لقاح الانتخابات الأميركيّة يترنّح

علي عواد

لم يعد كافياً من اللقاح الأميركي ضدّ فيروس كورونا أن يكون آمناً وفعّالاً، بل بات عليه أن يعطي جرعة دعم من شأنها أن ترفع حظوظ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية المقبلة. دعمٌ يراد منه أن يمحو صورة الرئيس الذي لا يستمع إلى صوت العلم، والذي عزّز استخفاف المواطنين بأهمية ارتداء الكمامة، حتى خرجت تظاهرات عدّة ضدّها تحت شعار «الدفاع عن الحريات».

وفيما تضغط إدارة ترامب على “وكالة الغذاء والدواء الأميركية” (FDA) لتسريع الموافقة على لقاح محتمل، أعلنت شركة “فايزر”، وهي واحدة من شركتين تُصنّعان لقاحاً ضدّ الفيروس في الولايات المتحدة وأصبحتا في المرحلة الثالثة، أن المشاركين في التجارب السريرية على لقاح الشركة أظهروا عوارض جانبية خفيفة إلى معتدلة عند إعطائهم الجرعة الثانية من اللقاح. وبحسب ما كشف عرض تقديمي قامت به «فايزر» (تتعاون مع شركة «BioNTech» الألمانية لصنع اللقاح) للمستثمرين ونقلت فحواه وكالة «رويترز»، فإن العوارض الجانبية تضمّنت التعب والصداع والقشعريرة وآلام العضلات. كما أصيب بعض المشاركين في التجربة بالحمّى، بما في ذلك بعض الحمى الشديدة. على أن «فايزر» لا تزال تجهل أيّاً من هؤلاء تلقى الجرعة الثانية من اللقاح، مِمَّن تلقى اللقاح الوهمي (عملية أساسية في التجارب الطبية). وقالت الشركة إنها كانت تدقّق باستمرار في سلامة اللقاح وقدرة الناس على تحمّله في دراستها، وأضافت إن لجنة مستقلة لمراقبة البيانات يمكن أن توصي بإيقاف الدراسة مؤقتاً في «أيّ وقت»، لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن.

وفي حين لا تزال التجارب على اللقاح البريطاني مُعلّقة في الولايات المتحدة، على رغم استئنافها في بريطانيا والبرازيل والهند، نشرت شركة «مودِرنا»، وهي أميركية المنشأ، أول من أمس، البروتوكول الكامل لتجاربها، وذلك ردّاً على الدعوات إلى مزيد من الشفافية. وقال مديرها العام، ستيفان بناسيل، لمحطة «إي إن بي سي»، إن «خطتنا الأساسية الأكثر ترجيحاً هي في تشرين الثاني/ نوفمبر. أما خطتنا الأكثر تفاؤلاً فهي في تشرين الأول/ أكتوبر، وهي غير مرجّحة، لكنها ممكنة. وفي حال تباطؤ وتيرة الإصابات في البلاد في الأسابيع المقبلة، فقد يتأخر ذلك إلى كانون الأول/ ديسمبر وهو السيناريو الأسوأ».

بناءً عليه، يبدو أن موافقة الولايات المتحدة على لقاح خاص بها ضدّ “كورونا” قبل الانتخابات الرئاسية أمر بعيد المنال حتى الساعة. وبحسب ما نقلت وكالة «فرانس برس»، قال خبراء ومسؤولون من إدارة ترامب إنه لا يمكن توقع نتائج التجارب الحالية، ومن غير المرجح الحصول عليها قبل نهاية 2020 ومطلع 2021.

أما الجرعات فلن تكون متوافرة إلا بكميات محدودة في الأشهر الأولى من السنة القادمة، على ما أوضحت السلطات الصحية. أما الضربة القاصمة فقد أتت من روبرت ريدفيلد، وهو مدير “هيئة المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها” (CDC)، خلال ردّه على سؤال من الكونغرس، حيث اعتبر أن غالبية الأميركيين لن يمكنهم الاستفادة من اللقاح حتى «الربع الثاني أو الثالث من 2021»، وإن تمّت الموافقة عليه في الأسابيع المقبلة. من جهته، ردّ ترامب على ما سبق خلال مؤتمرٍ صحافي بأن هذه «معلومات غير صحيحة»، وافترض أن ريدفيلد «ربما لم يفهم السؤال بشكل جيد».

إلى ذلك، قالت السلطات الصينية، يوم الثلاثاء، إن عدّة آلاف من الأشخاص في شمال غرب الصين ثًبتت إصابتهم بمرض بكتيري، في تفشٍّ ناجم عن تسرّب في شركة أدوية بيولوجية ما بين أواخر تموز/ يوليو وأواخر آب/ أغسطس من العام الماضي. إذ استخدمت الشركة المذكورة، أثناء إنتاج لقاحات ضدّ “البروسيلا” «brucellosis» للاستعمال الحيواني، مطهّرات منتهية الصلاحية، ما يعني أنه لم يتم القضاء على جميع البكتيريا في غاز النفايات، ليتطاير الأخير بشكله الملوّث بالبكتيريا ويتسرّب إلى الهواء، وتنقله الرياح إلى مدينة لانتزو، حيث ظهر التفشّي لأول مرة.

ويمكن أن يسبّب المرض، المعروف أيضاً باسم “حمى مالطا” أو “حمى البحر الأبيض المتوسط”، أعراضاً تشمل الصداع وآلام العضلات والحمى والتعب. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض قد تتراجع، إلا أن بعضها يمكن أن يصبح مزمناً أو لا يختفي أبداً، مثل التهاب المفاصل أو التورم في أعضاء معينة، بحسب “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC) في الولايات المتحدة. وأكدت لجنة الصحة في مدينة لانتزو، عاصمة مقاطعة غانسو، إصابة 3245 شخصاً بمرض “البروسيلا” «brucellosis»، الذي غالباً ما يكون ناتجاً من ملامسة الماشية التي تحمل بكتيريا البروسيلا. ووفقاً لـ(CDC)، فإن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر نادر للغاية. وبدلاً من ذلك، يصاب معظم الناس عن طريق تناول طعام ملوث أو استنشاق البكتيريا، ويبدو أن هذه هي الحال في لانتزو. وقالت لجنة الصحة في المدينة إن 1401 شخص آخرين ثبتت إصابتهم مبدئياً، على الرغم من عدم الإبلاغ عن أيّ وفَيات. وفي المجموع، اختبرت السلطات 21847 شخصاً من أصل 2.9 مليون نسمة في المدينة.

 

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/health/24578

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M