الموساد رأس حربة إسرائيل في الجرائم والتطبيع

 رامي أحمد

 

لطالما لعب الموساد دوراً مهماً في سياسة الظل الخارجية لإسرائيل مع الدول العربية المعتدلة، ولم يكن الإعلان عن اتفاق سلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة استثناءً، ومن المتوقع أيضاً أن تشمل الصفقات الجديدة المحتملة الوشيكة السعودية والبحرين وسلطنة عمان والسودان.

بدأ الموساد عمله منذ نشأة الكيان، حين ترأسه رؤوفين شيلوح، حتى وصل يوسي كوهين، الرئيس الحالي الثاني عشر للموساد، وفيما كان الموساد في سنواته الأولى بعيدا عن الكشف والعلنية، فقد بدأ في السنوات الأخيرة يعمل علانية بصورة مكشوفة، مع أننا أمام رئيسين مختلفين في طريقة العمل المهنية، لكنهما شخصيتان سياسيتان من الدرجة الأولى، وفيما احتفظ شيلوح بتقدير كبير لرئيس الحكومة ديفيد بن غوريون، فإن كوهين يحتفظ بالتقدير ذاته لبنيامين نتنياهو.

الآن يعتبر جهاز “الموساد” عبر رئيسه الحالي يوسي كوهين عرّاب العلاقات مع قادة عرب ورأس حربة التطبيع، والهدف من تطوّر هذه العلاقات والتدرج بتظهيرها للعلن هو الدفع باتجّاه التعامل مع إسرائيل كدولة طبيعية.

تعودنا أن اسم الموساد يعيد إلى ذاكرتنا جرائم قتلة لا يخجلون، ويتباهون بالقتل بأيديهم ويتلذذون لمرأى الضحية وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، صورة الموساد عندنا نحن الفلسطينيين والعرب والمسلمين، هي صورة سيارة مفخخة قتلت طفلاً وأباه البطل، وصورة السائح الذي يأتي لبلاد العرب والمسلمين فيستقبل على الرحب والسعة ثم يغادر تحت جنح الظلام مخلفاً وراءه ضحايا من دمنا ولحمنا علماء، وقادة، ومفكرين..

لذلك، فإن حديثنا عن الموساد الذي يتجول في الدول العربية تحت عنوان التطبيع والسلام المزعوم، يستند إلى سجل من جرائم القتل على امتداد العالم عصابات من القتلة يعملون كمرتزقة بتكليف من رؤسائهم أنفسهم.

تقوم استراتيجية التطبيع الصهيوني، على إدراك جيد للمشهد العربي الراهن، ومحاولة استغلاله من أجل تحقيق أهداف إسرائيل لأهداف السابقة، فـ “التطبيع” الصهيوني، يهدف إلى التعامل مع قضية غير استراتيجية (السلام مع الدول العربية)، للوصول إلى الهدف الاستراتيجي الصهيوني في الهيمنة على العرب.

نَسعى خلال هذه الورقة، إبراز دور الموساد البارز في اختراق المنطقة العربية، وهل هذا يعني أن الملف أمني وليس سياسي، وانعكاسات ذلك السلبية على الأمن القومي العربي، من خلال مخاطر ذلك امنيا على المستوى البعيد، على اعتبار أن هذه الاتفاقيات ستمهد وتساعد الموساد في عمليات اختراق وتجنيد واسع في هذه الساحات لاستثمارها لصالح إسرائيل حتى لو تم تغيير هذه الأنظمة المتعاونة معه.

أسس الاستراتيجية الصهيونية للتطبيع:

المطلوب أمريكياً وصهيونياً من العرب أن يتخطى التطبيع حدوده الشكلية (معاهدات سلام، إنشاء شبكة علاقات سياسية- اقتصادية- رياضية. الخ) وتطويره وتحويله إلى هدف استراتيجي قائم بذاته، ومن دون ربطه بمشاريع الحلول التسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، من خلال توقيع اتفاقيات السلام والتطبيع مع دول عربية، تقف إسرائيل قاب قوسين أو أدنى من تحقيق رؤيتها الأمنية التي تقوم على نظرية “الجدار الحديدي” التي صاغها جابوتنسكي وتبناها بن غوريون، والتي تقول إن العرب هم “أمة حية” لن يتخلوا أو يتنازلوا عن حقوقهم الأساسية، وأننا فقط إذا ما أقمنا “جداراً حديدياً” على شكل قوة عسكرية كبيرة وقوة عظمى راعية، حامية ومساندة، فربما يرضخ هؤلاء العرب ويتنازلون عندئذ عن “أرض إسرائيل”.

أعاد نتنياهو صياغة هذه النظرية من جديد عبر شعار “السلام مقابل السلام”، الذي ينطلق من أن قوة إسرائيل وسطوتها في المنطقة هي القادرة على فرض السلام أو “الاستسلام” على الدول العربية، ودفعها للتسليم بالأمر الواقع والتعامل معه لمصالحها، كما يجري مع الإمارات وبعض الدول الخليجية والعربية الأخرى، التي تقيم علاقات سرية وعلنية مع إسرائيل، دون أن تشرط ذلك بتنازلها عن أي شبر من الأرض الفلسطينية والعربية التي تحتلها.

جوهر استراتيجية التطبيع مع العرب مبني على اعتبار الأمن وتحقيق التفوق الصهيوني الشامل والدائم للكيان الصهيوني عليهم، ومحاولة تغيير الصورة الذهنية للصهاينة من أعداء إلى شركاء، وإعادة تركيبها لتتوافق مع فكرة وجود وشرعية واستحالة زوال الكيان الصهيوني.

دخلت استراتيجية التطبيع، مرحلة جديدة لن تقتصر على الجانب السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي والإعلامي والتكنولوجي بين الكيان الصهيوني والعرب، بل طالت ثوابت الأمن القومي العربي والموقف من فلسطين. وذلك نتيجة لعدة معطيات جديدة، تتمثل في:

  1. إفشال ثورات الربيع العربي، وعودة الاستبداد كأقوى ما يكون في غالب الدول العربية، في ظل حالة انقسام فلسطيني متزايدة.
  2. أصبحت غالبية الدول العربية، ترى أن تهديدات إيران، والقوى الإسلامية المعارضة في الداخل، أهم من “الصراع العربي- الصهيوني”. وأن هذه التهديدات، تهدد الكيان الصهيوني أيضاً، مما يدفعهم إلى رؤية إسرائيل كحليف استراتيجي للحفاظ على أنظمتهم السياسية من الانهيار، خاصة مع وجود نوع جديد من القيادات داخل تلك الأنظمة ترفض رؤية الصراع باعتباره صراع وجود، وترى أن إسرائيل وجدت لتبقى، بل إن بعضها يروج لحقوق يهودية في فلسطين.
  3. رئاسة ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتقلت إدارته من الانحياز لإسرائيل إلى الشراكة الكاملة والتماهي مع المشروع الصهيوني، وضغطها المباشر على الدول العربية التابعة له، للمضي قدماً بمشروع التطبيع الكامل مع دولة الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية.
  4. التوافق الكبير داخل الأحزاب السياسية الصهيونية، على أن الفرصة سانحة للوصول إلى دولة يهودية خالصة تنعم بالأمن، بين جيران يبحثون عن تحالف معها يساعدهم على البقاء في الحكم ويفتح لهم من خلالها أبواب واشنطن.

يتضح أن جوهر التطبيع، بالنسبة للكيان الصهيوني، بمساراته واشتراطاته، هو تصفية وليس لتسوية القضية الفلسطينية، وتوفير اللحظة التاريخية التي يتحول فيها الفلسطيني من المقاومة إلى التسليم والقبول بالمعروض كما تحاول صفقة القرن. كما أنه يحقق للكيان الصهيوني فوائد عدة أخرى؛ بخلاف فرض الرؤية الصهيونية في تسوية الملف الفلسطيني، منها: السماح لهذا الكيان بالاستفادة أمنياً واقتصادياً من محيطه العربي، وتحسين مكانته الدولية بين الدول، خصوصاً الداعمة للقضية الفلسطينية؛ وفي القلب منها الدول الإسلامية غير العربية، كل ذلك من دون أن يضطر إلى تقديم أية تنازلات(1).

الموساد سجل حافل من الجرائم

عند مراجعة الأدبيات المنشورة في إسرائيل حول “الموساد”، بالإمكان استخلاص المهام الأساسية الموكلة إليه، فهو مكلّف بالإنذار حول اندلاع حرب وشيكة، وجمع معلومات استخبارية عسكرية وسياسية في الخارج عبر التجسس على الدول والأشخاص والمنظمات والشخصيات، وإجراء أبحاث وتحاليل للمعلومات الاستخبارية. وقد نظّم “الموساد” عمليات جلب يهود الدول العربية والإسلامية وأثيوبيا إلى إسرائيل، بالتعاون مع أجهزة استخبارات عربية ومسؤولين عرب. كما أن “الموساد” مسؤول عمّا يعرف في إسرائيل بـ “الديبلوماسية السرّية” التي تعني تأسيس العلاقات مع الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم علاقات علنية مع إسرائيل وإدارتها.

ويتكوّن “الموساد” من إدارتين: إدارة الأركان، وتضمّ الوحدات المتخصصة بالتخطيط والموارد البشرية واللوجستية، وإدارة العمليات التي تضمّ الأقسام والوحدات العملياتية التالية: (2)

“تيفيل”، وتعني بالعربية “العالم”: هذا القسم مسؤولٌ عن العلاقات الاستخبارية والديبلوماسية مع الدول الأجنبية. ويقع في نطاق مهامه إقامة العلاقات مع الدول التي لا تقيم علاقات علنية مع إسرائيل، والتنسيق معها.

  1. “تسومت”، وتعني “مفترق طرق”: هو القسم الذي يضمّ ضباط جمع المعلومات، الذين يديرون شبكات الجواسيس في أرجاء العالم.
  2. قيساريا: قسم العمليات، ويضم أيضاً في صفوفه وحدة “كيدون” المتخصصة بتنفيذ الاغتيالات. ومن بين الأسماء التي ترأست هذا القسم، يرد اسم إسحاق شامير، رئيس الوزراء الأسبق، الذي شارك بعملية اغتيال الوسيط الدولي للأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت، في أثناء عمله كقياديّ في منظمة “ليحي”.
  3. نيفعوت (“ينابيع”): يتولى هذا القسم مهمة جمع معلومات استخبارية بالاعتماد على وسائل إلكترونية، مثل زرع أجهزة التنصّت.
  4. تسفيريم (“ريح الصباح”): القسم المكلف بتأمين الحماية لليهود في الخارج. وقد عمل في السابق على تهجير اليهود من الدول العربية والإسلامية إلى إسرائيل.
  5. قسم التكنولوجيا: مهمته تطوير الوسائل التكنولوجية لتحسين قدرات وحدات العمليات.
  6. قسم الاستخبارات: ويضم وحدة الأبحاث التي تعدّ التقديرات العسكرية والسياسية، وتجري أبحاثاً لرسم أهداف “الموساد” بعيدة المدى.

يرى شفتاي شفيت رئيس جهاز الموساد من العام 1989 وحتى العام 1996، أن سرّ نجاح عمليات “الموساد” يكمن في اعتماد هيكلية دائرية وليس هرمية، خلال تنفيذ العمليات. يقول: “هيكلية النشاط العملياتي، في “الموساد” دائرية مسطحة، وليس ثمة جهاز مخابرات على هذا النحو. قناة اتصال القيادة تربطها مباشرة بالعناصر في الميدان، قيادة العمليات تتكوّن من رئيس “الموساد”، وقائد الوحدة، ثم المقاتل بالميدان. في مثل هذه الهيكلة المسطحة، يتمكن المستوى الأدنى من استدعاء رئيس “الموساد” والحصول على استشارة منه”. (الرابط)

وإذا استعرضنا عمليات الموساد في الدول العربية نرى أنها كثيرة جدا ويصعب حصرها خاصة وان هذه العمليات لم تتوقف حتى يومنا هذا ولكننا نستطيع أن نعدد هنا بعض العمليات البارزة للدلالة فقط على سجل حافل بالعمليات القذرة، ففي مصر مثلا كانت أبرز الشبكات التجسسية التي كشفت بعد قيام الكيان الصهيوني بسنوات شبكة (سوزانا) التي تم اكتشافها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 6/10/1954.

الطرود الملغومة المرسلة إلى العلماء الألمان في مصر والتي أدت إلى مقتل بعض العمال في سنة 1962 و1963، إرسال رجل الموساد جوهان وولف جانج لوتز إلى القاهرة والذي ألقى القبض عليه في مارس عام 1965، إرسال عميل يدعى عبد الله عبد العزيز من فيينا إلى القاهرة للتجسس والذي اكتشف أمره في 3/11/1971، إرسال الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام وذلك رغم توقيع مصر على اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني.

وكما هو الحال في مصر كانت سوريا أيضاً هدفا لعمليات الموساد الإسرائيلي حيث تم زرع الجاسوس الإسرائيلي المعروف (الياهو كوهين). كما قام الموساد بتجنيد الكثيرين وإرسالهم إلى سوريا بهدف اختراق منظمة التحرير الفلسطينية ومكاتبها في هذا البلد العربي الذي احتوى المقاومة الفلسطينية لفترة طويلة وفي عام 1979 قام الموساد باستغلال يهودي فرنسي كان يعمل ضمن مشروع بشق طريق سريع يربط بين دمشق ودرعا وقام هذا الشخص بزرع جهاز تنصت متطور قادر على التقاط المكالمات الهاتفية وإعادة بثها ضمن نظام محدد.

أما في العراق فقد بدأ النشاط الاستخباراتي الصهيوني بفضيحة بعد كشف السلطات العراقية سنة 1950 خلية إسرائيلية ألقت القنابل على المعابد والتجمعات اليهودية في العراق بهدف إثارة الرعب في نفوسهم لدفعهم إلى الهجرة إلى فلسطين المحتلة، كما قام الموساد في عام 1966 بتجنيد ضابط طيار عراقي بمساعدة من المخابرات المركزية الأمريكية حيث قام هذا الطيار ويدعي منير روفة بسرقة طائرة ميج 21 وإنزالها في الكيان الصهيوني. كما أدرج اسم العراق في شعبة خاصة في الموساد تعنى بمراقبة وإحباط المساعي التي تقوم بها الدول العربية والإسلامية لإنتاج سلاح نووي، وذلك بعد توقيع بغداد على اتفاق مع فرنسا عام 1975 يقضي بتزويد العراق بمفاعل نووي. وفي 6/4/1979 قام عملاء الموساد بتدمير قلب المفاعل النووي قبل أن يشحن إلى العراق كما قام هؤلاء العملاء باغتيال البروفيسور المصري يحيى المشد الذي كان يتولى الإشراف على الأبحاث النووية العراقية. وفي 30/9/1980 قامت طائرات العدو الصهيوني بقصف المفاعل النووي العراقي قبل أن يبدأ العمل به بيومين.

ولم تسلم الدول العربية الأخرى من نشاطات الموساد التخريبية حيث قام عملاء الموساد بعمليات في الأردن الذي يرتبط بمعاهدة صلح مع الكيان الصهيوني كان أبرزها محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كما شملت نشاطات الموساد كذلك كلا من اليمن وتونس والمغرب العربي والسودان الذي تم عبره تهريب يهود الفلاشا بالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية الـ سي آي ايه.

بيد أن أكثف النشاطات الاستخباراتية والجرائم التي قامت بها الموساد الصهيونية تركزت بشكل أساسي ضد الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية تحديدا حيث قام عملاء الموساد بالعشرات بل بالمئات من عمليات الاغتيال والتصفيات الجسدية لمناضلين فلسطينيين سواء في لبنان الذي لعب الصهاينة دورا كبيرا في حربه الأهلية أو في أوروبا وغيرها من مناطق العالم.

إن قائمة الذين سقطوا بعمليات الموساد الصهيوني أطول بكثير من أن نستطيع حصرها هنا إلا أنه يمكن القول إن أي مناضل فلسطيني أو عربي مهما كان القطر الذي ينتمي إليه هو هدف قائم دائما بالنسبة لجهاز الموساد الصهيوني الذي وبدون مبالغة يمتلك أكبر سجل إجرامي في التاريخ.

الموساد والتطبيع

في الرابع عشر من حزيران/ يونيو الجاري، كشفت صحيفة  “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين يعمل على تخفيف معارضة الدول العربية لخطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القاضية بضم أجزاء من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية.

ورجّحت هذه التقارير أن يسافر كوهين للقاء العديد من القادة العرب المعتدلين شخصياً في المستقبل القريب لإقناعهم بتخفيف معارضتهم لهذه الخطة.

هذه المهمة تأتي ضمن سلسلة مهمات قادها كوهين في السنوات الأخيرة واعتبر محللون أنها تمهّد له الطريق لقيادة إسرائيل.

وكان تقرير نشرته صحيفة  “هآرتس الإسرائيلية”   في 12 شباط/ فبراير الماضي، قد كشف أن كوهين، برفقة رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، ومسؤولين آخرين، ينظّمون رحلات إلى عدة دول خليجية في إطار مساعي نتنياهو للتطبيع علانية معها.

ومن اللافت أن كوهين أنشأ وحدة جديدة في الموساد تختص بإدارة العلاقات مع الدول العربية، في خطوة تهمّش دور وزارة الخارجية في إدارة علاقات الدولة العبرية الخارجية، هذا الدور للموساد كشف عن وجود حالة من التوتر بين جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” وبين مجلس الأمن القومي بديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حيث يقول “مسؤولين في جهاز الموساد، إن أعضاء في مجلس الأمن القومي بديوان نتنياهو يقومون بتجاوزهم ويديرون قنوات اتصال مع الدول العربية والإسلامية دون التنسيق معهم”، بحسب ما نقله موقع “i24” الإسرائيلي.

وكشف مسؤول إسرائيلي كبير للموقع، أن “انتقادات المسؤولين في الموساد موجهة إلى مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الجنرال مائير بن شبات، الملقب بـ “ماعوز”، الذي يستخدم مبعوثا خاصا لمكتب رئيس الوزراء إلى الدول العربية والإسلامية”.

وفي عام 2018، رتّب كوهين اجتماعاً بين نتنياهو وسلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد، في خطوة غير مسبوقة ضمن سياق تطبيع العلاقات مع دولة خليجية.

فيما قال ديفيد ميدان، مسؤول تجنيد العملاء للموساد حول العالم في لقاء مطول مع  “صحيفة إسرائيل اليوم” ، إن “عام 2005 شهد أول زيارة له إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الرحلة الأولى لأول مسؤول كبير من جهاز الموساد مع هذه الإمارة، وهنا بدأ الاتصال السري، ولذلك فإن اتفاقية السلام التي أعلنت مؤخرا بين تل أبيب وأبو ظبي هي نتيجة لسنوات عديدة من النشاط السري”.

وأضاف أن “معياري في التواصل مع الدول العربية، وأيها الأكثر تفضيلا استند للجغرافيا، لاسيما الدول المتاخمة لإيران، انتقلنا حرفياً من بلد عربي إلى آخر، بدءا بإجراء الاتصالات الشخصية، ثم ترتيب السفر، وهذه المرحلة بدأت عملياً في عام 2005، الذي شهد حدثاً هاماً للغاية، حيث زرت للمرة الأولى الإمارات العربية المتحدة”.

هذا وكشفت وثيقة رسمية إسرائيلية أن اتفاق تل أبيب وأبو ظبي على التطبيع يمهد لتكثيف التعاون العسكري بينهما في البحر الأحمر، حسب ما أوردت وسائل إعلام عبرية، وقالت هيئة البث الرسمية إن وثيقة صادرة عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تحدد مجالات التعاون المحتمل مع الإمارات. وأضافت أن إسرائيل مهتمة بتوسيع التعاون الأمني.

وبحسب الوثيقة، فإن التعاون في مجال الأمن يتصدر قائمة مجالات التعاون المحتملة بين البلدين. وتنص الوثيقة على أن اتفاق التطبيع يجعل من الممكن تعزيز تحالف عسكري بين دول الخليج (الإمارات، السعودية، البحرين، سلطنة عمان، الكويت، قطر)، فضلا عن تكثيف التعاون بشأن أمن البحر الأحمر، ويذهب مراقبون إلى أن إسرائيل تتحرك بكثافة، لا سيما عبر دول في منطقة القرن الأفريقي أبرزها إثيوبيا، لمنع تحول البحر الأحمر إلى بحيرة عربية أو إسلامية.

وفي الوقت نفسه، تسعى شركات الأسلحة الإسرائيلية جاهدة لزيادة صادراتها الدفاعية إلى دول الخليج، مع تحول العلاقات إلى علنية ورسمية، وفق هيئة البث.

مَن هو رئيس الموساد يوسي كوهين؟

بحسب تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، وُلد يوسي كوهين لعائلة متديّنة في القدس عام 1961، ولأب خدم في عصابة “إرغون” التي نشطت قبل تأسيس دولة إسرائيل، ودرس في مدرسة “أور عتصيون يشيفا” تحت إشراف الحاخام حاييم دروكمان، والآن يعمل ابنه في وحدة 8200 الشهيرة بعمليات التجسس الإلكتروني.

تُعرف عائلة كوهين بأنها من الـ Masorti، وهي مجموعة من اليهود المحافظين التقليديين، على الرغم من أنه لا يرتدي الـ “كيباه” (الطاقية الصغيرة) باستثناء يوم السبت، وذلك قد يرجع إلى أن ضباط الموساد معتادون على إخفاء مظهرهم في تحركاتهم.

وبعد أن خدم لفترة في الجيش الإسرائيلي، انضم إلى جهاز الموساد عام 1983. وتخصص الضابط الشاب في تجنيد العملاء، حتى ترأس قسم Tzomet المختص بتجنيد الجواسيس بين عامي 2006 و2011، كما ترأس قسماً لجمع المعلومات التكنولوجية.

بين عامي 2011 و2013، شغل كوهين منصب نائب رئيس الموساد، ولكن خلافاته مع رئيسه تامير باردو دفعته إلى البحث عن عمل آخر خارج صفوف جهاز الاستخبارات، فعُيّن مستشاراً للأمن القومي الإسرائيلي، وراح يوسّع علاقاته مع نظرائه في أمريكا وأوروبا، إلى أن صار رئيساً للموساد عام 2015.

وبحسب مصادر تحدثت لهآرتس، تربط كوهين الذي يظهر دائماً بزي أنيق وهو أمر تنبّه له خبراء التواصل السياسي الإسرائيليين، ورأوا فيه خطوة لجذب الجمهور، “علاقة وثيقة” ببنيامين نتنياهو، كما أنه مقرّب من سارة نتنياهو، زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية.

من جانبها، نقلت صحيفة  “نيوزويك الأمريكية” عن أوري درومي، المتحدث باسم حكومتي إسحق رابين وشيمون بيريز بين عامي 1992 و1996، أن كوهين “شخص جذّاب”، حتى أطلق عليه كثيرون لقب The Model، لارتدائه “البدلات الرفيعة” وحرصه على تصفيف شعره بشكل أنيق.

وحسب تقييمات إسرائيلية، فما يميز كوهين أنه رجل علاقات عامة بامتياز، فإضافة إلى الوسائل والتفاصيل التقليدية في العمل الاستخباري لا يزرع العملاء الصغار فحسب، بل إنه يقيم علاقات طيبة ودية مع هؤلاء القادة متبرعاً بتوفير الحماية لهم في مواجهة شعوبهم بالدرجة الأولى. وهي المهمة التي نجح بها كوهين بامتياز عندما دفع بالعلاقات الإسرائيلية مع أنظمة عربية إلى مستويات غير مسبوقة تحت شعار المصالح المشتركة، أنظمة تفتح ملف التطبيع مع الاحتلال على اتساعه مقابل توفير الحماية تحت بند المواجهة مع عدو وهمي وهو إيران. كوهين يضيف إلى هذه الميزات اعتماده المتزايد على التقنيات الحديثة، وذلك عندما شكل وحدة إلكترونية تضم 2000 عنصر من بين 6500 عنصر تشكل كافة الوحدات (3).

عدا “إنجازاته” الحديثة المتمثلة في تطوير علاقة الحكومة الإسرائيلية بدول عربية، قضى كوهين سنوات في قيادة الموساد، وقاد عمليات وُصفت بأنها “إنجازات هائلة”.

هو مَن أمر وأدار شخصياً عملية الموساد الجريئة لسرقة أرشيف نووي من قلب طهران في كانون الثاني/ يناير 2018. وبحسب تقرير نشرته صحيفة “جيورزليم بوست”، أثار إعجاب الإدارة الأمريكية، وعندما التقى بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في آذار/ مارس 2018، عبّر الأخير له عن انبهاره بالعملية وقال له إن الموساد يُعيد تعريف كلمتي “الجرأة والجسارة”.

وبحسب التقرير المذكور، حوّل كوهين الموساد إلى آلة قاسية تعمل في الساحة الإيرانية، وتنشط في الحدّ من جهود حماس لتطوير أسلحتها، وإقناع الدول الإفريقية والدول العربية السنّية بالكشف عن علاقاتها علانية مع إسرائيل.

الكاتبة إسرائيلية مازال معلم الخبيرة في الشؤون الحزبية قالت في مقالها على موقع (المونيتور)، إنه “بينما ينشغل العالم لمعرفة المزيد عن اتفاق إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة والاتصالات الأخرى مع دول الخليج، فإن هذه الاختراقات تظهر الدور المركزي والطموحات الشخصية لرئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، وأن نتنياهو يتشاور معه بشكل منتظم، ويعتمد عليه في إنجاز الأمور، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قام كوهين بزيارات سرية عديدة لدول الخليج، وعمل مع نتنياهو على تشبيك العلاقات التي تم نسجها مع الدول العربية البراغماتية”.

تكنولوجيا الاختراق والتجسس قاسم مشترك بين إسرائيل ودول التطبيع

يلعب الموساد دور بارز في ازدهار الاقتصاد الإسرائيلي وذلك يرجع للفضل الكبير فيه إلى شركات التقنية العالية التي أسسها أفراد سابقون عملوا في الوحدات التقنية للاستخبارات الإسرائيلية، هناك وحدة مميزة في جهاز المخابرات، يسارع أفرادها بعد إنهائهم خدماتهم فيها إلى تأسيس شركات جديدة ورائدة في مجالاتهم، مستفيدين من الخبرة الهائلة التي اكتسبوها في وحداتهم.

إن الأفراد الذين كانوا قد أثبتوا جدارتهم ومهاراتهم في ميدان الجاسوسية والاختراعات، يثبتون أنفسهم مرة أخرى في ميدان الأعمال والشركات والتجارة مستخدمين في ذلك الطرق ذاتها ومنطلقين من الوسائل التي تدربوا عليها في المؤسسة العسكرية، أما النجاح الذي حصدوه في عملهم السري فقد استثمروه في تجارتهم وخدمة مصالح “إسرائيل” وأمنها القومي.

في مقال  لأندرياس كريغ الخبير في الشؤون الأمنية والأكاديمي في جامعة كينغز كوليدج البريطانية أوضح انضمام خبراء إلكترونيون إسرائيليون إلى شركات إماراتية سيئة السمعة مثل شركة دارك ماتر ومجموعة إن إس أُو، ومن بين الخبراء مجندون قدامى في الوحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي، وقد تلقوا أموالا طائلة لاختراق الهواتف والتجسس على إسلاميين ومعارضين عرب وقادة خليجيين، كما تم تعيين خبراء عسكريين وأمنيين متقاعدين أو متفرغين، للعمل لصالح الشركات العسكرية والأمنية الإماراتية الخاصة، أصبح الخبراء الإسرائيليون المتقاعدون يعملون مع الإمارات كمدربين ومرتزقة، وينفذون مخططاتها في تعقب الإسلاميين في اليمن، ومساعدة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في حربه على الحكومة المعترف بها دوليا.

في 31 أغسطس 2018 كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عبر تقرير لها الدور المشبوه لشركة NSO الإسرائيلية في التجسس، وذلك من خلال التعاون مع بعض الحكومات على رأسها الإمارات العربية المتحدة، التي استخدمت برمجيات الشركة في مراقبة الهواتف الذكية الخاصة بالمعارضين لنظامها في الداخل والخارج.

وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، في تقرير للكاتب حاييم لفنسون، أن العقود الإسرائيلية مرتبطة مع السعودية والبحرين وسلطنة عُمان والإمارات، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن شركة NSO لا تبرم صفقات مع قطر، “لأن إسرائيل لا تسمح بذلك”، على حد زعم الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب تشجع بشكل رسمي شركة NSO التي يتركز عملها على الاستخبارات الإلكترونية، من أجل بيعها برنامج “بيغاسوس” للدول الخليجية، لكي تتمكن من التجسس على المعارضين لأنظمتها وخصومها السياسيين.

ولفتت الصحيفة إلى أن برنامج “بيغاسوس 3” الذي طورته الشركة، يستطيع اختراق الهواتف النقالة، ونسخ محتوياتها واستخدامها عن بعد، من أجل التصوير والتسجيل، منوهة إلى أن طواقم بالشركة تعمل على رصد الثغرات، بعد التعديلات المتسارعة التي تجريها شركات الهواتف الخلوية.

وزعمت الصحيفة، أن “الشركة تعمل فقط مع جهات رسمية في الدول، وتل أبيب التي كانت متحمسة لقدرات الشركة، توسطت بينها وبين دول عربية في المنطقة، وشارك ممثلون رسميون إسرائيليون في لقاءات بين رؤساء أجهزة الاستخبارات في دول عربية وبين رؤساء الشركة، علما بأن عددا من هذه اللقاءات تم في إسرائيل”.

كما كشفت مصادر في (إسرائيل) عن عمل ضباط استخبارات إسرائيليين في جيش الاحتياط في شركات خاصة بعضها مرتبطة بمخابرات الإمارات العربية المتحدة، ومن غير المستبعد أن يكون كل هذا التجنيد الإماراتي لخبراء السايبر الإسرائيليين، يجري بموافقة الجهات العليا في (إسرائيل)، بهدف تعزيز التعاون الاستخباراتي مع الإمارات من جهة، ولكي يبقى هؤلاء الخبراء عيناً لـ (إسرائيل) لتزويدها بمعلومات تجسسية، حتى لو أعلنوا قطع علاقاتهم معها، على شركة الاستخبارات الإماراتية نفسها.

الملخص:

الموساد يلعب دوراً مهماً في سياسة الظل الخارجية لإسرائيل مع الدول العربية، ويعتبر جهاز “الموساد” عبر رئيسه الحالي يوسي كوهين عرّاب العلاقات مع قادة عرب ورأس حربة التطبيع، والهدف من تطوّر هذه العلاقات والتدرج بتظهيرها للعلن هو الدفع باتجّاه التعامل مع إسرائيل كدولة طبيعية.

تقوم استراتيجية التطبيع الإسرائيلية، على إدراك جيد للمشهد العربي الراهن، وأن شعار “السلام مقابل السلام”، ينطلق من أن قوة إسرائيل هي القادرة على فرض السلام أو “الاستسلام” على الدول العربية، ودفعها للتسليم بالأمر الواقع والتعامل معه لمصالحها، بما يسمح بالاستفادة أمنياً واقتصادياً من المحيط العربي، وتحسين مكانة إسرائيل الدولية بين الدول دون أن تضطر إلى تقديم أية تنازلات.

المهام الأساسية الموكلة للموساد داخل الدول العربية، الإنذار حول أعمال وقدرات المقاومة، وجمع معلومات استخبارية عسكرية وسياسية في الخارج عبر التجسس على الدول والأشخاص والمنظمات والشخصيات، وإجراء أبحاث وتحاليل للمعلومات الاستخبارية. كما أن “الموساد” مسؤول عمّا يعرف في إسرائيل بـ “الديبلوماسية السرّية” التي تعني تأسيس العلاقات مع الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم علاقات علنية مع إسرائيل وإدارتها.

عمليات “الموساد” في الدول العربية كثيرة جدا ويصعب حصرها خاصة وأن هذه العمليات لم تتوقف حتى يومنا، وأن قائمة الذين سقطوا بعمليات الموساد أطول بكثير من أن نستطيع حصرها لكن يتضح، أن أي مناضل فلسطيني أو عربي مهما كان القطر الذي ينتمي إليه هو هدف قائم دائما بالنسبة لجهاز الموساد الذي وبدون مبالغة يمتلك أكبر سجل إجرامي في التاريخ.

ينشط “الموساد” بشكل كبير ومحوري في محاولاته لبناء علاقات رسمية لدولة الاحتلال الإسرائيلي مع دول في المنطقة لا يوجد بينها وبين “تل أبيب” علاقات دبلوماسية رسمية تزيد من مصالحها وتستكمل مشروعها الاستيطاني في الأراضي العربية.

الاختراقات التي يقوم بها “الموساد” تظهر الدور المركزي والطموحات الشخصية لرئيس الجهاز يوسي كوهين، حيث يحظى بتقدير نتنياهو الذي يتشاور معه بشكل منتظم، ويعتمد عليه في إنجاز الأمور، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قام كوهين بزيارات سرية عديدة لدول الخليج، وعمل مع نتنياهو على تشبيك العلاقات التي تم نسجها مع الدول العربية البراغماتية.

عمل خبراء السايبر والأمن الإسرائيليين، يجري بموافقة الجهات العليا في “إسرائيل”، بهدف تعزيز التعاون الاستخباراتي مع دول التطبيع من جهة، ولكي يبقى هؤلاء الخبراء عيناً لـ “إسرائيل” لتزويدها بمعلومات تجسسية، حتى لو أعلنوا قطع علاقاتهم معها، كما أن الخبراء العسكريين والأمنيين المتقاعدين، الذين يعملون لصالح الشركات العسكرية والأمنية الإماراتية الخاصة، يعملون مع الإمارات كمدربين ومرتزقة، وينفذون مخططاتها في تعقب الإسلاميين في اليمن، ومساعدة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في حربه على الحكومة المعترف بها دوليا.

استراتيجية التطبيع هي مرحلة جديدة لم تقتصر على الجانب السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي والإعلامي والتكنولوجي بين الكيان الصهيوني والعرب، بل طالت ثوابت الأمن القومي العربي والموقف من فلسطين.

توصيات:

  1. تؤكد شبكات التجسس الإسرائيلية التي تم اكتشافها في الدول العربية وعملياتها الإجرامية، أن “إسرائيل” هي العدو الأول لهذه الدول مجتمعة، ولا تمييز بين دول أبرمت معها اتفاقيات سلام وأخرى لم تبرم هذه الاتفاقيات. فهي تستهدف أولاً وأخيراً الأمن القومي العربي بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، الأمر الذي يستوجب من الجميع التعاون والتنسيق للوقوف بوجه هذا الغزو السرطاني والعمل على اجتثاثه من جذوره، والضغط لوقف كل أشكال التعاون الأمني مع أجهزة العدو من قبل بعض الأجهزة الرسمية، لأن في ذلك خطراً كبيراً داهماً على وجود الأمة العربية ومصالحها وعلى كرامتها وروحها وتاريخها ومستقبلها.
  2. الجاسوسية الإسرائيلية لا توفر صديقاً ولا حليفاً، حتى لو كان لهؤلاء الفضل الأول في بقاء إسرائيل واستمرار تفوقها الإقليمي، ومجموع عدد الأشخاص والشبكات التي ساهمت في هذه الجاسوسية يكاد لا يحصى منذ ما قبل تأسيس الكيان الصهيوني وحتى أيامنا هذه، لذلك علينا أن نعي أنَّ عمليات التطبيع التي تجري حالياً ستسهم في أعمال التجسس والتخريب والتشجيع على الانقسامات والفتن داخل العالمين العربي والإسلامي، وهذا ما نشهد تطبيقات كثيرة له في الدول الواقعة على خط مسار نهر النيل. ويعتمد الموساد على مجموعة من النظريات والمخططات التي ترمي في آخر المطاف إلى تفتيت المجتمعات العربية عبر إثارة الفتن وتأجيج حالات التمرد والعصيان والتنازع، وذلك من خلال الاستعانة بالجماعات الإثنية والطائفية والمذهبية التي تعيش حالات من التذمر والغضب والنزوع نحو الانفصال والتقسيم.
  3. يجب الانتباه أن الموساد سينشط في الدول العربية المطبعة معه عبر أنشطة ظاهرة وخفية للتخريب الاجتماعي والإفساد الأخلاقي وترويج الدعارة والمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض، علماً أن هذه الأنشطة تشكل جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات السياسة الخارجية الإسرائيلية، نحو الاستحواذ على حصص دسمة من مشاريع تقسيم بعض الدول العربية والإسلامية.

___________________

المصادر:
  1. عماد العشماوي، استراتيجية الكيان الصهيوني في التطبيع مع الدول العربية كيف نفهمها ونقاومها؟، مجلة مداد الأدب، 18/2/2019.
  2. أنس أبو عرقوب، الموساد: “الاغتيال الهادئ”.. أو “الموت الغريب” (الرابط).
  3. هاني حبيب، التمديد لرئيس الموساد.. ونظرية المؤامرة، صحيفة الأيام الفلسطينية.
  4. اتفاق الإمارات كشف طموحات رئيس الموساد، موقع المونيتور، (الرابط).
  5. الإمارات و”إسرائيل”: أكثر من علاقة مصلحة، (الرابط).
  6. التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.. خطط تعاون عسكري بالبحر الأحمر ورئيس الموساد في أبوظبي، موقع الجزيرة، (الرابط) .
  7. رئيس الموساد يعمل على تخفيف معارضة الدول العربية للضم، جيروزاليم بوست، (الرابط).
  8. صحيفة هآرتس الإسرائيلية، (الرابط).
  9. من هو يوسي كوهين، مسؤول الموساد الجديد؟، صحيفة نيوزويك الأمريكية، (الرابط).
  10. يوسي كوهين: رئيس الموساد الذي سرق أرشيف إيران النووي السري، صحيفة “جيروزاليم بوست”، (الرابط).

 

رابط المصدر:

 

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M