دور الشباب في الحياة السياسية

اعداد : سعد الراوي – نائب رئيس مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق/ الأسبق – كاتب ومستشار متخصص في الانتخابات

تقديم:

إن مرحلة الشباب هي أخصب مراحل العمر، وهي مرحلة العطاء وهم الثروة الثمينة التي لا تعوض، وهم تاج وعز الأوطان بصلاحهم تنهض البلدان، والشباب في أي مجتمع من المجتمعات عنصر حيوي في جميع ميادين العمل الإنساني والاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، وهم المحرك الرئيس الفعال لأي إصلاح أو تغيير في المجتمعات ودوماً  يشكلون الرقم الأصعب في أي ثورة إصلاحية، وأداة فعالة مهمة من أدوات التطور الحضاري للمجتمع، وهم همزة الوصل بين الماضي والمستقبل وهم الحاضر الذي يصنع المستقبل.

عندما نتابع الاحصائيات نجد أن نسبة الشباب في أغلب البلدان تتجاوز 50% وبعضها تتجاوز 60% إلا أن مشاركتهم في صنع القرار ضئيلة جدًا وقد تكاد تكون معدومة في بعض البلدان. مَن ْيرُيد المسْتَقْبلْ وَيخَطِطْ لهُ لا بُدَّ أَن يضَعْ الجِيل اَلجَدِيد في أَعلى أولَوِياتِهِ

الـرؤيــة:-  

إيجاد مجتمع واعٍ لامكانيات وحقوق الشباب وأن يكون عوناً لهم في تحقيق كامل حقوقهم ويعترف بدورهم المييّز في التأثير والتغيير والإصلاح ويكون الشباب هم العنصر الرئيس في الأحداث السياسية والثقافية والاقتصادية.

أهداف هذه الورقة

تهدف هذه الورقة إلى محاولة البحث عن واقع المشاركة السياسية للشباب بالنظر إلى كون هؤلاء الشباب يمثلون جماعة متميزة يفترض أن لهم تصوراتهم ومعتقداتهم السياسية المغايرة لأسلافهم وندرج أدناه أهم الأهداف:-

    • تثقيف الشباب ومعرفة دورهم في عصور متعددة وإن امثالهم قادوا دول وجيوش.
    • تعريف الشباب بحجمهم الحقيقي وحقوقهم السياسية المغيبة.
    • رفع نسبة المشاركة للشباب لضمان حقوقهم وفي أي مجال سياسي أو انتخابي.
    • طرح التحديات التي تثبط من مشاركتهم ووضع الحلول.
    • تعميم مفاهيم الثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومن ضمنها الحقوق السياسية.
    • وضع خطة استراتيجية طويلة الأمد للتفعيل دور الشباب في كل المجالات السياسية والانتخابية ك( ناخبين/ مرشحين / موظفين / مراقبين/ مراكز صنع القرار ).

الشباب على مر العصور – الشباب في حضارتنا – 

لنأخذ نظرة سريعة لواقع الشباب في عصور كان المسلمين لهم دولة وكيف كان دور الشباب في تأسيسها وقيادتها، فعند الرجوع إلى العصور القديمة نجدها تزخر بالطاقات الشبابية وتقلدها للمناصب السيادية والإدارية وتكون صاحبة قرار، ومن أمثلة ذلك في الحضارة العربية الاسلامية كثير {{ فزيد بن حارثة كاتب الوحي ولم يتجاوز سن الثالث عشرة من عمره وقد كلفه النبي عليه الصلاة والسلام بتعلم اللغة السريانية واليهودية، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي كان يلقب بحبر الأمة وترجمان القرآن، واسامة بن زيد الذي قاد جيشا كبيراً ومازال فتىً وتحت إمْرته كبار الصحابة، وعمرو بن كلثوم الذي ساد قبيلة تغلب وعمره 15 سنة، ومحمد بن القاسم فاتح بلاد السند وعمره 17 سنة، وعبد الرحمن الناصر كان عصره يسمى بالعصر الذهبي في الاندلس وعمره أنذاك 21 سنة، وفي عهده قضى على الاضطرابات وقام بنهضة علمية لتصبح أقوى دول عصره حتى أصبح قادة أوربا يتودّدون له, ومحمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية والتي استعصت على كبار القادة في حينها كان يبلغ 22 سنة وهؤلاء غيض من فيض فغيرهم الكثير}}.

الشباب في بلادنا العربية:

اليوم بلدنا تحت حكم أحزاب تدعي الإسلام وأخرى في بلدان عربية  قومية واشتراكية وليبرالية ومعظمها تُبْعِد الشباب عن أي منصب سيادي أو غير سيادي أو مَواطن صنع القرار وحتى حق الترشيح وجعلوا سن الترشيح 30 سنة!! فلم يقتدوا بالعرب  السالفين ولا بقادة الدين الإسلامي الحنيف.

لذا علينا التركيز على هذه الظاهرة واستغلال دورهم السابق والمغيب اليوم وبالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية ووضع خطة لهذا الأمر.

والمجتمع الإفريقي والعربي يُعد مجتمعاً شاباً حيث يمثل الشباب النسبة الأكبر فيه، كما أن ما لا يقل عن 80% من هؤلاء الشباب غير منتمين لأى حزب أو جماعة سياسية ولا يمارسون السياسة الحزبية، رغم ارتفاع نسبة الوعى السياسى لبعضهم، وهذا فى حد ذاته يعيد السؤال المطروح {{لماذا تبقى هذه المجموعة الأقدر على التعاطى مع العصر ومكوناته بعيدة عن مسرح الأحداث وبعيدة كذلك عن هياكل وأروقة السياسة والأحزاب}}؟؟!!

الشباب والمنظمات الدولية:

لو أطلعنا على دور المنظمات الدولية في أهتمامها بالطاقات الشبابية وأخذ دورها الحقيقي في المجتمع لرأينا بأنها تنادي بذلك في كل المحافل الدولية، يقول كوفي عنان الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة عن الشباب ((المجتمع الذي يقطع نفسه عن الشباب يقطع نفسه عما يمده بالحياة، ويكون مكتوب عليه أن ينزف حتى الموت)).

وحسب تقارير الأمم المتحدة بأن الفئة العمرية 15-25 سنة تشكل أكثر من 50% في البلدان النامية ومن كلا الجنسين وكثيراً ما لا يسمح لهذه الأعمار بأي تمثيل لصنع القرار، وهناك تقرير أصدره الاتحاد البرلماني الدولي في 16 مارس عام 2016م خلال مؤتمره في زامبيا حيث كشف التقرير إن 1.9% فقط من مجموع 45000 أعداد البرلمانيين في العالم أعمارهم تقل عن 30 سنة !! وما يقارب 80% من المناصب العلوية التي شملتها الدراسة لا تحتوي على أعضاء دون سن 30 سنة، وهناك أربعة دول ليس فيهم دولة عربية هي (السويد / النروج / فنلندا / الاكوادور) لديهم 10% نواب تحت سن 30 سنة. وحسب أرقام الأمم المتحدة فأن نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 – 44 سنة يشكلون 57% من نسبة الناخبين في العالم.

من هنا نرى أن شريحة الشباب أكبر شريحة لم تأخذ دورها وحجمها الحقيقي في المشاركة السياسية الفاعلة ولا في غرف صنع القرار لمعظم البلدان.

الشباب والأمم المتحدة:

في عام 1965، أصدرت الجمعية العامة في قرارها 2037 (د-20) ، إعلان مشاركة الشباب كمُمثل السلم والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب.

وفي الفترة من عام 1965 إلى عام 1975، ركزت الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي على ثلاثة مواضيع أساسية في ميدان الشباب، وهي {المشاركة والتنمية والسلم}. وجرى التأكيد كذلك على الحاجة إلى وجود سياسة دولية معنية بالشباب.

وفي عام 1979، عيّنت الجمعية العامة، بموجب القرار 151/34، عام 1985 بوصفه ’’السنة الدولية للشباب: المشاركة والتنمية والسلم‘‘.

وفي عام 1985، وافقت الجمعية العامة في القرار 14/40 على المبادئ التوجيهية المتعلقة بمواصلة التخطيط والمتابعة المناسبة في ميدان الشباب. والتركيز على الشباب بوصفهم فئة كبيرة تضم فئات فرعية متعددة وليس بوصفهم كياناً ديمغرافياً واحداً، وهي تقدم مقترحات لاتخاذ تدابير محددة لتلبية احتياجات فئات فرعية مثل الشبان المعوقين وشباب الريف وشباب الحضر والشابات.

وفي كانون الأول/ديسمبر من عام 2009، اعتمدت الجمعية العامة القرار 134/64، بإعلان السنة الدولية للشباب ابتداء من 12 آب/أغسطس 2010، ودعت الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد والمجتمعات المحلية في كل أرجاء العالم إلى دعم أنشطة تُقام على الصعيدين المحلي والدولي بهذه المناسبة. وتتزامن تلك السنة مع الذكرى السنوية الـ25 لأول سنة دولية للشباب احتفل بها في عام 1985.

يوم الشباب الدولي:

في 17 كانون الأول/ديسمبر 1999، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 120/54 أن 12 آب/أغسطس سيعلن يوماً دولياً للشباب عملاً بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة، 8 – 12 آب/أغسطس 1998).

وأوصت الجمعية العامة بتنظيم أنشطة إعلامية لدعم هذا اليوم بوصفه وسيلة لتعزيز الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب، الذي اعتمدته الجمعية العامة بموجب قرارها 81/50 في عام 1996.

ويُحتفل بيوم الشباب الدولي سنوياً في 12 آب/أغسطس، لاسترعاء انتباه المجتمع الدولي لقضايا الشباب ، وللاحتفاء بإمكانيات الشباب بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي لعصرنا.

 المجالات الخمسة عشر ذات الأولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب:-

  • التعليم.
  • التشغيل.
  • الجوع والفقر.
  • الصحة.
  • البيئة.
  • تعاطي المخدرات.
  • جنوح الأحداث.
  • أنشطة شغل الفراغ.
  • الفتيات والشابات.
  • المشاركة.
  • العولمة.
  • تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
  • فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
  • الشباب والنزاع.
  • العلاقات بين الأجيال.

واليوم فإن برنامج العمل العالمي من أجل الشباب يؤدي دوراً رئيسياً في تنمية الشباب حيث يركزون على التدابير الرامية إلى تدعيم القدرات الوطنية في ميدان الشباب، ومن أجل زيادة نوعية وكمية الفرص المتاحة للشباب بحيث يتسنى لهم مشاركة كاملة وفعّالة وبنّاءة في مجتمعهم.

كما يؤدي برنامج الأمم المتحدة المعني بالشباب مهمة مركز التنسيق في ما يتصل بقضايا الشباب على صعيد الأمم المتحدة وهو يضطلع بنطاق من الأنشطة الرامية إلى تعزيز تنمية الشباب، بما في ذلك دعم عمليات صنع السياسات على المستوى الحكومي الدولي، وإجراء البحوث التحليلية، وزيادة فعالية أعمال الأمم المتحدة في مجال تنمية الشباب من خلال تعزيز أساليب التعاون وسبل التبادل فيما بين كيانات الأمم المتحدة عن طريق الشبكة المشتركة بين الوكالات المعنية بتنمية الشباب.

 وحددت الجمعية العامة للأمم المتحدة عند إعلانها الدولي العام للشباب عام 1985، أربعة أبعاد أساسية لمشاركة الشباب، وهى:-

  • المشاركة الاقتصادية المتمثلة فى فرصة عمل.
  • المشاركة السياسية فى صنع القرار والسلطة.
  • المشاركة المجتمعية والتطوع بهدف خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
  • المشاركة الثقافية.

أسئلة للمناقشة والحوار مع الشباب:

استضافت (شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسية) مناقشة الكترونية في الفترة (3 ابريل – 8 مايو 2017م) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للشباب بشأن المشاركة السياسية للشباب وتم طرح أسئلة ومشاركات من العديد من الدول ومن مختصين وندرج الأسئلة في أدناه ليتم مناقشتها ولا نطرح هنا الإجابات السابقة بل يفضل وجود عدد من شباب شاركوا سابقاً في أنشطة سياسية أو انتخابية للإجابة والمناقشة وقد تختلف من دولة إلى أخرى أو من فئة شبابية إلى أُخرى داخل الدولة الواحدة:-

  • كيف تفسر التمثيل المنخفض للشباب في البرلمانات والحكومات حول العالم؟
  • ما هي البيئة المواتية لمشاركة الشباب في السياسة، وخاصة الشابات؟
  • ما هي الإجراءات التي يمكن للبرلمانات والحكومات والأحزاب السياسية والمجتمع المدني القيام بها لزيادة تمثيل الشابات والشبان في السياسة؟ هل لديك أمثلة على الممارسات الجيدة؟
  • ما هي بعض الطرق البديلة الأكثر ابتكارا كالمسيرات والاعتصامات إلى المشاركة السياسية الرسمية التي يختارها الشباب لأجل إحداث التغيير وأن تُسمع أصواتهم؟
  • كيف يمكننا دعم المزيد من الشباب الذين يرغبون في توجيه نشاطهم من خلال مؤسسات سياسية رسمية؟
  • ما هي الاستراتيجيات والنهج التي نجحت في توظيف الشبان والشابات في ألأحزاب السياسية؟
  • ما الذي يمكن عمله لدعم النواب الشباب في مسيرتهم البرلمانية؟ يرجى ذكر أي مبادرات تعرفها.
  • كيف يمكن للبرلمانيين الشباب معالجة مسألة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة على نحو أفضل؟ هل من المرجح أن يكون الشباب أكثر نشاطا في مكافحة التمييز والعنف القائم على نوع الجنس؟
  • كيف يمكننا قياس المشاركة السياسية للشباب وتأثير السياسات بشكل أفضل؟

 المشـاركـة السياسـية للشـباب:

أمست ظاهرة الاهتمام بالشباب ظاهرة محلية وإقليمية وعالمية لاعتبار الشباب شركاء صناعة الحاضر وكل المستقبل ولهم دورٍ بارز ومميز في دعم مسيرة المجتمع، وتفعيل العملية التنموية الشاملة لاعتبارات بشرية وتنموية وسياسية وغيرها.

ومع أن التفكير في قضايا الشباب، ومشكلاتهم واهتماماتهم، وتوجهات ومحاولات إيجاد الحلول الملائمة على الأقل محاولات قديمة، إلا أن النصف الثاني من القرن العشرين شهد تزايداً ملحوظاً بالاهتمام بهذه المسألة من قِبل العديد من المختصين كعلماء الاجتماع والنفس والتربية ورجالات الخدمة الاجتماعية وكل المهتمين بالقطاع الشبابي، إلى الحد الذي أدّى إلى ظهور ما يسمى بثقافة الشباب كثقافة فرعية متميزة، والتي تشير إلى وجود فكر وقيم واتجاهات وعادات تميزهم عن سائر الفئات الأخرى.

 وسنعرج في أدناه بشيء من التفصيل عن مشاركة الشباب:-

  • مفهوم المشاركة السياسية

تعرف المشاركة السياسية على أنها ((تلك المجموعة من الممارسات التي يقوم بها المواطنون، أو بها يضغطون بغية الاشتراك في صنع وتنفيذ ومراقبة وتقييم القرار السياسي اشتراكاً خالياً من الضغط الذي قد تمارسه السلطة عليهم)) وهذا يعني أن للمواطن حقاً ودوراً يمارسه في عملية صنع القرارات، ومراقبة تنفيذها، وتقويمها بعد صدورها. فهي إذن مساهمة الفرد في أحد الأنشطة السياسية التي تؤثر في عملية صنع القرار و/أو اتخاذه، والتي تشمل التعبير عن رأي في قضية عامة، والعضوية الحزبية، والانضمام لمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني أو التعاون معها، والترشيح في الانتخابات، وتولى أي من المناصب التنفيذية والتشريعية.

والمشاركة السياسية في أي مجتمع هي محصلة نهائية لجملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية والثقافية والسياسية والأخلاقية؛ تتضافر في تحديد بنية المجتمع المعني ونظامه السياسي وسماتهما وآليات اشتغالهما، وتحدد نمط العلاقات الاجتماعية والسياسية ومدى توافقها مع مبدأ المشاركة الذي بات معلماً رئيسياً من معالم المجتمعات المدنية الحديثة، المجتمعات التي أعاد العمل الصناعي وتقدم العلوم والتقانة والمعرفة الموضوعية والثقافة الحديثة بناء حياتها العامة وعلاقاتها الداخلية، على أساس العمل الخلاق، والمبادرة الحرة، والمنفعة والجدوى والإنجاز، وحكم القانون، في إطار دولة وطنية حديثة، دولة الحق والقانون والمؤسسات.

مراحل المشاركة السياسية:-

  • الاهتمام السياسى :-

ويندرج هذا الاهتمام من مجرد الاهتمام أو متابعة الاهتمام بالقضايا العامة وعلى فترات مختلفة قد تطول أو تقصر، بالإضافة إلى متابعة الأحداث السياسية. حيث يميل بعض الأفراد إلى الاشتراك فى المناقشات السياسية مع أفراد عائلاتهم أو بين زملائهم فى العمل، وتزداد وقت الأزمات أو فى أثناء الحملات الانتخابية.

  • المعرفة السياسية :-

والمقصود هنا هو المعرفة بالشخصيات ذات الدور السياسى فى المجتمع على المستوى المحلى أو الوطني مثل أعضاء المجلس المحلى وأعضاء المجلس التشريعي بالدائرة والشخصيات المسؤولة كالوزراء.

  • المشاركة الانتخابية :-

ويتمثل فى المشاركة فى الحملات الانتخابية بالدعم والمساندة المادية من خلال تمويل الحملات ومساعدة المرشحين أو بالمشاركة بالتصويت وتقديم الشكاوى والاشتراك في الأحزاب والمنظمات.

الشباب والأحزاب السياسية

تتسم العلاقة بين الشباب والأحزاب السياسية في العديد من البلدان بالتوتر. وهناك فجوة واسعة بين الأحزاب والشباب.

فالعديد أو الأغلبية من الشباب لا يثقون بالأحزاب السياسية، في حين عادة ما يتذمر قادة الأحزاب من عدم استعداد الشباب للمشاركة.

الأحزاب السياسية هي الجهة الرئيسية التي تسيطر على تحديد المرشحين للانتخابات في العديد من البلدان وكذلك تحديد سن الترشيح للمجالس المحلية والبرلمانية وكذلك هم من يرشح الشخصيات للمناصب العليا، وبالتالي فهي تؤثر بقوة على جدول العمل السياسي وعلى صناعة القرارات. وتعمل أيضًا كمؤسسات وسيطة تربط بين الدولة والمجتمع المدني، وتترجم التوجهات السياسية للمواطنين إلى عمل سياسي. ومن المرجح أن يسعى الأفراد الذين لديهم طموح سياسي إلى الوصول إلى مناصب قيادية في الأحزاب السياسية، ومعظمهم يكونوا رجالاً في منتصف أعمارهم.

 أسباب عزوف الشباب عن السياسة والانخراط في الاحزاب:

تذكر بعض المنظمات من واقع الدراسات الميدانية التي يشير فيها الشباب أنفسهم إلى مجموعة من العوامل التى تحد من مشاركتهم السياسية، والتى يمكن بلورتها واجمالها بالنقاط التالية:-

  1. غياب التمثيل السياسي للشباب لغياب الديمقراطية داخل الأحزاب.
  2. لا توجد برامج حزبية واضحة المعالم تميّز حزب عن آخر، تحفّز وتعطي اهتمام لشريحة الشباب.
  3. ضعف أو انعدام منح الشباب الفرصة داخل الأحزاب السياسية للترشح للانتخابات التشريعية والمحلية.
  4. شعور الشباب بعجزه إلى المشاركة والتأثير في القرارات والقوانين التي تنظم كيفية مباشرة حقوقه في المعيشة والحياة والسياسة.
  5. افتقار البرامج السياسية للأحزاب إلى الاهتمام بشريحة الشباب وتحقيق تطلعاتهم.
  6. وجود الأمية والفقر وخاصة بين الشباب يلعبان دورين أساسيين في إحجامهم عن المشاركة في الحياة السياسية حيث لا يتحقق الإشباع للحاجات الأساسية للشباب مثل إيجاد فرص عمل مناسبة والزواج وبناء حياته المستقلة بما يؤثر سلباً على قيام الشباب بالأعمال التطوعية بداية وانتهاءً بالمشاركة السياسية.
  7. ضعف الثقافة الديمقراطية لدى الشباب ووجود فجوة بين المعرفة السياسية والمشاركة السياسية.
  8. ضعف دور الإعلام بشكل عام الرسمي والحزبي وعدم قدرة وسائل الإعلام على بث القيم أو طرح النماذج السلوكية التي تغذي الممارسة الديمقراطية إذا تنقل وسائل الإعلام من القمة إلي القاعدة دون القيام بالتغذية العكسية بمعني نقل ردود أفعال القاعدة إلى القمة وإيصال تطلعاتهم الى القادة السياسيين.
  9. عوامل تتعلق بالثقافة الشبابية بفقدان الثقة فى أهمية المشاركة السياسية للفرد والمجتمع. وهناك شعور بعدم جدية الإصلاح السياسى ونزاهة الانتخابات وجدوى المشاركة.
  10. عدم الثقة المطلقة في المشاركة بحرية وشيوع الاعتقاد بأن من يدلى برأيه بحرية يتعرض للأذى.
  11. ضعف الوعي السياسي والاجتماعي وغياب التنشئة الاجتماعية السليمة التى تحث الشباب على المشاركة الايجابية، بل وخوف معظم الأُسر من السياسة ومعارضتها لاهتمام الأبناء بالسياسة، ولأي شكل من أشكال المشاركة السياسية.
  12. افتقار المراحل الدراسية للمناهج التعليمية المخصصة في الثقافة الديمقراطية والتوعية في المشاركة السياسية.
  13. عدم وجود معاهد متخصصة في الديمقراطية تقوم بتثقيف الطلبة والجمهور كما في كثير من البلدان الديمقراطية.
  14. افتقار القواعد الديمقراطية السليمة فى تشكيل وإدارة الأحزاب والمنظمات والاتحادات الطلابية فى المدارس والجامعات، مما لا يتيح للنشء الجديد والشباب فرصة التدريب السياسى والتنشئة السياسية الفعالة.
  15. فقدان الثقة فى كثير من رموز العمل السياسى واتهام بعضهم بالفساد.
  16. وجود فجوة كبيرة بين الأجيال وسيطرة جيل من كبار السن على قيادة الأحزاب والمؤسسات المهمة، وعدم إتاحة الفرصة للشباب للمشاركة الفعالة داخلها. مما أعطى شعوراً باليأس.

تداعيات ضعف المشاركة السياسية للشباب :

تؤدى محدودية المشاركة السياسية للشباب إلى أثار سلبية مستقبلية عدة على الشباب أنفسهم، وعلى المجتمع والحياة السياسية بصفة عامة، أهمها:

  • شيوع الإحساس بالاغتراب بين الشباب:

من الملاحظ إزدياد ظاهرة الغربة داخل الوطن وشيوع الإحساس باللامبالاة بين الشباب، وعدم اكتراث الشباب بما يجرى حوله من تطورات طالما أنه عاجز عن التأثير فيها ولهذه دلالات خطيرة على التماسك المجتمعي وفرص التنمية الشاملة فى معظم دولنا العربية.

  • التمرد والتطرف:

رغم عدم توافر بيانات عن حوادث العنف السياسي والديني في مجتمعاتنا، وتوزيعها حسب الأعمار المختلفة، إلا إنه من الثابت إن شرائح الشباب التى تعاني البطالة ويكتنفها الإحباط واليأس والاغتراب هى الفئة الأكثر ميلاً للانخراط  فى العنف والتمرد على الدولة.

  • جنوح أعداد متزايدة من الشباب إلى سلوكيات سلبية:

منها تعاطى المخدرات، العنف، السلوكيات المنحرفة،… وغيرها من السلوكيات التى تؤثر بشكل واضح ليس فقط على مستقبل الشباب واندماجهم الطبيعي والفاعل فى المجتمع بل وعلى مستقبل الدولة ككل.

  • قصور الممارسة الديمقراطية السليمة: بما أن الشباب يمثل أكثر من ثلث السكان، فلا يمكن تصور حياة سياسية وممارسة ديمقراطية سليمة دون مشاركة فعالة من جانب ثلث السكان فى العملية السياسية. لا سيما إن حوالي ثلث آخر من السكان من الأطفال الذين لا يتمتعون بالحقوق السياسية كاملة بعد، ولا يمكنهم المشاركة السياسية.
  • هشاشة المؤسسات السياسية وضعف فاعليتها: فالشباب هم عصب أي مؤسسة سياسية ومكمن قوتها ومنبع التجديد فيها على صعيد الكوادر والأفكار، وكلما قلت المشاركة الفعالة والعضوية الجادة للشباب فى المؤسسات السياسية، قلت حيوية هذه المؤسسات وقوتها وقدرتها على التأثير فى المجتمع. وبدون مشاركة فاعلة من جانب الشباب تصبح هذه المؤسسات هزيلة وضعيفة وغير مؤثرة.
  • ضعف النظام الحزبى في احتضان الشباب أحد العوامل الأساسية لضعف النظام الحزبي ومحدودية فعالية الأحزاب السياسية هو عدم تمتعها بقاعدة شبابية تكفل لها قدرة تنافسية عالية وتعمل على نشر مبادئها وجذب التأييد لها ولرموزها، وتمثل كوادر فاعلة تكفل لها الاستمرارية فى المستقبل.
  • اختلال التوازن بين السلطات: الضعف البائن لأحزاب المعارضة ومحدودية تمثيلها فى البرلمان نتيجة ضعف قواعدها الشعبية لا سيما بين الشباب، أدى إلى خلل فى الدور الرقابي للبرلمان على السلطة التنفيذية والأجهزة الحكومية. ولا يمكن تصور نظام ديمقراطي حقيقي دون فصل واستقلال بين السلطات ودور رقابي فعال للبرلمان.

أهم أدوار مشاركة الشباب:-

  • المشاركة بعملية الانتخابات حيث تعتبر أصوات الشباب حاسمة، وتشكل جزء كبير لا يتجزأ من الأصوات الشاملة.
  • المشاركة بقضايا الرأي العام والمناصرة كقضايا حقوق المرأة والطفل، ومناصرة الفئات المهمشة في الحصول على حقوقها.
  • التطوع في مؤسسات المجتمع المحلي، يساهم في إضافة عدد الأيدي العاملة وزيادة الإنتاج والفائدة.
  • القيام بالأنشطة التعاونية، كالقيام بإنتاج فيلم وثائقي يتناول موضوع معين يتعاون على إنتاجه مجموعة من الشباب كل منهم ذو تخصص معين.
  • المساعدة في إنشاء المشاريع الخدماتية، كالضغط على الشركات الكبيرة بإنشاء مشاريع البنى التحتية الهامة لسير حياة المجتمع.
  • القيام بمؤتمرات علمية وورشات عمل ونقاشات من شأنها توسيع المعرفة، وتحفيز العقل، لاستقبال إنتاجات فكرية جديدة.
  • التخطيط للبيئة المحلية وكيفية الحفاظ عليها، كالرسم المتقن لأماكن المنتزهات العامة، وأماكن الترفيه والرياضة والتعليم.
  • المساهمة في جمع التمويلات والتبرعات للمؤسسات ذات الإمكانات المحدودة، والتي ميزانياتها محدودة فتهدد وقف أنشطتها.
  • تعزيز الجانب الاجتماعي بتبادل الزيارات، كزيارة الجيران والمرضى وتبادل الأفراح والأتراح.
  • تعزيز الجانب الثقافي بعمل المبادرات للتعريف بالثقافات المتنوعة، وتبادلها وابتعاث الشباب لبلدان أُخرى.
  • الحفاظ على هوية الوطن وإبراز تاريخه، من خلال استدعاء البطولات الماضية وتمثيلها في الحاضر.
  • المساهمة والعمل في الدفاع عن الوطن وحمايته، حيث يكون الشباب أول من يقدمون أنفسهم فداءً للوطن، ويرخصون له كل غالي ونفيس.
  • نشر الوعي الصحي من خلال الأنشطة والفعاليات التي تعطي معلومات حول الأمراض الخطيرة والموسمية وأسبابها وكيفية الحماية والوقاية منها مع إرشادات ونصائح توجيهية.
  • يلعب الشباب دور هام في السياسة والعملية السياسية، حيث يختارون نظام الحكم، والرئيس وكل مسؤول بأي منطقة؛ لأنّ صوتهم قوي.
  • تقوية الاقتصاد من خلال المعارض التسويقية، فالقيام بعرض المنتجات الوطنية يؤدي إلى معرفة الجمهور المحلي بها فيزداد الإقبال عليها مما قد يساهم في حصول اكتفاء ذاتي للدولة.

مـَن ْ  لم َيـخَطِط وَلَيسَ لَديَــه ِ مَشرُوع  فهوَ جُزء مِنْ مُخَطَطات الاَخَرينْ وَمَشارِيعَهُم – سعد الراوي

الشباب ومراحل الدورة الانتخابية:

تقسم الدورة الانتخابية إلى ثلاث مراحل لكن دوما تكثف النشاطات في مرحلة الانتخابات وتهمل البقية لذا لا يكون التأثير كبير ومما يؤدي الى مشاركة ضعيفة. ولكل فترة من الفترات الثلاث مجموعة من الأنشطة والممارسات التي من الواجب الانخراط بحسب الأدوار التي من الممكن المشاركة بها.

  • ما قـبل الانتخابات.
  • أثنـاء الانـتخـابات.
  • ما بعد الانـتـخابات.

تعتبر فترة ما بعد الانتخابات ( الفترة المهملة) حيث الركود  شبه التام ولكن يجب الاستعداد الكامل لاستغلال هذه الفترة الطويلة التي تتجاوز عدة سنوات لإعداد وتهيئة كوادر قادرة على مواصلة الفترة الأخرى لأجل زيادة الوعي وبالتالي تعزيز نسبة المشاركة للشباب وفي كل المستويات.

ويتركز عمل وتثقيف الشباب بالمواضيع التالية:

  • الإطار القانوني.
  • التخطيط للانتخابات، الجدول الزمني.
  • التدريب والتوعية الانتخابية.
  • تسجيل الناخبين.
  • الحملة الانتخابية للمرشحين.
  • يوم الاقتراع.
  • إعلان النتائج والمصادقة على النتائج النهائية.
  • ما بعد الانتخابات.

التوصيات:

ومن كل ما تقدم آنفاً نستطيع أن نشْعر بيأسْ الشباب وعزوفهم عن المشاركة الفاعلة في العملية السياسية ولمعظم الدول وخصوصا في بلادنا العربية وهذا ما يستدعي الوقوف على هذا الموضوع الهام لهذه الشريحة المهمة والمهمشة وإيجاد صيغ فعّالة لرفع نسبة المشاركة في كل المستويات وأخذ دورهم الريادي وحقهم المسلوب ونودّ أن نطرح النقاط التالية من أجل تعزيز مشاركة فاعلة وحيوية للشباب: –

أولاً: – الضغط بتعديل قوانين الانتخابات وجعل سن الترشيح بين 20-25 سنة على الأقل في حين هناك دول دون العشرين سنة. وتشترك بذلك جميع التجمعات والمنظمات الشبابية يساعدها في ذلك الأحزاب التي تهتم وتراعي مشاركة هذه الشريحة الواسعة من الشباب في العمل السياسي.

ثانياً: – مساندة المنظمات الدولية وبالأخص المعنية بالشباب كالأمم المتحدة وNDI و  IRIالمفوضية الاوربية EU .. الخ. والعمل على تنفيذ مقولة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون:((يجب إتاحة الفرصة للشباب ليشاركوا بفاعلية في صناعة القرارات على المستويات المحلية والوطنية والدولية)) ومن المفترض الأمم المتحدة تتبنى ذلك وتسعى جاهدة لتحقيقه.

رابعاً:- المشاركة الفاعلة للمنظمات المحلية والتي تُعنى وتهتم بالمشاركة السياسية للشباب وبالأخص في الانتخابات وهي كثيرة لا يتسع المجال لذكرها التي لديها اهتمام بالانتخابات وكل ما يتعلق بالشباب وتوعيتهم ثقافياً وسياسياً.

خامساً:- دعم ونشر الثقافة الديمقراطية بين الشباب بمختلف الأعمار للإطلاع على القوانين والإجراءات وسبل الخوض والتأثير فيها وصولاً إلى دور صُنّاع القرار. فالمشاركة كناخبين فقط لا تكفي لكنها الخطوة الأولى لاستكمال البناء التوعوي والديمقراطي للشباب حتى تشرع القوانين لتجعل سن الترشح أقل من 25 سنة.

سادساً:- إنشاء مجالس شبابية محلية ووطنية في الجامعات والمدارس وتعليمهم الإجراءات الديمقراطية ويكونوا محل نظر واهتمام من قبل أصحاب القرار في بلدانهم وأنهم أهلاً  للقيادة والتمثيل لشريحتهم الواسعة. ويتم ذلك في كل مستويات التعليم حتى يبدأ بأختيار القدوة في الصف والمدرسة ليتسنى له بعد ذلك التفكير في اختيار ممثلين له في المجالس البلدية والوطنية.

وهذا بدوره يُعَجِل في سَنْ قوانين تعطي للشباب حق الترشيح والقيادة.

سابعاً:- العمل على جعل كوتا للشباب كما هو الحال للمرأة حتى لو كانت لفترة زمنية تحدد بعدة دورات انتخابية. وتتبنى ذلك المنظمات المحلية والدولية الداعمة للشباب.

ثامناً:- إذا كان الشباب هو من قاد الانتفاضات السلمية في العالم العربي وغيرهم من قطف ثمارها وسبب ذلك إن المجتمع بشكل عام لم يكن لديه فكرة قبول القيادات الشبابية، لذلك على الشباب أن يضطلع بدوره الحقيقي محاولاً التغيير والإصلاح وبشروط جديدة من خلال قيادة الحملات بالإتفاق مع الحكومات أو الأحزاب السياسية الفاعلة. وعلى الأحزاب أو الحكومات المحلية والوطنية استثمار هذه الطاقات لتحقيق هذا الهدف.

تاسعاً: – لا تقتصر حركة الشباب ونشاطاتهم ودعمهم في فترة الانتخابات فقط بل قبلها وفي وقتها وبعد الانتخابات. ففي كل فترة قد يختلف نشاطها عن الفترات الأخرى ولكن جميعها تصب في تفعيل دور الشباب ومشاركتهم السياسية. وهذا بحد ذاته يحتاج لورش خاصة لكل فترة من هذه الفترات الثلاث.

عاشراً:- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت والمواقع المهمة الخاصة في دعم وتعزيز المشاركة السياسية للشباب والتبادل المعرفي وبالإمكان عمل شراكة وتبادل الخبرات مع الآخرين في هذا المجال.

أحد عشر: – يجب تجاوز الفجوة بين الأحزاب السياسية والشباب ولا بدّ أن يعرف الجميع بأن الأحزاب والشباب بحاجة لبعضهم البعض من خلال التعاون المشترك لتحقيق أهداف متبادلة فقد تشترط التجمعات الشبابية على الأحزاب تغيير الأُطر القانونية للترشيح وللمناصب مقابل دعم ومناصرة الأحزاب التي تتبنى هذه الأفكار.

إثني عشر:- العمل الجاد لإنشاء معاهد متخصصة للثقافة الديمقراطية تبدأ بالتدريب من سن الطفولة وكما هو موجود في استراليا وغيرها من الدول وعندما سألتهم عن ذلك كان الجواب بأن الطفل لا بدّ له من تعلم هذه الممارسات والنشاطات تمهيداً للدور الذي ينتظرهم عندما يتقدم بهم العمر ويسمح لهم بالتصويت أو الترشيح في كيفية اختيار ممثليهم في كل المجالات. الأمر الذي نفتقده بشدة في بلداننا.

ثلاثة عشر: – على كل وسائل الإعلام وبمختلف توجهاتها الرسمية وغير الرسمية الاهتمام بالشباب وتبني ندوات وبرامج وحوارات خاصة بتوعية الشباب وأخذ دورهم الريادي كناخبين ومرشحين وقادة وككتلة ضاغطة للتغيير والاصلاح.

رابع عشر:- تكاتف وتضافر جهود كل الوزارات والمؤسسات ذات الصلة بالشباب مثل الإعلام، التربية و التعليم، بالإضافة إلى الجامعات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لتثقيف الشباب من الناحية السياسية.

خامس عشر:- إعداد وتنفيذ بعض برامج التنمية السياسية للشباب وتقديم برامج إعلامية تشجّع الشباب على ضرورة المشاركة السياسية خاصة في الانتخابات وتنمي لديهم قيم الولاء والانتماء.

سادس عشر:- غرس القيم الدينية المعتدلة والمفاهيم السياسية البناءة ومتغيراتها لدى الشباب بأسلوب موضوعي حضاري عبر القيادات الدينية والسياسية لمنعهم من الانخراط في صفوف المتطرفين او المنحرفين.

سادس عشر:- تلبية احتياجات الشباب بما ينعكس بصورة ايجابية على مشاركتهم الفاعلة في كل قضايا المجتمع ونبذ اللامبالاة والانخراط في العمل الوطني، ويجب اشعارهم بدورهم في بناء الوطن واستقراره.

سابع عشر:- تنمية المشاركة السياسية للشباب بالحوار والنقاش، وإتاحة الفرص للجميع، وترك النقاشات الايدلوجية وإعطاء فسحة لهم لطرح أفكارهم ورؤيتهم.

سابع عشر:- وهذه توصية خاصة للشباب ان لم يتكاتفوا ويتعاونوا لاخذ حقهم فلن يصلوا الى ربع حقوقهم المسلوبة فعليهم يقع الجهد الأكبر فان فعلوا ذلك فستتكالب عليهم التنظيمات السياسية وسيفرضون اراءهم ومن منطلق القوة فإن فعلوا ذلك ستغنيهم عن الكثير من الفعالات، رغم ان هذا يحتاج جهد كبير ومتواصل من الشباب وكل منظماتهم ومناصريهم.

ثامن عشر:- على الأحزاب والتنظيمات السياسية مدارسة ومعالجة أسباب عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية، ومن يستطيع معالجة هذا العزوف سيكب ودهم واصواتهم التي لا تقدر بثمن.

تاسع عشر:- الاعداد لورش ودورات متخصصة للشباب في فيما يخص الانتخابات والعمل السياسي والمراقبة والثقافة الديمقراطية بشكل عام فلا بد من ان تتكثف الجهود لزيادة ومضاعفة الوعي السياسي لدى الشباب ومعرفة دورهم الحقيقي المغيب وندرج في ادناه جدول يفصل بعض الشئ عن الورش وموادها واعداد المتدربين في كل ورشة وكل هذه الورش تشمل الشباب (الذكور والاناث) وكل دعوة او توصية هي تشملهم جميعا وليس الذكور فقط:-

  • ورشة توعية انتخابية عامة.
  • ورشة خاصة للشباب المرشحين.
  • ورشة خاصة للمراقبين الشباب.

الجدول ادناه:-

نماذج مقترحة من الورش التدريبية و الفئات المستهدفة فيها

ت البرنامج الهدف الفئة المستهدفة العدد التقديري المشاركين والورش
1. ورش توعية انتخابية عامة للإحاطة بكافة مفاصل العملية الانتخابية بصورة عامة الشباب بصورة عامةمرشحين ، ناخبين

مراقبين، إعلاميين منظمات شبابية

25 مشارك في كل ورشة4-8 ورش عمل  أو حسب الحاجة والأعداد

100-200 مشاركة

أو حسب الحاجة وممكن مضاعفة العدد.

2. ورش توعية انتخابية مخصصة للإحاطة بانتخابات مجالس المحافظات اومجلس النواب  الشباب ( المرشحين)  25 من المشاركين في كل ورشةممكن تكرارها.

 

3. ورش تخصصية بعملية المراقبة للإحاطة بمفهوم المراقبة، أهمية المراقبة، الشكاوى، التقارير، نقل المعلومات ” انتخابات مجلس المحافظات” والبرلمان الشباب ( المراقبين)من أحزاب أو منظمات 25 من المشاركين في كل ورشة10-20 ورشة عمل

250-500 مشاركين.

 

أو حسب الحاجة سواءً حزب أو محافظة او محافظات متعددة

ملاحظة 

هذا الجدول قابل للتغيير والزيادة وحسب الجهة المنظمة أو الداعمة كمنظمة دولية أو محلية أو حزب سياسي، فيمكن تغيير الجدول والأعداد والمواضيع حسب الحاجة.

وأخيرًا فمهما كتبنا من توصيات في هذا المجال فهو قليل بهذا الشأن السياسي الخاص بالشباب مع التأكيد بتضافر كل الجهود لتعزيز مشاركة حقيقية فاعلة للشباب في السياسة وصنع القرار.

خاتمة:

لا بد من قراءة ماضينا وواقعنا اليوم، وإذا كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد أن الاعتراف بالكرامة المتأصلة وبالحقوق المتساوية والثابتة لجميع أفراد الأسرة البشرية هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم. فأنه من باب أولى الاعتراف بحق الشباب في المشاركة السياسية وفي المساهمة في اتخاذ القرار السياسي من داخل الأحزاب السياسية بإتاحة الفرصة للشباب للوصول إلى مراكز قيادية داخل الأحزاب السياسية ومن جهة أخرى تشجيع الشباب على المشاركة السياسية من داخل الأحزاب بتشريع قوانين الأحزاب السياسية التي تحدد نسبة تمثيلية للشباب في أعلى الهرم القيادي.

أخيراً، فالشباب عموماً هم ثروة الشعوب الحقيقية، فهم الحاضر والمستقبل، هم الأمل والطموح لكل تقدم وتنمية أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية أم ثقافية ولذلك يجب صون كرامة الشباب بإعادة الاعتبار لدورهم في المجتمع ومشاركتهم في الحياة السياسية والعامة.

وأهم الميزات والسمات التي يمتلكها الشباب ولا يمكن إغفالها من القادة السياسيين أو الإصلاحيين وغيرهم نوجزها :-

  • الشباب هم الأكثر طموحاً في المجتمع، ويشهد لهم الجميع بذلك.
  • الشباب الأكثر تقبلاً للتغيير. فلا يمكن حدوث إصلاح وتغيير دون مشاركتهم.
  • لديهم طاقة هائلة ويتمتعون بالحماس والحيوية فكراً وحركة.
  • عند اقتناعهم بفكرة سيكون عطاؤهم بلا حدود.
  • الشباب قوة اجتماعية رئيسية في المجتمع وأكبر من أي قوة اجتماعية أُخرى.

إن كسب هذا القطاع الواسع من قبل صانعي القرار والسياسيين يعني كسب معركة التغيير والإصلاح الحقيقي من أي تيار اجتماعي أو سياسي وطني يبث الروح الوطنية والحفاظ على كينونته من خطر داخلي (فتنة طائفية أو عرقية أو دينية) أو خطر خارجي يستهدف استقلاله وسيادته. فلا إصلاح ولا مشاركة فاعلة إلا بوجود شريحة الشباب وخصوصاً بعد إقناعهم. وسيرى الجميع بان مشاركتهم اثمرت وجهود المخلصين آتت اُكلها.

“إن من لا يحسب حساب الجيل الجديد لا يستطيع التخطيط للمستقبل بشكل سليم، بل ولا يعرف ماذا يعني المستقبل”

ملاحظة:- بعض الرسومات التوضيحية والشروحات مقتطفة بتصرف من موقع منظمات دولية وافريقية مهتمة بشأن الشباب.

المرفقات

  • ستراتيجية الأمم المتحدة للشباب

http://www.unic-eg.org/wp-content/uploads/2018/09/UN-Youth-Strategy-Arabic.pdf

 

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=66994

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M