اتهام قائد عسكري سعودي بالفساد

سايمون هندرسون

 

في مرسوم صادر عن الديوان الملكي في 31 آب/أغسطس، أمر الملك سلمان بإحالة قائد القوات المشتركة، الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز، إلى التقاعد والتحقيق معه حول “تعاملات مالية مشبوهة”. وشملت حملة الإقالة أيضاً إبنه الأمير عبد العزيز نائب أمير منطقة الجوف الذي كان يعتبر في السابق أميرًا شابًا صاعدًا في المملكة. كما يجري التحقيق مع أربعة مسؤولين آخرين. وفي غضون ذلك، تم تعيين الفريق الركن مطلق الأزيمع نائب رئيس هيئة الأركان، قائداً للقوات المشتركة بالوكالة.

ومنذ أوائل عام 2018، كان الفريق الركن الأمير فهد، الذي خدم فترة طويلة في الجيش السعودي، يتولى قيادة التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وكانت الحملة العسكرية لإخراج الحوثيين من صنعاء قد بدأت بعد وقت قصير من وصول الملك سلمان إلى العرش في كانون الثاني/يناير 2015. وفي ذلك الوقت، كان يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مبادرة سياسية مميزة لنجل العاهل السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي كان قد عُين للتو وزيراً للدفاع.

لكن حرب اليمن كانت إخفاقاً باهظ الثمن، حيث تكلّف السعودية نحو مليار دولار شهرياً. ولا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء والأجزاء الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد، بينما تمدّد النفوذ الإيراني إلى حد كبير ليشمل تزويد صواريخ قادرة على الوصول إلى الرياض. وقد اتّضحت عدم كفاءة الجيش السعودي بشكل متزايد، وتضررت سمعته بصورة أكبر بسبب الضربات الجوية غير الدقيقة التي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين. واليوم يبدو أن الأمير محمد بن سلمان وشقيقه الأصغر نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان ينأيان بنفسهما عن السياسة اليمنية بشكل متزايد، ويسعيان إلى مخرج دبلوماسي دون الاضطرار إلى الاعتراف بالهزيمة أو التنازل عن النصر الظاهري أمام إيران.

أما بالنسبة للسياسات الداخلية للعائلة المالكة، فإن الفريق الركن الأمير فهد هو ابن عم الأمير محمد بن سلمان – ووالده، على غرار الملك سلمان، كان فرد من مجموعة إخوة أشقاء نافذين تُعرف بالسديري السبعة، وتضم أيضاً الملك فهد وولي العهد الأمير سلطان وولي العهد الأمير نايف. والأمير أحمد هو أخ شقيق آخر اعتقله الأمير محمد بن سلمان على ما يبدو للاشتباه بأنه يعمل ضد خلافته المستقبلية. ووفقاً لبعض التقارير احتُجز أيضاً ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف لأسباب مماثلة.

وعلى الرغم من أن الأمير محمد بن سلمان يُعتبر أصلاً الحاكم الفعلي للمملكة، إلا أنه غالباً ما يبدو بأنه يخشى من المؤامرات التي قد تحول دون استلامه العرش رسمياً خلفاً لوالده المريض المسنّ. والواقع أن مزاعم الفساد ضد الفريق فهد لن تؤدي إلّا إلى تأجيج الشائعات بأن هناك قضايا أخرى على المحك إلى جانب عدم الرضا من حملة اليمن. ونادراً ما تتم إقالة كبار الأمراء من المناصب الحكومية، وعندما تحدث هذه الإقالات، فمن المرجح أن تكون السياسات المتعلقة بالخلافة عاملاً في مثل هذه الخطوات (على سبيل المثال، تم فصل متعب بن عبد الله، نجل سلف الملك سلمان، من منصب وزير الحرس الوطني في عام 2017). وبالنسبة لواشنطن، قد يشكل التغيير في القيادة العسكرية فرصةً للنقاش مع الرياض بشأن تغيير سياستها تجاه اليمن وحل هذه الأزمة التي طال أمدها بشكل قاطع ونهائي.

رابط المصدر:

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/saudi-military-chief-accused-of-corruption

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M