قراء في تقرير منظمة الهجرة الدولية بشأن أزمة اللاجئين فى السودان

سلمى عبد المنعم

 

أصدرت منظمة الهجرة الدولية تقريرا فى 16 مايو حول طبيعة الأوضاع الحالية فى السودان وبصورة خاصة عن أوضاع اللاجئين منذ اندلاع الصراع فى منتصف أبريل الماضى، حيث بدأ التقرير بتوجيه دعوة لكل الأطراف المنخرطة فى الصراع بضمان سلامة العاملين فى المجال الإنسانى حتى يستطعيوا تقديم المساعدات للمواطنين السودانين المتضررين جراء أعمال العنف؛ جدير بالذكر أنه منذ اندلاع الصراع  فى السودان تم تهديد كافة العاملين فى منظمات الإغاثة والسلامة الدولية بل وصل الأمر إلى قتل عدد منهم وإصابة آخرين.

بدأ التقرير بإلقاء نظرة عامة حول الأوضاع فى السودان مشيرا أنه بعد استمرار الصراع فى السودان لمدة شهر لم يتم وقف إطلاق النار على الرغم من  كافة محادثات السلام الجارية وتوقيع إعلان الإلتزام بحماية المدنيين فى السودان حيث ما زال هناك تبادل لإطلاق النار فى الخرطوم وشمال كردفان وغرب دارفور، فلقد وصل أعداد القتلى لـ 701 شخص ووصل الجرحى لـ 5576 حسب تقديرات وزارة الصحة السودانية.

 واستعرض التقرير النتائج التى أسفر عنها الصراع حيث استمرت جرائم النهب والسرقة دون تفرقة بين السفارات والمبانى التى تقدم الدعم الإنسانى بالإضافة إلى النقص الحاد فى السلع الأساسية خاصة الغذاء والكهرباء والماء والوقود وارتفاع أسعارها هذا إلى جانب توقعات بارتفاع الأسعار بنسبة  25% حسب تقديرات الأمم المتحدة خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة؛ إلى جانب تعطل الخدمات البنكية وتوقعات من برنامج الأغذية العالمي وصول مستوى الإنعدام الغذائى إلى مستوى قياسي خلال الأشهر المقبلة.

جدير بالذكر بأن صندوق الأمم المتحدة للسكان حذر من تزايد العنف القائم على النوع الإجتماعى والاعتداء الجنسي والاستغلال ضد النساء والفتيات بالإضافة إلى تردى أوضاع المرافق الصحية حتى أنه يعمل أقل من 1/5 هذه المرافق فى الخرطوم بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

ورصد التقرير أكثر من مليون حالة نزوح فى السودان؛ منها 843.130 داخل السودان، و253.591 نزحوا عبر الحدود للدول المجاورة، حتى أنه فى بورتسودان هناك أكثر من 16 ألف نازح من 22 جنسية مختلفة وفى ظل تأزم الأوضاع داخل السودان دعت منظمة الهجرة الدولية بالإضافة لعدد من المنظمات الإغاثية الآخرى بضرورة إنشاء مواقع بديلة لإستضافة النازحين، وعلى الرغم من إقرار الحكومة فى اجتماعها الأخير بضرورة توفير الرعاية الصحية واعتبارها أولوية إلا أن هيئة الطيران المدني أعلنت تمديد إغلاق المجال الجوي حتى 31 مايو!

هذا وتتزايد الإحتياجات الإنسانية فى السودان حتى أن المنظمة أشارت إلى أنه سيكون هناك 1.8 مليون نازح خلال الستة أشهرالمقبلة وتعمل المنظمة على اتباع خطة استجابة جديدة لتلبية هذه الإحتياجات وتوسيعها.

 وأشارت المنظمة أن هذا التقرير يتضمن نظرة عامة حول عمل المنظمة فى مدى الإستجابة لأزمة النازحين فى السودان والدول المجاورة. 

أولا: السودان: 

يعمل مكتب المنظمة الرئيسي فى بورتسودان على تنسيق العمليات مع مختلف المنظمات والوكالات لإصدار التقييمات حول الأوضاع فى السودان، حيث يضم 6 مستودعات عبر 5 دول مجاورة للسودان و7 آلاف مجموعات للمساعدة ؛ وأوضح التقرير ذلك من خلال خريطة موزع عليها مناطق الصراع والمكاتب الفرعية للمنظمة التى تخدم المهاجرين.

 وأشار التقرير أنه تم الإنتهاء من خطة عمل المنظمة لشرق السودان والتى تضمنت افتتاح مستودع جديد فى بورتسودان وسافرت فرق العمل فى 16 مايو إلى كسلا والقضارف لبدء العمليات، بالإضافة إلى توزيع المواد الغذائية والتى ستشمل 232 ألف شخص إلى جانب المياه وأدوات النظافة الصحية وغيرها؛ وتشارك المنظمة عملها فى السودان مع عدد من الجهات والمنظمات الدولية منها مكتب الشؤون الإنسانية ومفوضية اللاجئين حيث أطلقت المنظمة خطة الإستجابة الخاصة بها فى 17 مايو وستحيط الجهات المانحة والدول الأعضاء فى 22 مايو.

ثانيا: جنوب السودان: 

أشار التقرير أن الأزمة فى السودان تؤثر على الوضع الإنسانى فى جنوب السودان حتى 14 مايو سجلت المنظمة مرور أكثر من 57 ألف وافد منهم 53 ألف جنوب سودانى فروا من الصراع مسبقا إلى السودان!

 حيث تعمل المنظمة  على توفير 120 لتر يوميا من المياه لخدمة النازحين إلى جنوب السودان وتم فحص اكثر من 10 آلاف من العائدين للجنوب مع دعم 376 مواطنى العالم الثالث من خلال توفير المساعدات الطبية والمياه والغذاء وغيرها من الإحتياجات الإنسانية؛ بالإضافة إلى مكتب المنظمة فى رينك تعمل المنظمة مع حكومة جنوب السودان والشركاء الآخرين لإنشاء نقطة دعم آخرى فى ملكال.

ثالثا: جمهورية أفريقيا الوسطي: 

سجلت المنظمة أكثر من 9 آلاف سودانى داخل حدود أفريقيا الوسطي، بما فيهم أكثر من 6 آلاف طالبي اللجوء وأكثر من 3 آلاف كانوا هربوا للسودان فى ظل الأزمة 2019 و 2020، وتشكل النساء والأطفال غالبية الوافدين بنسبة 80%.

رابعا: إثيوبيا: 

سجلت المنظمة منذ بدء الصراع وصول اكثر من 20 ألف نازح عبر بلدة ميتيما الواقعة على الحدود السودانية الإثيوبية، منهم 48% إثيوبين و 17% سوادنيون و 11% إريتريون و8% من الأتراك؛ حيث يمر يوميا أكثر من 600 وافد، هذا وتعمل المنظمة على تقديم الدعم من أدوات الرعاية الصحية  والمواد الغذائية والماء بالإضافة إلى فحص النازحين وغيرها من الخدمات التى تقوم بها المنظمة من أجل حماية حقوق اللاجئين.

خامسا: جمهورية مصر العربية: 

سجل التقرير أنه وفقا لوزارة الخارجية المصرية هناك اكثر من 88 ألف نازح إلى مصر عبر الحدود المصرية السودانية منهم 6 آلاف مصرى والآخرين مواطنون سودانيون، وقامت المنظمة بدورها بتقديم الإسعافات الأولية بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري والمواد الغذائية وأدوات النظافة وغيرها، وتستعد المنظمة لزيادة صناديق الطعام وتوفير المياه بصورة أكبر حتى تستوعب هذه الأعداد.

سادسا: تشاد: 

وفقا للتقرير فلقد قدر أعداد اللاجئين فى تشاد حوالى 60 ألف لاجىء أغلبهم من النساء والأطفال، تعمل المنظمة بالتعاون مه عدد من المنظمات الدولية الإغاثية لتقديم الدعم المناسب والإستجابة الفورية خاصة فى توفير الغذاء والمياه والمساعدة النقدية متعددة الأغراض للأسر العائدة كجزء من مساعدتها للعودة الطوعية لمجتمعاتهم.

سابعا: ليبيا: 

وفقا للتقرير وصل حوالى 913 مهاجر إلى ليبيا إما بصورة مباشرة من السودان أو بطرق غير مباشر من خلال المرور عبر تشاد ومنها للحدود الليبية، وتم تشكيل لجان طوارىء لتطوير استراتيجيات التأهب لرفع الإستجابة فى حالات الطواريء خاصة وأن الصراع مازال قائما.

ملاحظات حول تقرير منظمة الهجرة الدولية: 

  1. اعتمدت منظمة الهجرة الدولية فى عملها على التنسيق بين العديد من المنظمات الإغاثية  ومنظمات المجتمع المدنى والجهات حكومية وبالتالى فالأرقام والإحصائيات والبيانات  يجمع عليها كل الأطراف.
  2. المنظمة قادرة على تنسيق عملها بصورة سهلة ولكن خارج حدود السودان، نظرا لزيادة مناطق القتال يوما بعد يوم فتتعثر المنظمة فى تقديم عملها داخل الحدود السودانية.
  3. مصر الأعلى فى استقبال النازحين السودانين مما يرتب بدوره أعباء إضافية ويحتاج مزيدا من دعم المجتمع الدولى للحكومة المصرية.
  4. تحتاج المنظمة دعم أكبر لتوفير الخدمات اللازمة للنازحين والعائدين فوفقا للتوقعات فهناك تزايد كبير ومستمر يوميا فى أعداد النازحين.
  5. تناول التقرير مقابلة إعلامية مع عدد من الفارين من السودان متناولا مدى صعوبة النقل والتحرك والحصول على الماء والغذاء داخل الأراضى السودانية.

 

.

رابط المصدر:

https://ecss.com.eg/34200/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M