ما هي أفضل طرق التعامل مع الطفل العنيد؟

عزيز ملا هذال

 

في مهمة التربية الشاقة تبرز بعض المشكلات التي يعتبرها بعض الاباء متعبة او مستفزة لهم سيما اؤلئك المستجدين الذي لم يتعاملوا مع الاطفال سابقاً، واحدة من هذه المشكلات هي مشكلة العناد لدى الاطفال والتي يبحث عن اسبابها الكثير من المربين ليجدوا طريقة للتعامل معها من دون ان يخسروا ود ابناءهم ليصلوا بهم الى شاطئ الامان النفسي المريح للطرفين، فماهي عوامل تشكل العناد لدى الاطفال؟، وكيف يمكن ان نعالجها معالجات نفسية وتربوية ناجعة؟.

يعرف العناد بأنه عدم طاعة أوامر الأهل وتنفيذ مطالبهم، ويصبح سلوكا ثابتا أو ظاهرة سلوكية حين يصمم الطفل على رأيه ويرفض أي أمر يوجه إليه، والطفل العنيد يمتلك صفة ذات وجهين أحدهما سلبي والآخر إيجابي، فإذا تم التعامل معه بحكمة سيصبح شخصية ناجحة عند كبره، كما أنه قد يقع في الإخفاق وفي مشاكل كثيرة في حال تمت معاملته بطريقة خاطئة.

ما هي الدوافع؟

من الدوافع التي تدفع الطفل العنيد الى ممارسة العناد و محاولة تغيير مسار كل شيء يوده الابوين منه هي محاولة فرض شخصيته حتى وان كان ليس من مصلحته او انها تضره، كما ان العناد لدى الطفل قد ينتج العناد من شعور الطفل بالإهمال بسبب اهتمام أحد الوالدين بطفل آخر من اخوانه فيحاول لفت انتباههم على هذه الشاكلة وقد ينجح في نيل مطالبه اذا تم فهم ذلك من الابوين.

ومن اسباب العناد بالنسبة للطفل هو فرض الارادات عليه بطريقة الالحاح التي تعتقد الابوين انها مفيدة في اخضاع الطفل لكنهم يجهلون ان الالحاح على الطفل هو وجه من اوجه العناد والتسلط الموجه ضد الطفل الذي حتماً انه سيقابل بالرفض وكلما كبر الطفل زاد عناده اذا ما استمر الضغط عليه بهذه الطريقة.

ومن اهم الاسباب ايضاً التي تدفع الطفل للعناد هو ان يريد التعبير عن اراءه وتوجهاته وليس القصد الوقوف بوجه الابوين لكن الابوين يفسرون ذلك تعنتاً وعدم احترام لهم، وسوء الفهم هذا يحصل بفعل عدم فهم الابوين لمطالب الابناء النفسية وكيف يمكن ان يتعاملون بما يرضي الطرفين ولا يضعهم في احراج الخلاف وربما ارتكاب الخطاء.

كيف يجب التعامل؟

الوصيا التي نتقدمها للابوين في سبيل تقليص مساحة عناد الاطفال والقضاء عليه تدريجياً والتي ينبغي على الوالدين العمل بها هي:

على الوالدين اختيار المواقف التي تستدعي ان يرفضون عبرها بعض السلوكيات للتفريق بين ماهو خطأ وبينا ماهو غير محبذ وبين ماهو صحيح، اذ ان بعض المواقف والسلوكيات التي يفعلها الطفل لا تحتاج الى الرفض ويمكن الموافقة عليها، فمثلاً إذا أراد طفلك ارتداء ملابس معينة يمكنك الموافقة على ذلك او اقناعه بأن هذا الملبس لا يليق بهذه المناسبة وبالتالي يمكن ان يقتنع ويغير من ملبسه دون الوصول الى مرحلة الشد بينهما.

كما يجب على الابوين ان يشيدون بسلوك ابنهم الحسن ويثنون عليه ويكافئونه عليها لكي لا يشعر انه معاقب على الدوام او مقموع وأفعاله منبوذة، فلو شعر الطفل انه يثاب على الامور الجيدة سيحاول ارضاء والديه والامتناع عن معنادتهم لكي لا يغضبوا عليه او يمكن طمعاً في المكافئة منهم في المواقف المماثلة وبالتالي كبحنا جماح الطفل العنيد وحولناه الى انسان طبيعي مسالم.

ثم من الجيد ان يستمع الابوين الى اطفالهم وكأنهم كبار وواعين مراعاة لمشاعرهم ومنحهم فرصة للتعبير عن انفسهم وتطلعاتهم والدفاع عن خياراتهم وطريق تفكيرهم، فحين يشعر الطفل انه يتصرف بحرية نسيبة ومحترم في ربوع عائلته حتماً سبتعد عن التصرفات السيئة والمؤذية لهم ومنها العناد وبذا تحقق الهدف التربوي.

 

.

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/psychology/36387

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M