هل شفاعة أهل البيت عليهم السلام متوقفة على معاداة أهل السنة ؟

يشترط أهل البيت عليهم السلام لنيل شفاعتهم أن نوالي وليهم ونعادي عدوهم ، وهناك روايات تقدم معاداة عدوهم على موالاة وليهم ، فمن هو وليهم كي نواليه ومن هو عدوهم كي نعاديه ؟
وليهم هو الإمام المفترض الطاعة في كل زمان ، وفي زماننا هو الإمام المهدي عليه السلام ، أما عدوهم فهو من أبغضهم وحاربهم بالكلمة أو السيف أو بأي طريقة كانت ، وعلى هذا الأساس فإن من يرغب ويأمل بشفاعتهم عليهم السلام عليه أن يوالي الإمام المهدي عليه السلام وأن يعادي كل من أبغضهم وحاربهم بأي شكل من أشكال العداء .
فأما موالاة الإمام المهدي عليه السلام فهي بدرجات ، فمنهم من يناصره ويمهد له ويعرف كل ما رود من معلومات بخصوصه ويعيش يومياً في وجدانه وذاته ، والبعض لا يعرف منه إلا اسمه و (عجل الله فرجه) ويضع يده على رأسه عند ذكره عليه السلام!! ، وبين هذا وذاك درجات مختلفة بسبب فهم ووعي كل إنسان وثقافته وبيئته ومدى تأثره وتعلقه بما ينقل عنه عليه السلام من محاضرات ودروس ومدى قصوره وتقصيره في بلوغ أسمى مراتب الموالاة لإمامه عليه السلام ، فإن كان قاصراً فهو معذور وإن كان مقصراً فيحاسب بمقدار تقصيره .
وأما المعاداة فهناك درجات أيضاً ، فمنهم من عاداهم وسلب حقهم وأزاحهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها وأعد العدة لمحو ذكرهم بقتلهم وتشويه صورتهم في أعين الناس ، والبعض يبغضهم لتعارض مصالحه مع محبتهم ، وبعضهم أيّد مبغضيهم وشانئيهم ولمـّـع صورتهم في أعين الناس ، وبعضهم كثّر سواد الفئة المعارضة لهم عليهم السلام بوقوفه الى الجهة الأخرى من دون التحقق والتثبت ، وهذا التدرج يعتمد على فهم ووعي كل إنسان وثقافته وبيئته ومدى تأثره وتعلقه بما ينقل عنهم عليهم السلام من محاضرات ودروس ومدى قصوره وتقصيره في معرفتهم ومعرفة الدين عموماً .
وإذا أردنا أن نكون منصفين ، فإن من يبغض أهل البيت عليهم السلام لثبوت أن بغضهم في مرضاة الله وليس لأنه يعرف أن أهل البيت عليهم السلام أولياء الله فيبغضهم فهذا بالتأكيد غير مشمول بالفئة الثانية الذين يبغضون أهل البيت عليهم السلام على أن لا يكون من المقصرين في البحث عن حقيقة أهل البيت عليهم السلام الذين لا يوجد ما يوجب بغضهم ، وهذا الاحتمال أوردناه من باب تغطية الموضوع بالكامل تغطية موضوعية ، وإلا بحسب قرائتي المتواضعة لا يوجد شيء يجعل الإنسان يبغض أهل البيت عليهم السلام .
فأين أهل السنة من هذين الصنفين ؟ فهم بكل تأكيد غير موالين للإمام المهدي عليه السلام ، وإذا كانوا موالين فللمهدي الذي يعتقدون بأنه سيولد في آخر الزمان ، ولكن هل أن أهل السنة من المبغضين والمعادين لأهل البيت عليهم السلام كي نعاديهم ؟
طبعاً لا يمكننا تعميم الجواب على كل أهل السنة ، فمن أهل السنة من يبغض أهل البيت عليهم السلام ويعاديهم ويحاول أن يطمس آثارهم مثل الوهابية ، وبحسب علمي أن نسبتهم قليلة لا تتجاوز الـ10% من أهل السنة وإن كان تأثيرهم يفوق الـ90% الآخرين بسبب أموال البترو دولار ، ومن أهل السنة من يحب أهل البيت عليهم السلام وإن كان حبهم لهم عليهم السلام لم يرقَ ليجعلوهم أئمة على المسلمين وأن سنتهم من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنهم لا يبغضونهم بمعنى يعادونهم ويريدون أن يقللوا من شأنهم ويطمسوا آثارهم ، وإنما هذا ما وصل إليهم واقتنعوا به ، فلم يثبت عندهم بحسب استقصائهم أن الخلافة لعلي وأهل بيته عليهم السلام ، فإن كان هذا حد فهمهم من دون تقصير منهم فهذا لا يعتبر بغضاً لأهل البيت عليهم السلام .
وإذا أردنا أن نحاسبهم على قصورهم فمن باب الإنصاف علينا محاسبة الشيعة على قصورهم أيضاً في موالاة أئمة أهل البيت عليهم السلام وبالخصوص الإمام الثاني عشر عجل الله فرجه الشريف ، فكم مِن مَن يدّعي أنه موالٍ للإمام المهدي عليه السلام وهو لا يعرف منه إلا اسمه ، فإن حاسبنا هذا الصنف من الناس لقصورهم فإننا سنخرج أكثر من 90% من الشيعة من الشرط الأول لنيل الشفاعة وهو موالاة أهل البيت عليهم السلام .
بالنتيجة علينا أن ننصف أهل السنة ونصنفهم الى صنفين ، صنف معادٍ لأهل البيت عليهم السلام وهم الوهابية ومن يمشي وراءهم وينتهج نهجهم ، وهؤلاء يجب معاداتهم والتبرئ منهم ، والصنف الآخر يصورة عامة غير معادٍ لأهل البيت عليهم السلام ولا مبغضٍ لهم ، وإلا فأغلبهم محبون لأهل البيت عليهم السلام وبعضهم يدافع عنهم عليهم السلام ولكن لم تصل قناعته ليكونوا خلفاء النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن كانوا قاصرين في بلوغ الحق فمعذورون وإن كانوا مقصرين فحسابهم على الله ، وهذا الصنف الثاني لا تجب محاربتهم ومعاداتهم .

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M