الهواتف الذكية تقتل أطفالنا

ارتفاع الاكتئاب والقلق لدى الأطفال الصغار قد يُعزى أيضًا إلى الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، يعني الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي أنهم يدخلون عالمًا مختلفًا مليئًا بالسطحية، لكن لأنهم أطفال، فهم عرضة لذلك، هذا يمكن أن يؤدي إلى تدني احترام الذات، ومشاكل في صورة الجسد، والقلق والاكتئاب…

أصبح الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت نعمة ونقمة للأطفال، على الرغم من أنه يساعد الوصول إلى الإنترنت الأطفال على تعلم الكثير من الأشياء، وأحيانًا تساعدهم الأدوات المتوفرة فيه على التعلم بشكل أسرع. ولكن، عندما يُتركون مع أجهزتهم، دون إشراف، فهذا ليس جيدًا لصحتهم البدنية والعقلية على حدٍ سواء، وقد زاد استخدام الأطفال للهواتف الذكية بشكل كبير خاصة بعد أزمة كورونا.

ويرى الخبراء ان الأطفال كائنات فضولية، بمجرد وصولهم إلى شيء مثير للاهتمام مثل الإنترنت، لن يكون للفضول حدود، فقد يصادفون عن طريق الخطأ أو عن قصد محتوى غير لائق، وسيكون لمحتوى البالغين تأثير سلبي على نمو عقولهم.

لن يتمكن دماغهم غير الناضج من فهم ذلك، ولكن بسبب فضولهم قد ينتهي بهم الأمر أيضًا إلى تعلم الأشياء الخاطئة التي ستنعكس في شخصيتهم أثناء نموهم، وبالتالي، لا ينبغي تركهم دون رقابة.

ويؤثر الضوء الضبابي المنبعث من الهواتف الذكية على صحة العين ويؤثر أيضًا على النوم، يمكن أن يؤدي الاستخدام المتزايد إلى ظهور أعراض الأرق عند الطفل، في البداية، قد يتسبب في اضطرابات النوم ولكن لاحقًا يمكن أن يتطور إلى مشاكل صحية عقلية خطيرة، يجب أن يحصل الطفل على 8 ساعات على الأقل من النوم كل يوم، وهذا مهم لنمو دماغه، يمكن أن يكون الهاتف الذكي بمثابة عقبة أمام ذلك.

وذكرت دراسات في علم النفس أن ارتفاع الاكتئاب والقلق لدى الأطفال الصغار قد يُعزى أيضًا إلى الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، يعني الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت أنهم يدخلون عالمًا مختلفًا مليئًا بالسطحية، لكن لأنهم أطفال، فهم عرضة لذلك، هذا يمكن أن يؤدي إلى تدني احترام الذات، ومشاكل في صورة الجسد، والقلق والاكتئاب.

وزيادة استخدام الهاتف الذكي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الممارسات الخاطئة، قد يعتاد الأطفال على استخدام الآلات الحاسبة المدمجة عندما لا يُسمح لهم في الواقع بالقيام بذلك في المدارس، وقد يتعلمون أيضًا طرقًا فريدة للغش من خلال تخزين الصور أو المعلومات المرجعية أو تبادل الإجابات مع الطلاب الآخرين، هذا يمكن أن يعيق أدائهم الأكاديمي في المدرسة ويعيق أيضًا عملية التعلم المطلوبة خاصة بعد أن يصبحوا بالغين.

الهواتف الذكية والجيل القلق

في كتابه الجديد بعنوان “الجيل القلق”، يدعو عالم النفس الاجتماعي جوناثان هايدت إلى إحداث ثورة في كيفية إدارة الآباء والأمهات لهواتف أولادهم المراهقين وحساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي. ويرى أنه يجب ألا يكون لدى الأطفال سوى القليل من الوصول إلى أي منهما حتى بلوغ عمر الـ16 عامًا.

وبينما شكّك البعض في الأسس العلمية وراء أطروحة هايدت، ولكنه يقول إن وجهة النظر تلك مستمدّة من سنوات من البحث، من خلال تحقيقات تصوّر صراعات الصحة النفسية المتزايدة بين المراهقين الأمريكيين، والإحصائيات التي تشير إلى أن العديد من المراهقين في الولايات المتحدة يعانون بالفعل من الاكتئاب أو القلق بطريقة ما.

وقد ردّدت جمعية علم النفس الأمريكية صدى مخاوفه في تقرير جديد يستنكر تصاميم منصات التواصل الاجتماعي “غير الآمنة للأطفال”.

وينص تقرير جمعية علم النفس الأمريكية، على أنّ الأطفال ليس لديهم “الخبرة، والحكمة، وضبط النفس” لإدارة أنفسهم على تلك المنصات.

وأفادت الجمعية بأن العبء لا ينبغي أن يقع بالكامل على عاتق الآباء والأمهات، أو متاجر التطبيقات، أو المراهقين، بل يجب أن يقع على عاتق مطوري هذه المنصات.

مع ذلك، ربما لا يستطيع الآباء والأمهات الاعتماد على المطورين، ما يؤدي إلى استنتاج هايدت الصارخ ومفاده: “نحن عند نقطة تحول كمجتمع، وإذا لم يتخذ الكبار إجراءات، فقد يخاطرون بالصحة النفسية لجميع الشباب إلى أجل غير مسمى”.

وقضى هايدت ساعات لا حصر لها في نشر رسالة الكتاب منذ إصداره في 26 مارس/آذار الماضي. وتحدثت CNN مؤخرًا مع هايدت حول الكتاب وما ينتظر الآباء والمراهقين على حدٍ سواء.

وفي الإجابة عن سؤال كيف أوصلنا أنفسنا إلى هذا المأزق؟

يقول هايدت “لطالما كانت طفولة الأطفال تعتمد على اللعب، ولكننا تركنا ذلك يتلاشى تدريجيًا بسبب مخاوفنا المتزايدة من الاختطاف والتهديدات الأخرى خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، وما نشأ لسد فجوة هذا الوقت كان التكنولوجيا”.

وفي التسعينيات، اعتقدنا أن الإنترنت سيكون المنقذ الذي سيجعل أطفالنا أكثر ذكاءً. ولأن غالبيتنا كان متفائلا بالتكنولوجيا، لم نقم بإصدار أي إنذارات عندما بدأ أطفالنا يقضون أربع أو خمس ساعات على هواتفهم والشاشات الأخرى، والآن يقضون سبع إلى تسع ساعات يوميًا.

وتتمثل الحجة الأساسية للكتاب في أننا بالغنا في حماية أطفالنا من العالم الحقيقي، بينما لم نفعل ذلك بالشكل المطلوب على الإنترنت.

ويرى هايدت: ما يتبادر إلى ذهني على الفور هو اكتشاف أن الأولاد المراهقين كانوا يعانون من أعلى معدلات كسور العظام قبل عام 2010.

بمجرد أن نصل إلى أوائل عام 2010، تنخفض معدلات دخولهم إلى المستشفى، بحيث أصبح الأولاد المراهقون الآن أقل عرضة لكسر العظام مقارنة بآبائهم أو أجدادهم، إذ أنهم يقضون غالبية وقتهم أمام أجهزة الحاسوب، وألعاب الفيديو الخاصة بهم، وبالتالي فهم آمنون جسديًا، لكنني أزعم أن هذا يأتي على حساب النمو الصحي في مرحلة الطفولة.

تتمثل الحقائق الأساسية حول الاختلافات بين الجنسين في أنه عندما حصل الجميع على هاتف ذكي في أوائل عام 2010، اتجه الأولاد إلى ألعاب الفيديو ومنصة “يوتيوب”، في حين اتجهت الفتيات أكثر إلى منصات التواصل الاجتماعية المرئية، وخاصة “إنستغرام” و”تمبلر”.

ويتمثل الفرق الثاني بأن الفتيات يتشاركن المشاعر أكثر من الأولاد، وهن أكثر انفتاحًا على بعضهن البعض. وترتفع مستويات القلق لدى الفتيات خلال مرحلة المراهقة، بمجرد ارتباطهن الشديد ببعضهن البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ويُعد إيذاء النفس إحدى الطرق التي تعاملت بها بعض الفتيات تاريخيًا مع القلق.

وفي عام 2010، تضاعفت زيارات غرفة الطوارئ في المستشفى (بسبب إيذاء النفس) للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عامًا ثلاث مرات تقريبًا. وهذه واحدة من أكبر الزيادات في علامات المرض النفسي التي نراها في جميع البيانات التي قمت بمراجعتها.

ويرى هايدت أن هذا العام هو نقطة التحول لعدة أسباب. وفي عام 2019، بدأ النقاش بالفعل، ثم ظهر “كوفيد-19″، الأمر الذي حجب الاتجاهات السابقة.

وقد مرت الآن بضع سنوات على فيروس كورونا، وإغلاق المدارس، وإلزام ارتداء الأقنعة، وما أصبح واضحًا للجميع هو أن الأطفال ليسوا على ما يرام.

وتُظهر لنا البيانات المتعلقة بمعدلات الأمراض النفسية أن غالبية الزيادة كانت موجودة قبل وقت طويل من وصول “كوفيد – 19”.

ما وجدته منذ صدور الكتاب هو أن الجميع تقريبًا يرون المشكلة، والآباء يعانون من حالة من اليأس، إذ يشعرون وكأن الجنّي قد خرج من القمقم، ولا سبيل لإعادته.

وعندما ننظر إلى الصحة النفسية المتدهورة لدى المراهقين، والزيادات في إيذاء النفس، والانتحار، وانخفاض درجات الامتحانات منذ عام 2012 في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، أعتقد أنه يتعين علينا القيام بشيء ما.

مواقع التواصل الاجتماعي وأعراض الاكتئاب

وفي سياق متصل أشارت دراسات عديدة إلى أن قضاء فترة زمنية طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون، يرتبطان بأعراض الاكتئاب لدى الشباب، والآن تكشف دراسة جديدة إلى أي مدى يمكن أن يتداخل وقت الشاشة والاكتئاب.

فقد أشارت دراسة نشرت في مجلة “جاما” لطب الأطفال إلى أن كل ساعة إضافية يقضيها الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز، تزيد من أعراض الاكتئاب لديهم.

وأوضح الباحثون أن الدراسة الحالية هي الأولى التي تقدم تحليلاً تطويرياً للاختلافات في الاكتئاب والأنواع مختلفة لوقت الشاشة.

ووجد الباحثون أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مدار 4 سنوات ارتبطت بزيادة الاكتئاب، وترتبط كل زيادة لمدة ساعة واحدة في متوسط الوقت الذي يقضيه الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، بزيادة في شدة أعراض الاكتئاب خلال السنة ذاتها.

وارتبط الميل إلى مشاهدة مستويات عالية بالفعل من التلفزيون على مدار أربع سنوات دون زيادة باكتئاب أقل. لكن الباحثين وجدوا أن كل زيادة لمدة ساعة واحدة في متوسط الوقت الذي قال الطلاب إنهم يقضونه في مشاهدة التلفزيون خلال عام معين يرتبط بزيادة في شدة أعراض الاكتئاب في تلك السنة.

ووجد الباحثون أن زيادة استخدام الكمبيوتر على مدار 4 سنوات ارتبطت بزيادة الاكتئاب، ولكن أي زيادة أخرى في الاستخدام في نفس العام لم ترتبط بزيادة شدة الاكتئاب.

ويرى خبير استشاري في الطب النفسي إن “الصحة العقلية مهمة حقاً للشباب، لأن المراهقة هي الفترة التي تتطور فيها أدمغتنا. لذلك، فإن اكتئاب الشباب يمكن أن يكون له آثار خطيرة على التطور النفسي والأكاديمي لشخص ما، والذي يمكن أن يكون له تأثير غير مباشر على الصحة العقلية في مرحلة البلوغ.

ويمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أداة مفيدة للراشدين والمراهقين للتعلم والاتصال بالأصدقاء، لكن الخبراء يوصون باستخدامها باعتدال.

وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الآباء بوضع حدود ثابتة لعدد الساعات التي يقضيها أولادهم في سن المراهقة على الشاشات.

كما توصي الأكاديمية بضرورة عدم تعارض وقت الشاشة مع التمارين اليومية للشباب والنوم، وتجنب التعرض للأجهزة أو الشاشة لمدة ساعة واحدة قبل وقت النوم.

ويرى خبير نفسي آخر أن الأطفال دائمي الاستخدام لشاشات الهاتف المحمول أو أجهزة الكمبيوتر يكونون أكثر انفعالاً وأقل من حيث قدرات الانتباه والذاكرة والتركيز من أولئك الذين لا يستخدمونها، ونصح الاخصائي النفسي الآباء بعدم السماح بالنظر في الشاشات للأطفال دون سن السادسة، وهو ما يتماشى مع توصية الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. خلاف ذلك يعرضهم لزيادة مخاطر المشاكل النفسية والسلوكية الناتجة عن زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال الصغار على أجهزة الهواتف والأجهزة الكمبيوتر.

أوضح الطبيب النفسي أن التطبيقات التي توجد علي الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر، تجعل الطفل يفقد الاهتمام بالأنشطة الأخرى التي تكون أكثر فائدة لنموه، مثل ممارسة الرياضة بمختلف مجالاتها وأيضًا القراءة، بجانب النواجي الاجتماعية الأسرية.

وتوصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال المدمنين على الهواتف الذكية وأجهزة iPad وألعاب الفيديو هم أكثر عرضة للاصابة بنوبات ذهانية.

وجد العلماء أن استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي في مرحلة المراهقة يرتبط بالاصابة بالبارانويا والأوهام والهلوسة و”الأفكار الغريبة” مع تقدم العمر والوصول لسن 23 عامًا.

لكن الباحثين قالوا إن التكنولوجيا نفسها قد لا تكون في الواقع سبب المشكلة، وأن إدمان الطفل على الأجهزة يمكن أن يكون بمثابة تحذير من أنهم معرضون بالفعل للأمراض العقلية.

لكن “الاستخدام المتزايد لوسائل الإعلام ومشاكل الصحة العقلية تعد اهم عوامل الخطر التي تسبب الشعور بالوحدة، والتسلط، ومشاكل العلاقات بين الوالدين والطفل”.

كما “إن الاستخدام التكنولوجيا الرقمية لفترات كبيرة في مرحلة المراهقة يمكن أن يكون علامة على الاصابة بمشاكل الصحة العقلية”.

ويشير خبرا إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص لديه معايير الإدمان السريري للهواتف الذكية حيث يفقد المدمنون السيطرة على المدة التي يقضونها على هواتفهم، ويشعرون بالحزن عندما لا يتمكنون من الوصول إلى أجهزتهم، ويهملون أجزاء أخرى أكثر أهمية من حياتهم.

نصائح لإبعاد الأطفال عن الهواتف الذكية

الاستخدام المطول للهواتف عند الأطفال يمكن أن يتحول بسهولة إلى إدمان، ومن ثم، فإن دور الأباء هو الذي يمكن أن يكون له تأثير على الأطفال، من المهم للوالدين معرفة مدى فعالية تقليل استخدام الهواتف المحمولة لدى الأطفال.

وعن الحلول والمعايير والأعراف المطلوبة لحل الازمة يرى جوناثان هايدت:

أولا، ممنوع استخدام الهواتف الذكية قبل مرحلة المدرسة الثانوية. يجب علينا إخراجها من مرحلتي الابتدائية والإعدادية. فقط اسمح للأطفال بالحصول على هاتف قابل للطي أو ساعة هاتف عندما يتمتعون بالاستقلالية.

ثانيا، ممنوع استخدام منصات التواصل الاجتماعي حتى بلوغ الـ16 عامًا، فهذه المنصات لم تكن مخصصة للأطفال. ويبدو أنها ضارة بشكل خاص للأطفال، ويجب علينا حماية البلوغ المبكر لأنه يحدث فيه أكبر الضرر.

ثالثا، يجب أن تكون المدارس خالية من الهواتف، ولا توجد حجّة للسماح للأطفال بالحصول على أكبر جهاز إلهاء تم اختراعه على الإطلاق في جيوبهم أثناء ساعات الدراسة.

وإذا كان لديهم الهواتف، فسوف يقومون بإرسال الرسائل النصية داخل الفصل، ويصبون تركيزهم على هواتفهم، بدلا من الإنصات إلى المعلمين، وقضاء الوقت مع زملائهم.

رابعا، إعطاء الأطفال المزيد من الاستقلالية والمساحة الحرة والمسؤولية في العالم الحقيقي، نحن بحاجة إلى التراجع عن الطفولة القائمة على الهاتف، واستعادة الطفولة القائمة على اللعب.

ويقدم خبراء آخرون نصائح أخرى:

– لا تستخدم الهاتف المحمول على سبيل الإلهاء أو كمكافأة على العمل الصالح

في العديد من الحالات، يعد الآباء أطفالهم باستخدام الهواتف المحمولة لساعات إضافية إذا أنهوا وجباتهم في الوقت المحدد أو عند الانتهاء من واجباتهم المدرسية. بدلاً من ذلك، يجب على الآباء تعليم الأطفال أن الهواتف المحمولة يمكن أن تكون مصدرًا رائعًا للبحث أو لتعلم الأنشطة التعليمية. من الشائع أيضًا أن ينتهي الأمر بالوالدين إلى إعطاء أطفالهم هواتف محمولة لإبقائهم مشتتين لوقت إضافي للأعمال المنزلية. وهذا يمكن أن يعطي أولوية خاطئة عند الأطفال. اجعل الأطفال يفهمون أن الهواتف المحمولة يمكن أن تكون مصدرًا رائعًا للتعلم.

– تخصيص مكان واحد في المنزل باعتباره “منطقة خالية من التكنولوجيا”

من المستحيل وضع حد نهائي لاستخدام الأطفال للهواتف المحمولة. ومع ذلك، يجب أن تكون بعض الأماكن في منزلك “مناطق خالية من الأدوات”. يعد استخدام الهواتف المحمولة في وقت محدد ولساعات ثابتة أمرًا جيدًا تمامًا، ولكن بعض المناطق الشائعة “الخالية من الأدوات” يمكن أن تكون غرفة النوم وطاولة الطعام والشرفة، وما إلى ذلك. يمكن للوالدين ضمان تناول الأطفال لوجباتهم بدون أي أدوات. يتم الاحتفاظ بها على الطاولة، وغرف النوم لاستخدامها في سرد القصص والقراءة من أجل المتعة والأماكن الأخرى حيث يمكن للأطفال ممارسة نوع من الرياضة أو ممارسة أي نشاط ترفيهي.

– يجب أن يكون الآباء قدوة

الطفل يتعلم أكثر من الوالدين. لذلك، إذا رأى الطفل الوالد ملتصق بالهاتف، فقد يغرس نفس العادات. يجب على الآباء توضيح عدم التواجد على هواتفهم في كل مرة. تمامًا مثلما يُفترض أن يقضي الأطفال بعض الوقت بعيدًا عن هواتفهم، يجب أن يتبع الوالدان نفس الشيء أيضًا. أفضل طريقة للقيام بذلك هي أن يكون لديك “وقت بدون استخدام الجهاز” في المنزل حيث تتفاعل فقط مع الطفل دون أن يكون الهاتف في يدك. كما هو مذكور في النقطة الأولى، أظهر لطفلك أن الهواتف يمكن أن تكون أكثر من مجرد جهاز للتسوق أو تصفح الإنترنت. بدلاً من ذلك، يجب على الآباء أيضًا أن يجعلوا من المهم الاتصال بأحبائهم لتثقيف الأطفال بالطريقة الصحيحة لاستخدام الهواتف المحمولة لفترة محدودة فقط. يمكن لقواعد مثل “عدم وجود هواتف محمولة على مائدة الطعام”، حتى بالنسبة للبالغين، إحداث تغيير إيجابي في الأطفال.

– تقليل الرغبة في استخدام الهواتف عبر الأنشطة البديلة

قدم للطفل نشاطات بديلة عن الهواتف مثل: الأنشطة البدنية والحركية التي تعزز تجاربهم الحقيقة بعيداً عن المحتوى الرقمي، أو القراءة، أو الأعمال اليدوية والفنية، مثل: إعادة التدوير، والرسم والتلوين، أو فن طوي الورق، أو الخياطة وغيرها. من المؤكد أن الهواتف المحمولة مثيرة للأطفال، وبالتالي سيحاولون دائمًا شق طريقهم إلى الهواتف إذا لم يولوا الاهتمام المناسب. بصفتك أحد الوالدين، تأكد من أنك تقدر طفلك على توليه أنشطة جديدة. يمتدح الاستحمام عندما يأتون إليك بنوع من الرسم أو قطعة حرفية. سيؤدي القيام بكل هذا إلى جعل الطفل أكثر ميلًا إلى تلك الأنشطة، وبالتالي تقليل الرغبة في استخدام الهواتف في أوقات الفراغ.

التواصل العائلي

حافظ على قوة التواصل العائلي، وخصص وقتاَ للأنشطة العائلة والدردشة بشكل يومي، هذا يعزز الروابط الأسرية، ويدعم تكوين أسرة سعيدة، ويقلل من رغبة الأطفال في اللجوء إلى الهواتف للتسلية.

 

المصدر : https://annabaa.org/arabic/variety/38616

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M