دور الايجاد في تسوية النزاعات الافريقية : دراسة مقارنة بين مشكلة جنوب السودان قبل الانفصال و مشكلة الصراع في السودان إبريل 2023

اعداد الباحثة : نورهان أحمد علي علي – المركز الديمقراطي العربي

 

مقدمة :

جاءت التجمعات الإقليميه ردًا علي العولمة بكافة أشكالها ؛لتضافر الجهود علي المستوي الإقليمي والقاري ولتقوية العلاقات الأفريقية البينية ، فمنذ نشأت الاتحاد الأفريقي المعروف قديما بمنظمه الوحده الإفريقية وتتالت المنظمات الإقليميه والتجمعات الإقليمية الرسمي منها وغير الرسمي ومن ضمن هذه التجمعات جاءت الهيئة الحكومية الدولية للتنمية والمعروفه بالإيجاد

فالإيجاد منظمة ربما معنية أكثر بالشق الإقتصاد ناهيك عن الشق الإجتماعي ، لكن لا يصح أن تخلو منظمة اقليمية في ظل الحروب والمآلات بالقارة الأفريقية من الجانب الآمني والسلام ، فمنذ التسعينات تكاثرت حده الصراعات والنزاعات داخل القارة الأفريقية ، واخذت في الإنتشار السريع الممنهج ربما ، وتتأخذ أشكالا متعدده من حروب أهليه ، نزاعات حدودويه ، صراعات قبلية وغيرها ؛الأمر الذي يُحتم ضرورة وجود وساطة وتوفيق وبنود ومعاهدات بين الأطراف المتنازعة .

ظلت جمهوريه السودان قديما تعاني من ازمات وحروب اهليه وعدم استقرار حتى بعد ان نالت استقلالها من الاستعمار البريطاني في عام ١٩٥٥ وهو نفس العام الذي انفجرت فيه الحروب الأهلية في جنوب السودان بآثرها المدمر الي أن تم انفصال الجنوب السوداني .

وفي الوقت الحالي نشأ صراع بين قوات الدعم المدنية والجيش السوداني ولا نعلم كيف سينتهي الأمر وعلاما سينتهي ، الأمر الذي يوجب علينا النظر في  الدور الفعلي للهيئة الحكومية الدولية للتنمية (ايجاد) في تلك الأزمة وذاك تحت ظل أهدافها ومبادئها وسبب نشأتها، وهل هناك استراتيجية ومنهج معين تسير عليه الإيجاد لحل النزاعات أم تسير بشكل عشوائي وعلي ما تفرضه عليها نوع النزاع وكيفيته ، الأمر الذي ستتناوله هذه الورقة البحثية من خلال عدة محاور رئيسية..

  • المحور الأول : التعريف بالهيئة الحكومية الدولية للتنمية (IGADl)
  • المحور الثاني : مشكلة جنوب السودان قبل الانفصال .
  • المحور الثالث: الصراع القائم في السودان في إبريل ٢٠٢٣.
  • المحور الرابع : تقييم دور الإيجاد في النزاعات محل الدراسة.

المحور الأول: التعريف بالهيئة الحكومية الدولية للتنمية IGAD

أولاً : نبذة تاريخية عن إنشاء المنظمة

تم إنشاء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) في شرق إفريقيا في عام 1996 لتحل محل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالجفاف والتنمية (IGADD) التي تأسست في عام 1986. وتسبب الجفاف المتكرر والشديد والكوارث الطبيعية الأخرى بين عامي 1974 و 1984 في انتشار المجاعة على نطاق واسع. والتدهور البيئي والصعوبات الاقتصادية في منطقة شرق أفريقيا. على الرغم من أن فرادى البلدان بذلت جهودًا كبيرة للتعامل مع الوضع وتلقت دعمًا سخيًا من المجتمع الدولي ، فإن حجم المشكلة ومداها يتطلب بشدة اتباع نهج إقليمي لاستكمال الجهود الوطنية.[1]

في عامي 1983 و 1984 ، اتخذت ستة بلدان في القرن الأفريقي – جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان وأوغندا – إجراءات من خلال الأمم المتحدة لإنشاء هيئة حكومية دولية للتنمية ومكافحة الجفاف في منطقتها. اجتمع مؤتمر رؤساء الدول والحكومات في جيبوتي في يناير 1986 للتوقيع على الاتفاقية التي أطلقت رسميًا الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGADD) بمقرها في جيبوتي. أصبحت دولة إريتريا العضو السابع بعد حصولها على الاستقلال عام 1993.[2]

في أبريل 1995 في أديس أبابا ، أصدر مؤتمر رؤساء الدول والحكومات إعلانًا لتنشيط “إيغاد” وتوسيع التعاون بين الدول الأعضاء. في 21 آذار / مارس 1996 ، في نيروبي ، وقع مؤتمر رؤساء الدول والحكومات على “رسالة صك لتعديل ميثاق / اتفاق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية” الذي ينشىء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية التي أعيد تنشيطها باسم جديد هو “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية”. عن التعاون الإقليمي والهيكل التنظيمي الجديد ، أطلقه مؤتمر رؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في 25 تشرين الثاني / نوفمبر 1996 في جيبوتي ، جمهورية جيبوتي.[3]

ثانيًا: بنود الاتفاقية المنشئة للإيجاد.[4]

١_ المبادئ

وتجدد الدول الأعضاء رسميا التزامها بالمبادئ التالية:

  • المساواة في السيادة بين جميع الدول الأعضاء.
  • عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.
  • التسوية السلمية للنزاعات بين الدول وداخلها عن طريق الحوار .
  • صون السلام والاستقرار والأمن على الصعيد الإقليمي.
  • التقاسم المتبادل والعادل للمنافع الناشئة عن التعاون بموجب هذا الاتفاق .
  • الاعتراف بحقوق الإنسان والشعوب وتعزيزها وحمايتها وفقا لأحكام الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب.

٢_الأهداف

تكون أهداف السلطة وغاياتها كما يلي

    • تعزيز الاستراتيجيات الإنمائية المشتركة والمواءمة التدريجية لسياسات وبرامج الاقتصاد الكلي في الميادين الاجتماعية والتكنولوجية والعلمية.
    • مواءمة السياسات المتعلقة بالتجارة، والجمارك، والنقل، والاتصالات، والزراعة، والموارد الطبيعية، وتعزيز حرية حركة السلع والخدمات والأشخاص وإقامة الإقامة .

    • تهيئة بيئة مواتية للتجارة والاستثمار القسريين والعابرين للحدود والمحليين .

  • تحقيق الأمن الغذائي الإقليمي وتشجيع ومساعدة جهود الدول الأعضاء الرامية إلى مكافحة الجفاف وغيره من الكوارث غير الطبيعية والكوارث التي هي من صنع الإنسان وعواقبها بصورة جماعية .
  • بدءوتعزيز برامج ومشاريع للتنمية المستدامة للموارد الطبيعية وحماية البيئة .
  • تحسين الهياكل الأساسية المنسقة والمتكاملة، ولا سيما في مجالي النقل والطاقة.
  • تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة دون الإقليمية وإنشاء آليات داخل هذه المنطقة لمنع وإدارة وتسوية الائتلافات بين الدول وداخلها عن طريق الحوار .
  • تعبئة الموارد لتنفيذ برامج الطوارئ والبرامج القصيرة الأجل والبرامج المتوسطة الأجل والبرامج الطويلة الأجل في إطار التعاون دون الإقليمي.
  • تعزيز وتحقيق أهداف السوق المشتركة لشرق أفريقيا والجنوب الأفريقي والجماعة الاقتصادية الأفريقية .
  • تيسير وتشجيع وتعزيز التعاون في مجال البحث والتطوير والتطبيق في ميادين العلم والتكنولوجيا.
  • استحداث أنشطة أخرى تقررها الدول الأعضاء تعزيزاً لأهداف هذا الاتفاق.

٣_ الهيكل التنظيمي

تتألف السلطة من الهيئات التالية:

  • جمعية رؤساء الدول والحكومات .
  • هي الأعلى للسلطة.

تتمثل مهام الجمعية فيما يلي:

  • العمل السياسي وتوجيه ومراقبة عمل المنظمة.
  • تحديد المبادئ التوجيهية والعروض الرئيسية للتشغيل
  • تحديد الخطوط العريضة للقضايا السياسية ورصدها، ولا سيما فيما يتعلق بالمشاركة في منع نشوب النزاعات وتسويتها .
  • تعيين أمين تنفيذي بناء على توصية من مجلس الوزراء
  • إقرار جدول الأنصبة المقررة لاشتراكات الدول الأعضاء في الميزانية بصدق من مجلس الوزراء.

تجتمع الجمعية العامة مرة في السنة على الأقل وفي أي وقت بناء على طلب أي من الدول الأعضاء وبناء على موافقة أغلبية أعضائها، يتم التوصل إلى قرارات جمعية رؤساء الدول والحكومات بتوافق الآراء.

  • مجلس الوزراء .

يتألف المجلس من وزراء الخارجية ووزير منسق آخر تعينه كل دولة عضو :

تتمثل مهام المجلس فيما يلي:

  • تقديم توصيات إلى الجمعية بشأن مسائل السياسة العامة الرامية إلى كفاءة أداء السلطة وتنميتها.
  • الموافقة على ميزانية السلطة.
  • استعراض عمليات السلطة وتوجيه عملها وفقا للاتفاق.
  • الإشراف على عمل الأمانة العامة
  • تعزيز ورصد وتنسيق ومواءمة المبادرات الرامية إلى تحقيق أهداف السلطة.
  • إعداد جدول أعمال الجمعية
  • رصد تنفيذ مقررات الجمعية العامة.
  • تعزيز السلام والأمن في المنطقة دون الإقليمية وتقديم توصيات إلى اللجنة .
  • تلقي تقارير الهيئات الفرعية واستعراضها وتقديم توصيات إلى الجمعية العامة.
  • رصد وتعزيز الأنشطة الإنسانية.
  • متابعة الشؤون السياسية والأمنية التي تشمل منع النزاعات.
  • الإدارة والحل وبناء السلام بعد انتهالإنسانية.
  • الموافقة على النظامين الإداري والأساسي للموظفين والنظام المالي.
  • الاضطلاع بأي مهام أخرى تكلفها الجمعية العامة.
  • ويجوز للمجلس أن ينشئ لجانا وزارية قطاعية مخصصة لمعالجة القضايا في القطاعات الخاصة بكل منها. تجتمع اللجان كلما دعت الضرورة لذلك.
  • تحقيق أهداف الاتفاق.
  • وتتفق الدول الأعضاء بالتشاور مع أمين اللجنة على مواصفات اختصاصات اللجان
  • يجتمع المجلس مرتين في السنة وفي أي وقت بناء على طلب أي من الدول الأعضاء بعد موافقة أغلبية أعضائه.
  • يتم التوصل إلى جميع قرارات المجلس بتوافق الآراء. غير أنه إذا لم يتوصل المجلس إلى اتفاق بتوافق الآراء، يتخذ القرار بأغلبية عضوين من الأعضاء الحاضرين والمصوتين بالاقتراع السري ما دام هؤلاء الأعضاء يشكلون عضوا قانوني .

(ج) لجنة السفراء

تتألف لجنة السفراء من سفراء الدول الأعضاء أوالمفوضون المعتمدون لدى بلد مقر المنظمة. إن

وتقدم لجنة السفراء تقاريرها إلى المجلس.

  • وتكون مهام لجنة السفراء كما يلي
  • تقديم المشورة إلى الكاتب التنفيذي بشأن تعزيز ممثليه في تنفيذ خطة العمل التي وافق عليها مجلس الوزراء .
  • إرشاد الأمين التنفيذي بشأن تفسير السياسات والمبادئ التوجيهية التي قد تتطلب مزيداً من التفصيل.
  • تعقد اللجنة اجتماعات عند الاقتضاء في الأمانة العامة لمتابعة أنشطة الأمانة وتقدم المشورة بصفة دورية إلى أعضاء اللجنة.

يتم التوصل إلى جميع قرارات اللجنة بتوافق الآراء. غير أنه إذا لم يتوصل الالتزام إلى اتفاق بتوافق الآراء، يُتخذ القرار بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين والمصوتين ما دام هؤلاء الأعضاء يشكلون نصاباً قانونياً.

الأمانة هي الهيئة التنفيذية للسلطة وتقوم بما يلي:

(أ) يرأسه موظف تنفيذي يعينه المجلس لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة .

(ب) أن يكون لديها موظفون خاصون بها وأن تساعدها في ذلك خبراء وتقنيون تتيحهم لها الدول الأعضاء.

تتمثل مهام الأمانة فيما يلي:

أ)تنفيذ مقررات الجمعية العامة والأعضاء .

ب)إعداد مشاريع مقترحات واتفاقات بشأن المسائل الناشئة عن مقررات وتوصيات الجمعية العامة والمجلس .

(ج) إعداد دراسات استقصائية ودراسات ومعلومات ومبادئ توجيهية بشأن المسائل القانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية ذات المفهوم المشترك والأساسية لتعزيز وتعميق التعاون بين الدول الأعضاء

الأمين التنفيذي

يكون الأمين التنفيذي هو المسؤول التنفيذي الأول للأمانة ويضطلع بالواجبات والمسؤوليات التالية:

الشروع في اتخاذ تدابير تهدف إلى الترويج لعقبات السلطة:

  • تعزيز التعاون مع المنظمات الأخرى تعزيزا لأهداف السلطة.
  • التشاور والتنسيق مع جيوفيميكس وغيرها من مؤسسات الدول الأعضاء لضمان التوافق والتناغم مع السياسات والبرامج والمشاريع المتفق عليها
  • تنظيم اجتماعات الجمعية العامة والمجلس وأي اجتماعات أخرى تعقد وفقا لتوجيهات الجمعية العامة أو المجلس ؛إعداد توصيات بشأن عمل السلطة للنظر فيها.
  • العمل كوصي على وثائق السلطة وممتلكاتها ؛إدارة الشؤون المالية للسلطة وإعداد التقارير السنوية للسلطة ؛
  • تقديم تقرير عن أنشطة السلطة وشروطها المالية إلى الدورات العادية لكل مجلس

إعداد ميزانية السلطة لتقديمها إلى المجلس التفاوض، بموافقة رئيس المجلس، مع الدول والمنظمات الأخرى من أجل الحصول على مساعدة مالية وتقنية باسم السلطة.

٤_ بنود هامه في المعاهده.[5]

حل النزاعات (الماده ١٨)

تعمل الدول الأعضاء بشكل جماعي على صون السلام والأمن والاستقرار التي هي شروط أساسية لا غنى عنها لتحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي. وبناء على ذلك، تقوم الدول الأعضاء بما يلي.

اتخاذ تدابير جماعية فعالة للقضاء على أوجه الترابط بين التعاون الإقليمي والسلام والاستقرار:

إنشاء آلية فعالة للتشاور والتعاون من أجل منطقة المحيط الهادئ

تسوية الخلافات والنزاعات

من الحكمة معالجة المنازعات بين الدول الأعضاء في إطار هذه الآلية دون الإقليمية قبل إحالتها إلى منظمات إقليمية أو دولية أخرى.

استبعدت معالجة المنازعات بين الدول الأعضاء في إطار هذه الآلية دون الإقليمية قبل إحالتها إلى منظمات إقليمية أو دولية أخرى

٥_الوصايا والأحكام العامه.[6]

المادة( 19)

يجوز تعديل هذا الاتفاق بناء على طلب كتابي رسمي تقدمه أي دولة عضو إلى رئيس مجلس الوزراء لا يبدأ نفاذ التعديل إلا بعد إقراره بتوافق الآراء، ما لم يبدأ نفاذه بعد موافقة ثلثي الدول الأعضاء عليه.

المادة( 20)

توافق الدول الموقعة على هذا الاتفاق أو تصادق عليه أو ينضم إليه أعضاء جدد وفقا للإجراءات الدستورية لكل دولة.

المادة( 21)

يبدأ نفاذ هذا الاتفاق بعد شهر واحد من قيام مجموعة من الدول البارزة بتقديم موافقتها الخطية الرسمية أو وثائق التصويب إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

المادة( 22)

أ) على أي دولة عضو ترغب في الانسحاب من السلطة أن تمنح حاكم الجمعية نبل الذكرى لعام واحد لانسحابه، وفي نهاية هذه السنة، إذا لم يسحب هذا الإخطار، يمكن أن تكون دولة عضوا في السلطة

ب) وخلال فترة السنة المشار إليها في الفقرة السابقة، ذكرت إحدى العضوة ساتكو.

والرغبة في الانسحاب من السلطة تراعي مع ذلك أحكام هذه الزراعة وتظل مسؤولة عن الوفاء بالتزاماتها بموجب هذه الزراعة.

المادة( 21)

يودع النص الأصلي للاتفاق وأي صك من صكوك الموافقة أو التصديق أو الانضمام لدى حكومة جمهورية بلجيكا، التي تخطر جميع الدول المنبر بدخوله حيز النفاذ وكذلك بإيداع صك الموافقة. التصديق أو الانضمام.

المادة( 24)

إن النسخ الفرنسية وروث إنليش من هذا الاتفاق أصلية.

وإثباتا لذلك، قام الموقعون أدناه بالتوقيع في نهاية هذا الاتفاق.

المحور الثاني : مشكلة جنوب السودان قبل الإنفصال .

ظلت جمهوريه السودان قديما تعاني من ازمات وحروب اهليه وعدم استقرار حتى بعد ان نالت استقلالها من الاستعمار البريطاني في عام ١٩٥٥ وهو نفس العام الذي انفجرت فيه الحروب الأهلية في جنوب السودان بآثرها المدمر ،ذاك الاستعمار الذي ترك اثاره العميقه التي كان لها دور في اشعال الرغبه الملحه لجنوب السودان في الانفصال عن جمهوريه السودان ككل، فقد انتهج السياسه الانفصاليه بشتى الطرق والوسائل رغبه منه في انفصال الجنوب عن الشمال لمصالحه المدروسه، فقط ساعه الاستعمار مرارا الى محاربه اللغه العربيه وتشجيع استخدام اللغه الانجليزيه وذلك عن طريق البعثات التنصيريه_ بعثات لنشر المسيحية آنذاك_ التي عملت على منع انتشار الاسلام في جنوب السودان عن طريق السماح لها بحريه العمل الديني في حين تخصصت هذه الحريه في الشمال السوداني انذاك بما يدين التعليم والخدمات الصحيه فقط، وفي ظل هذه الاهداف من اضعاف النطق بالعربيه ومنع انتشار الاسلام فقد قام الاستعمار بتشجيع الموظفين في المديريات الجنوبيه على تعلم اللهجات المحليه ونشر بعض المجموعات الغربيه.[7]

ايضا تشكيل ما يعرف” بالفرقه الاستوائيه” وذلك للتخلص النهائي من الوجود العربي داخل الجنوب السوداني من الموظفين وقوات الجيش العربيه وهذه الفرقه تكونت عن طريق تجنيد السودانيين الجنوبيين، كل هذه الخطوات كانت مرتبه ومدروسه ولم تاتي ضغطه ويتجلى ذلك في قول السكرتير الاداري البريطاني المستر ماك مايكل:-

“القبول استمرار اللغه العربيه في الجنوب سيؤدي الى انتشار الاسلام مما يضيف للشمال التعصب منطقه لا تقل عنه في المساحه”

وايضا قول وزير الخارجيه البريطاني انذاك مستر هاندروسون ” انجلترا كدوله مسيحيه لا يمكنها ان تشارك في سياسه تشجيع انتشار الاسلام بين شعب يزيد على ثلاثه ملايين”.

ولم يقف الاستعمار عند هذه النقطه فقد قاموا باغلاق مناطق الجنوب بشكل كامل عام 1922 بحيث لا يجوز لاي شخص من غير اهالي السودان ان يدخلها ويبقى فيها الا اذا كان حاملا رخصه بذلك، كما اجازوا لانفسهم سلطه منع اي شخص من اهالي السودان من دخول المناطق المحدده والبقاء فيها، بجانب انتهااجهم سياسه التركيز على تطوير البنيه التحتيه في الشمال دون الجنوب وتخصيص التعليم التبشيري للمديريات الجنوبيه بعد ما حرم من المناهج الوطنيه واللغه العربيه امعانا من ربطه بالثقافه الغربيه[8]

ولم يكتفي الاستعمار بالوسائل الغير مباشره بل لجا ايضا للوسائل المباشره ويتجلى هذا الامر في قانون انشاء المجلس الاستشاري ضمن تطورات الدستوريه للاستعمار عام 1934 فكان الغرض منه اثبات ان الشمال كيان والجنوب كيان اخر هكذا بكل صراحه.

كل هذه الخطوات المحسوبه من قبل الاستعمار كانت تبني اسوار نفسيه بداخل ابناء الجنوب السوداني اتجاه الشمال السوداني فقد نتج عن تلك الخطوات بعض النتائج السلبيه كامتناع جنوب السودان من تطبيق الحكم الاسلامي رغم ان السودان دوله اسلاميه عربيه اصلا ، فلابد من تطبيق احكام الشريعه الاسلاميه على كافه المواطنين السودانيين فهذا الاختلاف بين الشمال والجنوب الديني الذي ربما كان الاستعمار سببا في حيث كانت نسبه المسلمين الى ما يتجاوز 95% في حين ان جنوب السودان به اكثر من 80% ممن يعتنقون المسيحي؛ ادى الى النظره الخاطئه التي كانت ينظر بها اهل الجنوب للشماليين بانهم مجرمين قاموا بشن الحروب تحت رايه نشر الدين الاسلام[9]

كل هذا ضمن الاسباب التاريخيه التي ادت الى تفاقم رغبه الجنوب بالانفصال عن الشمال السودان ولم تكن هذه الاسباب التاريخيه وحدها التي ادت لذلك بل ان هناك اسباب جغرافيه وذاتيه وموضوعيه متعلقه بالبلاد وظروفها حيث كانت تعيش دوله السودان كلها حاله سيئه من تردد الاوضاع الاقتصاديه والتعليميه والتجاريه والمعيشيه انذاك وقبل الانفصال[10]

فمنذ عام 1955 والسودان تعاني الى ان حدث ما حدث وهدا الوضع فقد عقدت اتفاقيه في عام 1972 مع الحركه الشعبيه لتحرير جنوب السودان برئاسه جون كرنك عرفت باتفاقيه اديس ابابا وبموجب هذه الاتفاقيه حصل الجنوب على الحكم الذاتي الاقليمي مما اتاح لحكومه الجنوب التصرف الكامل بشؤونه عدا الامور الخاصه بالشؤون الخارجيه للبلاد والشؤون الدفاعيه لكن لم يلبس الامر واندلعت الحروب مره اخرى نتيجه قرار تقسيم جنوب السودان الى ثلاثه اقاليم يتمتع كل منهما بحكم ذاتي الامر الذي رفضته جنوب السودان قولا واحدا وعلى هذا فاستمرت الحروب والنزاعات داخل السودان فيما يزيد عن 20 عاما تقريبا حتى امتد النزاع اثاره الى دول الجوار الامر الذي الزم تظافر الجهود وتدخل الاقليمي والدولي وكان من ابرز التدخلات الاقليميه الدور الاقليمي لمنظمه الايجاد[11]

المحور الثالث: الصراع القائم في السودان في ابريل عام ٢٠٢٣ .

لم تستقر السودان بعد؛ كانت ولا زالت في حاله صراع وذلك منذ سنوات عده،فكما اعتدنا دائما في المشهد السياسي انه لا يوجد صراع وليد اللحظه فكل صراع ينشا يكون نار تحت رماد ،وبالضبط هذا ما يمكن ان اطلقه على الصراع الحالي في السودان فمنذ استقلال السودان عن الاستعمار البريطاني في عام 1956 والجيش السوداني هو بمثابه الامر والناهي في الدوله حيث وصل عمر البشير للحكم عن طريق الانقلابات العسكريه وانتهى حكمه ايضا بانقلاب عسكري وعلى هذا فبالطبع اي قوه تسمح لنفسها بالظهور في السودان يكون مصيرها معروف في اي قوه تغلب قوه القطاع العسكري في الدوله!

بعد عزل البشير برزت القوه المدنيه واصبح لها دور واضح في المشهد السياسي لجمهوريه السودان حيث دعا القاده المدنيون الى اصلاحات جزريه لقطاع الامن لكن هذه المساعي والجهود لم تتماشى مع اهداف القطاع العسكري وافضت الى صراعات بين اطياف القطاع العسكري في الدوله ربما بعضها معلنه والبعض الاخر خفي وكان القاده المدنيين يطلبون بوسائل غير مباشره السيطره على الجيش ومن هنا نشا الصراع المدني العسكري ثم بدات الجوله الاخيره من العنف بعد الاطاحه برئيس الوزراء السابق عبد الله حمودك في اكتوبر 2021.[12]

وفي 15 ابريل 2023 بدات جوله اخرى من الصراع المدني العسكري ربما متصله بسابقتها بين قوات الدعم السريع بقياده الفريق محمد حمدان دقله والقوات المسلحه السودانيه بقياده الفريق عبد الفتاح البرهان ربما نتيجه سعيه المدنيون لطلب تسليم الاصول والشركات العسكريه المربحه في الزراعه والتجاره وغيرها من الصناعات وهي مصدر اساسي للسلطه والثروه بالنسبه للجيش وقوات الدعم السريع فضلا عن اللهيب المدفون تحت التراب سابقا والبعد العرقي والقبل للصراع فكلا منهما يسعى للسيطره على البلاد.[13]

يسعى كل طرف من اطراف الصراع السيطره على البلاد بطرق شتى مركزين على مواقع رئيسيه مثل القصر الجمهوري ومبنى القياده العامه للجيش ومبنى الاذاعه والتلفزيون والمطارات الرئيسيه بما في ذلك مطار الخرطوم وموري، وايضا العاصمه لما لها من الاعتراف بالشرعيه على المستوى الوطني ويحاول كل طرف قطع الامدادات وسلاسل التوريد عن الطرف الآخر وفي نفس الوقت تأمين موارد إضافية لأنفسهم. وفي هذه الحالة سوف تحاول القوات المسلحة السودانية السيطرة على مناجم الذهب في جبل عامر وطرق التهريب، بينما تريد قوات الدعم السريع قطع طرق النقل والتوريد الرئيسية، بما في ذلك الطريق من بورتسودان إلى الخرطوم.

وفي غمرة تصاعد الأحداث أعلن قائد الجيش السوداني حل مليشيات الدعم السريع وتبادل الجانبان الاتهامات من خلال حرب إعلامية حامية الوطيس. ومع ذلك فمن الواضح أن الجيش السوداني يفرض قبضته على النقاط الاستراتيجية في الخرطوم لما لها من دلالة رمزية وسياسية غير خافية.[14]

وبين كل هذه الاحداث المتتاليه يعاني الشعب السوداني حيث انضلعت الاحتجاجات في جميع انحاء البلاد وقتل اكثر من 100 شخص وتوالت الهجرات خارج البلاد الى البلاد المجاوره ومنهم جمهوريه مصر العربيه.

المحور الرابع : الإستراتيجية المتبعة من قبل الإيجاد لحل النزاعات الأفريقية

أولا: دور الإيجاد في حل مشكلة جنوب السودان قبل الإنفصال .

بدات اولى مساعي الايجاد عندما طالب “عمر البشير “رؤساء الايجاد الخمسه( كينيا اد،اوغندا، اريتانيا، اثيوبيا) التوسط لانهاء الحرب الاهليه في الجنوب وخاصه بعد فشل الكثير من الوسطاء والمساعي والجولات الثنائيه ووافق رؤساء قمه الايجاد على مخترى الرئاسه السودانيه وتم تكوين لجنه رباعيه برئاسه كينيا.

بدات المنظمه سعيها في حل مشكله جنوب السودان باستراتيجيه واضحه واليات التفاوض جعلت من مبادره الايجاد مبادره فعاله استطاعت ان تقود العمليه التفاضيه الى نهايتها حيث تمثلت المنهجيه في الخطوات التالية ، موافقه والتزام طرفي الحكومه والحركه بالان المبادئ كارضيه اساسيه للمفاوضات.

  • تكليف خبراء مستقلين اجانب من المختصين لوضع دراسه وتوصيات حول كل بند من بنود الاجنده ليس ما تلك القضايا الشائكه مثل الدين والدوله وتوزيع الثروه وتقسيم السلطه.
  • وضع منهجيه علميه خاصه بواسطه الخبراء المختصين في كيفيه طرح وتناول قضايا الاجنده واسلوب الحوار ومقاربه المواقف[15]
  • يقوم المبعوث الكيني امبويا ٩٩_٢٠٠١ ثم سيمبويا ٢٠٠٢_٢٠٠٥ بتسليم وفدي خبراء الطرفين الدراسات والتوصيات التي يعدها الخبراء المستقلون الاجانب وذلك لدراستها وابداء رايهما موافقاتهما في كل قضيه.
  • يجتمع ورده الطرفين مع مبعوث دول الايجاد للبساطه وهم سفراء اثيوبيا واوغندا وكينيا لاستعراض مواقفوتهما والاتفاق حول القضايا المطروحه.
  • يدعو الامين العام لمنظمه الايجاد الاجتماع ومؤتمر الوزراء خارجيه دول الايجاد لاستعراض القضايا واقرار مخرجات المبعوثين بوجود وفدي الطرفين وفي حالات عدم الاتفاق الطرفين يقوم الوزراء بترويض الطرفين واقنعهما ثم اعتماد الاتفاق.
  • يطلب الامين العام للايجاد رؤساء دول الايجاد لقمه عاديه او استثنائيه للاعتماد والمصداقه النهائيه للمنود المتفق عليها في كل مرحله يشارك مبعوثه دول شركاء الايجاد كمراقبين في الاجتماعات في الحاله التي يراها ممثل دول الوساطه ضرورة .

مؤسسيا هناك سكرتاريه مستقله قائمه بذاتها يراسها المجروس الكيني تتضلع بمهام التوثيق والتسهيلات الاداريه والماليه وتوفير اللوجستات المطلوبه.

تلتزم دول شركاء اليجاب باستقلاب وتوفير الدعم المالي والفني اللازم لتمويل وتيسير الحوار.

ويتمثل الدور الفعلي للايجاد في السعي لحل مشكله جنوب السودان قبل الانفصال في عده نقاط مختصره وهم:-

  • تم عقد عده لقاءات في العاصمه الكانيه نيروبي في 17 من مارس عام 1994 شارك فيها الرئيس السوداني عمر البشير مع قاده من حركه التمرد ونتج عن تلك اللقاءات والاتصالات واتصالات اخرى صدور بيان من لجنه الايجاد تضمنت النقاط المحوريه الاتيه[16]
  • مع الاخذ في الاعتبار جميع مساعي السلام السابقه ترى اللجنه انه قد تم الاتفاق على خلق مناخ ملائم للمحادثات وعلى الاطراف المتنازعه ان تتحلي بضبط النفس وان تمتنع على اي تصرف قد يؤدي الى تصعيد العداء يعيق مبادره الايجاد للسلام.
  • على اطراف النساء ارسال وفود ذات مستوى عالي ومفوضه تفويضا كاملا للاشتراك في المفاوضات.
  • السماح لوكالات الاغاثه بالوصول الى المناطق المتاثره بالحرب لايصال الاغاثه للمحتاجين.
  • ان توافق اطراف النزاع على التفويض الممنوح للجنه وزراء خارجيه دول الايجاد بوضع اطار وبرنامج عمل لاجراء مباحثات السلام.

وبالفعل فقد عقدت تلك اللجنه الاجتماع ووافقت على مساله فصل موضوع الاغاثه عن بقيه المواضيع المطروحه وتم التوصل الى اتفاق بين الحكومه السودانيه وفصل التمرد في 17 من ابريل عام 1949 ((نص على نقل الاغاثه بممرات الجويه والبحريه وعن طريق النهر والسكه الحديد وفقا لمسارات محدده على ان تتضمن كل الاطراف سلامه العاملين في نقل الاغاثه وسائل نقلها كما نص على ان تكون لجنه الايجاد للوساطه مسؤوله على متابعه تنفيذ الاتفاق )).[17]

  • عقدت المنظمه جوله جديده من المفاوضات بالعاصمه الكينيه نيوروبي في 18 من ابريل عام 1994 بين وفد الحكومه برئاسه محمد الامين وحركه التمرد وفي هذه المفاوضات طرحت حركه تمرد لاول مره حق تقرير المصير الامر الذي رفضه وفد الحكومه وعده مناورات جديده تهدف لعرقله جهود السلام.[18]
  • عقدت منظمه الاجهاد قمه اخرى عام 1998 الى التوصل لحل تلك المشكله حيث تم اللقاء بين وفد الحكومه برئاسه مصطفى عثمان وزير خارجيه السودان ورفض حركه التمر وخلال هذه القمه توصل الطرفان الى اتفاق حول مبدا استفتاء بشان تقرير المصير في جنوب السودان باشراف الاسره الدولي.[19]
  • طرحت منظمه الاجابه مبادره اخرى بدعوه من الرئيس الكيني دانيالا في جزيران عام 2001 وزعماء ثلاثه دول افريقيه اوغندا اثيوبيا جيبوتي وخلال هذه القمه طلبت الحكومه بضروره وقف اطلاق النار الى ان حركه التمرد بزعامه جون كرنك رفضت وقف اطلاق النار استرحت في المقابل مساله وقف حكومه السودان التنقيب عن البترول في الجنوب مستنده في موقفها على الخلافات التي حصلت داخل السلطه خاصه بعد خروج الترابي من الحكومه.
  • خططت منظمه الايجاد خطوه اخرى لمواجهه مشكله جنوب السودان وذلك عام 2002 حيث تم عقد قمه الايجاد في الخرطوم وترأسها الرئيس السوداني عمر البشير وخلالها فقد اعرب اعضائها عن قلقهم بشان بطء مبادره السلام في جنوب السودان وحث الاطراف المتنازعه لاسراء الوصول لتسويه سلميه للنزاع ونشاطات الاطراف المتنازع الوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار ووضع حد للمعاناه
  • عقدت الايجاد قمتها في ضاحيه مشكوس بكينيا حيث تم اللقاء بين حركه التمرد بزعامه جون كرنك والرئيس عمر حسن البشير حيث تم التوصل الى اتفاق سمي باتفاق مشكوس عام ٢٠٠٢ ، تم الاتفاق فيه على بعض الامور المختلفه عليها منها علاقه الدين بالدوله حيث راعى الانفاق التعدديه للشعب السوداني وما يميز الجنوب عن الشمال فضلا عن الاعتراف للجنوب بحق تقرير المصير وممارسه هذا الحق عبر الاستفتاء يجرى بعد مرور ست سنوات من الحكم الفيدرالي الانتقالي.[20]

وفي الاخير تم التوصل الى اتفاق بشان المناطق المهمشه الثلاثه جبال النوبه وجنوب النيل الازرق ومنطقه ايه الذي حسم امرها من خلال تقسيم السلطه التنفيذيه والتشريعيه في منطقتي جبال النوبه وجنوب النيل الازرق بين حزب المؤتمر الوطني والحركه الشعبيه لجنوب السودان الى جانب ذلك فقد تمكنت منظمه الاجهاد في قمتها التي عقدت في 2004 من التوصل الطرفان لاتفاق دائم لوقف اطلاق النار وفي الحقيقه فقد كان الاتفاقيات التي راعتها منظمه الايجاد اثرها في توصل الطرفين الحكومه والمعارضه لاتفاق سلام والذي تم توقيعه تحت رعايه منظمه الايجاد في عام 2005 حيث تعاهد في الطرفان بتنفيذ ذلك الاتفاق نصا وروحا .

تقديم سكرتارية الايجاد بوثيقه ناكورو والتي اشتملت على بنود التاليه:

  • خلو العاصمه القوميه من تطبيق الشريعه الاسلاميه.
  • ان يبقى جيش الحركه مستقلا عن القوات الحكوميه
  • قيام جيش منفصل لجنوب السودان.
  • ان يتولى الحكومه المركزيه الانفاق على جيش الحكومه لمده حددت ست سنوات.
  • يفصل بين جيش الحركه والحكومه قوات دوليه.

يكون للجيش الشعبي منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية وحق الاعتراض على القرارات التي يصدرها رئيس الجمهورية ويرى انها مضره بالاتفاق وله صلاحيات اخرى.

وهكذا انتهت الجوالات بتوقيع اتفاقيه نيفاشا في كينيا في التاسع من يناير 2005.[21]

ثانيا: دور الإيجاد في الصراع الحالي في السودان لعام ٢٠٢٣.[22]

اصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية بيانا بشان تطورات الاوضاع الأمنية في ابريل 2023 يتضمن حث الامين التنفيذي الجانبين على اعطاء فرصه للحوار ووقف الاعمال الغذائية والسماح للشعب السوداني بمواصلة صيام شهر رمضان بسلام وان المنظمات ستواصل الوقوف في تضامن مع شعب السودان في تطلعه الى السلام.

تم عقد اجتماع افتراضي لمناقشه الازمه الطارئة بحضور الرئيس الكيني وليأمر ورد والرئيس الاوغندي بوري موسفيتي ، واسماعيل ويجله الرئيس الجيبوتي وسلفا كير رئيس جنوب السودان وحسن شيخ رئيس الصومال طلب فيه الرئيس ويليام رو من قاده الايجاد اتخاذ موقف حازم لاعاده السلام في الخرطوم ،لذلك شكلوا [إيغاد] لجنة من ثلاثة رؤساء دول من ذوي الخبرة العالية والمعرفة بالوضع في السودان للقيام بمهمة لزيارة الخرطوم والتواصل مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين للتأكد من وقف الأعمال العدائية وعودة الأطراف إلى الحوار.

ودعا القادة قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلوا إلى وقف الحرب والعودة إلى المفاوضات ، وفي ختام اجتماعهم ، قرر قادة “إيغاد” إرسال الرؤساء كيروتو وجيليه في أقرب وقت ممكن للتوفيق بين المجموعات المتصارعة.

ولقد كان الرئيس سلفا كير على اتصال بالفعل مع كل من الجنرال برهان والجنرال حميدتي لإيصال رسالة القمة  لذا فإن الاستعدادات الآن في طريقها للاضطلاع بهذه المهمة.

وقالوا إن الاستقرار في السودان هو مفتاح الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة. وأضافوا أن الصراع يقوض تقدم السلام الذي تحقق خلال الأشهر الأربعة الماضية، كما طالب القادة الجماعتين بتوفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية في الخرطوم والمدن المتضررة .

ثالثا: تقييم دور الإيجاد في كلا من الصراعين محل المقارنة

  • نقاط الضعف

سودان نجد انه الامر الغالب في معظم الاجتماعات والاتفاقيات قاعده الى الترجيح الانفصال والوقوف جنبا الى الحركة الشعبية وهذا ليس المفترض لمكانه هذه المنظمة حيث انها بهذا تشجع الى الاتجاه للانفصال .

لقد استعانة الايجاد عند حل مشكله جنوب السودان بخبراء اجانب وهذا يضعف من وضعها طب منظمه اقليميه من المفترض ان تتخذ قدوه من قبل المنظمات الإقليمية الاخرى.

  • نقاط القوة

_سرعه الاستجابة والحرص الشديد على تسويه النزهات.

_لم تكن نظرتها محدودة لحل النزاعات بل حاولت من جميع الجهات والاحتمالات وهذا يتجلى في المحاولات الكثيرة والمختلفة في حل مشكله جنوب السودان.

رابعًا: أوجه التشابه والاختلاف .

  • نقاط التشابه

_سرعه الاستجابة والمحاولة والحرص على تسويه النزاع.

  • نقاط الاختلاف

_انها ساعات لحل مشكله الصراع في السودان دون طلب او اقتراح بينما اتجهت لحل مشكله جنوب السودان بعدما اعطاها البشير الضوء الاخضر للتدخل.

_الحياد تجاه الصراع الحالي في السودان الذي يتجلى في حديث رؤساء الدول الاعضاء وبخاصه الرئيس الكيني في الاجتماع الطارئ الافتراضي في ابريل ٢٠٢٣.

_البطء الشديد في اتخاذ قرار حازم تجاه الصراع في السودان الحالي بينما لم يحدث ذلك في مشكله جنوب السودان.

ومن هنا يجدر السؤال ” هل هناك استراتيجية متبعة من قبل الإيجاد في حل النزاعات الأفريقية “؟

من المؤسف أنه لا يمكن الإجابة علي هذا التساؤل إلا عند امتلاك كل الخطوات الفعلية للإيجاد لحل الصراع الحالي في السودان ، لكن ما  يبدو لنا حتي الآن أن مساعي الإيجاد لحل تلك الأزمة ستكون قليلة ومقتصرة فقط علي التوفيق وربما تلجأ للوساطة .

خاتمه

عرضت الدراسة أربعة محاور سردًا للمادة العلمية لبيان الدور الفعلي للإيجاد علي أرض الواقع في النزاعات الأفريقية التي لطالما مستمرة ومتجددة ، تحدث المحور الأول باستفاضة عن المبادئ والأهداف العامة للإيجاد ثم بسرد الوصايا العامة للاتفاقية المنشئة للإيجاد وعرضت الدراسة المادة (١٨) من الميثاق المنشئ والتي تحدثت عن النزاع وتسوية الصراعات ، ثم عرضت الدراسة من خلال المحور الثاني سردًا ربما تفصيليا عن مشكلة جنوب السودان قبل الانفصال واتضح لنا أن المشكلة لم تكن وليدة اللحظة بل كانت ممنهجه ومرتبه وكذلك الصراع الحالي في السودان كان كما أطلقت عليه الدراسة “نار تحت رماد” ؛ واصلت الإيجاد جهودها في كلا من الصراعين ، لكن كان هناك من الاختلاف والاتفاق بين دور الإيجاد في كلا من الصراعين ويمكن بهذا أن يسع لنا القول ، أن الإيقاد لم تنتهج سلوك معين أو وسائل بعينيها كلتا الحالتين وهو ما يمكن أن نعتبره ما توصلت إليه الدراسة .

قائمة المراجع :

أولا: الكتب

__Douglas H.Johnson _The Root eauses of sudan’s civil war _ fountain puplishers kampala _ 2000

ثانيا : الدراسات العلمية

أولا:باللغه العربية

عامر ، انعام محمد عامر ، ” دور المنظمات الأقليمية في فض النزاعات الأفريقية : الإيقاد نموذجا “: رسالة ماجستير (السودان : النزاعات الدولية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي ، جامعه ام درمان الإسلاميه ،٢٠١٧ ) ، ص ٧٦، ٨٤، ٨٥.

ا.د.مني حسين عبيد ، ” منظمة الإيقاد ودورها في مواجهه النزاعات الأفريقية : مشكلتي جنوب السودان والصومال نموذجا : ( بغداد : مجلة العلوم السياسيه بحوث ودراسات ، جامعه بغداد) ص ١٩٣، ١٩٤،١٩٥

ايمان محمد البشير ، ” المنظمات الإقليمية الفرعية ودورها في فض النزاعات (دور الهيئة الحكومية للتنمية ” إيقاد” في فض نزاع جنوب السودان )” :رسالة ماجستير ( الخرطوم :قسم العلوم السياسية ، كلية الدراسات الاقتصاديه والاجتماعيه ، جامعه الخرطوم ، ٢٠٠٦م) ص ٩٤, ١٣٢.

ثانيا: باللغه الانجليزيه

Kasaija Phillip Apuuli,”IGAD’s Mediation In the Current South Sudan Conflict: Prospects and Challenges”,African Security ,2015).p.120

رابعًا: التقارير

_Melha Rout Biel , “IGAD, political settlements and peace building In South sudan lesson from the 2018 peace Negotiation processes” ,(konrad AdonAuer Stifting: 2018) .p.11,12.

_IGAD Areas of Agreement of the etablishmant of the Transitional Government of National in South Sudan, AddIstbaba,Decomber,17, 2017.

خامسا  : المواقع الإلكترونية

الموقع الرسمي للهيئة الحكومية الدولية للتنمية ” ايجاد” ، تاريخ الدخول ٢٠ مايو ٢٠٢٣ ، متاح في : IGAD News Archive

الموقع الرسمي لمنظمة الاتحاد الأفريقي ، تاريخ الدخول ٢٢ مايو ٢٠٢٣ ،متاح في :

https://au.int/ar/node/3587

الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة ،تاريخ الدخول ٢٢ مايو ٢٠٢٣ ، متاح في:

https://www.un.org/ar/

مقالات :

Gudeta kebeda , “The Crucial Role of IGAD in the Horn of Africa”, international Journal ofAfeican and Asian studies ,( IssN 2409_6938,2017).p.83

[1] الموقع الرسمي للهيئة الحكومية الدولية للتنمية ” ايجاد” ، تاريخ الدخول ٢٠ مايو ٢٠٢٣ ، متاح في : IGAD News Archive

[2] نفسه المصدر السابق.

[3] الموقع الرسمي للهيئة الحكومية الدولية للتنمية ” ايجاد” ، تاريخ الدخول ٢٠ مايو ٢٠٢٣ ، متاح في : IGAD News Archive

[4] IGAD ,””Agreement Establishing the Inter-Governmental Authority on Development (IGAD)”,(2015,2020).

[5] الموقع الرسمي للهيئة الحكومية الدولية للتنمية ” ايجاد” ، تاريخ الدخول ٢٠ مايو ٢٠٢٣ ، متاح في : IGAD News Archive

[6] نفس المرجع السابق،ص١٦

[7] عامر ، انعام محمد عامر ، ” دور المنظمات الأقليمية في فض النزاعات الأفريقية : الإيقاد نموذجا “: رسالة ماجستير (السودان : النزاعات الدولية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي ، جامعه ام درمان الإسلاميه ،٢٠١٧ ) ، ص ٧٦

[8] نفس المرجع السابق ،ص٨٤

[9] ا.د.مني حسين عبيد ، ” منظمة الإيقاد ودورها في مواجهه النزاعات الأفريقية : مشكلتي جنوب السودان والصومال نموذجا : ( بغداد : مجلة العلوم السياسيه بحوث ودراسات ، جامعه بغداد) ص ١٩٣، ١٩٤،١٩٥

[10] نفسه.

[11] ايمان محمد البشير ، ” المنظمات الإقليمية الفرعية ودورها في فض النزاعات (دور الهيئة الحكومية للتنمية ” إيقاد” في فض نزاع جنوب السودان )” :رسالة ماجستير ( الخرطوم :قسم العلوم السياسية ، كلية الدراسات الاقتصاديه والاجتماعيه ، جامعه الخرطوم ، ٢٠٠٦م) ص ٩٤, ١٣٢.

[12] الموقع الرسمي للهيئة الحكومية الدولية للتنمية ” ايجاد” ، تاريخ الدخول ٢٠ مايو ٢٠٢٣ ، متاح في : IGAD News Archive

[13] نفسه.

[14] نفس المرجع السابق ، متاح في : IGAD News Archive

[15] عامر ، انعام محمد عامر ، ” دور المنظمات الأقليمية في فض النزاعات الأفريقية : الإيقاد نموذجا “: رسالة ماجستير (السودان : النزاعات الدولية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي ، جامعه ام درمان الإسلاميه ،٢٠١٧ ) ، ص  ٨٤، ٨٥.

[16] محجوب باشا ، ” الصراع العربي والسياسيه الخارجيه في السودان “، (دار هايل للطباعه، السودان ، ١٩٩٨)ص١٦٢ .

[17] مني حسين عبيد ،” انعقاد قمه الايجاد في بيروبي ..وفشل في التوصل لحل سلمي لمشكلة جنوب السودان “،(الاوراق الأفريقية ، العدد ٨٢ ،مركز الدراسات الدولية ، جامعه بغداد ، ٢٠٠١) ،ص٢

[18] عبد السلام بغدادي ،”مؤتمر الإيجاد التاسع بالخرطوم الأبعاد والآفاق ، ( اوراق افريقية ، العدد ٩٣ ، مركز الدراسات الدولية ، جامعه بغداد ،٢٠٠٢)، ص ٤

[19] مني حسين عبيد ،” اتفاقيه السلام السودانيه والتحديات الداخليه والخارجية”،(الملف السياسي ، العدد ١١ ، مركز الدراسات الدولية ، جامعه بغداد )،ص٢٩

[20] ا.د.مني حسين عبيد ، ” منظمة الإيقاد ودورها في مواجهه النزاعات الأفريقية : مشكلتي جنوب السودان والصومال نموذجا : ( بغداد : مجلة العلوم السياسيه بحوث ودراسات ، جامعه بغداد) ص ١٩٣، ١٩٤،١٩٥

[21] عامر ، انعام محمد عامر ، ” دور المنظمات الإقليمية في فض النزاعات الأفريقية : الإيقاد نموذجا “: رسالة ماجستير (السودان : النزاعات الدولية، معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي ، جامعه ام درمان الإسلاميه ،٢٠١٧ ) ، ص ٨٥.

[22]  مصدر سبق ذكره ، متاح في:

 https://igad.int/news-archive/

 

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=92405

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M