحاك عبد النور. ” تحليل الأسس النظرية لمداخل اتخاذ القرارات الإستراتيجية.” مجلة الاقتصاد الصناعي. المجلد 1. العدد 14. مارس 2018. ص. 244. https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/83/8/1/113609
  9. رجاء سليم. ” الأزمة الروسية الأوكرانية: ملامـح ومحــددات.” إصدارة “بقلم خبير”. مجلس الوزراء- مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. العدد 31. 26 مايو 2022. ص.3، https://idsc.gov.eg/DocumentLibrary/View/7190
  10. رنا مزيد. “انعكاسات الاستراتيجية الروسية على الخطاب الروسي تجاه الشرق الأوسط “تحليل مضمون”.” مجلة دراسات: العلوم الانسانية والاجتماعية. المجلد 49. العدد 6. 30 ديسمبر 2022. ص.238،327، https://dsr.ju.edu.jo/djournals/index.php/Hum/article/download/4013/974
  11. سهير الشربيني. “العالم الأول: أبعاد تأثير حرب أوكرانيا على الاقتصاد الروسي.” انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية. 12 فبراير 2022. https://cutt.us/yLclm
  12. عبد المجيد بن شاوية. ” الحرب الروسية الأوكرانية: بين أزمة النخبة السياسية الأوكرانية وأطماع التحالف الغربي.” مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات. 25 أبريل 2022، https://cutt.us/JUKaJ
  13. عماد قدورة. “محورية الجغرافيا والتحكم في البوابة الشرقية للغرب: أوكرانيا بؤرة للصراع.” مجلة سياسات عربية. العدد 9. يوليو 2014. https://www.dohainstitute.org/ar/lists/ACRPS-PDFDocumentLibrary/document_7F27A2A4.pdf
  14. محمد خالد باجري. “تحليل السياسة الخارجية الروسية.” المركز الديمقراطي العربي. 25 ديسمبر 2022. https://democraticac.de/?p=86662
  15. مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة. “العصر الجديد: فرص تعاون روسيا والصين عسكرياً في مواجهة الغرب.” 12 يناير 2023. https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/7931
  16. نورهان الشيخ. “الأهداف الخمسة: داعيات التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا على الإقليم.” مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة. 2 مارس 2022. مركز المستقبل – تداعيات التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا على الإقليم (futureuae.com)
  17. هبة الله نصر حسن. “آليات توظيف سرديات الخطاب الدعائي الروسي في المواقع الإخبارية الروسية خلال الصراع الأوكراني.” المجلة المصرية لبحوث الاتصال الجماهيري. المجلد 5. العدد 1. يناير 2023. 408-491. ص442، 451، https://mebp.journals.ekb.eg/article_279054.html
  18. هشام محمد بشير. ” دور الجغرافيا السياسية في الحرب الروسية الأوكرانية.” مجلة كلية السياسة والاقتصاد. العدد 17. يناير 2023. ص 89، 83. https://jocu.journals.ekb.eg/article_280517_e0e61e20abb857732d044f91baa4b88b.pdf
  19. يوسف مهاب.” محددات الفرص والمعوقات في المفاوضات الروسية – الأوكرانية.” مجلة السياسة الدولية ” تحليلات – شئون دولية”. 4 نوفمبر 2022. http://www.siyassa.org.eg/News/18277.aspx

الرسائل:

  1. آمنة بن يوسف. ” دور المحددات النفسية في صنع القرار في السياسة الخارجية الروسية: دراسة حالة الرئيس بوتين. رسالة ماجستير. جامعة زيان عاشور. كلية الحقوق والعلوم السياسية. 2017. ص99،88، https://cutt.us/5iAJ0

الصحف:

  1. Deutsche Welle.”هل بوتين جادٌ في استخدام السلاح النووي؟.” 13 أكتوبر 2022. https://p.dw.com/p/4I7e0
  2. RT online. “استخباراتي أمريكي: القوميون الأوكرانيون نسخة عن النازية وواشنطن تدعمهم.” 13 نوفمبر 2022. https://ar.rt.com/u628
  3. RT online. “النازية تكشف عن وجهها الحقيقي في أوكرانيا (صور+فيديو)” 29 مارس 2022. https://ar.rt.com/spcy
  4. RT online.” بوتين: هدف العملية الروسية في أوكرانيا وضع حد للإبادة الجماعية بحق سكان دونباس.” 18 مارس 2022. بوتين: هدف العملية الروسية في أوكرانيا وضع حد للإبادة الجماعية بحق سكان دونباس – RT Arabic
  5. ألكسندر نازاروف. ” الرئيس اليهودي لأوكرانيا النازية يستثير حرباً مع روسيا.” RT online. 18 مارس 2021. https://ar.rt.com/pzqc
  6. ألكسندر نازاروف. ” كيف أصبحت أوكرانيا الحديثة دولة نازية على شاكلة ألمانيا الهتلرية.” RT online. 12 أبريل 2022. https://ar.rt.com/ssp4
  7.  أولغا إيفشينا وكاترينا كينكولوفا. “روسيا وأوكرانيا: مع من يتشاور بوتين قبل أن يتخذ قرارات مهمة؟.” بي بي سي نيوز عربي. 25 فبراير 2022. https://www.bbc.com/arabic/world-60509488
  8. بي بي سي عربي نيوز. “روسيا وأوكرانيا: ماذا نعرف عن منطقتي دونيتسك ولوهانسك؟.” 24 فبراير 2022. https://www.bbc.com/arabic/world-60494643
  9. الجزيرة. نت. “أكبرها “نورد ستريم 1″.. ما أبرز خطوط أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا؟.” 9 أبريل 2022. https://cutt.us/kOBpl
  10. الجزيرة. نت. “كاتب أميركي: روسيا تعاني من أزمة سكانية وبوتين يسعى لحلها بغزو دول الجوار.” 15 مارس 2023. كاتب أميركي: روسيا تعاني من أزمة سكانية وبوتين يسعى لحلها بغزو دول الجوار | سياسة | الجزيرة نت (azureedge.net)
  11. الحرة. “الحرب الثقافية.. مؤرخون وفنانون يكافحون للحفاظ على هوية أوكرانيا.” 18 يوليو 2022. الحرب الثقافية.. مؤرخون وفنانون يكافحون للحفاظ على هوية أوكرانيا | الحرة (alhurra.com)
  12. خالد المنشاوي. ” روسيا تخوض الحرب الاقتصادية بـ 6 أسلحة… من سينتصر؟.” اندبندنت عربية. 16 مارس 2022. روسيا تخوض الحرب الاقتصادية بـ 6 أسلحة… من سينتصر؟ | اندبندنت عربية (independentarabia.com)
  13. الخنادق. “العملية العسكرية في أوكرانيا: أسبابها وسيناريوهات المرحلة القادمة.” 25 فبراير 2022. https://www.alkhanadeq.com/post.php?id=2368
  14. سكاي نيوز عربية. ” بعد الغاز.. روسيا تشهر سلاحا جديدا بوجه الغرب.” 4 أبريل 2022. بعد الغاز.. روسيا تشهر سلاحا جديدا بوجه الغرب | سكاي نيوز عربية (skynewsarabia.com)
  15. سكاي نيوز عربية. “تحالف روسيا والصين العسكري.. بوتين حسم “القصة المقلقة”.” 26 مارس 2023. https://cutt.us/qZIAK
  16. صفوان جولاق. “تضحية وجهاد وشيطنة.. لماذا عاد الدين بقوة إلى حرب روسيا على أوكرانيا؟.” الجزيرة. نت. 4 نوفمبر 2022، https://cutt.us/TMrgV
  17. طارق الشامي. ” ما علاقة الهجوم الروسي على أوكرانيا باللغة؟.” اندبندنت عربية. 13 مارس 2022. ما علاقة الهجوم الروسي على أوكرانيا باللغة؟ | اندبندنت عربية (independentarabia.com)
  18. عماد الحطبة. ” الشرق الأوسط والعملية الروسية في أوكرانيا.” الميادين. 22فبراير 2023. https://cutt.us/b3cSb
  19. عوض بن سعيد باقوير. “الأزمات الإقليمية تتصاعد والدبلوماسية تتراجع.” جريدة عُمان. 29 نوفمبر 2022. الأزمات الإقليمية تتصاعد والدبلوماسية تتراجع – الموقع الرسمي لجريدة عمان (omandaily.om)
  20. مات ميرفي. ” روسيا وأوكرانيا: تقارير أمريكية تفيد بأن كوريا الشمالية تزود موسكو بالأسلحة.” بي بي سي نيوز عربي. 6 سبتمبر 2022، https://www.bbc.com/arabic/world-62782145
  21. موقع 24 الإخبار. “مع استعداد روسيا لحرب طويلة… بوتين يستلهم استعادة بطرس الأكبر للأراضي الروسية.” 13 يونيو 2022. مع استعداد روسيا لحرب طويلة… بوتين يستلهم استعادة بطرس الأكبر للأراضي الروسية – موقع 24
  22. ميشا غيسن. “روسيا القومية.. آيديولوجية بوتين الجديدة.” الشرق الأوسط. 1أبريل 2014. https://aawsat.com/home/article/68766
  23. ميشال نوفل. ” روسيا الكبرى.. أمنها الإقليمي أو الأوروبي؟.”180post. 28 مارس 2022. https://180post.com/archives/27102

مواقع الكترونية:

  1. الموقع الرسمي لأوكرانيا. “كم من الوقت يستمر عدوان روسيا ضد أوكرانيا حقًا؟.” تمت زيارة الصفحة في 5 مارس 2023، متاح على تاريخ العدوان الروسي في أوكرانيا: غزو شبه جزيرة القرم ودونباس (ukraine.ua)

قائمة المراجع باللغة الإنجليزية:

Books:

  1. Mandelbaum, Michael. “Introduction: Russian foreign policy in historical perspective.” The new Russian foreign policy. Council on Foreign Relations:1998. 1-22. https://www.cfr.org/excerpt-new-russian-foreign-policy

Periodicals:

News and Articles:

  1. “What’s Next for Ukraine’s (and Its Neighbors’) Domestic and Foreign Policy? – Foreign Policy Research Institute.” Foreign Policy Research Institute. n.d. https://www.fpri.org/article/2022/06/whats-next-for-ukraines-and-its-neighbors-domestic-and-foreign-policy/.
  2. “Kremlin Says Ukraine Rebels Have Asked Russia for ‘Help’ Against Kyiv.” The Moscow Times. May 11, 2023. https://www.themoscowtimes.com/2022/02/23/kremlin-says-ukraine-rebels-have-asked-russia-for-help-against-kyiv-a76548.
  3. Brumfiel, Geoff. “Russia’s nuclear arsenal is huge, but will Putin use it?.” National Public Radio. October 17, 2022. https://www.npr.org/2022/10/17/1129443703/russias-nuclear-arsenal-is-huge-but-will-putin-use-it
  4. Caprio, Stefano. “Russia’s battle against neoliberal totalitarianism,” Asia news. 20 August 2022. https://www.asianews.it/news-en/Russias-battle-against-neoliberal-totalitarianism-56483.html
  5. Chatham house. “Seven ways Russia’s war on Ukraine has changed the world.” February 20, 2023. https://cutt.us/cBloD
  6. Compagnie Française d’Assurance pour le Commerce Extérieur. “Economic Consequences of the Russia-Ukraine Conflict: Stagflation Ahead.” March 7, 2022. https://www.coface.com/News-Publications/News/Economic-consequences-of-the-Russia-Ukraine-conflict-Stagflation-ahead
  7. Dubrovskiy, Vladimir. “why is the russian bureaucracy failing in the face of war?.” Review of Democracy. 24 February 2023. https://revdem.ceu.edu/2023/02/24/why-is-the-russian-bureaucracy-failing-in-the-face-of-war/
  8. Dylan, Huw David V. Gioe, and Elena Grossfeld. “The Autocrat’s Intelligence Paradox: Vladimir Putin’s (Mis)Management of Russian Strategic Assessment in the Ukraine War.” The British Journal of Politics and International Relations. December 29, 2022. https://doi.org/10.1177/13691481221146113.
  9. Eckel, Mike. “How Did Everybody Get The Ukraine Invasion Predictions So Wrong?.” RadioFreeEurope/RadioLiberty. February 17, 2023. https://www.rferl.org/a/russia-ukraine-invasion-predictions-wrong-intelligence/32275740.html.
  10. Gleichgewicht, Daniel. “Putin’s Hold on Russia: The Beginning of the End – New Eastern Europe.” New Eastern Europe. May 24, 2022. https://neweasterneurope.eu/2022/05/24/putins-hold-on-russia-the-beginning-of-the-end/.
  11. Global times. “China and Russia to establish independent financial systems: Russian media.” December 17, 2021. https://www.globaltimes.cn/page/202112/1241715.shtml
  12. Hall, Stephen. “How Russia Is Using Gas as a Political Tool to Win Support for the Ukraine War.” The Conversation, n.d., https://theconversation.com/how-russia-is-using-gas-as-a-political-tool-to-win-support-for-the-ukraine-war-189501.
  13. Haltiwanger, John. “Putin Is Threatening Poor Countries with Starvation as the ‘next Stage’ in His Ruthless Ukraine War, Experts Warn.” Business Insider. July 8, 2022. https://www.businessinsider.com/putin-weaponizing-food-to-win-the-war-in-ukraine-experts-2022-7.
  14. John Grady.” Losing Crimea Would Escalate Russian-Ukraine Conflict, Former Defense Secretary Says.” USNI news. 2 February 2023. https://news.usni.org/2023/02/02/losing-crimea-would-escalate-russian-ukraine-conflict-former-defense-secretary-says
  15. Kaplan, Leigh. “Putin, Pretext, and the Dark Side of the ‘Responsibility to Protect’ – War on the Rocks.” War on the Rocks, May 26, 2022. https://warontherocks.com/2022/05/putin-pretext-and-the-dark-side-of-the-responsibility-to-protect/.
  16. Kavanagh, Jennifer. “The Ukraine War Shows How the Nature of Power Is Changing.” Carnegie Endowment for International Peace. June 16, 2022. https://carnegieendowment.org/2022/06/16/ukraine-war-shows-how-nature-of-power-is-changing-pub-87339.
  17. Krasheninnikov, Fedor. ” Putin’s Goals in Ukraine and Their Consequences.” Wilson center. February 16, 2022. https://www.wilsoncenter.org/blog-post/putins-goals-ukraine-and-their-consequences
  18. Law, Tara. “How Russian Media Spent a Year Selling the War.” Time, 23 February 2023. https://time.com/6257923/russia-propoganda-media-ukraine-war/
  19. Mankoff, Jeffrey. “Russia’s War in Ukraine: Identity, History, and Conflict.” CSIS. 22 April 2022, Russia’s War in Ukraine: Identity, History, and Conflict (csis.org)
  20. Masters, Jonathan. “Ukraine: Conflict at the Crossroads of Europe and Russia.” Council on Foreign Relations. February 14, 2023. https://www.cfr.org/backgrounder/ukraine-conflict-crossroads-europe-and-russia.
  21. Northam, Jackie. “Russia Is Using Energy as a Weapon. Could This Spread to the Rest of the World?” NPR. November 2, 2022. https://www.npr.org/2022/11/02/1133667483/russia-is-using-energy-as-a-weapon-could-this-spread-to-the-rest-of-the-world.
  22. Pan, David. “Russia, Ukraine, and the Ideological Roots of Conflict,” Telos scope. 18 July 2022. https://www.telospress.com/russia-ukraine-and-the-ideological-roots-of-conflict/
  23. Polegkyi, Oleksii and Dmytro Bushuyev. “Russian Foreign Policy and the Origins of the ‘Russian World.’” Forum for Ukrainian Studies. September 7, 2022. https://ukrainian-studies.ca/2022/09/06/russian-foreign-policy-and-the-origins-of-the-russian-world/.
  24. Population Reference Bureau. “Could Russia’s Dire Demographics Have Played a Role in Its Invasion of Ukraine?.” April, 5 2023. Could Russia’s Dire Demographics Have Played a Role in Its Invasion of Ukraine? | PRB
  25. Ratten, Vanessa. “The Ukraine/Russia Conflict: Geopolitical and International Business Strategies.” Thunderbird International Business Review no. 2 (November 15, 2022): 265–71. https://doi.org/10.1002/tie.22319.
  26. Reid, John. “Putin, Pretext, and the Dark Side of the ‘Responsibility to Protect.” War on the Rocks. 27 May 2022. https://warontherocks.com/2022/05/putin-pretext-and-the-dark-side-of-the-responsibility-to-protect/.
  27. Reynolds, Nick and Jack Watling. “Ukraine Through Russia’s Eyes.” Royal United Services Institute. 25 February 2022. https://rusi.org/explore-our-research/publications/commentary/ukraine-through-russias-eyes.
  28. Rodkiewicz, Witold. “An anti-colonial alliance with the Global South. The new ‘Foreign Policy Concept of the Russian Federation’.” Center for Eastern studies. 7 April 2023. https://www.osw.waw.pl/en/publikacje/osw-commentary/2023-04-07/anti-colonial-alliance-global-south-new-foreign-policy-concept
  29. Rosenfeld, Bryn. “What Are Russians Really Thinking about the War?.” Washington Post. December 29, 2022. https://www.washingtonpost.com/politics/2022/12/29/russia-ukraine-war-opinion-putin-support/.
  30. Rosenfeld, Bryn. “What Are Russians Really Thinking about the War?.” Washington Post. December 29, 2022. https://www.washingtonpost.com/politics/2022/12/29/russia-ukraine-war-opinion-putin-support/.
  31. Rumer, Eugene. “Putin’s War Against Ukraine: The End of The Beginning.” Carnegie Endowment for International Peace. February 17, 2023. https://carnegieendowment.org/2023/02/17/putin-s-war-against-ukraine-end-of-beginning-pub-89071.
  32. Silver, Caleb. “The Top 25 Economies in the World.” Investopedia. September 1, 2022. https://www.investopedia.com/insights/worlds-top-economies/.
  33. The Diplomat. “Can Russia Still Be a Dependable ‘Sheriff’ for Eurasia?.” September 30, 2022. https://thediplomat.com/2022/09/can-russia-still-be-a-dependable-sheriff-for-eurasia/.
  34. The Independent. “EXPLAINER: Why Putin Uses WWII to Justify Attacks in Ukraine.” February 24, 2022. https://www.independent.co.uk/news/world/americas/us-politics/holocaust-ukraine-vladimir-putin-nazism-russia-b2022570.html.
  35. Tisdall, Simon. “The Edge of War: What, Exactly, Does Putin Want in Ukraine?.” The Guardian. February 13, 2022. https://www.theguardian.com/world/2022/feb/12/russia-ukraine-what-does-putin-want.
  36. Titherington, Katie. “Opinion – A Psychological Perspective on Putin’s War with Ukraine.” E-International Relations. November 28, 2022. https://www.e-ir.info/2022/11/28/opinion-a-psychological-perspective-on-putins-war-with-ukraine/.
  37. Volkov, Denis and Andrei Kolesnikov. “My Country, Right or Wrong: Russian Public Opinion on Ukraine.” Carnegie Endowment for International Peace. September 7, 2022. https://carnegieendowment.org/2022/09/07/my-country-right-or-wrong-russian-public-opinion-on-ukraine-pub-87803.
  38. Volkov, Denis and Andrei Kolesnikov. “My Country, Right or Wrong: Russian Public Opinion on Ukraine.” Carnegie Endowment for International Peace. September 7, 2022. https://carnegieendowment.org/2022/09/07/my-country-right-or-wrong-russian-public-opinion-on-ukraine-pub-87803.
  39. Wilkes, George. “Putin: The Psychology behind His Destructive Leadership – and How Best to Tackle It According to Science.” The Conversation. n.d. https://theconversation.com/putin-the-psychology-behind-his-destructive-leadership-and-how-best-to-tackle-it-according-to-science-179823
  40. WIll Strickland, 2022. “Mismatched Reality: Russian Decision-making on the War in Ukraine”. New Area Studies3 (1), P.3, DOI: https://doi.org/10.37975/NAS.44

Websites:

1.Freedom House. “Freedom in the world 2022: Russia,” Accessed March 22, 2023, https://freedomhouse.org/country/russia/freedom-world/2022.

[1] أحمد جلال محمود عبده، ” السياسة الأمريکية تجاه التدخل العسکري الروسي في أوکرانيا وانعکاساتها على حلف الناتو،” مجلة السياسة والاقتصاد، المجلد 17،  العدد 16، أكتوبر 2022، 413 -445، السياسة الأمريکية تجاه التدخل العسکري الروسي في أوکرانيا وانعکاساتها على حلف الناتو (ekb.eg)

[2] حسن أبو طالب، ” حرب أوكرانيا وحدود التغيير المنتظر في النظام الدولي،” مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، دورية الملف المصري، العدد 100، يناير 2022، https://acpss.ahram.org.eg/News/17723.aspx

Geoff Brumfiel, “Russia’s nuclear arsenal is huge, but will Putin use it?,” National Public Radio, 17 October 2022, https://www.npr.org/2022/10/17/1129443703/russias-nuclear-arsenal-is-huge-but-will-putin-use-it

[3] “كم من الوقت يستمر عدوان روسيا ضد أوكرانيا حقًا؟،” الموقع الرسمي لأوكرانيا، تمت زيارة الصفحة في 5 مارس 2023، متاح على https://war.ukraine.ua/ar/the-histrory-of-russian-aggression-in-ukraine/

[4] أحمد جلال محمود عبده، مرجع سبق ذكره

[5]“هل بوتين جادٌ في استخدام السلاح النووي؟،” Deutsche Welle، 13 أكتوبر 2022، https://p.dw.com/p/4I7e0

[6] “Economic Consequences of the Russia-Ukraine Conflict: Stagflation Ahead,” Compagnie Française d’Assurance pour le Commerce Extérieur, March 7, 2022, https://www.coface.com/News-Publications/News/Economic-consequences-of-the-Russia-Ukraine-conflict-Stagflation-ahead.

[7] Jennifer Kavanagh, “The Ukraine War Shows How the Nature of Power Is Changing,” Carnegie Endowment for International Peace, June 16, 2022, https://carnegieendowment.org/2022/06/16/ukraine-war-shows-how-nature-of-power-is-changing-pub-87339.

Stephen Hall, “How Russia Is Using Gas as a Political Tool to Win Support for the Ukraine War,” The Conversation, n.d., https://theconversation.com/how-russia-is-using-gas-as-a-political-tool-to-win-support-for-the-ukraine-war-189501.

[8] محمد خالد باجري، مرجع سبق ذكره

[9] John Haltiwanger, “Putin Is Threatening Poor Countries with Starvation as the ‘next Stage’ in His Ruthless Ukraine War, Experts Warn,” Business Insider, July 8, 2022, https://www.businessinsider.com/putin-weaponizing-food-to-win-the-war-in-ukraine-experts-2022-7.

” بعد الغاز.. روسيا تشهر سلاحا جديدا بوجه الغرب،” سكاي نيوز عربية، 4 أبريل 2022، بعد الغاز.. روسيا تشهر سلاحا جديدا بوجه الغرب | سكاي نيوز عربية (skynewsarabia.com)

[10] Eugene Rumer, “Putin’s War Against Ukraine: The End of The Beginning,” Carnegie Endowment for International Peace, February 17, 2023, https://carnegieendowment.org/2023/02/17/putin-s-war-against-ukraine-end-of-beginning-pub-89071.

[11] خالد المنشاوي، ” روسيا تخوض الحرب الاقتصادية بـ 6 أسلحة… من سينتصر؟،”  اندبندنت عربية، 16 مارس 2022، روسيا تخوض الحرب الاقتصادية بـ 6 أسلحة… من سينتصر؟ | اندبندنت عربية (independentarabia.com)

[12] Vladimir Dubrovskiy, “why is the russian bureaucracy failing in the face of war?,” Review of Democracy, 24 February 2023, https://revdem.ceu.edu/2023/02/24/why-is-the-russian-bureaucracy-failing-in-the-face-of-war/

[13] Tara Law, “How Russian Media Spent a Year Selling the War,” Time, 23 February 2023, https://time.com/6257923/russia-propoganda-media-ukraine-war/

“Disinformation and Russia’s war of aggression against Ukraine: Threats and governance responses,” OECD, 3 November 2022, https://www.oecd.org/ukraine-hub/policy-responses/disinformation-and-russia-s-war-of-aggression-against-ukraine-37186bde/

[14] عماد قدورة، “محورية الجغرافيا والتحكم في البوابة الشرقية للغرب: أوكرانيا بؤرة للصراع،” مجلة سياسات عربية، العدد 9، يوليو 2014، https://www.dohainstitute.org/ar/lists/ACRPS-PDFDocumentLibrary/document_7F27A2A4.pdf

[15] David Pan, “Russia, Ukraine, and the Ideological Roots of Conflict,” Telos scope, 18 July 2022, https://www.telospress.com/russia-ukraine-and-the-ideological-roots-of-conflict/

[16] طارق الشامي، ” ما علاقة الهجوم الروسي على أوكرانيا باللغة؟،” اندبندنت عربية، 13 مارس 2022، ما علاقة الهجوم الروسي على أوكرانيا باللغة؟ | اندبندنت عربية (independentarabia.com)

Jeffrey Mankoff, “Russia’s War in Ukraine: Identity, History, and Conflict,” CSIS, 22 April 2022, Russia’s War in Ukraine: Identity, History, and Conflict (csis.org)

[17] هشام محمد بشير، ” دور الجغرافيا السياسية في الحرب الروسية الأوكرانية،” مجلة كلية السياسة والاقتصاد، العدد 17، يناير 2023، ص 89، 83، https://jocu.journals.ekb.eg/article_280517_e0e61e20abb857732d044f91baa4b88b.pdf

[18] “كاتب أميركي: روسيا تعاني من أزمة سكانية وبوتين يسعى لحلها بغزو دول الجوار،” الجزيرة. نت، 15 مارس 2023، كاتب أميركي: روسيا تعاني من أزمة سكانية وبوتين يسعى لحلها بغزو دول الجوار | سياسة | الجزيرة نت (azureedge.net)

[19] “Could Russia’s Dire Demographics Have Played a Role in Its Invasion of Ukraine?,” Population Reference Bureau, 5 April 2023, Could Russia’s Dire Demographics Have Played a Role in Its Invasion of Ukraine? | PRB

[20] محمد خالد باجري، “تحليل السياسة الخارجية الروسية،” المركز الديمقراطي العربي، 25 ديسمبر 2022، https://democraticac.de/?p=86662

“Freedom in the world 2022: Russia,” Freedom House, Accessed March 22, 2023, https://freedomhouse.org/country/russia/freedom-world/2022.

[21] أسماء احمد شوكت، ” القيادة السياسية والتغير في السياسة الخارجية الروسية تجاه دول آسيا الوسطى 2000-2015،” المركز الديمقراطي العربي، 26 يونيو 2016، https://democraticac.de/?p=34651

[22] Denis Volkov and Andrei Kolesnikov, “My Country, Right or Wrong: Russian Public Opinion on Ukraine,” Carnegie Endowment for International Peace, September 7, 2022, https://carnegieendowment.org/2022/09/07/my-country-right-or-wrong-russian-public-opinion-on-ukraine-pub-87803.

Bryn Rosenfeld, “What Are Russians Really Thinking about the War?,” Washington Post, December 29, 2022, https://www.washingtonpost.com/politics/2022/12/29/russia-ukraine-war-opinion-putin-support/.

[23] Katie Titherington, “Opinion – A Psychological Perspective on Putin’s War with Ukraine,” E-International Relations, November 28, 2022, https://www.e-ir.info/2022/11/28/opinion-a-psychological-perspective-on-putins-war-with-ukraine/.

[24] Fortuin, Op. Cit.

هبة الله نصر حسن، “آليات توظيف سرديات الخطاب الدعائي الروسي في المواقع الإخبارية الروسية خلال الصراع الأوكراني،” المجلة المصرية لبحوث الاتصال الجماهيري، المجلد 5، العدد 1، يناير 2023، 408-491، ص442، 451، https://mebp.journals.ekb.eg/article_279054.html

[25] “EXPLAINER: Why Putin Uses WWII to Justify Attacks in Ukraine,” The Independent, February 24, 2022, https://www.independent.co.uk/news/world/americas/us-politics/holocaust-ukraine-vladimir-putin-nazism-russia-b2022570.html.

“استخباراتي أمريكي: القوميون الأوكرانيون نسخة عن النازية وواشنطن تدعمهم،” RT online، 13 نوفمير 2022، https://ar.rt.com/u628

ألكسندر نازاروف، ” كيف أصبحت أوكرانيا الحديثة دولة نازية على شاكلة ألمانيا الهتلرية،” RT online، 12 أبريل 2022، https://ar.rt.com/ssp4

“النازية تكشف عن وجهها الحقيقي في أوكرانيا (صور+فيديو)،” RT online، 29 مارس 2022، https://ar.rt.com/spcy

ألكسندر نازاروف، ” الرئيس اليهودي لأوكرانيا النازية يستثير حرباً مع روسيا،”، RT online، 18 مارس 2021، https://ar.rt.com/pzqc

[26] George R. Wilkes, “Putin: The Psychology behind His Destructive Leadership – and How Best to Tackle It According to Science,” The Conversation, n.d., https://theconversation.com/putin-the-psychology-behind-his-destructive-leadership-and-how-best-to-tackle-it-according-to-science-179823.

آمنة بن يوسف، ” دور المحددات النفسية في صنع القرار في السياسة الخارجية الروسية: دراسة حالة الرئيس بوتين، (رسالة ماجستير، جامعة زيان عاشور، كلية الحقوق والعلوم السياسية، 2017)، ص99،88، https://cutt.us/5iAJ0

[27]  “مع استعداد روسيا لحرب طويلة… بوتين يستلهم استعادة بطرس الأكبر للأراضي الروسية،” موقع 24 الإخباري، 13 يونيو 2022، مع استعداد روسيا لحرب طويلة… بوتين يستلهم استعادة بطرس الأكبر للأراضي الروسية – موقع 24

[28] ميشال نوفل، ” روسيا الكبرى.. أمنها الإقليمي أو الأوروبي؟،”180post، 28 مارس 2022، https://180post.com/archives/27102

[29] Ivan Safranchuk,  “The Conflict in Ukraine: Regional and Global Contexts – A Perspective from Russia,” Policy Perspectives 19, no. 1 (2022): 1–5. P.2, https://www.jstor.org/stable/48676291.

عوض بن سعيد باقوير، “الأزمات الإقليمية تتصاعد والدبلوماسية تتراجع،” جريدة عُمان، 29 نوفمبر 2022، الأزمات الإقليمية تتصاعد والدبلوماسية تتراجع – الموقع الرسمي لجريدة عمان (omandaily.om)

[30]  محمد خالد باجري، مرجع سبق ذكره.

[31] Ivan Safranchuk, “The Conflict in Ukraine: Regional and Global Contexts – A Perspective from Russia,” Policy Perspectives 19, no. 1 (2022): 1–5, P.2 https://www.jstor.org/stable/48676291

[32] عبد المجيد بن شاوية، ” الحرب الروسية الأوكرانية: بين أزمة النخبة السياسية الأوكرانية وأطماع التحالف الغربي،” مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات، 25 أبريل 2022، https://cutt.us/JUKaJ

[33] “العصر الجديد: فرص تعاون روسيا والصين عسكرياً في مواجهة الغرب،” مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 12 يناير 2023، https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/7931

[34] عوض بن سعيد باقوير، مرجع سبق ذكره.

“Timeline of U.S. Sanctions,” The Iran Primer, n.d., Accessed March 29, 2023, https://iranprimer.usip.org/resource/timeline-us-sanctions.

[35]“Can Russia Still Be a Dependable ‘Sheriff’ for Eurasia?,” The Diplomat, September 30, 2022, https://thediplomat.com/2022/09/can-russia-still-be-a-dependable-sheriff-for-eurasia/.

محمد خالد باجري، مرجع سبق ذكره.

“What’s Next for Ukraine’s (and Its Neighbors’) Domestic and Foreign Policy? – Foreign Policy Research Institute,” Foreign Policy Research Institute, n.d., https://www.fpri.org/article/2022/06/whats-next-for-ukraines-and-its-neighbors-domestic-and-foreign-policy/.

“العملية العسكرية في أوكرانيا: أسبابها وسيناريوهات المرحلة القادمة،” الخنادق، 25 فبراير 2022، https://www.alkhanadeq.com/post.php?id=2368

عوض بن سعيد باقوير، مرجع سبق ذكره.

“الحرب الثقافية.. مؤرخون وفنانون يكافحون للحفاظ على هوية أوكرانيا،” الحرة، 18 يوليو 2022، الحرب الثقافية.. مؤرخون وفنانون يكافحون للحفاظ على هوية أوكرانيا | الحرة (alhurra.com)

نورهان الشيخ، “الأهداف الخمسة: داعيات التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا على الإقليم،” مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 2 مارس 2022، مركز المستقبل – تداعيات التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا على الإقليم (futureuae.com)

رنا مزيد، “انعكاسات الاستراتيجية الروسية على الخطاب الروسي تجاه الشرق الأوسط “تحليل مضمون”،” مجلة دراسات: العلوم الانسانية والاجتماعية، المجلد 49، العدد 6، 30 ديسمبر 2022، ص.238،327، https://dsr.ju.edu.jo/djournals/index.php/Hum/article/download/4013/974

” تحالف روسيا والصين العسكري.. بوتين حسم “القصة المقلقة”،” سكاي نيوز عربية، 26 مارس 2023، https://cutt.us/qZIAK

[36] Leigh Kaplan, “Putin, Pretext, and the Dark Side of the ‘Responsibility to Protect’ – War on the Rocks,” War on the Rocks, May 26, 2022, https://warontherocks.com/2022/05/putin-pretext-and-the-dark-side-of-the-responsibility-to-protect/.

[37] Daniel Gleichgewicht, “Putin’s Hold on Russia: The Beginning of the End – New Eastern Europe,” New Eastern Europe, May 24, 2022, https://neweasterneurope.eu/2022/05/24/putins-hold-on-russia-the-beginning-of-the-end/.

Jonathan Masters, “Ukraine: Conflict at the Crossroads of Europe and Russia,” Council on Foreign Relations, February 14, 2023, https://www.cfr.org/backgrounder/ukraine-conflict-crossroads-europe-and-russia.

[38] دحاك عبد النور، ” تحليل الأسس النظرية لمداخل اتخاذ القرارات الإستراتيجية،” مجلة الاقتصاد الصناعي، المجلد 1، العدد 14، مارس 2018، ص. 244، https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/83/8/1/113609

[39] ” روسيا وأوكرانيا: ماذا نعرف عن منطقتي دونيتسك ولوهانسك؟،” بي بي سي عربي نيوز، 24 فبراير 2022، https://www.bbc.com/arabic/world-60494643

[40] ميشا غيسن، “روسيا القومية.. آيديولوجية بوتين الجديدة،” الشرق الأوسط،1أبريل 2014، https://aawsat.com/home/article/68766

Oleksii Polegkyi and Dmytro Bushuyev, “Russian Foreign Policy and the Origins of the ‘Russian World,’” Forum for Ukrainian Studies, September 7, 2022, https://ukrainian-studies.ca/2022/09/06/russian-foreign-policy-and-the-origins-of-the-russian-world/.

[41] صفوان جولاق، “تضحية وجهاد وشيطنة.. لماذا عاد الدين بقوة إلى حرب روسيا على أوكرانيا؟،” الجزيرة. نت، 4 نوفمبر 2022، https://cutt.us/TMrgV

[42] Vanessa Ratten, “The Ukraine/Russia Conflict: Geopolitical and International Business Strategies,” Thunderbird International Business Review 65, no. 2 (November 15, 2022): 265–71, https://doi.org/10.1002/tie.22319.

“أكبرها “نورد ستريم 1″.. ما أبرز خطوط أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا؟،” الجزيرة. نت، 9 أبريل 2022، https://cutt.us/kOBpl

[43]حسام مطر، ” اوراق عمل: الخيار الأوراسي ومعضلة الأمن في غرب أسيا،” المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، ديسمبر 2016، http://dirasat.net/kitabat_details.php?id=231&id_type=16

[44] John Reid, “Putin, Pretext, and the Dark Side of the ‘Responsibility to Protect” War on the Rocks, 27 May 2022, https://warontherocks.com/2022/05/putin-pretext-and-the-dark-side-of-the-responsibility-to-protect/.

Nick Reynolds and Dr Jack Watling,“Ukraine Through Russia’s Eyes,” Royal United Services Institute, 25 February 2022, https://rusi.org/explore-our-research/publications/commentary/ukraine-through-russias-eyes.

[45] ميشا غيسن، مرجع سبق ذكره.

Oleksii Polegkyi and Dmytro Bushuyev, Op. Cit.

[46]  أولغا إيفشينا وكاترينا كينكولوفا، “روسيا وأوكرانيا: مع من يتشاور بوتين قبل أن يتخذ قرارات مهمة؟،” بي بي سي نيوز عربي، 25 فبراير 2022، https://www.bbc.com/arabic/world-60509488

رنا مزيد، ص. 238،327

Stefano Caprio, “Russia’s battle against neoliberal totalitarianism,” Asia news, 20 August 2022, https://www.asianews.it/news-en/Russias-battle-against-neoliberal-totalitarianism-56483.html

Witold Rodkiewicz, “An anti-colonial alliance with the Global South. The new ‘Foreign Policy Concept of the Russian Federation,” Center for Eastern studies, 7 April 2023, https://www.osw.waw.pl/en/publikacje/osw-commentary/2023-04-07/anti-colonial-alliance-global-south-new-foreign-policy-concept

[47] Fenghua Liu, “Russia’s Foreign Policy Over the Past Three Decades: Change and Continuity,” Chinese Journal of Slavic Studies 2, no. 1 (2022): 86-99, https://www.degruyter.com/document/doi/10.1515/cjss-2022-0004/html?lang=en

[48] احمد جلال محمود عبده، مرجع سبق ذكره

Simon Tisdall, “The Edge of War: What, Exactly, Does Putin Want in Ukraine?,” The Guardian, February 13, 2022, https://www.theguardian.com/world/2022/feb/12/russia-ukraine-what-does-putin-want.

Michael Mandelbaum, “Introduction: Russian foreign policy in historical perspective,” The new Russian foreign policy (Council on Foreign Relations:1998): 1-22, https://www.cfr.org/excerpt-new-russian-foreign-policy

احمد القرني، “أوكرانيا في الجيوبوليتيك السياسي،” المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، 15 مايو 2022، https://cutt.us/krZod

[49] Oleksii Polegkyi and Dmytro Bushuyev, Op. Cit.

[50] Safranchuk, Op. Cit.

عوض بن سعيد باقوير، مرجع سبق ذكره

رنا مزيد، مرجع سبق ذكره، ص328

[51]هشام محمد بشير، مرجع سبق ذكره

[52] Mandelbaum, Op. Cit.

احمد القرني، مرجع سبق ذكره

 [53]حسن أبو طالب، مرجع سبق ذكره

Caleb Silver, “The Top 25 Economies in the World,” Investopedia, September 1, 2022, https://www.investopedia.com/insights/worlds-top-economies/.

[54] Madalina Elena Lupu, “Russian Federation-from strength to weakness, from West to East, from a permanent member to a potential outsider,” Technium Social Sciences Journal 41, no. 1 (2023): 304-319, P. 306, 307, https://ideas.repec.org/a/tec/journl/v41y2023i1p304-319.html

[55] ليلى نيقولا، “هل يعدّ بوتين مفاجأة للغرب في أوكرانيا؟،” الميادين، 14 فبراير 2022، https://cutt.us/FOHXi

Mike Eckel, “How Did Everybody Get The Ukraine Invasion Predictions So Wrong?,” RadioFreeEurope/RadioLiberty, February 17, 2023, https://www.rferl.org/a/russia-ukraine-invasion-predictions-wrong-intelligence/32275740.html.

[56] حسن أبو طالب، مرجع سبق ذكره

[57]سهير الشربيني، “العالم الأول: أبعاد تأثير حرب أوكرانيا على الاقتصاد الروسي،” انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية، 12 فبراير 2022، https://cutt.us/yLclm

[58] Jackie Northam, “Russia Is Using Energy as a Weapon. Could This Spread to the Rest of the World?” NPR, November 2, 2022, https://www.npr.org/2022/11/02/1133667483/russia-is-using-energy-as-a-weapon-could-this-spread-to-the-rest-of-the-world.

” Seven ways Russia’s war on Ukraine has changed the world,” Chatham house, 20 February 2023, https://cutt.us/cBloD

مات ميرفي، ” روسيا وأوكرانيا: تقارير أمريكية تفيد بأن كوريا الشمالية تزود موسكو بالأسلحة،” بي بي سي نيوز عربي، 6سبتمبر 2022، https://www.bbc.com/arabic/world-62782145

[59] دحاك عبد النور، مرجع سبق ذكره، ص.244

WIll Strickland, “Mismatched Reality: Russian Decision-Making on the War in Ukraine,” New Area Study 3, no. 1, October 5, 2022, https://doi.org/10.37975/nas.44.

رجاء سليم، ” الأزمة الروسية الأوكرانية: ملامـح ومحــددات،” إصدارة “بقلم خبير”، مجلس الوزراء- مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، العدد 31، 26 مايو 2022، ص.3، https://idsc.gov.eg/DocumentLibrary/View/7190

Fedor Krasheninnikov, ” Putin’s Goals in Ukraine and Their Consequences,” Wilson center, 16 February 2022, https://www.wilsoncenter.org/blog-post/putins-goals-ukraine-and-their-consequences

[60] Ibid. P. 5,6

Vladimir Dubrovskiy, Op. Cit.

Huw Dylan, David V. Gioe, and Elena Grossfeld, “The Autocrat’s Intelligence Paradox: Vladimir Putin’s (Mis)Management of Russian Strategic Assessment in the Ukraine War,” The British Journal of Politics and International Relations, December 29, 2022, https://doi.org/10.1177/13691481221146113.

[61] Nick Reynolds and Jack Watling, Op. Cit.

[62] أحمد جلال محمود عبده، مرجع سبق ذكره

[63] بسمة أنور، “قبل وأثناء الحرب.. استعصاء الوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية،” مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات، 7 مارس 2023، قبل وأثناء الحرب.. استعصاء الوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية – مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية (shafcenter.org)

[64]  احمد جلال محمود عبده، المرجع السابق

[65]  عماد الحطبة، ” الشرق الأوسط والعملية الروسية في أوكرانيا،” الميادين، 22فبراير 2023، https://cutt.us/b3cSb

[66] أولغا إيفشينا وكاترينا كينكولوفا، مرجع سبق ذكره

احمد البياتي، ” اتخاذ القرار في السياسة الخارجية: منطلقات وخبرات،” المعهد المصري للدراسات، 18 ديسمبر 2022، https://cutt.us/yowHG

[67] أولغا إيفشينا وكاترينا كينكولوفا، مرجع سبق ذكره

رنا مزيد، مرجع سبق ذكره، ص.328،327

[68] Mandelbaum, Op. Cit.

احمد القرني، مرجع سبق ذكره

[69] Afp, “Kremlin Says Ukraine Rebels Have Asked Russia for ‘Help’ Against Kyiv,” The Moscow Times, May 11, 2023, https://www.themoscowtimes.com/2022/02/23/kremlin-says-ukraine-rebels-have-asked-russia-for-help-against-kyiv-a76548.

[70]Eldad Tal-Shir, and Alex Mintz, “Russia’s decision to pursue Syria’s chemical disarmament in 2013: A poliheuristic perspective,” International Journal of Peace Economics and Peace Science 1, no. 2 (2018): 1-16, P.3,4, https://www.cambridgescholars.com/resources/pdfs/978-1-5275-0877-4-sample.pdf

[71] Fedor Krasheninnikov, OP.Cit.

يوسف مهاب،” محددات الفرص والمعوقات في المفاوضات الروسية – الأوكرانية،” مجلة السياسة الدولية ” تحليلات – شئون دولية”، 4 نوفمبر 2022، http://www.siyassa.org.eg/News/18277.aspx

John Grady,” Losing Crimea Would Escalate Russian-Ukraine Conflict, Former Defense Secretary Says,” USNI news, 2 February 2023, https://news.usni.org/2023/02/02/losing-crimea-would-escalate-russian-ukraine-conflict-former-defense-secretary-says

[72] Eugene Rumer, Op. Cit.

“China and Russia to establish independent financial systems: Russian media,” Global times, 17 December 2021, https://www.globaltimes.cn/page/202112/1241715.shtml

[73] Eldad Tal-Shir, and Alex Mintz, Op. Cit., P. 8,7

” بوتين: هدف العملية الروسية في أوكرانيا وضع حد للإبادة الجماعية بحق سكان دونباس،” RT online، 18 مارس 2022، بوتين: هدف العملية الروسية في أوكرانيا وضع حد للإبادة الجماعية بحق سكان دونباس – RT Arabic

Egbert Fortuin, “‘Ukraine Commits Genocide on Russians’: The Term ‘Genocide’ in Russian Propaganda,” Russian Linguistics 46, no. 3 (September 7, 2022): 313–47, https://doi.org/10.1007/s11185-022-09258-5.

بسمة أنور، مرجع سبق ذكره

 

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=92403

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M