استخفاف الحاكم لشعبه – الجزء الثاني، استخفاف الحكام لشعوبهم في البلاد الغربية

تناولنا في الجزء الأول من (استخفاف الحاكم لشعبه) استخفاف الحكام والقادة في البلاد العربية لشعوبهم وذلك انطلاقا من الآية ٥٤ من سورة الزخرف التي تتناول استخفاف فرعون لقومه، وبينا في حينها ان سبب الاستخفاف هو فسق الشعب نفسه وخصوصاً ما أسميناه الفسق السياسي.
لذلك نرى ان الحاكم في الأنظمة الديمقراطية الحقيقية لا يستطيع أن يستخف  بشعبه، لان الشعب في تلك الدول غير فاسق فسقا سياسياً، بل إن حكام تلك الدول موظفون عند شعوبهم فكيف يستخف الموظف بسيده.
طبعاً هذا لا يعني ان شعوب تلك الدول بمنأى عن ما تريده هذه الآية، فتلك الشعوب مبتلية بنوع ثانٍ من الفسق وهو الفسق الفردي الذي يقوم به الفرد كفرد مثل القتل وشرب الخمر والزنا والتبرج الفاضح والعلاقات غير الشرعية بين الجنسين حتى انتقلوا الى العلاقة غير الشرعية بين نفس الجنس بما يسمى (زواج المثليين).
بل ان بعض أشكال الفسق السياسي اصاب تلك الشعوب، فمثلاً ترفض هذه الشعوب اضطهاد الحاكم لها ولكنها لا ترفض اضطهاد حكامها لغيرها من الشعوب الا القليل منهم، لذلك نرى هذه الشعوب تنتج على الدوام سياسيين مرتكبي جرائم ضد العديد من شعوب العالم،  وكثير من المسؤولين تورطوا بملفات فساد، بل إن حكومات هذه الشعوب غطت على فاسدين أفسدوا بشكل مرعب في بلادهم بحجة انهم يحملون جنسية بلادهم – اي البلاد الغربية – ومن هؤلاء الفاسدين حازم الشعلان اول وزير للدفاع في العراق بعد 2003 و أيهم السامرائي اول وزير للكهرباء بعد سقوط صدام وعبد الفلاح السوداني وزير التجارة العراقي الأسبق، فتجدهم لا يجرمون بحق شعوبهم صحيح لكنهم يجرمون بحقوق الشعوب الاخرى وما (القاعدة) و (داعش) وصدام والحصار المفروض على الشعب العراقي عنا ببعيد.
ووصول هؤلاء الساسة والحكام الغربيين الذين يعكسون السياسة العنجهية والاجرامية جاء بسبب خداع الساسة لشعوبهم بضرورة انتهاج هذه السياسة لتحقيق مصلحة البلاد العليا وأمنها القومي، وهذا الخداع هو في الحقيقة استخفاف بالشعب.
وهذا الفسق السياسي اضافة الى الفسق الفردي الذي ترضى به الشعوب الغربية يجعلهم فاسقين من الطراز الاول، وهذا يفسح المجال امام الحكام للاستخفاف بشعوبهم، وهذا الاستخفاف يختلف عن استخفاف حكام المناطق العربية بشعوبهم بسبب اختلاف نوع الفسق بين الاثنين، فالحكام الغربيون يستخفون شعبهم بتلبية شهواتهم التي تلهي الشعب وترضيه بحكامه، فيبقى الشعب مخدرا لاهيا بشهواته لا يعرف ما يخطط له، اذ لا يمكن للمخمور ان يفكر بمستقبله ومستقبل اولاده ومستقبل بلده، ولا المدمن على العلاقات الجنسية بقادر على التفكير وبذلك، وهكذا غيرهما.
ولم تبق السياسة الإلهائية الاستخفافية ضمن حدود دولهم بل سوقوها الى كل البلاد، حتى اصبحت باقي الحكومات تنتهج نفس السياسة الإلهائية في بلدانهم.
وحتى الفرد الذي لا تشغله هذه التوافه من الخمر والجنس وغيرها فيفكر بضمان لقمة عيشه حتى لو كان على حساب باقي الشعوب، لذا نجد ساسة الغرب يلهثون وراء استغلال باقي الشعوب إرضاء لشعوبهم  وتوسيعا لاسواق تجار السلاح والطاقة الذين يمولون احزابهم ونفوذهم وسلطانهم، وليس المهم الوسيلة، المهم ان تتحقق الغاية، ولو على حساب شعوبهم نفسها كما حدث في تفجير برجي التجارة العالمي في 11 سبتمبر/ايلول 2001.
هل يوجد استخفاف اكثر من ذلك؟!

وأفضل سبيل لتجنب استخفاف الحكام هو ان يبتعد الشعب كل البعد عن الفسق سواء كان فسقا سياسياً او فرديا، وهذا يتحقق في الدولة المهدوية الكريمة ان شاء الله تعالى .

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M