مناهج ونصوص فلسفية

علينا أن نأخذ المسافة اللازمة مما أنتجته الفلسفة منذ أفلاطون إلى هيجل، إذ لم يعد بالإمكان التفكير انطلاقا مما تتضمنه من روح ميتافيزيقية ولاهوتية؛ والواقع أن نيتشه كان نقطة الفصل التي تجعلنا نميز بين ما قبله وما بعده، ذلك أنه كان أول من انتبه إلى أن أهم المشكلات الفلسفية الحديثة لها جذورها في الأسطورة الإغريقية، وما خلفته من تأثير كبير في تاريخ الفكر، سواء كان فلسفيا أو غير فلسفي. إن أسس الفكر الغربي نفسها قد تكونت انطلاقا من التراجيديا الإغريقية، حيث كان البشر والآلهة يتبادلون الأدوار ومعاني القوة، فكانت القوة هي الفضيلة الرئيسة.
 من هنا نفهم جينيالوجيا النبل التي ينحدر منها المفترس الأعظم suprême prédateur Le :الإنسان. ألم تحدث المواجهة بين بوسيدون Poséidon وأوليــــس Ulysse في حرب طراودة، حيث تحدى هذا الأخير الآلهة وأهانها ؟ ألم يسيطر الإنسان على العالم وعلى كل الكائنات الموجودة فيه، بما فيها تلك الأكثر شراسة ووحشية، وهو الآن يوشك أن يمحي أثرها من الوجود ؟ تأسست المسيحية نفسها في قلب هذا السياق: الإنسان الذي هو ابن الإله والمكلف بالتبشير ألبيه. كل تاريخ الفكر ظل مطبوعا بهذه الثنائية: الإله مقابل الإنسان والحقيقة مقابل الخطأ، والقوة مقابل الضعف، والموت مقابل الخلود، وتكفلت الفلسفة بتأكيد ذلك منذ أفلاطون إلى هيجل مرورا بفلسفة العصر الوسيط.

مناهج ونصوص فلسفية pdf

 

رابط المصدر:

https://www.b-sociology.com/2021/02/Philosophical-curricula-and-texts.html

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M