تأملات_قرآنية من الآية الثالثة والثلاثين من #سورة_فاطر

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)

التأمل الأول :
قد يبحث بعض المؤمنين عن مواصفات خاصة لمكافأتهم على إيمانهم كالأساور من الذهب واللؤلؤ واللباس الحرير وغيرها مما فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ أَنفُسُهم وَتَلَذُّ أَعْيُنُهم من لبنٍ وعسلٍ مُصفّى والحور العين والولدان المخلدين وغيرها مما ذكرها القرآن ومما لم يذكرها، وربما يكون السبب في رغبتهم بهذه المواصفات هو إهتمامهم بهذه اللذائذ التي حرموا أنفسهم منها في حياتهم الدنيا وكانوا يأملون أن يعوضهم الله تعالى في الآخرة ما حُرِموا في الدنيا .
إلا إن هناك من المؤمنين قد لا تجذبهم مثل هذه المرغّبات لأنهم لا يبحثون عنها في الدنيا أو لأنهم لا يرون لها طعماً في الدنيا حتى يرغبوا فيها في الآخرة ، ولو رأوا حقيقتها الأخروية لَتَمَنّوها ، لذا يتوجهون الى لذائذها المعنوية فيتمنونها ، وكلٌ بحسب مستواه ووعيه للبُعد المعنوي تكون أمنيته .

التأمل الثاني:
في الوقت الذي يكون الذهب مُحرّماً على الرجال واللؤلؤ والحرير لا يليق بهم وبرجولتهم ، وقد يكون مُحرّماً حتى على النساء إن كانت تُعدّ هذه الحُلي زينة ، إلا أن كل هذا سيكون مُباحاً لهم في الآخرة بل ودليل على جزائهم بالخير ، وهذا قد يدل على أن القوانين في ذلك العالم مختلفة عن قوانين عالمنا الدنيوي أو أن هذه الحُلي ليست كمثيلاتها في الدنيا ، ووفق ذلك فمن الممكن أن يُشمَل الخمرُ الذي يوعَد به المؤمنون في الآخرة بهذا الفهم ، وبالتالي لا حراجة من أن يوعَد المؤمن بأنهار من الخمر فضلاً عن قليل منه .
ونؤكد على منهجنا التأملي ، فما تقدّم ليس تفسيراً وإنما محاولة فِهم لبعض الإشكالات التي تثار من هنا أو هناك .

للمزيد من التأملات القرآنية انضموا الى قناة ( تأملات قرآنية ) على التلغرام :
https://t.me/quraan_views

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M