الحرب البيولوجية وتأثيرها علي الأمن الدولي (دراسة تطبيقية:COVID-19,الحرب الروسية الأوكرانية)

اعداد : ريهام محمد مصطفى الغرابلي & نورهان أسامة كمال علي –  إشراف :أ. د.  دلال محمود – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة – مصر

المقدمة:

في عالم يغمره التطور العلمي والتكنولوجي و مع تفتح آفاق العقل البشري واستمراره في الابداع والابتكار، اتجه العالم نحو استحداث أساليب حربية جديده ومنها إدخال المجال الطبي في الحروب وتسخير التكنولوجيا الحيويه من اجل إعداد جيش من البكتيريا والفيروسات المسببة للأمراض المعدية سريعة الإنتشار وإنشاء أسلحة مدمرة بصورة جماعية كالأسلحة البيولوجية والتي  تعتبر أساس مايعرف بالحروب البيولوجية ، فقد عاني الإنسان بكل ما يحدث في البيئة من تلوث، وانتشار للأمراض والأوبئة الفتاكة ، والعمليات الإرهابية وأصبح هو المتضرر الأساسي بين الكائنات الحية وذلك في ضوء تحقيق الأطراف مصالحها العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية.لذلك فقد حظت الحرب البيولوجية بإهتمام كبير لدي جٌل دول العالم  نظراً لأهميتها ومدي خطورتها. [1]

فقد باتت الأسلحة البيولوجية تمثل أحد أخطر أسلحة الدمار الشامل تدميراً وفقا لطبيعتها الممثلة في  الإستخدام المتعمد أو المهدد لعوامل بيولوجية كالفيروسات أو البكتيريا أو السموم و غيرها من العوامل التي تسبب المرض أو الوفاة للأشخاص أو النباتات أو الحيوانات ، ويرجع جاذبية تلك الأسلحة واستخدامها في الهجمات الإرهابية إلى سماتها المميزة كسهولة الوصول اليها، وتكاليف إنتاجها المنخفضة ، وعدم إمكانية اكتشافها بواسطة أنظمة الأمن الروتينية ، وغيرها من السمات، فمع التكنولوجيات الجديدة والتطورات البشرية التي شهدها العالم والتقدم التقني الكبير في مختلف المجالات  انعكس ذلك بدوره علي العلاقات الدولية، فكثرة الصراعات والتنافس بين الدول ارتبط بمدي كيفية استخدام القوة بجميع أشكالها سواء الصلبة منها أو الناعمة ، ونتيجة لانتشار ثورة المعلومات وماترتب عليها من ظهور لمفاهيم ومصطلحات جديدة كالحروب البيولوجية ، كشكل من اشكال الحرب غير التقليدية ، المعروفة بشدتها ومدي خطورتها وصعوبة السيطرة عليها لاستخدامها أسلحة غير تقليدية  كالمواد الكيمياوية والنووية ، فهذا النوع من الحروب يتمثل مدي فاعليته في اعتماده بشكل أساسي علي توظيف العامل البيولوجي في ردع وترهيب الدول الخصم، مما يظهر قدرة تلك الحروب في التأثير علي الأمن العالمي وزعزعة استقرار الدول ، وذيوع آثارها السلبية علي الأمن الإقليمي والعالمي. وفي مواجهة هذه التهديدات، وفي تأمين ثقافة السلام والدفاع عنها ، تم التأكيد على الحاجة إلى القيادة والقدوة في تطوير استراتيجيات الوقاية والحماية من خلال التشاور والتعاون الدوليين. إن الانضمام إلى اتفاقية الأسلحة البيولوجية والتكسينية ، المعزز بتدابير بناء الثقة المدعومة باستخدام بروتوكولات الرصد والتحقق ، هو بالفعل خطوة مهمة وضرورية في الحد من أخطار الحرب البيولوجية والإرهاب البيولوجي والقضاء عليها.[2]

فلا يعني ذلك ان تلك الحروب  هي حروب مستحدثة انما لها جذور تاريخية في العصور السابقة فقد شهد التاريخ نماذج عدة لتلك الحروب علي مر السنين ، فتعتبر هذه الحروب قديمة قدم التاريخ فعُرفت  منذ بداية سبعينيات القرن الماضي ” بالحرب البكتيرية” ، وسنتاول من خلال هذه الدراسه نموذج تاريخي لتلك الحروب ممثلة في الأسلحة البيولوجية التي وظفتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا واليابان .

كما أوجدت الظروف الاخيره عن التشكيك حول اعتبار ( COVID-19) المتحور في عام 2020 علي أنه شكل من أشكال الحروب البيولوجية نتيجة كثرت الإتهامات بين الدول المالكة للمعامل البيولوجية المتطورة وجاء التشكيك بناء علي ملاحظة طبيعة هذا الوباء العالمي وما تميز به من سرعة الإنتشار وإصابة المواطنين وهو بالفعل ما تقوم عليه الحروب البيولوجية ومن خلالها تخطي الأمر الصحة العامة وبدأت الاتهامات بين الدول وعلي إثر ذلك سنتناول نشاط الدول في مجال الأسلحة البيولوجية والكميائية وتصدي الدول الأخري لها بالتطبيق علي الحرب الروسية الأوكرانية.[3]

المشكلة البحثية:

شهد العالم العديد من الحروب العنيفة والتي ينتج عنها عدة تأثيرات مختلفة سواء علي الأفراد أو النظام السياسي للدولة والعديد من أدوات الحرب والأسلحة ، ولكن الحروب البيولوجية احتلت وضع مهم يجب التركيز عليه حيث أنها من الممكن أن تسبب العديد من المشكلات والتي قد تؤدي لفناء الإنسان من خلال وسائلها المختلفة حتي وإن كانوا لا يشعرون . وبالتالي لابد من معرفة العوامل البيولوجية وتأثيراتها التي تهدد الأمن الدولي بشكل عام. ومن هنا يصبح السؤال البحثي الرئيسي الذي سوف يتم الإجابة عليه هو ، ما مدي تأثير الحروب البيولوجية علي الأمن الدولي وما هي الرهانات الأمنية لجائحة كورونا ؟

الأسئلة البحثية الفرعية:

  • ماهية الحروب البيولوجية ومخاطرها ؟
  • كيفية تأثير الحروب البيولوجية علي زعزعة الأمن واستقرار الدول عالمياً ؟
  • الحروب البيولوجية وليدة اللحظة أم أنها ذات جذور تاريخية ممتدة؟
  • كيف يمكن استخدام الأسلحة البيولوجية وتوظيفها وطرق الوقاية منها ، وإلي أي مدي يتأثر المجتمع بها؟

التحديد الزماني والمكاني:

لم يتم تحديد نطاق زمني محدد وفقا لطبيعة الحالات التطبيقية المسند اليها والممتدة خلال حقب تاريخية مختلفة؛ وكذلك النطاق المكاني غير المحدد لكون الدراسه تتجاوز الحدود المكانية لأكثر من دولة .

أهداف الدراسة :

    • التعرف على ماهية وأنواع وصور التهديد/الإرهاب البيولوجى وأساليبه.
    • التعرف على أسباب ازدياد الأدوار غير التقليدية للجيوش، ولماذا يتم الإستعانة بها في إطار الجهود الحكومية المحلية منها والدولية في التصدي للأزمات والكوارث الطارئة.

    • استعراض تاريخ الحروب البيولوجية ومراحل تطورها بفعل تطور علم البيولوجيا وأهمية توثيق التطور التاريخي لوسائل الحروب البيولوجية.

  • ابراز أهمية الاستفادة من الأزمات والحروب التي تمر بها الدول للتأهب والإستعداد لمواجهتها مستقبلا ، وتوحيد جهود الحكومة بشكل يزيد من قدرتها الاستيعابية  في سبيل التصدي لمثل تلك الأزمات والكوارث .

أسباب اختيار الموضوع:

أصبح الإرهاب والتهديد البيولوجي مصدر من مصادر زعزعة القلق والأمن بمختلف مستوياته  ويستوجب الوقوف بشكل حازم  لتحجيمه والقضاء عليه باعتباره ظاهره خطيرة ومخيفة تهدد الحياه المعاصرة ، مما يسلط الضوء علي أهمية البحث في جذور وتاريخ تلك الحروب وتداعياتها وكيفية التصدي لها وتحجيمها في سبيل حماية الأمن الإنساني .

الأهمية العلمية للدراسة:

لهذه الدراسة أهمية علمية تكمن فى تقديم دراسة أكاديمية منهجية عن المبادئ والقواعد التى وضعها القانون الدولى لحظر أسلحة الدمار الشامل والحد من تلك الحروب غير التقليدية كالحروب البيولوجية التي تعرض لها العالم في الآونة الأخيرة ، و توضيح المفاهيم الجديدة التي تم الحصول عليها و كيفية الاستفادة منها كمفهوم الأسلحة البيولوجية والأمن والتي تم تناوله من وجهات نظر مختلفة يمكن أن تساهم في فك الغموض بشأنها ،و إزالة العوائق تجاه مشاكل اجتماعية أو علمية تتعلق بالحروب البيولوجية؛ الي جانب لفت النظر نحو مخاطر الحروب غير التقليدية والتهديدات البيولوجية / الكيميائية علي مستوي الأمن العالمي.

الأهمية التطبيقية للدراسة:

تنبع الأهمية العملية لهذه الدراسة من تقديم نموذج واضح قادر علي تحقيق الافادة البشرية ونموذج يمتثل به صناع القرار علي المستوي العالمي من ادراك خطورة هذا التقدم البيولوجي ومدي خطورته وانتقال العالم نحو ظواهر وتهديدات غير تقليدية عابره للحدود تمس الأمن القومي والدولي بشكل عام  والأمن البشري بشكل خاص، ومدي تأثير هذا الشكل غير التقليدي للتهديدات علي أمن وسلامة الأفراد بصوره اكبر  مما كانت تتسبب به التهديدات العسكرية التقليدية من قبل كالحروب العسكرية مثال الحرب العالمية الأولي والثانية، والمسؤولية الأخلاقية المشتركة بين الدول في تفعيل  اتفاقيات الحظر الخاصة بتلك الأسلحة المدمرة والإلتزام بها؛ والحلول التى يمكن تقديمها للحد من انتشار تلك الأسلحة البيولوجية  وخصوصا مع تزايد  الإهتمام الدولى بالقضايا المعاصرة الناتجة عن تلك الحروب كالأمن الغذائي والتلوث البيئي وغيرها من القضايا تزامنا مع تفاقم حدة الصراعات والنزاعات المسلحة الداخلية والدولية وتوظيف تلك الأسلحة البيولوجية لحل تلك النزاعات  كما هو الحال في تبادل الإتهامات بين الدول حول التشكيك في اعتبار كوڤيد 19 مثال حي لتلك الحروب البيولوجية  الي جانب توظيف تلك الأسلحة في الحرب الأوكرانية من جانب روسيا ، مما أفضى بالدول التى تأثرت بنتائج تلك الحروب إلى محاولات غلق ابوابها خوفا من مواجهة المشكلات والأعباء التى ترافق هذه الحروب، وبالأخص ما يتعلق بالأمن الغذائي والأمن الإنساني والأعباء المالية، لذلك كان لابد من دراسة دور القانون الدولي فى دول العالم في الحد من انتشار تلك الأسلحة ، ومن هنا جاءت أهمية دراسة هذا الموضوع ومعرفة جذوره التاريخية وتكرار تلك الحالة في الوقت الراهن ، واهمية تفعيل دور المسؤولية الدولية  تجاه تلك العملية الإرهابية.

الأدبيات السابقة:  

تم تقسيم الأدبيات السابقة إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

  • أدبيات تتحدث عن ماهية الحرب البيولوجية .
  • أدبيات تتحدث عن الأمن الدولي /العالمي والقضايا المختلفه المرتبطه به .
  • أدبيات تتحدث تأثير الحرب البيولوجية علي الأمن الدولي

الأدبيات الخاصة بمحور الحروب البيولوجية:

    • دراسة بعنوان وقفات بين الحرب البيولوجية وشرح الجمرة الخبيثة، د.جمال عبدالعزيز عنان د.عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي،أستاذ الميكروبيولوجي المشارك بكلية الملك خالد العسكرية، تناولت تلك الدراسة تاريخ الحروب البيولوجية، وتساهل وتهاون الدول الكبري في استخدامها واسترجاع تجارب تلك الحروب من التاريخ وصولاً الي عهدٍ قريب،واشار الي كيف لمصنعي تلك الأسلحة بأن ينقلب عليهم نتاج عملهم لايوجد ضعف خبرتهم في مقاومة عملهم ، والشرح المفصل لميكروب الجمرة الخبيثة وحقيقة تلك الأحياء باعتبارهم مختصين في الاحياء الدقيقه وهندستها الوراثية، وكيفية توظيفها قديماً، كما ركز الكاتب أيضا علي اسباب تفضيلات الدول لإستخدام هذا الخيار العسكري المدمر،واستراتيجية استخدامها، الي جانب أبعادها المدمره ، فضلاً عن الإشارة إلي التهديدات الوبائية للكائنات الحية الناجمة عن استخدام السلاح البيولوجي،وقد أفضت تلك الدراسة الي عدة نتائج منها التأكيد علي مخاطر الحروب البيولوجية أمر حاسم، واستخلاص النتيجة النهائية في استخدام السلاح البيولوجي يؤدي إلي إختلال التوازن البيئي نظراً لأن انتشار وتواجد نوع معين من الجراثيم والميكروبات والحشرات سيؤدي بالضرورة لغياب وندثار لأنواع أخري من الكائنات بشرية كانت أو غير.[4]
    • دراسة بعنوان جائحة كورونا وفرضية الحرب البيولوجية بين التداعيات الإقتصادية والرهانات الأمنية، تناولت هذه الدراسة العلاقة بين جائحة كورونا وتأثير العامل البيولوجي علي التداعيات الإقتصادية والرهانات الأمنية،بفعل انتشار التقارير التي تتحدث عن استمرارية بعض الدول علي تتابع برنامجها البيولوجي الهجومي في انتهاك اتفاقيات الأسلحة الشاملة ، وتوصلت تلك الدراسة الي نتيجة مثبته فبالرغم من عدم توافر مايثبت صحة  إفتراضاتها السابقه ، لكنها أكدت علي خطورة  الإرهاب البيولوجي  والتهديدات المرتبطة بها والتعامل معاها كحقيقة مثبته تتطلب تبني استراتيجيات حتمية للسلامه البيولوجية وحماية الأمن العالمي .[5]

  • دراسة بعنوان خطورة الإرهاب البيولوجي ، للدكتوره عائشة حمايدي بكلية الحقوق جامعة باجي مختار ، تناولت تلك الدراسة مدي خطورة الحرب البيولوجية ووصفتها بأنها الخطر الأشهر بعد الحروب النووية ، وركزت علي العوامل المستخدمه في الإرهاب البيولوجي وتكوين السلاح البيولوجي من حيث العامل البيولوجي والحامل المخصص له ، كما تناولت أيضا أشهر الوقائع التي المتعلقة بالإرهاب البيولوجي بداية مع انتشار ميكروب الجمرة الخبيثة في بعض مدن الولايات المتحدة ، والتركيزعلي جهود المجتمع الدولي في تطويق تلك الظاهرة والتقليل من نتائجها المروعه وانتهت تلك الدراسة بعدة نتائج منها التأكيد علي خطورة انتشار الإرهاب البيولوجي كظاهره عابره للحدود والتأكيد علي ضرورة تعاون المجتمع الدولي في مواجهة تداعيته وتبادل الخبرات بشأن مجال الصحة الوقائية . [6]
  • دراسة بعنوان “المسئولية الدولية والأسلحة البيولوجية ( ڤيروس كورونا – حالة عالمية)” ، للدكتوره هدية احمد محمد زعتر، استاذ القانون العام المساعد بكلية إدارة الأعمال قسم القانون جامعة المجمعة ،تناولت هذه الدراسة موقف القانون الدولي من استخدام الأسلحة البيولوجية كحالة موجهه وممنوعه من الاستخدام خارج اغراضها البحثية السلمية ، وانواع الأسلحة البيولوجية ،بالإضافة الي طبيعة المسؤولية الدولية الواقعه علي عاتق الدولة المستخدمه لتلك السلاح ، كما ركزت تلك الدراسة علي جائحة كورونا كڤيروس تسبب في فتك الملايين من البشر والتساؤل حول كونه مخلق أم طبيعي؟، وتبادل الاتهامات الدولية حول انتشاره وقد انتهت تلك الدراسة الي نتيجة واضحة بشأن الإتهامات الدولية بين الثلاثة جهات (الولايات المتحدة الأمريكية  ،الصين ، منظمة الصحة العالمية ) يجعلها تشكك في تعاون الثلاثة جهات معا في هذا العمل غير المشروع في سبيل خلق حاله من الخوف والرعب  ، الي جانب تأكيدها علي ضرورة التعاون والتكاتف الدولي من أجل عقد مؤتمر دولي عالمي من شأنه خلق قواعد دولية عادلة لا تحمل في طياتها اي استثناءات أو مصالح كبداية لتقديم التعويضات عن خسائر تلك الحرب . [7]
  • دراسة بعنوان The Biological weapons Threat and nonproliferation options, دراسة استقصائية لصناع القرار في الولايات المتحدة ، تناولت هذه الدراسة بداية الوعي بخطر الأسلحة البيولوجية عقب ظهور رسائل الجمرة الخبيثة 2001 ، فركزت علي استطلاع آراء كبار المسؤولين والمشرعين الامريكين وكبار السياسة السابقين والخبراء غير الحكوميه حول طبيعية تهديد الأسلحة البيولوجية، الي جانب مناقشة الدراسة حول الخطوات الواجب اتخاذها للتصدي لخطر الأسلحة البيولوجية وترتيبها من حيث الأولوية ،واختتمت تلك الدراسة في الجزء الاخير منها علي المعلومات الأساسية حول تلك الأسلحة من حيث التطورات التي قد تؤثر علي تهديد انتشار الأسلحة البيولوجية الي جانب أدوات خظر الانتشار الحالية،والخيارات السياسية المتاحة لمنع هذا الإنتشار بالتطبيق علي حالة الولايات المتحدة،وقد أفضت تلك الدراسة الي عدة نتائج هامة تمثلت في وفرة وتزايد المعرفة والتكنولوجيا والمعدات هي ماتسهل من فرص الحصول علي تلك الأسلحة ، الي جانب نتائج الإستطلاع والتي أفضت الي تأييد الأغلبية لتجريم كافة الأنشطة المتعلقة بتلك الأسلحة المدمرة الي جانب تأكيدها علي حماية الأمن البيولوجي وتأييد فكرة رصد الأحكام الخاصة بخطر الأسلحة البيولوجية. [8]

النقد:

اتفقت كافة تلك الأدبيات علي مدي خطورة الحروب البيولوجية وتداعياتها علي مختلف المستويات ،وتهديد انتشار الأسلحة البيولوجية والوعي بدرجة خطورة تلك الأسلحة ، فجاءت تلك الدراسات وافيه لشرح مضمون الحروب البيولوجية وكيفية تشكيل أسلحته الخطيرة والمدمرة ، الي جانب الاعتراف بالمسؤولية الدولية تجاه هذا التهديد العالمي ودعوتها في الحث علي ضرورة مواجهة تلك الحروب والعمل علي حماية الأمن البيولوجي وتفعيل الاحكام الخاصه بحظر استخدام تلك الأسلحة ووضع التوصيات في سبيل تحقيق هذا الشأن ، لكن تكمن الفجوة في عدم التحديد الواضح والقوي لطريقة حظر ومنع انتشار هذا الخطر البيولوجي والإستراتيجية الصارمة حول هذا الأمر من حيث الإشارة أو تفسير نصوص معاهدة جينيف لحظر أسلحة الدمار الشامل.

المحور الثاني “الحروب البيولوجية وتأثيرها علي الأمن الدول:                           

حيث أنه في بداية الإشارة إلي العلاقة بين الحروب البيولوجية والبيئة الأمنية الدولية ، فإننا سوف نجد أن للأوبئة مجموعة من السلبيات الخطيرة سواء كانت الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية تأثير كبير علي الأمن الدولي بشكل عام، وبالتالي سوف يتم التركيز علي الوباء في إطار الحروب البيولوجية والذي يشكل تهديداً كبيراً للبيئة الأمنية الدولية.

وبالتالي فإن الأوبئة لديها القدرة على إضعاف العديد من المجتمعات والأنظمة السياسية والاقتصادية، لذا فإننا سوف نحلل في هذا المحور أبرز المخاطر والآثار المترتبة عن تفشي الأوبئة وخطورتها علي الأمن الدولي.

وبذلك تعددت الدراسات التي حاولت توضيح كيفية استخدام الأمراض في الحروب البيولوجية وأثرها علي الأمن الدولي.

  • الدراسة التي بعنوان “جائحة كورونا وفرضية الحرب البيولوجية بين التداعيات الاقتصادية والرهانات الأمنية لتوضح أن لجائحة كورونا أثر واضح ظهر في إطار الحرب البيولوجية وما تتميز به من سرعة الانتشار وما تسببه من إصابة للمواطنين ، وسقوط عدد من الضحايا والمصابين ، وحيث أن ذلك أثر بالطبع علي العديد من المستويات المختلفة في حياة الناس. والتأكيد علي ضرورة تجنب هذه الحرب والوقاية من خلال الحفاظ علي وجود مسافات لتجنب انتشار ونقل العدوي، حيث أن كل ذلك يسبب تهديد للأفراد وأيضاً تهديد علي مستوي العلاقات الدولية.

وبالتالي حرصت الدول علي اتخاذ قرارات وإجراءات فيما يخص الحدود والسيادة والحفاظ علي الأمن القومي. حيث أن الحرب البيولوجية مثلها مثل أي حرب تسبب تهديدات للأمن والاستقرار العالمي الدولي. وأن التاريخ الإنساني أثبت أنه من خلال الحرب البيولوجية يتم استخدام الأمراض المعدية كأدوات مسلحة لإحداث الصراعات ، حيث أن الأوبئة لا تحترم الحدود الدولية ، وأنه علي سبيل المثال تم استخدام الجمرة الخبيثة لقصد ضحايا الطاعون في مدينة محاصرة لإصابة سكانها بالعدوي. وأنه مثال أيضاً علي ذلك هو استخدام فطر الشقران لإصابة آبار العدو بواسطة الآشوريين ، وضحت هذه الدراسة مجموعة من المعايير يتم استخدامها كوسائل للحروب البيولوجية والتي تهدد البيئة الأمنية الدولية ، والتي تمحورت علي زيادة معدلات الإصابة بالأمراض وحدوث حالات وفاة بكثرة في المجتمعات ، وانتشار العدوي بسهولة وتسمم البشر وإصابتهم بالضرر.[9]

  • تناولت دراسة أخري بعنوان ” تطورات الحرب الكيمائية والبيولوجية والحد من أسلحتهاعملية منع انتشار برامج الأسلحة البيولوجية وذلك بهدف تعزيز الأمن الدولي ، ومنع القوات الإرهابية من تناول عوامل ومواد بيولوجية ، والعمل علي القيام بأنشطة سليمة ومحو كل ما يتعلق بالسلاح البيولوجي. وذلك كله هدفه هو انتشار الأمن بعيداً عن المواد البيولوجية والتعامل بحرص مع هذه المواد البيولوجية حتي لا تسبب مرض للمواطنين وذلك من أجل تقليل الأخطار الناتجة. وايضاً من أجل تجنب الإرهاب الدولي والأمراض الضارة العسيرة فإنه لابد من اتباع كل التعليمات الدولية لتعزيز الأمن الدولي.

حيث أنه في ضوء الاستخدام المتكرر للأسلحة البيولوجية فإن ذلك يكثر من التهديدات المتوالية علي البيئة الأمنية الدولية ، ومواصلة استخدام الإرهابيين لهذه الأسلحة مما يؤثر بشكل سلبي علي المواطنين وإصابتهم ويحدث صعوبة في السيطرة علي هذا الأمر. ولقد أكدت منظمة الصحة العالمية علي حدوث الضرر والقلق بشأن استخدام أسلحة البيولوجية والكيميائية والإشعاعية للسكان المدنيين وذلك عن طريق المواد الغذائية ومساسها وإصابتها بالتلوث. ومن حيث التأكيد ايضاً علي الخطورة لقد أكد تقرير لعام 2004 الصادر عن مجموعة تابعة للأمم المتحدة أن المخاطر البيولوجية سوف تسبب عبئ شديد مستقبلاً وليس ضررها يقتصر علي الحاضر فقط. وأنه في ضوء ذلك فإنه يجب اتباع أدوات مناسبة لتصدي كل الأمراض سريعة التنقل والعمل علي مكافحة ومقاومة هذه الأمراض ، وأن هذا التقرير نادي الدول الأطراف وذلك من خلال معاهدة الأسلحة البيولوجية لعام 1972م إلي ضرورة الشروع في بروتوكول يمكن من خلاله تحقيق الأمن البيولوجي وسلامة النظام الصحي الذي أصيب بالضرر أثناء استخدام الأسلحة البيولوجية.[10]

  • وهناك دراسة أخري والتي بعنوان ” دور المؤسسات في تحقيق التنمية المستدامة في ظل الأوبئة العالمية” وهي ذكرت كيفية تدمير الفيروس للاقتصاد العالمي وظهوره في صورة أزمة مالية عالمية ، وهذا اتضح بشكل واضح في جائحة كورونا التي أصابت العديد من الدول، والتي جعلت كل الدول تمحور تركيزها علي كيفية مواجهتها وتصديها وتدخل العديد من المؤسسات من أجل المساعدة ، وبشكل أساسي في مصر مساندة مصحلة الضرائب المصرية وهي إحدي وحدات وزارة المالية والتي كان لها دور مؤثر لمواجهة هذه الأزمة ، وهذا أدي لوجود حالة طارئة تستدعي اتباع تعليمات وتدابير مختلفة عن ما كانت عليه ولذلك جعل هذا الأمر يغير التشريعات وهذا بطلب من وزارة المالية إلي السلطة التشريعية، وذلك من أجل تخفيف ضغط الضرائب علي المواطنين أو تأجيلها أو التقسيط وهذا يجعل منه مرونة لأفراد المجتمعات حتي يستطيعون السيطرة علي الأزمة المالية ، وتم العمل علي وضع خطط سليمة تترك المسئولية أمام المؤسسات الأكثر قدرة عن غيرها في مواجهة تلك الأزمة وبذلك يتم الدعم من خلال المساهمة في تحقيق الأهداف الاقتصادية لدي المواطنين وتعزيز الأمن الدولي. وبالتالي أدت جائحة كورونا إلي إصابة ملايين الأفراد ، وأيضاً زودت البطالة وذلك بسبب وقف جميع الأنشطة الاقتصادية وتراجع عدد كبير من سيولة الأسواق، حيث أنه وقف الدعم المالي وتم تدمير الاقتصاد في جميع أنحاء البلاد، وذلك أثر بشكل خاص علي الدول النامية والدول ضعيفة الاقتصاد من قبل حدوث الجائحة .

هذه الأزمة أدت إلي العديد من التهديدات للصحة العالمية ، وهدم الاستقرار وتقويض الأمن الدولي، وخسائر بشرية هائلة من حيث الآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تم تدميرها بنفس القد. وأيضاً ساهم فيروس كورونا علي زيادة التوتر بين الدول وزيادة العنف وذلك بدأ في دولة الصين وانتشر حول جميع أنحاء العالم وبعد انتشاره أصبح تأثيره عالمي.[11]

  • تأتي دراسة أخري بعنوان ” التخفيف من تأثير وباء الإيبولا في المناطق الحساسة المحتملةوالتي تؤكد علي أنه كان لأزمة الإيبولا في غرب أفريقيا تأثير كبير علي الأمن الدولي ، حيث أن هذه الأزمة تعبر عن وجود حرب بيولوجية يتم مقاومتها ، وأن هذه الأزمة أدت إلي التفاعل من جانب الجهات والمؤسسات من أجل مواجهتها ، وتصدي ما سببته من تهديدات ومخاطر علي القارة الإفريقية. وهذا الوباء يعد من الأمراض المعدية التي تهدم الاستقرار العالمي وظهر في عام 2014 واستمر حتي عام 2015 م. وهو مرض معدي سريع الانتشار ولذلك كان التحرك تجاهه فعال من أجل منعه والحفاظ علي الاستقرار العالمي ، حيث أنه أدي لإصابة العديد من الأشخاص داخل بلدان غرب أفريقيا مثل ليبيريا، غينيا ، وسيراليون.

وأيضاً منظمة الصحة العالمية أصدرت إعلاناً بسرعة انتشار هذا المرض ، وأن له تأثير عالمي واهتمام دولي. وبدأت هذه المنظمة باتخاذ التعلميات والتدابير والالتزامات التي يجب اتباعها من جانب الدول ، ووضع القواعد والقوانين من أجل حماية المواطنين وتنمية الدول. وبالتالي تعد هذه الدراسة إضافة لما يمكن أن تسببه الحرب البيولوجية من تأثيرات وتهديدات سلبية علي البيئة الأمنية الدولية. وأنه رداً علي ذلك فإن الأكاديمية الوطنية للطب قامت بعمل اجتماع من أجل معالجة المخاطر الصحية العالمية للمستقبل ، ومواجهة الأمراض المعدية.

وتم نشر تقرير يؤكد علي ذلك حيث أنه أكد علي التأثير الملحوظ لهذا الوباء علي صحة الأفراد ووقوع العبء علي الأشخاص والقطاعات من أجل حل هذه الأزمة في غرب أفريقيا. وهذا فإن دلَ فهو دلل علي مدي خطورة الأوبئة والأمراض المعدية علي السلم والأمن الدوليين.[12]

النقد

عرضت كل هذه الأدبيات مدي خطورة الحروب البيولوجية والتي هي تتم من خلال الأمراض المعدية والأوبئة علي الأمن الدولي . وبالتالي كل دراسة تختلف عن الأخري من حيث مدي تركيزها علي فكرة معينة ، فكان هناك اختلاف في مناقشة الموضوع ، وتم توضيحة من خلال محاولة منع الأسلحة البيولوجية والكيميائية ، وهناك التأكيد في دراسة أخري علي جائحة كورونا وتأثيرها علي الاقتصاد العالمي ، وأيضاً دراسة أخري أكدت علي خطورة أوبئة مثل ما حدث في غرب أفريقيا. ولكن في النهاية كان التأكيد بشكل أساسي علي مدي أهمية منظمة الصحة العالمية ومساندتها إلي أي وباء ومحاولتها لاتخاذ التدابير والالتزامات وذلك من أجل تعزيز وتنمية الدول ومساعدتهم علي حماية المواطنين وتأمينهم ضد المخاطر المختلفة. وأيضاً تم ملاحظة أنه كان لجائحة كورونا تأثير عالمي كبير علي جميع أنحاء العالم وأن هذا كله في النهاية يؤدي إلي تقويض الأمن الدولي ، وعدم انتشار الاستقرار.

وأنه لابد من متابعة الوباء باستمرار ومحاولة مواجهته لأنه سريع الانتشار حول البلدان المختلفة.

 المحور الثالث ” الأمن العالمي والقضايا المرتبطة به:

حيث أنه بعد أن تم كشف مدي خطورة الأوبئة والحروب البيولوجية علي الأمن الدولي في جميع أنحاء العالم ،فإن ذلك طرح العديد من التهديدات علي الأمن الإنساني ، وذلك بسبب سهولة انتشار الأمراض المعدية بين الدول وما تسببه من مخاطر وآثار سلبية. وبالتالي سوف يتم عرض مجموعة من الدراسات التي توضح مدي تأثر الأمن العالمي بالقضايا المختلفة التي تؤثر علي صحة الأفراد في المجتمعات.

إن مفهوم الأمن العالمي يعتبر من أهم المفاهيم التي تكون سريعة التغير وأيضاً تتسم بسهولة التأثر بالظروف المحيطة والأحداث الجارية التي يشهدها المجتمع الدولي والعلاقات الدولية، وبالتالي فإن هذا المفهوم يرتبط بشكل أساسي بهيكل النظام السياسي وبنيته.

  •  فبذلك تأتي الدراسة التي توضح هذا الأمر ” تطور مفهوم الأمن العالمي في عالم متغير” وهذه الدراسة اهتمت بتوضيح فكرة أن العولمة أثرت بشكل كبير علي الأمن العالمي بجميع نطاقاتها سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية وأيضاً من حيث التطورات التي أحدثتها  الحرب الباردة نتيجة التقدم والتطور التكنولوجي وتوسيع المعرفة وانتقاله من المفهوم العسكري لمفهوم يضم أبعاد مختلفة وقضايا مترابطة ومتنوعة ، وبالتالي فإن كل ذلك أدي إلي العديد من التهديدات والعواقب السلبية بالنسبة للأمن العالمي والاتجاه نحو جرائم وخيمة والتي منها: التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية ، وتفشي الأوبئة ، والجرائم المنظمة ، وأزمات الغذاء وأيضاً أمن الطاقة والأمن السيبراني ، والاحتباس الحراري، وغيرهم. وبالتالي بسبب تعدد الآثار الناتجة فإنه بالضروري يؤدي بنا إلي تبني استراتيجيات طويلة المدي حتي تكون مستقرة بشكل كافي وعدم اتباع سياسات قصيرة المدي وحلول وأساليب متنوعة لسهولة التعامل مع هذه المشكلات بشكل سليم وتصدي الحروب والأزمات، وأنه يجب أن يكون ذلك بطريقة تتلائم مع التغيرات المتتالية والصعوبات والدوافع التي تتجدد باستمرار.

وأيضاً هذه الدراسة تؤكد ضرورة مشاركة كل الجهات الفاعلة والمنظمات الإقليمية والدولية والحكومية وغير الحكومية من أجل متابعة الوضع والاهتمام بالأمن العالمي والتعامل مع مختلف الأبعاد السياسية ، الأمنية ، الاجتماعية ، الاقتصادية ، والبيئية. وبالتالي فإن جميع التطورات الجارية زودت من أهمية مفهوم الأمن العالمي ، وخاصة بعد نهاية الحرب الباردة ، والاندماج مع كل التفاعلات والاضطرار إلي استخدام أدوات الصراع الدولي وذلك بسبب الشعور بالخطر الدائم وعدم الأمن والاستقرار، ولذلك وجب التعامل مع هذا الأمر في شكل جماعي تعاوني من أجل الحفاظ علي الحماية العالمية.

ومن ناحية أخري فإن المنظمات الدولية غير الحكومية ، والمنظمات الدولية ، ومؤسسات المجتمع المدني فرضوا وأشاروا إلي ارتباط هذا المفهوم بالعديد من القضايا الإنسانية والتي تركز علي الهجرة واللاجئين و حقوق الإنسان. وأيضاً قضايا أمنية أخري مثل : الإرهاب والبيئية والفقر والتنمية وبالتالي ظهور تهديدات أمنية كالجماعات الإرهابية.[13]

  • تؤكد دراسة أخري وهي بعنوان ” مفهوم الأمن الدولي لدي نظريات العلاقات الدولية في ضوء المتغيرات الدولية” علي نظام الأمن العالمي وما يرتبط بهذا النظام من جهات تتعلق بمفهوم الأمن الإنساني، حيث أن الأمن الإنساني يعبر عن مشاركة الإنسان وحفاظه علي الأمن واستمرار البقاء وعدم الانصياع بداخل القيم الإنسانية المكتسبة وهدمها. وبالتالي تظهر أهمية هذا المفهوم خاصة بعد الحرب الباردة في مجال العلاقات الدولية ، وهذا المفهوم يسعي بشكل أساسي للقضاء علي الخوف و الاستجابة لاحتياجات المواطنين الأساسية والقضاء علي الأمن وحفظ السلام، والحفاظ علي حقوق المواطنين والعيش بكرامة، والعدالة في توزيع الموارد مما يمنع الصراعات، وترسيخ التعاون داخل الدول. وبالتالي إذا تحققت هذه الركائز فإن ذلك يؤثر بشكل إيجابي علي الأمن العالمي ويعزز منه مما يساعد علي استقرار دول العالم ولذلك فهو مجرد مفهوم ولكنه يحتوي علي جوانب كثيرة تضمن بقاء حياة الإنسان ، وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الجماعات المختلفة،  وبالإضافة إلي ذلك فإن مفهوم الأمن العالمي يكتمل بالاهتمام بقطاع الصحة وتوفير فرص العمل والاهتمام بالتعليم دون تفرقة عنصرية بين الذكور والإناث. وذلك كله بالضرورة يضمن الاستقرار وتحقيق الأمن. ويمكن القول أن بسبب التغيرات داخل النظام الدولي بعد الحادي عشر من سبتمبر /أيلول 2001 ، فإن هذا المفهوم أصبح يتم تعريفه علي أساس عالمي. وبدأ يتم مناقشة قضايا متنوعة ومختلفة يهتم بها المجتمعات عالمياً مما أدي لزيادة مصادر التهديدات التي تؤثر سلباً وعدم امتلاك النظام الدولي في ذلك الوقت لسلطة مركزية تسيطر وتمنع زيادة الصراعات.

وبالتالي كان يتمحور الأمن العالمي بشكل أساسي حول محاولة منع هذه التهديدات التي تواجه الإنسان والسيطرة علي العواقب السلبية وتصدي المخاطر التي تواجه القيم الإنسانية ، وبذلك فإنه أصبح يضم جميع الضغوطات والتهديدات غير التقليدية للفاعلين الدوليين في المجتمع الدولي، والمقصود بالتهديدات غير التقليدية هي محاولة السيطرة علي المخاطر الكبيرة ذات التأثير الشديد علي الدول بشكل عالمي مثل : محاولة القضاء علي الأمراض الفيروسية ومنها جائحة كورونا ، وأيضاً القضاء علي المجاعات والتغيرات المناخية العسيرة. وأصبح مسئول عن منع تفشي ظاهرة الإرهاب والعنف ومحاولة حل الأزمات التي تواجه الدول الكبري وأيضاً الدول الصغري داخل النظام الدولي ، وأيضاً سعي لمشاركة المؤسسات الدولية التعاونية بهدف نشر الأمن التعاوني وتعزيز الأهداف المرغوبة.[14]

  • تأتي دراسة أخري تبحث قضية الأمن وهي بعنوان ” الأمن والتهديدات الأمنية في عالم ما بعد الحرب الباردة“، حيث أن هذه الدراسة أكدت علي تغيير مفهوم الأمن في إطار العلاقات الدولية بعد الحرب الباردة وأصبح مضمونه بدلاً من أن يهتم بالدولة والعمل علي الحفاظ علي سيادتها وحماية أراضيها ، فهو تطور ليتضمن الحفاظ علي أفراد الدولة والمجتمعات وذلك بسبب ظهور العديد من التهديدات الأمنية ، وذلك علي الرغم من أن في تعريف الأمن يكون المقصود أن الدولة فاعل رئيسي ، وأن الدولة هي المعني حمايتها وسلامتها ولكن فهو بعد إحداث العديد من التغيرات الدولية لم يعد يقتصر علي الجانب العسكري فقط . وبالتالي ربطت هذه الدراسة الأمن بالتنمية ، وأنه بدون التنمية لا يمكن الحديث عن الأمن ، ولا يمكن حدوث واحدة بدون الأخري وذلك ليس بمعزل عن القوة العسكرية فهي عامل أساسي يساعد علي تحقيق الأمن.

وبالتالي لا يوجد اتفاق شامل علي تعريف الأمن وذلك كان له أثر علي تعدد التهديدات الأمنية التي تطرأ علي الدول. ويمكن القول إلي أن التهديد يشير إلي وقوع الأذي والضرر علي الأفراد أو المجتمعات ذاتها ، وهذه التهديدات تتبلور ف شكل كوارث مادية ويكون لها أثر مادي مثل ( التلوث البيئي ، الاحتباس الحراري) وغيرهم. وكما سبق القول في أن التهديدات تنوعت واختلفت أنواعها ، فإنه يوجد تهديدات تستهدف القطاع العسكري فيما يتعلق بالقدرات العسكرية ، وأيضاً توجد تهديدات تتعلق بالقطاع السياسي وهي عبارة عن تهديدات أمنية ، والهدف هدم القيم مثل الديمقراطية ، بالإضافة إلي هدف مؤسسات الدولة والـتأثير علي النظام الدولي.وأيضاً تهديدات لها طابع مجتمعي ، وتهديدات تهدف إلي القضاء علي البيئة وهي تتعلق بالإنسان فهو من يدمرها.

فإن التهديدات تستهدف الدول القوية ، وأيضاً الدول الضعيفة. ولكن التهديدات تؤثر بشكل أكبر علي الدول الضعيفة وتتسبب في عدم استقرار الأمن العالمي وبالتالي سهولة المساس بها في جميع القطاعات البيئية والمجتمعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية. وبالتالي في إطار التهديدات الأمنية الجديدة والتي مثل ندرة الموارد ، وحدوث الجرائم ، والاكتظاظ السكاني ، والأمراض المعدية فكل ذلك يعبر عن تهديدات للأمن العالمي. وذكرت هذه الدراسة معاناة القارة الإفريقية بالعديد من الصراعات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وبروز الصراع علي الموارد وهذا سبب للقلق المتزايد.

وحدوث المخاطر لأفراد المجتمع وهي تتمثل في تعرض الأفراد للجرائم والأمراض ، وانتشار الأوبئة وتعرض الدول للهجرة غير الشرعية حيث أنها ضد القانون مما يؤدي إلي انتشار قضية اللاجئين ، وبذلك لا توجد مشكلة إقليمية مؤثرة لا تتحول لتهديد للأمن العالمي حيث أنها تنتقل من الإقليم إلي الخارج . وأيضاً حدوث العديد من الجرائم مثل الكوارث والأعاصير مما يؤدي ذلك إلي هدم المناطق الزراعية.

وكل هذه الأمور وما يحدث بالنظام الدولي من تغيرات بالطبع له أثره الواضح علي الأمن العالمي ، وذلك يتطلب بالضرورة عدم اقتصار الأمر علي الدول فقط من أجل الحماية وتحقيق الأمن وبالتالي تراجع الدور التقليدي للدول ، وظهور فواعل أخري تعمل خارج إطار سيادة الدولة ، وظهور شبكات وخرائط جديدة للتفاعلات ، وأيضاً تدخل مؤسسات أمنية لها أثر عالمي مثل منظمة الأمم المتحدة ودورها في تحقيق السلم والأمن الدوليين.

وذكرت أيضاً أنه من ضمن التهديدات العالمية ، هي أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث أن هذه الأحداث أثرت بشكل  كبير علي الأمن العالمي من حيث ما سببته من تهديدات وأنها طرحت مفهوماً جديداً للأمن، وهنا تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية وفرضت أجندتها بما يخص مفهوم الأمن، وهذه الأجندة أكدت علي أن الإرهاب هو أخطر تهديد يمكن أن يحدث ويدمر أمن الدول وسلامتها ، ولمقاومة ذلك فهي حاولت استخدام جميع الوسائل بما فيها الطرق العسكرية ووسائل أخري للقضاء علي الإرهاب مثل تجفيف المنابع المائية.[15]

النقد

تم عرض الأدبيات السابقة فيما يتعلق بالأمن العالمي وما يتعلق به من قضايا مختلفة ، وتم التوصل إلي أن مفهوم الأمن له مجال خاص في إطار العلاقات الدولية بشكل عام وهو متعدد الأشكال والأنواع وبذلك فهو غامض ، وتم التأكيد علي أن الأمن لا يتعلق بالنطاق العسكري فقط ولا يعني القوة العسكرية بل هي جزء من مفهوم الأمن ولا يقتصر مفهوم الأمن علي حماية الدول ولكن يتعدي الأمر ليقترب من الأمن الإنساني ويصبح الهدف أيضاً هو الحفاظ علي أمن وسلامة الأفراد وتعزيز المجتمعات.

وأن مفهوم الأمن لم يعد بمعناه التقليدي بل بحدوث العديد من التغيرات والتطورات تطور هو أيضاً في ظل الظروف المحيطة ، وأن الواقع يخلق مفاهيم جديدة للأمن. وتم التعرف علي أن التهديدات متنوعة ومختلفة ويجب التعامل مع جميع التهديدات ومصادر المخاطر ، وخلق أساليب واستراتيجيات متلائمة مع طبيعة التهديدات. ومن ثم ضرورة يجب التعامل مع مختلف الأبعاد والاتجاهات وعدم الاهتمام بالبعد العسكري فقط. ولكن هذه الدراسات لم تشير إلي كيفية تحقيق الأمن العالمي ، فهي فقط تطرقت لما يمكن أن يتعرض له العالم من تهديدات حياة وصحة الأفراد. ويجب الإشارة إلي أن مسألة الأمن هي مسألة نسبية ، حيث أن سعي الدول لتحقيق أمنها ينتج عن علاقات تفاعلية مع البيئة الخارجية ، وبالتالي هو مفهوم يتغير باستمرار وفقاً لشدة التغير في طبيعة البيئة المحيطة.

الإطار المفاهيمي:

التعريف العام للأسلحة البيولوجية:

يشير هذا المفهوم الي مجموعة الأدوات والمعدات التي تستخدم لأغراض عدائية أو خلال النزاعات المسلحة بين الدول وبعضهم البعض ، فيشمل السلاح البيولوجي علي كائنات دقيقة كالفطريات والبكتيريا والڤيروسات ومجموعة سموم أخري يتم تحضيرها داخل مختبرات مختصه بذلك لتمكن الدولة من استخدامها في حروبها ضد الدول الأخري عن طريق نشر الأمراض والأوبئة داخل الدولة الخصم لذلك أصبحت مصنفه كنوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل الواجب حظرها نظرا لما تسببه من دمار وخسائر فادحة ، تتخذ تلك الأسلحة أشكال متنوعة منها : منها البكتريا الناتج عنها أشهر عامل بيولوجي والمعروفه باسم الجمرة الخبيثة والممثلة في أربعة أنواع مختلفة منها الجمرة الخبيثة الجلدية، والإستنشاقية ، والخبيثة الهضمية ، ونوع آخر منها تنشأ عن طريق حقنها بالجسم ،بالإضافة الي ڤيروس ڤيرولا المسبب لمرض الجدري ، الي جانب بكتيريا يرسينيا المسببه لمرض الطاعون بأنواعه المختلفة ( الطاعون الدملي، والطاعون الرئوي ) ، فتستخدم تلك الميكروبات والكائنات الحية عسكريا في الحرب لإحداث الموت والمرض للإنسان والحيوان والنبات بالدولة العدو ويتخذ طرق شتي كالهباء الجوي  ، أو نشر المرض في مصادر المياه  الي جانب امكانية توظيفه عن طريق الغذاء والطعام وإصابة المزروعات . [16] [17]

تعريف الأسلحة البيولوجية من منظور منظمة الصحة العالمية:

الأسلحة البيولوجية تعرف علي أنها أسلحة تكسينية وتشمل كائنات حية دقيقة مثل الفيروسات و البكتريا والفطريات وأشكال مختلفة من السموم الناتجة عن الكائنات الحية والتي تنتج عمدا لإطلاقها واستخدمها في إحداث المرض والموت للإنسان أو النباتات أو الحيوانات تجاه الدولة الخصم في حالات الحرب والنزاع ، وتشمل تلك الأسلحة أنواع متعددة وقد ذكرت منها المنظمة البكتريا المسببه للطاعون و الجمرة الخبيثة وتوكسين البوتولينوم وصنفتهم كأكثر الأنواع تأثيراً وتحديًا للصحة العامة لما تسببه من اعداد مرتفعة من الوفيات خلال مدة زمنية قصيرة من انتشار الوباء ، الي جانب صعوبة اكتشافه وتصنيفه كهجوم بيولوجي لما يجسده من أمر طبيعي فور حدوثه ، وهذا مايعيق فرصة تقييم الصحة العامه وتحقيق الاستجابه السريعه لها ، لذا فقد اعتمدتها المنظمة كفئة فرعية من فئة رئيسية اكبر تعرف باسم أسلحة الدمار الشامل.[18]

الأمن:

لغةً يشير المفهوم  الي الطمأنينة والثقة ، وهو نقيض الخوف ، والفعل الثلاثي آمِنَ أي حقق الأمان .

اصطلاحًا:  يشير إلي سلامة الدولة ضد كافة التهديدات الداخلية والخارجية ، من خلال مجموعة من القوانين والإجراءات التي يتبعها الفرد لضمان حماية نفسه وأهله وممتلكاته واتسع المفهوم أكثر من المستوي الفردي ليصل إلي مستوي الدول ، فظهر مايعرف بالأمن الدولي / العالمي ، فيشار الي هذا المفهوم علي أنه ستة مستويات أساسية ، أمن الفرد ، أمن إنساني ، أمن قومي، أمن إقليمي ، أمن عالمي ، أمن سيبراني ، ومع اختلف مستويات الأمن اختلف معه صوره وعناصره الماديه وغير المادية ، والتي تنوعت بين الشكل العسكري منها والسياسي والاقتصادي والثقافي والبيئي وغيرها مما فرضتها عليه العولمة بانشطتها غير المشروعة والتي باتت مصدر تهديد للأمن البشري . [19]

المفهوم العام للأمن العالمي:

اتسع مفهوم الأمن الدولي منذ نهاية الحرب البارده وحتي الوقت الراهن وابتعد عن كونه يشير إلي البعد العسكري فقط كمصدر تهديد لعدم الإستقرار العالمي مع تفاقم مشكلات وتهديدات جديدة وظهور فاعلين جدد من غير الدول تزامنا مع ظهور العولمة،فيشير مفهوم الأمن العالمي الي سلسلة الإجراءات التي وضعتها المؤسسات الكبري والمنظمات الدولية كالامم المتحدة والاتحاد الأوروبي ، والتي تعمل علي ضمان استمرار الأمن والسلام المتبادل بين الدول ، وتشمل تلك الإجراءات عمليات عسكرية وآخرين دبلوماسية منها التصديق علي المعاهدات والاتفاقات الدولية ( اتفاقية جينيف لحظر الأسلحة النووية ) ، فارتبط مفهوم الأمن الدولي بالعديد من القضايا المترابطه المتعلقة بالبقاء في العالم. تراوحت تلك التهديدات بين الأعمال العسكرية كالحروب بين الدول الي جانب الصراعات الدولية بأشكالها المختلفة ( الدينية ، الأيدلوحية والعرقية) ، بجانب النزاعات التجارية والقوة الإقتصادية والنزاعات علي الطاقة والتكنولوجيا والغذاء وذلك تزامنا مع القضايا المعاصرة كالتدهور البيئي وإنتشار الأوبئة المعدية ( كوفيد 19) ، أي أصبح المفهوم أكثر اتساعا حتي وصل إلي الأمن الإنساني . [20]

مفهوم الأمن الدولي من وجهة نظر الاتجاهات النظرية التقليدية:

  • الاتجاه الواقعي للأمن الدولي : يعتمد أنصار هذا الاتجاه في تعريف الأمن الدولي من خلال التركيز علي الوضع القائم في النظام الدولي ، وخلق قوانين وعلم خاص لدراسة ا السياسية استنادا الي قوانين الأسس التي تدرس بها الظواهر الطبيعية، فالمبدأ الأساسي لهذا الإتجاه قائم علي مبدأ “توازن القوي’ ومايلعبه من دور فعال في سبيل تحقيق الاستقرار في حلبة الصراع الدائرة في العلاقات الدولية بين القوي الدولية ، والذي بدوره يعكس المسالك التي تتبعها الدول في بحثها عن الأمن، فضلا عن سيادة مفهوم القوة كمحدد اساسي لسلوك الدول،بالإضافة الي تضارب المصالح بين الدول والإتجاه نحو التركيز علي المصلحة القومية،الي جانب الفصل بين الشؤون الداخليه للدولة وأمورها الخارجية . [21]
  • الاتجاه الليبرالي في تعريف الأمن الدولي: يتناول هذا الاتجاه مفهوم الأمن من الناحية الإنسانية ، والتركيز علي مجموعة من المبادئ الديموقراطية ودعم قيم الحرية الفردية كقيمه عليا محليا ودوليا لتحقيق الأمن العالمي، فجاءت أفكار هذا الاتجاه في سبيل الحد من دور الدولة في النشاط الإنساني ، فكانت أهم المبادئ التي استندت عليها جميعها تصب في الصالح الإنساني بداية مع باعتبار أن الطبيعة البشرية ليست عدوانية بصورة دائمه وانما تحمل قيم الخير والشر معا ، فضلا عن تبنيها لمبدأ التعاون والسلام بين الدول في العلاقات الدولية مع تجاهل قوة الدولة، بالإضافة الي افتراضها للتجانس بين مصالح الدول في محاولة للتوفيق بين الصالح العام ومصلحة الفرد، الي جانب رؤيته لصعوبة الفصل بين ماهو داخلي للدولة وامورها الخارجية .[22]
  • الإتجاه البنائي في تعريف الأمن الدولي: ينطلق هذا الاتجاه من منظور الأبعاد الإجتماعية كمؤثر فعال علي الأمن في العلاقات الدولية وليست سياسات القوة وحدها، فالسياسة الدولية هي بالأساس مشكلة من هياكل و بني اجتماعية ، ويتولد الأمن الدولي من خلال التفاعل الاجتماعي بين الدول الي جانب تأثرة بالهويات الثقافية وغيرها من المسائل المعنوية، بالتالي يجمع هذا الاتجاه بين القوة المادية والأفكار كأساس لتحقيق الأمن العالمي،فأساسيات هذا الاتجاه تتمثل في تركيزه علي المصلحة الوطنية الناتجة عن تفاعل البني الاجتماعية للنظام الدولي، فضلا عن تأثير الهوية والثقافة في تحديد أولويات الدول الأمنية، بالإضافة الي رؤيتة لتكوين النظام الدولي المزدوج من بناء مادي واجتماعي مع أولوية البناء الاجتماعي .[23]

المنهج المستخدم:

منهج دراسة الحالة : يقوم هذا المنهج علي التحليل العميق والدراسة الدقيقة لعدد محدود من الحالات بالتركيز علي كافة الجوانب التي ترتبط بالظاهرة أو المشكلة موضع البحث، ومن ثم يقوم بمعالجتها. ويتم تطبيق هذا المنهج علي تلك الدراسة من خلال توافر مكونات المنهج، ودراسة حالة الحروب البيولوجية بالتركيز علي المستوي الدولي ككل وأشهر حالات تلك الحروب خلال فترة زمنية ممتدة بداية مع الحربين العالميتين مرورا بجائحة كورونا 2019، وصولا إلي ظهورها في الحرب الروسية الأوكرانية .

الإطار النظري:

تعتمد الدراسة بشكل أساسي علي الحرب الهجينة باعتبار الحرب البيولوجية هي أداة من أدوات الحرب الهجينة والتي تستخدمها لكي تقوم بالتأثير علي العدو، الأسلحة البيولوجية كأداة للتأثير في سياق الحرب الهجينة . ولذلك سنبدأ الدراسة بالتحليل من خلال فهم مفهوم الحرب الهجينة، حيث أنها لا يوجد تعريف ثابت لها، لكنها تقوم بتضمين عناصر حرب الإنترنت والمعلومات، والتلاعب الاقتصادي والسياسي ، والعمل العسكري الحركي. واستخدمها المحللون السياسيون منذ عام [24]2010. وهي عبارة عن مجموعة مختلفة من الطرق  التي يتم استخدامها في الحرب، بما في ذلك القدرات التقليدية والتكتيكات والمعلومات غير النظامية، وهذا ما يميزها عن باقي الأشكال التقليدية وأيضاً شملها للعمليات الإرهابية مثل العنف والإكراه والفوضي. ومسموح لها أن تضم الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية وذلك من أجل تحقيق غاية سياسية مشتركة.[25] وبالتالي فإن نظرية الحرب الهجينة في إطار العلاقات الدولية هي ما تتلائم مع هذه الدراسة.

ولذلك يتم التطرق إلي الحروب الهجينة، حيث أنها تقوم باستخدام الوسائل البيولوجية المميت والعمليات الإرهابية لكي تقوم بالتأثير علي اطراف الصراع وتقضي علي قدراته الوجودية بجميع أشكالها، مما يؤدي إلي الانهيار والتدمير.[26] وإن ظهور إشكالية الحروب البيولوجية هي إشكالية حديثة وليست ظاهرة قديمة ، فهي متأصلة في فكرة استخدام الأمراض والمواد الكيميائية في الحروب مثل ما حدث في جائحة كورونا والتي أدت للعديد من التهديدات والمخاطر العالمية ، وأن هذه الحروب لا يوجد تعريف أو مضمون محدد لها ، فهي تنتج عن الظروف البيئية المختلفة في عدد من البلدان المختلفة وتكون سريعة التنقل بسبب سهولة تفشي الفيروسات ، ولذلك أقرب ما يمكن أن توضيحه في إطار الحروب البيولوجية هي الحروب الهجينة[27].

نظرية الحرب الهجينة:

أن التطورات والتغيرات الدولية وفي ظل التقدم التكنولوجي وثورة المعلومات ، وأن بالفعل هذا التغيير أثر بشكل واضح علي الأمن العالمي وعلي جميع الأنظمة الدولية وبذلك كان مفهوم الحرب الهجينة ناتج عن هذا التغيير. حيث أنها أيضاً تعبر عن شكل من أشكال .وبما أنها هجينة فهي مختلطة وتضم جميع الوسائل التقليدية وغير التقليدية ، حيث أنها تضم الوسائل العسكرية والتكنولوجية ، والعمليات الإجرامية والإرهاب والضغوط الاقتصادية والمالية ، والمعلومات الخاطئة المضللة وأيضاً تتضمن عمليات تخريبية ،وهي لا تتواجد في مناطق معينة ، فهي بكل ذلك تشمل جوانب متعددة غير واضحة بشكل مباشر حيث أنها تخلط بين المزيد من الوسائل والأدوات المختلفة التي تم ذكرها.

وبالتالي هي تحتوي علي قوات نظامية وغير نظامية وذلك من أجل تحقيق مصالح الأطراف المعنية، وهي يسهل تواجدها بسبب أنها قابلة للتكيف مع ظروف المجتمعات ” تتسم بالمرونة” . ووفقاً للتعريف الروسي فإن هذه الحرب تعبر عن بذل جهد قوي علي المستوي الاستراتيجي لتكوين الحكم والتوجه بطريقة استراتيجية من خلال عدد من الوسائل لتحقيق أهداف الدولة الفاعلة، وتسعي إلي التغلب علي الطرف الآخر وإضعافه في جميع القطاعات.[28]

تقسيم الدراسة:

تم تقسيم الدراسة الي عدة فصول شاملة موضوع البحث :

 الفصل الأول: مخاطر الحروب البيولوجية وموقف القانون الدولي منها:

  • المبحث الأول: ماهية الحروب البيولوجية ومخاطرها.
  • المبحث الثاني: ماهية الأسلحة البيولوجية وسماتها المتنوعة.
  • المبحث الثالث : الإطار القانوني المنظم لحظر استخدام وانتاج الأسلحة البيولوجية.

الفصل الثاني:تاريخ الحروب البيولوجية  .

  • المبحث الأول:نشأة الحروب البيولوجية.
  • المبحث الثاني:مراحل تطور الحروب البيولوجية.

الفصل الثالث: الجانب التطبيقي لتأثير الحروب البيولوجية علي الأمن الدولي.

  • المبحث الأول : التجارب التاريخية للحروب البيولوجية (الولايات المتحدة الأمريكية والعامل البيولوجية ضد اليابان وألمانيا أثناء الحرب العالمية التانية)
  • المبحث الثاني: القضايا الراهنة واستشعار البعد البيولوجي لها ( COVID-19، الحرب الأوكرانية ).

الفصل الأول:

الحرب البيولوجية وموقف القانون الدولي منها

  • المبحث الأول: ماهية الحروب البيولوجية ومخاطرها.
  • المبحث الثاني: ماهية الأسلحة البيولوجية وسماتها المتنوعة.
  • المبحث الثالث : الإطار القانوني المنظم لحظر استخدام وانتاج الأسلحة البيولوجية.

يتناول هذا الفصل ماهية الحروب البيولوجية من حيث مبادئها الأساسية الكامنة في الأمراض المعدية التي تسببها الكائنات الحية، فالطب الحديث والعلوم المرتبطة به هي العمود الفقري لهذا المجال البيولوجي ، فلم  تلجأ الدول الي استخدام الأسلحة التقليدية وانما أصبحت تستخدم هذه الكائنات الحية الدقيقة في صنع أسلحة شديدة الخطور ة والفاعلية تستطيع بإمكانيات بسيطه إحداث تدمير للبشرية فلا تمس الإنسان فقط وانما يمتد تأثيرها الي الحيوان والنبات التي يكون لهما دور في نقل العدوي .

كل هذه الأسلحة تندرج أيضا ضمن  أسلحة الدمار الشامل ويزداد خطورتها وتأثيرها وفاعليتها علي مدي طويل وذلك مقابل إمكانيات بسيطة وفقا لخصائصها المتميزة  لذلك أصبحت خيار أسهل للعمليات الإرهابيه فظهر ما يعرف بالإرهاب البيولوجي، وهو ما دفع بالمجتمع الدولي نحو إدراجها ضمن الأسلحة الأخطر علي الإطلاق لذا فقد ظهر موقف القانون الدولي منها ممثلاً في  اتفاقية جينيف 1925م  لحظر استخدام تلك الأسلحة ، ومن ثم توالت سلسلة من الاتفاقيات الأخري منها اتفاقية حظر استحداث وانتاج الأسلحة البكتريولوجية 1972م.

المبحث الأول: ماهية الحرب البيولوجية ومخاطرها:

تعريف الحروب البيولوجية

الحرب البيولوجية وهي الحرب الصامتة الباردة ،المسخدمه للأسلحة غير المادية، ولا تترك خلفها أثارا تدميرية مادية في المباني أو غيرها من الأشياء الملموسة، تُسمى أيضاً بحرب الفيروسات أو الحرب البكتيرية ولكن عُرفت بإسم الحروب البيولوجية لتكون أعم وأشمل فهى شكل من أشكال أسلحة الدمار الشامل، تستند فكرة تلك الحروب علي الإستخدام المُتعمد للجراثيم والفيروسات وتوظيفها كاسلحة  تقوم الدولة المُستخدمة لها بتحقيق هدفها فى تدمير الدولة العدو بالنسبة لها فتقوم بنشر الوباء بها للسيطرة عليها وشل حركتها عن المقاومة أوتدمير إقتصاد تلك الدولة ، ففي تلك الحرب من الصعب أن تعرف عدوك  إلا بعد أن يتملك المرض وتسيطر هذة الفيروسات على الدولة فهي اشبة بمحاربة عدو مجهول الهوية .[29]

امتازت تلك الحرب بالتجدد والتطور، فبدأت قديماً منذ ألاف السنين و مع التطور وبلوغ عصر التكنولوجيا الذى يعيشه العالم الأن تطورت معه الأسلحة البيولوجية وأصبح الشكل غير التقليدي للحرب هو الأكثر خطورة ودمار على حياة البشر والحيوانات والنباتات بسبب استهدافها لمصادر المياه والغذاء والعمل علي إتلافها وتلوثها أو ترك البشر التى تحمل المرض دون حماية فيتعاملون بشكل طبيعى مع غيرهم من الأفراد فيشمل تفشي تلك الأمراض المعدية تهديدًا دائمًا للصحة العالمية. [30]

مخاطر الحرب البيولوجية :

تكمن مخاطر هذة الحرب فى انخفاض تكلفتها نسبيا مقارنة بتكلفة الحرب التقليدية في اعتمادها علي الأسلحة التقليدية فائقة التكلفة، فالحروب البيولوجية تحتاج فقط لتوافر معامل ومختبرات للميكروبيولوجي بجانب الحد الأدنى من المعرفة العلمية من العلماء لتتمكن من خلق الفيروسات بأقل تكلفة ممكنة، هذا وبالإضافة الي سهولة التصنيع وسرعة  نشرها داخل الدولة بصورة تجعل من الصعب علي الدولة المستهدفة اكتشافها أو  معرفة مصدرها قبل أن تتمكن هذة الفيروسات من الدولة وتشل حركتها بالكامل ، فتأثير  الحرب هنا غير محدود ولايقتصر فقط على الإنسان بل يمتد ليشمل كافة الكائنات الأخري بما فيها الحيوانات والنباتات ، تتسم تلك  الفيروسات أيضاً باتساع مدي انتشارها حيث تنتشر فى نطاق واسع بجانب امتدادها واستمرارها  لفترات زمنية طويلة مقارنة بالحروب التقليدية  محددة النطاق ، ولذلك يمكن القول أن هذة الحرب تكمن مخاطرها فى كونها سلاح ذو حدين فالبرغم من سهولة البدء فيها وتوظيفها في تحقيق أغراض الدولة الهجومية يصعب علي الدولة من الناحية الأخري السيطرة عليها وانهائها، وذلك لعدم قدرة محضري الفيروسات في المعامل علي امتلاك العقار المعالج لهذا الڤيروس الجديد، فالمشكلة تكمن هنا في أن المتحورات عن هذا الخبيث تكون غير متوقعة ، وتوقع علاج لمرض غير متوقع هو أمر مستحيل . أيضاً تلك الأسلحة تمثل خطر أكبر حال توظيفها من قبل  المنظمات الإرهابية فتلك الجماعات هي بالفعل غير إنسانية في نشاطها فإذا ما لجأت لهذا السلاح عديم الأخلاق والإنسانية ، كانت شر مستخدم له في عملياتها الإرهابية .من مخاطر تلك الأسلحة أيضا الخطر أثناء تحضير الفيروسات فى المعامل أى يحدث خطأ ما والخطأ وارد فى كل الأحوال مما يسبب كوارث لا حصر لها.[31]

أساليب نشر تلك الفيروسات المدمرة أثناء الحرب تطورت كثيراً عبر مراحل الزمن ، فقديما كان أفراد الجيش فى الحروب ممن أصيبوا بالڤيرس  يلقي بجثثهم  أمام مقرات العدو كي يتمكن المرض منهم ويتفشي بيهم أيضا ، ومع مرور الوقت وبسبب التطور التكنولوجى وعصر السرعة الذى نعيشه الآن أصبحت طرق إنتشار الفيرس أسرع وأكبر ، إما عن طريق دس الڤيروسات فى المحاصيل أو رشها عبر الصواريخ الكيميائية . من ضمن المخاطر أيضا النظر إلي مكونات الڤيروس، فالمكونات المُشكْلة له هى ميكروبات حية وتنتقل إلى العديد من الحيوانات كالقوارض أو مفصليات الأرجل وغيرها لذلك تطول المدة التى يستغرقها المرض فى الإنتشار لأن تلك الكائنات الحية تُعامل كما لو أنها مخازن متنقلة لهذا المرض مع التحاور السريع للڤيروس  بصورة يصعب السيطرة عليه ، فضلا عن  تأثير تلك الفيروسات بشكل مباشر على الإنسان واستهدافه من خلال التلوث الغذائى كأن يتناول طعام وشراب ملوثين ويصبح من الصعب على الدولة أن تُعطى التطعيمات المناسبة لسكانها جميعاً لصعوبة لصعوبة التأكد من تناولها من جانب كافة فئاتها المجتمعية، وبالإتجاه نحو مدي تصويره كمهدد حاسم لإقتصاد الدول ويعمل علي  تدميره من خلال إرغام الدول علي غلق جميع مؤسساتها وحظر علاقاتها مع الدول الأخرى لتتمكن من  السيطرة على الڤيرس ومنعه من الإنتشار . خطر الأسلحة البيولوجية لا يتوقف عند الإنسان بل يمتدد ليهدد التنوع الحيوى ويهدد البيئة أجمع ، فعلي مستوي النباتات يلاحظ فعاليته في إصابة النباتات بأمراض عديدة كالصدأ ومرض لفحة الأرز فالمرض حينما يصيب المحصول  يتسبب في  ضعف النبات وتسمم من يتناوله  ومن الممكن أيضاً أن يصيب النباتات النادرة والمهددة بالإنقراض فيقضى بذلك على تلك السلالة نهائياً وبالتالى يُحدث هذا إختلالاً بيئياً كارثيا وملحوظا، فضلا عن امتداده علي مستوي الحيوانات واستهدافها من خلال تلك التجارب المدمره ، فالحفاظ على سلالات الحيوانات يقود الي الحفاظ علي التنوع الطبيعى للكائنات الحية ضرورية الوجود  كي يصبح النظام البيئى أكثر قدرة على مقاومة الأفات ، ولكن لم تسلم تلك الكائنات من تلك الظاهره و ظهور هذا النوع من الحروب التدميرية  أثرت تأثيراً بالغاً على الحيوانات البرية منها  كإنتشار داء ” كانين ديستمبر” حيث يصيب هذا المرض الكلاب الأهلية والحيوانات البرية المهددة بالإنقراض وتطور هذا الفيرس حتى أنه قضى على عدد كبير من الحيوانات البرية من الحيوانات المهددة بالإنقراض الموجودة فى أمريكا الشمالية وقضى أيضاً على تلت مجتمعات الأسود فى تنزانيا ومازال هذا المرض يهدد الفهود ذوات الفصيلة النادرة والمهددة بالإنقراض.

كانت الحروب البيولوجية وأسلحتها المُستخدمة أثر كبير على سلالات الأبقار فى أفريقيا كالجيوش الأوروبية في إستخدامها لمرض الطاعون البقرى فى حربها البيولوجية على أفريقيا عام 1887 حيث قضت على 95 % من الأبقار والجاموس الإفريقى وظل هذا المرض فترة طويلة وصلت إلى ثلاث سنوات وما زال هذا المرض يتفشى من فترة لأخرى حتى الأن فى شرق أفريقيا وهذا مثال واضح فى صعوبة القضاء على الأسلحة البيولوجية نهائياً لأن أثارها تظل موجودة لفترة طويلة ولذلك هناك دول إذا تفشى هذا المرض فى السلالة الحيوانية بها يضطروا إلى إعدام كثير من السلالات الأخرى كى لا تكون هناك مخازن للمرض مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى قامت بإعدام العديد من الحيوانات البرية كالثيران الأمريكية والإيل والغزال الأبيض . والأخطر من ذلك أن العديد من دول العالم تمتلك أسلحة بيولوجية وتقوم بتطوريها والذى قامت بإستخدامها فهى قادرة على تدمير كل من بالكوكب .[32]

المبحث الثاني: ماهية الأسلحة البيولوجية وسماتها المتنوعة:

تعرف بالسلاح البيولوجي أو سلاح الجراثيم ، أي عدد من  العوامل البيولوجيه الضاره  وتشمل الكائنات الحية الدقيقة )كالبكتيريا ، الفيروسات ، الفطريات ، البريونات ،والريكتسيا(، أو السم )كالسموم المشتقة من النباتات أو الحيوانات أو الكائنات الحية الدقيقة أو المواد المماثلة المنتجة صناعياً( في الأسلحة البيولوجية و يستخدم كعامل مسلح للتسبب في الوفاة أو المرض  عادة على نطاق واسع  ضد البشر أوالحيوانات أوالنباتات. كما تصنف كنوع من أنوع أسلحة الدمار الشامل كالأسلحة النووية والأسلحة الإشعاعية والأسلحة الكيميائية فبالرغم من كونها سلاح قادر علي تحقيق مستوي عالي من الإبادة الجماعية  لكنه يعجز عن التدمير الشامل للبنية التحتية أوالمعدات أو المباني ، ومع ذلك وبسبب الطبيعة العشوائية لهذا السلاح ، فضلاً عن احتمالية بدء انتشار الأوبئة وصعوبة السيطرة عليه الي جانب حالة الزعر والخوف الذي يثيره وافقت معظم الدول على حظر هذا النوع من الأسلحة والتشديد علي استخدامها.[33]

أنواع الأسلحة البيولوجية:  

تتمثل تلك الأسلحة في عدة أشكال مختلفة لتؤدي نفس الوظيفه العسكرية وتحقيق هدف التدمير بالعدو ، منها:

  • البكتيريا : وهي كائنات مجهرية يمكن زراعتها في المختبر وتتحول في ظروف غير مواتية الي حالة من الخمول تسمي الجراثيم وتعيش لفترات طويلة وتصبح هذه الجراثيم في ظروف مواتية نشطة تكون أبواغ ينتج عنها عصيات الجمرة الخبيثة التي تفرز سموم تسبب العديد من الامراض اكتشافها العالم الالماني روبرت كوخ ويقول ان استنشاق 10جرام من هذه البكتيريا قادر علي قتل عدد مساوي الي900كيلوجرام من غاز السارين ولا يتوقف تأثير هذه البكتيريا علي الارواح البشرية فقط بينما تسببت في خسائر اقتصادية ضخمة ؛والتي تنطوي علي انواع متعددة منها : الجمرة الخبيثة الجلدية وتخل الجسم عم طريق الجروح ومخالطة المرضي,والجمرة الخبيثة الاستنشاقية الناجمة عن استنشاق الأبواغ وهذا النوع هو الاكثر استخداما في الارهاب البيولوجي,والجمرة الخبيثة الهضمية الناتجة عن تناول لحوم حيوانات مصابة بالمرض, والنوع الاخر الممثل في عملية الحقن وهو احدث الطرق التي انتشر في اوروبا وذلك عن طريق حقن الأدوية غير المشروعة.
  • بكتيريا يرسينيا : تنقل هذه البكتيريا مرض الطاعون والذي يعرف بالموت الاسود ويعتبر من الامراض شديدة الانتشار كما انه مرض معدي ويؤدي الي الوفاة يوجد عادة في القوارض والبراغيث ينتقل عن طريق عضة برغوث يحمل المرض استمر هذا المرض لفترة وقد أدي بحياة ملايين من الاشخاص عبر الزمن واهم انواعه :
  • الطاعون الدملي يصيب الغدد الليمفاوية ثم ينتشر في باقي اجزاء الجسم ويؤدي الي الوفاة.
  • الطاعون الرئوي يعتبر اكثر الانواع خطورة حيث انه ينتقل عن طريق رذاذ من الفم او التنفس ويمثل هذا النوع صاحب اكبر معدل وفيات لذلك يتم استخدامه في الحروب البيولوجية .
  • فيروس فيرولا المسبب في مرض الجدري : يمثل مرض الجدري سلاح بيولوجي خطير نظرا لقدرته علي الاصابة والموت وتنتقل عدوي هذا المرض عن طريق الاستنشاق ويصيب الكبد والطحال ويسبب طفح جلدي, وقد المحتل الاوروبي هذا المرض الي العالم وكان السبب الرئيسي في سقوط امبراطورتي الانكا والازتيك واستخدمت القوات البريطانية هذا الفيروس كسلاح بيولوجي للقضاء علي رؤساء القبائل الهندية والذي تسبب في قتل عدد كبير من السكان.

تستخدم تلك الميكروبات والكائنات الحية عسكريا لتسبب الموت أو العجز والتدمير مستهدفة بذلك الإنسان والحيوان والنبات ، ويحدث ذلك عن طريق أما نشرها جويا باستخدام الطائرات المحملة بالحشرات والحيوانات كالبعوض والفئران الحاملين للمرض والبكتريا وطلقها في المنطقه المستهدفة ، أو الاعتماد علي نشرها في شكل “رش spray” في الهواء وهو الأكثر سرعة وخطورة في الانتشار والتدمير، واما من خلال استهداف الآبار ومواطن المياه فنقطة واحدة من الماء قد تحتوي على مئات الملايين من البكتريا والفيروسات، الي جانب امكانية توظيفها للسلاح البيولوجي عن طريق استهداف الغذاء ودس الڤيروسات في المحاصيل الزراعية وإصابة المزروعات ، فتحدث الإصابة من الأسلحة البيولوجية التي تشمل الميكروبات المعدية، وسموم هذه الميكروبات. [34]

خصائص الأسلحة البيولوجية:

تطورت الحرب البيولوجية من الاستخدام البدائي للجثث لتلويث إمدادات المياه إلى تطوير الذخائر المتخصصة ، وتتسم تلك الأسلحة بعدة سمات مختلفه جعلت من أمر استخدامها يسير وأكثر فاعلية ومرغوبة مقارنة بالأسلحة العسكرية التقليدية ، بداية مع سهولة توافرها  نظرا لأنها لا تحتاج إلا لتوافر خبرة علمية وبعض المواد الكيميائية لتصنع دمارا جسيمًا جنبا الي جنب مع قدرة العوامل المُعدية على إحداث مظاهر سامة شديدة من شأنها إحداث الاضطرابات المجتمعية والخوف العام ، فضلاً عن  القدرة الإنتاجية للأسلحة البيولوجية تعظ أرخص  نسبياً من الناحية الاقتصادية ويمكن أن تسبب في وقوع إصابات جماعية وزيادة التهديد بها.

بالإضافة الي التطورات الحادثة علي مر العصور والتي مكنتها من تحديد مسببات الأمراض الفتاكة المناسبة لتوصيل الهباء الجوي وعمليات التخمير على نطاق صناعي لإنتاج كميات كبيرة من مسببات الأمراض والسموم  بالتالي  فلا يلزم بأن يكون العامل البيولوجي مميتًا حتى يكون فعالًا ، فالعجز والارتباك الذي يتسببه يمثلان المقصد والضرورة نحو إنتاج التأثيرات المنشودة ، فضلا عن تميزها بقدرتها علي إحداث دمار شامل حتي قبل الشك في وجودهم  ، حيث تزداد فتك تلك الأسلحة البيولوجية إذا تم استخدامها مع أنواع أخرى من الأسلحة القوية مما يعيق القدرة علي تمييز  الأعراض الأولية للتعرض لمثل هذه العوامل، علاوة على ذلك  تعد فترة حضانة المرض المرتبطة بتلك العوامل مصدر قلق وتهديد ، حيث أن  وقوع أحد أفراد وحدة معينة (مدني ، عسكري ، أو غيرهم  )ضحية ، يظل الآخرون معرضين لإحتضان المرض نفسه ، بالإضافة الي التأثير النفسي والاقتصادي والمحبِط للمعنويات للاستخدام الشرير لمثل هذه العوامل المميتة أو السموم والتي لا يمكن التقليل منها أو إهمالها في هذا الصدد الي جانب قابلية تلك الأدوات في الإطلاع والإستفادة من التطورات الحديثة نتيجة التطور المستمر علي مدار السنين  وهو ما ظهر في تطوير تقنيات جديدة خاصة بها   كالهندسة الوراثية  مع إمكانية وسهولة الوصول إلى المعلومات قد شكلا عاملان رئيسيان يشجعان على إساءة استخدام عوامل الحرب البيولوجية ، حيث يمكن زيادة ضراوة وفعالية العوامل لصنع أسلحة بيولوجية فعالة كتطوير في وجود كائنات دقيقة مقاومة للمضادات الحيوية مما يؤدي إلي زيادة التوغل وحدوث الأمراض المزمنه ، ومنها إلى فشل الأدوية في حماية السكان  من الأسلحة البيولوجية الفتاكة ،ختاماً مع توضيح أثر  الهجوم بهذه السلالات المقاومة للمضادات الحيوية كأخطر نوع من بينهم والذي بدوره سيبدأ في انتشار الأمراض المعدية كالجمرة الخبيثة والطاعون على نطاق وبائي واسع .[35]

المبحث الثالث: الإطار القانوني المنظم لحظر استخدام وانتاج الأسلحة البيولوجية:

تعد الأسلحة البيولوجية هي الأخطر علي الإطلاق والتي باتت تعد من أسلحة الدمار الشامل ، لما تحدثه من دمار نحو أعداد كبيرة من البشر والحيوانات والنباتات عن طريق نشر الأوبئة والڤيروسات ، فيمكن ان تأخذ هذا النوع من الحروب اتجاها جديدا تزامنا مع علم الأحياء الدقيقة فيصبح تأسيس تلك الأسلحة علي أساس عقلاني لذا فقد ظهر موقف القانون الدولي منها فتم وضع اعلانان دوليان يعملان علي حظر استخدام الأسلحة البيولوجية أحدهما في بروكسيل 1874 والأخر في لاهاي1899 كأول تحرك قانوني تجاه هذا النوع غير التقليدي من الحروب وتبعها اتفاقيات اخري اثناء فترات الحرب العالمية الاولي والثانية, منها توقيع اتفاقية جينيف 1925م  لحظر استخدام تلك الأسلحة ، ومن ثم توالت سلسلة من الاتفاقيات الأخري منها اتفاقية حظر استحداث وانتاج الأسلحة البكتريولوجية 1972م. [36]

اولاً: بروتوكول جينيف 1925م :

يعرف ببروتوكول حظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة والسامة وغيرها من الغازات والوسائل البكتريولوجية  في النزاعات المسلحة الدولية ، والتي تم توقيعه في جينيف بسويسرا في ١٧ يونيو ١٩٢٥م ، كأولي الاتفاقيات متعددة الأطراف لنزع السلاح وحظر فئة كاملة من الأسلحة ، وذلك بعد ١٠ سنوات من وقوع اول هجوم باستخدام الغاز خلال الحرب العالمية الأولي، إذ يعتبرون أطراف الاتفاقية بأن استعمال مثل هذه الغازات والعوامل البيولوجية في الحروب أمر يدينه الرأي العام والمجتمع الدولي المتقدم ، فجاء موقف القانون الدولي واضحاً خلال هذا البروتوكول فيما يخص الأسلحة البيولوجية من خلال النص علي الحظر العالمي لاستخدام أو إنتاج هذه الأسلحة كجزء من الالتزام والتقيد بالقانون الدولي علي جانبي الضمير والممارسة لدي كافة الدول.

فتنص مبادئ هذا الاتفاق علي إلزام الدول الأطراف بقبول الحظر والموافقة علي تمديده ليشمل الوسائل الجرثومية خلال الحرب والنزاعات المسلحة، الي جانب الموافقه علي إلتزام بذلك تجاه الدول وبعضها البعض، فضلاً عن سعي الدول الأطراف تجاه حث الدول الأخري بالإسراع نحو الإنضمام الي هذا البروتوكول ، وضمان سير أحكامه علي كافة الدول الموقعه عليه منذ زمن التصديق .[37]

ثانيا: اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية (البيولوجية) والتكسينية وتدمير تلك الأسلحة ١٩٧٢م :

صدرت تلك الاتفاقية عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر ١٩٧٠م كخطوة أولي نحو اتخاذ التدابير اللازمة لمحاولة وقف ومنع استخدام أسلحة الدمار الشامل ومنها الأسلحة البيولوجية والكميائية وإزالتها من الأدوات العسكرية لجميع الدول ،وتفوض بشأنها لجنة نزع السلاح في جينيف, وتم فتح باب الإنضمام اليها والتوقيع من جانب الدول في 10 ابريل 1972 كأول اتفاقية متعددة الأطراف تقوم علي هذا الإختصاص في حظر استحداث وانتاج وتخزين مجموعة بأكملة مصنفه ضمن أسلحة الدمار الشامل.

دخلت تلك الإتفاقية حيذ النفاذ في 26مارس1975, وذلك كامتداد وتأكيد علي برتوكول جينيف ١٩٢٥م صاحب الدور الأكبر في التخفيف من أهوال الحرب، واستمرار التأكيد علي خطورة هذا السلاح البيولوجي والسعي نحو ضرورة تقيد الدول بشكل عام وكامل في ظل مراقبة دولية فعالة لمنع استحداث أو إنتاج وتخزين اي من تلك الأسلحة المدمرة ، وذلك في محاولة منها للإسهام في خلق مناخ دولي يحظي بثقة الشعوب ، فضلا عن تحقيق أهداف ومقاصد الجمعية العامة ومبادئها ، وحرصاً منها علي المصلحة الإنسانية جمعاء، وتعهدت الدول استنادا لهذه الاتفاقية بحظر توظيفها للسلاح البيولوجي تحت اي ظرف من الظروف او العمل علي انتاج او تخزين او استحداثها باي طريقة أخري, وسعت الدول الأطراف علي ضمان أن تظل تلك الاتفاقية قائمة وفعالة علي الرغم من التطورات والإبتكارات في العلم والتكنولوجيا والأمن والسياسية منذ دخولها حيز التنفيذ.[38]

وهذا ما اتضح من خلال المواد الخاصه بالاتفاقية ، منها المادة الأولي ، والتي تنص علي تعهد كافة الدول الأطراف كلا منها علي حده بأن لا تقوم بأي استخدام او استحداث أو إنتاج او تخزين لأي من العوامل البيولوجية والجرثومية بمختلف أشكالها في الأغراض الهجومية، فضلا عن التزامها بعدم اقتناء أسلحة أو وسائل الايصال  الموجهة نحو استخدامها في الحروب أو النزاعات المسلحة.[39]

اتمثل تلك الاتفاقية في حظر الأسلحة البيولوجية العنصر الأساسي والفعال في إظهار جهود المجتمع الدولي نحو حظر مثل تلك الأسلحة البيولوجية وسعي الدول في التصدي لانتشار أسلحة الدمار الشامل, هذا وقد وصلت تلك الاتفاقية في عضويتها الي العالمية بحلول 2021, فقد بلغ عدد الدول الأطراف المعترفين بها نحو 183 دولة الي جانب 4 دول موقعه عليها, وفيما يخص الدول العربية فتوجد من بين الدول الأطراف 17 دولة عربية طرف بتلك الاتفاقية جنبا الي جنب مع توافر ثلاثة دول من بين الأطراف الموقعه عليها من بينهم مصر الي جانب سوريا والصومال .[40]

الفصل الثاني:

تاريخ الحروب البيولوجية

المبحث الأول:نشأة الحروب البيولوجية

المبحث الثاني: مراحل تطوير الحروب البيولوجية

شهد تاريخ الحروب البيولوجية العديد من الأحداث والهجمات المتعمدة حيث أنها قديمة قدم التاريخ ، ولها العدد من الأمثلة لتدلل علي ذلك، وبالتالي فهي مليئة بالتهديدات والصراعات مما أدت إلي إصابة عدد كبير من الأفراد وإنتاج آثار وعواقب وخيمة هلكت المجتمعات ودمرت البشر ، فهي تؤدي للموت نتيجة استخدام الأسلحة البيولوجية والأمراض المعدية التي لا يمكن السيطرة عليها من قبل الدولة. تقوم إحدي الدول بهذه الهجمات البيولوجية بهدف تحقيق مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية. 

اثبتت هذه الحروب كونها أسوء أنواع الحروب، حيث أنها تستهدف الخصم من خلال انتشار الفيروسات التي لا يمكن رؤيتها ولا يمكن مواجهتها بشكل مباشر، ظهرت الحروب البيولوجية بشكل متعمق قبل القرن العشرين. لم تبدأ الحروب البيولوجية بالقنابل النووية الشديدة بل أنها بدأت بالأحجار والمعادن. ناهيك عن مرور الحروب البيولوجية بأربع مراحل تطوروا مع تطور علم البيولوجيا، اختلفت كل مرحلة عن الأخري وجاءت بسمات تميزها عن غيرها. وكانت المرحلة الأولي بمثابة تصوير للعصور القديمة وفي ذلك الوقت لم يكن هناك إدراك للكائنات الحية الدقيقة. في حين أن المرحلة الثانية كانت بمثابة إضافة لإدراك الأفراد عن ما فقدوه في المرحلة الأولي من فهم وتصنيف للكائنات الحية الدقيقة. بالإضافة إلي المرور بالمرحلة الثالثة والتي تميزت بإدخال العديد من التقنيات الجديدة ذات التأثير الكبير في هذا المجال، ناهيك عن الوصول للمرحلة الرابعة والتي شملت إبرام المعاهدات فيما يتعلق بالأسلحة البيولوجية، وحظر حيازة العوامل البيولوجية.

المبحث الأول:نشأة الحروب البيولوجية:

الحرب البيولوجية أو البكتيرية أو الميكروبية هي عبارة عن الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الميكروبات أو الفيروسات وذلك من أجل نشر الأمراض والأوبئة المدمرة والقاتلة للأفراد والعمل علي إبادتهم، مما يؤدي ذلك إلى إصابة أعداد كبيرة من الناس ، والقضاء على الكائنات الحية ، وتدمير الحياة داخل نطاق معين . وبالتالي فإن المقصود بكلمة بيولوجي: جميع الوسائل والطرق التي تستخدم في انتشار الأمراض والأوبئة بين القوى المعادية للقضاء عليها أو على الأقل التأثير سلباً على كفاءتها القتالية. وكان أول استخدام للسلاح البيولوجي من خلال القائد اليوناني سولون عام 600 ق. م ، حيث أنه قام باستخدام جذور نبات هيليوروس في تلويث مياة النهر حيث كان أخصامه يشربون منه مما أدي إلي القضاء عليهم.

بالإضافة لذلك فهي يمكن وصفها بأنها حرب قديمة قدم التاريخ ، باردة ، صامتة تتم بدون استخدام أي أسلحة مادية ولا انفجارات أو شظايا أو دخان. هي حرب لا تترك آثار وعواقب مدمرة مادية سواء في المباني والمنشآت. بل المقصود هو الإنسان والجماعات البشرية والقضاء عليهم ، فيكون الموت في حد ذاته، إذ يمكن هزيمة وكسر إرادة الدول ، والسيطرة عليها ، وتهديدها ، أو ابتزازها سياسياً أو اقتصادياً. التهديد بها أو استخدامها جزئيًا أو كليًا ، من المعروف أن الحروب بجميع أنواعها وطرقها وأشكالها هي عبارة عن عمل لا يمكن السيطرة عليه يتحقق فيه الموت والإبادة علي جميع الكائنات الحية ، ولكن بلا شك فإن الحرب البيولوجية هي بالتأكيد النوع الأسوأ على الإطلاق ، لأن الخصم لا يرى خصمه ولا يشعر به ، حيث أن الأمر يفاجأ ويحدث أينما ومتى بشكل لا يمكن توقعه ، وعندها فقط الموت المحتوم هو الذي سيدركه دون أن يكون قادرًا على الدفاع عن نفسه لأنها عبارة عن انتشار فيروسات لا تري ولا يمكن مواجهتها بشكل مباشر.[41]

شهد تاريخ الحروب البيولوجية آلاف السنين في التاريخ البشري حيث تم استخدامها للمرة الأولي قبل القرن العشرين، حيث أنها بدأت في عام 1347 ميلادي وذلك عندما اندفع المغوليين بقذف الجثث التي أصابها الطاعون فوق جدران البحر الأسود في ميناء كافا، والذي يقع الآن في منطقة فيودوسيا في أوكرانيا.

من الضروري فحص الكائن المريض من خلال دراسة الأخطار البيولوجية ، حيث أن هذه الأمراض لا يمكن تفحصها بواسطة الحواس البشرية العادية ولا يمكن أيضاً التنبؤ بها إلا بعد ظهور الأعراض الإكلينيكية علي المرضي ، وبذلك يصعب الموقف بسبب عدم إيجاد جدوي بالنسبة للقاحات الوقائية. تعددت الأبحاث والدراسات العلمية حول دراسة العامل الممرض وكيفية التعامل معه ومعرفة انتشاره في الطبيعة ، مع اكتشاف الأمصال والعقاقير الطبية التي يتم استخدامها في العلاج. وبالتالي لا تقتصر الحروب البيولوجية علي الإنسان بل تشتمل علي الحيوانات وجميع مكونات البيئة الإحيائية.

كان في البداية تستخدم الحروب البيولوجية الأحجار والخشب ثم المعادن ، وبعد ذلك تم التعرض لوسائل النقل من حيوانات وعربات، ثم تم اكتشاف البارود والقنابل حتي دمج الأنوية والقدرة علي الحصول علي القنابل النووية العنيفة. وبالتالي لا تخلو الحروب البيولوجية من الأسلحة البيولوجية حيث أن كان أقدم الأسلحة هو القيام باستخدام الأواني الفخارية المحملة بالأفاعي السامة ثم قذفها علي الأخصام وذلك من خلال القائد العسكري هانيبال في عام 148 قبل الميلاد.

ومن ضمن الأمثلة السابقة علي نماذج الحروب البيولوجية:

  • تلويث مياة الأعداء والآبار والأنهار وذلك في عصر الحضارة الرومانية والفارسية من خلال قذف الحيوانات النافقة والجثث البشرية التي أصابها التعفن ، مع انتشار الميكروبات والفيروسات مما أدي إلي تفشي الأمراض الخطيرة خصام أ، وإصابة العديد من الضحايا.
  • وصول التتار إلي الأراضي الأوكرانية حيث تم احتجاز الجثث المصابة بمرض الطاعون في مدينة فيودوسيا ، وذلك في عام 1346م ، حيث أنهم كانوا يرمون الجثث بالمنجانيق داخل المدينة المحاصرة مما أدي إلي هلك العديد من الأفراد بسبب انتشار مرض الطاعون في ذلك الوقت.
  • استخدام البطاطين كوسيلة في الحروب البيولوجية ، وذلك برز من خلال قيام الجيش البريطاني بإرسال مجموعة من البطاطين تهيئة للشعب بأنه يساعد شعب أمريكا الأصلي ( الهنود الحمر) بهذه الطريقة وهذا عن طريق احتوائها علي حقن الطاعون والجدري ، وانتشار هذا المرض المميت ومعه الإرهاب البيولوجي مما أدي إلي القضاء علي عشرات الآلاف.
  • فتك بعض الدول التي احتلت في القارة الأوروبية، خلال الحرب العالمية الأولي من خلال استخدام ألمانيا للسلاح البيولوجي ، كما حدث أيضاً في الحرب العالمية الثانية بواسطة جيش اليابان ، عندما استخدم السلاح البيولوجي ضد الجيش والشعب الصيني مما أدي إلي القضاء علي البشر. ذلك بالإضافة إلي أنه بعد الحرب العالمية الثانية تم اعتماد العديد من الدول للسلاح البيولوجي كسلاح له تأثيره الكبير في الحملات العسكرية ، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية من أوائل هذه الدول وأيضاً الاتحاد السوفيتي وكندا وبريطانيا. ولقد تعكف المختبرات البيولوجية العسكرية علي أبحاث وتجارب كثيرة التعقيد والسرية التامة وذلك من أجل اكتشاف العديد من السلالات الميكروبية القاتلة التي لا يتوفر لها أي أمصال أو أدوية، تحقيقاً للتدميرات والتخربيات والعمليات الإرهابية في كل أنحاء العالم.[42]
  • في العصور الوسطى ، تم احتلال مدينة تورتونا الإيطالية بعد تسميم خزانات مياه الشرب الخاصة بها بواسطة الإمبراطور فريدريك بربروسا في عام 1155م. و خلال الحروب الصليبية ألقت الجيوش الصليبية جثث المصابين داخل معسكرات الجيوش المصرية والشامية بهدف نشر الأمراض والأوبئة القاتلة كالطاعون والجدري والكوليرا بين صفوف الجنود.
  • أصاب الطاعون ، أكثر من ربع سكان أوروبا خلال الفترة من 1348 إلى 1350 ، وأطلقوا عليه اسم “الموت الأسود”. ومنذ القرن الخامس عشر ، وبعد اكتشاف القارتين الأمريكيتين ، استطاع المهاجرون الأوروبيون من القضاء علي عدد كبير من السكان المستوطنين الذين أصابهم أمراض غير معروفة هناك وليس لديهم مناعة طبيعية تتصدي هذا الأمر، وكان للجدري السبب الأساسي في التخلص من أعداد كبيرة من السكان.
  • يشار إلى أن قائد القوات الإنجليزية داخل المستعمرات الأمريكية أرسل ملابس وأغطية جلبت من مستشفى العزل إلي المصابين بداء الجدري كهدايا مرسلة إلي رؤساء قبائل السكان الأصليين ، وبالتالي كان عقوبة ذلك ، هو انتشار المرض بين السكان. مما أدي إلي قتل عشرات الآلاف من الأفراد، وخلال الحرب الأهلية الأمريكية قام جنود الجيشين الشمالي والجنوبي بتلويث الأنهار والآبار بإلقاء جثث الخنازير والماشية النافقة فيها.
  • أجريت تجارب على أسرى الحرب من خلال القوات اليابانية عن طريق حقنهم بجراثيم التيفود أو العمل علي إعطائهم مواد غذائية أو مياه ملوثة بميكروب الكوليرا. كما وردت أنباء عن قيام القوات اليابانية بنشر ميكروب الكوليرا في آبار المياه في مناطق الصراع الصيني ، وكان مقر المعامل اليابانية في (هيربين). بالقرب من منشوريا ، التي احتلها الاتحاد السوفيتي فيما بعد وتم نقلها إلى روسيا.
  • خلال الحرب الكورية ، اتهمت الصين وكوريا الشمالية الولايات المتحدة باستخدام أسلحة بكتيرية ضدهما ، وفي عام 1952 تم استدعاء اللجنة العلمية الدولية التابعة للأمم المتحدة للتحقيق في الشكاوى المقدمة من الصين وكوريا. الجمرة الخبيثة والبراغيث المصابة بجراثيم الطاعون والبعوض الحامل لفيروسات الحمى الصفراء والحيوانات الأليفة التي استخدمت لنشر الأمراض الوبائية “.
  • وأثناء حرب فيتنام ،استولي الجيش الأمريكي الأسلحة الجرثومية بهدف إيذاء قوات الفيتكونغ والقرى والبلدات الفيتنامية. كما تم استخدام نفس الأسلحة في محاولة من قبل الأمريكيين لتدمير محصول قصب السكر في كوبا في الستينيات والسبعينيات ، وأثار ذلك العديد من المشكلات حيث أنه مصدر الدخل الأساسي للبلاد ولا يمكن الاستغناء عنه.
  • حدث أكبر استنشاق بشري لجراثيم الجمرة الخبيثة في عام 1979 في المركز البيولوجي العسكري في سفيردلوفسك بروسيا ، حيث تم إطلاق جراثيم الجمرة الخبيثة عن طريق الخطأ مما أدى إلى وفاة العديد من الأفراد.
  • في العقد الأول القرن الحادي والعشرين فقط ، عان الأفراد من أكثر من 5 أمراض خطيرة ، حيث عاصر العالم أخطار بيولوجية وبائية مخيفة ، مثل فيروس السارس عام 2002 ، وإنفلونزا الطيور عام 2003 ، وأنفلونزا الخنازير عام 2009 ، وباء الإيبولا عام 2013 ، وفيروس كورونا عام 2020 ، ولا يهمنا البحث عن مصدرهم أو أسبابهم أو المستفيد من وراء ذلك ، فإن الإنسان هو أول من يعاني عندما تنهار قيمة الحياة البشرية للآخرين من منظور جهة معينة ترفض تحقيق المصالح السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية بأي طريقة من الطرق، حتى لو كانت العقوبة هي إبادة بشرية وتدمير الكثير من المجتمعات.[43]

المبحث الثاني: مراحل تطور الحروب البيولوجية:

تطورت الحروب البيولوجية علي مر العصور بتطور علم البيولوجيا بالتوازي ، وبالتالي تتدرج هذه الحروب في هيئة مجموعة من المراحل يمكن تقسيمها إلي أربع مراحل ، ولكل مرحلة من هذه المراحل سمات تميزها عن غيرها واحتفاظها بمجموعة خصائص مختلفة ، ومن هنا يأتي أهمية دور سرد تاريخ الحروب البيولوجية وتوثيق التطور التاريخي لوسائل الحروب البيولوجية ، وبالتالي فإن:

المرحلة الأولي:

امتدت تلك الفترة من العصور القديمة حتى السبعينيات من القرن التاسع عشر ، واتسمت باستخدام أنواع بدائية وليست حديثة من العوامل البيولوجية والسموم في مواجهة الخصم  في ساحات القتال وذلك عن طريق قذف السموم في المياه التي يستخدمها الأخصام في الشرب معتمدين على ذلك علي عدم إدراك وفهم الأفراد في هذه العصور بوجود الكائنات الحية الدقيقة والعوامل الأخرى التي تستخدم لنقل الأوبئة. خلال تلك المرحلة ، لم يوصف هذا العمل العدائي بأنه حرب أو سلاح ، بل كان يعتبر وسيلة خداع. وتوجد العديد من الأدلة والاستشهاد بالأمثلة علي تلك المرحلة ؛ ففي عام 200 قبل الميلاد ، عدم مواجهة جنرال قرطاجي أخصامه ، تاركًا وراءه كميات كبيرة من النبيذ بعد أن وضع في نفوسهم جذور “الماندراغورا” ، وهو نبات مخدر.

المرحلة الثانية:

استمرت تلك المرحلة من سبعينيات القرن التاسع عشر ، حيث أنه في ذلك الوقت أدرك الجميع أن الكائنات الحية الدقيقة هي السبب في حدوث الأمراض ، حتى منتصف القرن العشرين. لم تتوقف هذه  المرحلة عند عزل الكائنات الحية الدقيقة المرضية الطبيعية وسمومها ، بل الاستمرار في دراستها وتصنيفها وتحديد ما يمكن استخدامه في الحرب البيولوجية ، بما في ذلك العوامل المسببة لأمراض وبائية خطيرة. بالإضافة إلي ذلك ، العمل علي إتاحة لقاحات ضد العديد من هذه العوامل كما شهدنا خلال تلك الفترة حربان عالميتان.

لا يوجد دليل على استخدام الأسلحة البيولوجية من قبل أي من الجوانب المتحاربة خلال الحرب العالمية الأولي ، ولكن توجد آراء مختلفة علي ذلك وتؤكد أن البريطانيين قاموا باستخدامها بالتعاون مع الأتراك ضد الجيش الأحمر الذي قام بالثورة. في روسيا عام 1917 م ، وذلك من خلال قذف الجثث المتعفنة في الآبار التي يستخدمها الثوار. ذلك في حين أنه شهدت الحرب العالمية الأولى استخدامات واسعة للأسلحة الكيماوية التي أطلق عليها اسم “الغازات” ، وبدأت فرنسا في ذلك أولاً عام 1915 م ، ثم بريطانيا وألمانيا ، مما أدي ذلك إلي وقوع أعداد هائلة من الإصابات ،  وذلك ساعد علي انتشار وعي عالمي بضرر انتشار الأسلحة الكيماوية ووعي بمنع الحرب الكيماوية أو البيولوجية . وفي تلك المرحلة أيضاً تم توقيع ” بروتوكول جنيف في ( 17 يونيو 1925م) ، وهذا التوقيع بهدف حظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة ، وجميع السوائل أو المواد المماثلة لها ، بالإضافة إلي وسائل الحرب البكترية.

في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين ، الذي شهد الحرب العالمية الثانية ، كان هناك تطورات في استخدام وسائل الحرب البيولوجية ، خاصة في اليابان التي لم توقع على “بروتوكول جنيف”. في عام 1930 م ، حيث أن اليابانيين أسسوا وحدة عسكرية متخصصة في الحرب البيولوجية بقيادة الجنرال شيرو إيساي. واتهمت هذه الوحدة باستغلال 3000 أسير حرب في تجاربها. كما هاجمت اليابان 11 مدينة صينية بالأسلحة البيولوجية ، وألقت 130 كيلوجرامًا من الجمرة الخبيثة والنظيرة التيفية في وسط الصين ، مما أصاب العديد من الأفراد.

فقد تم تبادل الاتهامات حول استخدام أسلحة بيولوجية من خلال الدول المتصارعة. على سبيل المثال ، كان لدى الحلفاء نية لاستخدامها لولا رفض رئيس الوزراء البريطاني تشرشل ، خوفًا من أن يرد النازيون بالمثل. في حين أن النازيين بدأوا أبحاثهم حول الأسلحة البيولوجية عام 1936 م واستخدموا ما لا يقل عن 500 أسير حرب في تجاربهم لإنتاج لقاحات ومضادات حيوية لأمراض مثل: التهاب الكبد الفيروسي والملاريا.

لقد تم انتهاك بروتوكول جنيف في هذه المرحلة لأول مرة في عام 1935 م عندما قامت إيطاليا  باستخدام غاز الخردل أثناء احتلالها للحبشة ، بعد 10 سنوات من توقيعها على بروتوكول حظر استخدام الأسلحة الكيماوية ، والبيولوجية . ولكن لو يتم استخدام الأسلحة الكيماوية خلال الحرب العالمية الثانية ، والبعض يعلق على ذلك قائلاً: “لا يوجد سبب واحد مقنع لعدم استخدام الغاز في الحرب العالمية الثانية.

المرحلة الثالثة:

استمرت هذه المرحلة عشرين عاما ، منها الخمسينيات والستينات من القرن الماضي. تميزت هذه المرحلة بإدخال تقنيات جديدة لإنتاج عوامل لها تأثيرات سامة كبيرة ولديها إمكانية أكبر لدخول ظروف الحرب البيولوجية التي تم رسمها خلال الحرب الباردة نتيجة للتجارب المتراكمة من الحرب العالمية الثانية وما قبلها. خلال تلك المرحلة ، استخدمت القوات الأمريكية أسلحة بيولوجية في الحرب الكورية (1950-1953 م). بعد أن اتهمها الصينيون والكوريون الشماليون ، تم استدعاء لجنة علمية دولية للتحقيق ، ضمت علماء من السويد وفرنسا وإيطاليا وروسيا والبرازيل وبريطانيا. لقد تعرض الشعبان في كوريا والصين حقًا للأسلحة البكتيرية “. تم تقديم التقرير إلى الأمم المتحدة عام 1952 م ، وتألف من 700 صفحة. مثل الأرانب ، تم استخدامهم جميعًا لنشر الأمراض الوبائية المذكورة أعلاه. ولم يذكر التقرير أي شيء عن انتشار أي من هذه الأمراض في كوريا الشمالية أو الصين.

المرحلة الرابعة:

    تبدأ هذه المرحلة من بداية السبعينيات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا. في بداية هذه المرحلة، تم إبرام معاهدة الأسلحة البيولوجية في عام 1972 م ، والتي تعتبر من أهم اتفاقيات نزع السلاح متعددة الأطراف ، حيث حظرت حيازة العوامل البيولوجية وإنتاج وتطوير وتخزين السموم ، بغض النظر عن أصلها أو طريقة صنعها بأنواع وأشكال ، هذا ليس مبرراً علي استخدامها لأغراض وقائية أو دفاعية أو سلمية. كما حظرت معدات النشر والوسائل المصممة لاستخدام هذه العوامل والسموم بهدف عدائي أو في النزاعات المسلحة. ولقد تم عقد ثلاثة مؤتمرات لرصد هذه الاتفاقية في الأعوام 1980 م ، 1986 م ، و 1991 م ، ولعل أهمها المؤتمر الأول الذي أكد أن المعاهدة تنطبق على ما يستخدم أساليب وتقنيات الهندسة الوراثية.

   دخلت في هذه المرحلة الدول النامية الحرب ولكن بقدرات وإمكانيات بسيطة أو باستيراد تقنياتها، ولكن لم تسلم هذه الدول من الاتهامات التي وقعت عليها بإنتاج أو استعمال عوامل بيولوجية لأهداف الدعاية السياسية مثل ( العراق، كوبا، فيتنام). وأبرز مثال علي ذلك ، هو اتهام دولة الولايات المتحدة الأمريكية لفيتنام بحجة استخدامها السموم الفطرية أو ” المطر الأصفر” في حربها ضد دولة كمبوديا.[44]

الفصل الثالث:

 الجانب التطبيقي لتأثير الحروب البيولوجية علي الأمن الدولي

المبحث الأول : التجارب التاريخية للحروب البيولوجية (الولايات المتحدة الأمريكية والعامل البيولوجية ضد اليابان وألمانيا أثناء الحرب العالمية التانية)

المبحث الثاني: القضايا الراهنة واستشعار البعد البيولوجي لها ( COVID-19، الحرب الأوكرانية ).

يتناول هذا الفصل الجانب التطبيقي للحرب البيولوجية فقد يدخل بُعد الأمن غير التقليدي من خلال استخدام الأسلحة البيولوجية كأحد أسلحة الدمار الشامل في قضايا تقليدية كالحرب الروسية الأوكرانية،وذلك من خلال نشر الأوبئة والڤيروسات للقضاء علي أكبر قدر من السكان والبيئة، سعي الدول المتقدمة مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لإستخدام هذه الأسلحة وإتباع برامج التدمير البيولوجي كان له تأثير واضح علي نشر الموت الجماعي خلال حقبة الحرب العالمية الثانية وتوظيف هذا السلاح ضد ألمانيا واليابان، والمنافسة بين الدول علي تطوير وانتاج البكتريولوجية مما أدى إلي تهديد الأمن والسلم الدوليين.

كما عمل نشر المعلومات المضللة من قبل الحكومة الروسية كأداة تشغيلية في هجومها علي الدولة الأوكرانية، وبرز دور وسائل التواصل الاجتماعي كعامل فعال خلال هذه الحرب، فلم تخلو هذه الحرب من الاتهامات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية حول تطوير وتعزيز برامج بيولوجية عسكرية في أوكرانيا بهدف نشر العديد من التهديدات. ذلك في حين عدم صمت الولايات المتحدة الأمريكية عن هذه الاتهامات وردها بأنها عبارة عن أكذوبات من قبل روسيا. ناهيك عن انتشار فيروس كورونا في 2020 حول العالم كأحد العوامل البيولوجية ، بالإضافة إلي حدوث موجات أخري من الفيروسات غير طبيعية ، قد تنشأ عن تغير المناخ  أو غيره.

وفيما يخص  المعونات الغربية للدولة الأوكرانية فهي لم تهدأ، وثارت العديد من عمليات المقاومة والتصدي من قبل روسيا ، حيث أن ذلك أثر بشكل سلبي عليها وسبب لها خسائر ضخمة مادية وبشرية، مما قلل من طموحتها لامتلاك السلاح الأقوي علي الإطلاق، ومن حيث المكاسب التي ترغب فيه تحقيقها ، مما أدي إلي تنازلات سياسية من جانب موسكو.

المبحث الأول: التجارب التاريخية للحروب البيولوجية

   ( الولايات المتحدة الامريكية وتوظيف العامل البيولوجية ضد اليابان وألمانيا فترة الحرب العالمية التانية)

يُعد برنامج الأسلحة البيولوجية الأمريكي الأكثر تقدماً في العالم و الذي بدأ عام 1941م، حيث حظي بأهتمامًا و تمويلاً ضخماً في الفترة التي كان برامج الدول الأخرى علي أهُبة التنفيذ و علي الرغم من أن دولاً مثل اليابان و المملكة المتحدة و الاتحاد السوفيتي قد ركزت علي تطوير هذا النوع من الحروب إلا ان الولايات المتحدة الامريكية ظلت متشككة من اتخاذ هذه الخطوة حتي الحرب العالمية الثانية، و للتطبيق علي الولايات المتحدة الأمريكية سنتطرق للإجابة علي عدة اسئلة و هي التحول الدولي من الحروب الكيماوية الي الحروب البيولوجية و برتوكول جينيف 1925م، و بعض التفاصيل المؤسسية حول برنامج الاسلحة البيولوجي الأمريكي و توجه أمريكا لإستخدامه في الحرب العالمية الثانية علي كلا الدولتين (اليابان و المانيا).

مراحل تأسيس برنامج الحرب البيولوجية الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية: (دور العسكريين والعلماء)

في البداية كان الخوف الأمريكي من تلك الحروب مثيرة للدهشة لأنها أدركت انها غير مجدية و قد تؤثر بالسلب علي الشعب الأمريكي و انها غير ممكنة لعدم قدرة العوامل البيولوجية علي الانتشار بشكل فعال الا انه كان يُنظر لها علي نطاق عالمي من جانب العلماء و كبار السياسيين الأمريكان، و لذلك بدأ البرنامج البيولوجي الأمريكي ببطء و لم يتم تقبله علي نطاق واسع من جانب المسؤولين الحكوميين حتي اثناء الحرب العالمية الثانية، و كان لكل مجموعة داخل القادة العسكرية دوافعهم الخاصة فكان يُنظر للحروب البيولوجية من جانب دفاعي لضمان الأمن و إنقاذ الأرواح و لكنهم بجانب هذا كانوا مهتمين بالنصر العسكري للولايات المتحدة الأمريكية، و في البداية لم يظهر الجيش الأمريكي إهتمامه كثيراً بشأن تلك الحروب حتي اواخر 1941 حين اطلق وزير الحرب هنري إل ستيمسون البرنامج الأمريكي للأسلحة البيولوجية من خلال تشكيل لجنة WBC  المكونة من مجموعة من العلماء مكلفين بمسح مجال الحرب البيولوجية بالكامل و يرجع تسميتها لعدم لفت الإنتباه الي الأسلحة البيولوجية و التي كانت ستصبح BWC  أو لجنة الحرب البيولوجية و تم إنشاء منظمة مدنية دائمة لإجراء مسح مستمر لهذا المجال. [45]

و في عام 1942 تم إنشاء برنامج للأسلحة البيولوجية الامريكية رسمياً بسبب موافقة (الرئيس روزفلت) علي اقتراح سيتمسون نحو تخصيص الأموال للأبحاث البيولوجية و إنشاء وكالة مدنية لأجراء الأبحاث الخاصة بهذا المجال،و تم تعين جورج دبليو ميرك الرئيس التنفيذي لقيادة خدمة أبحاث الحرب لجمع أعداد هائلة من المعلومات للبحث عن أنواع السموم المختلفة لإستخدامها في الحرب، لذلك تم إجراء بحث شامل عن أكثر مسببات الأمراض فتكاً، كما لعبت وزارة البيئة دوراً هاماً حيث أجرت العديد من البحوث حول الأمراض الفطرية، فضلاً عن  البحوث المركزة علي اللقاحات و تطوير الأقنعة من معدات الحماية الشخصية لتقليل الخسائر الجماعية في الحرب، و تم تعليم الضباط من المستوي الأدنى منهم الي الأعلى ليكونوا علي دراية بالحروب البيولوجية و كان ذاك يُمثل الجانب الدفاعي من الجانب الأمريكي. [46]

أما فيما يتعلق بالجانب الهجومي لدي الولايات المتحدة الامريكية، حيث اصبحت اولوية قصوي و كانت الجمرة الخبيثة واحدة من أول السموم التي اكتشفها برنامج الاسلحة البيولوجي الامريكي و التي يمكن استخدامها كسم بيولوجي و هاجم و هو مرض بكتيري سام يمكن نقله عن طريق جروح الجلد و استنشاق الهواء الملوث، كما ان للجمرة استخدامات كثيرة مثل إطلاقها في الهواء في صورة غبار او سائل، كما انه يمكن استخدامها في بيئة عسكرية لحماية الجنود الا انها لم تكن الافضل لتكون شكل من اشكال الدفاع المدني، بالإضافة الي الانواع الاخرى من السموم مثل الطاعون، حمي الضنك، الرعام، حمي الوادي المتصدع، الحمي الصفراء…..، كما اجري الامريكان العديد من التجارب علي السموم لتدمير المحاصيل الزراعية كأسلحة هجومية. [47]

موقف الولايات المتحدة الأمريكية من بروتوكول چينيف عام ١٩٢٥م:

فقد كان من أهم ما نص عليه برتوكول جينيف عام  1925 كما أشرنا تفصيلا في الفصل الاول ؛ المبحث الثالث والذي نص هو حظر استخدام الاسلحة الكيمائية و ذلك لما تسببه من دمار شامل مما اسفر عن مقتل أكثر من 90 ألف جندي و إصابات و إعاقات دائمة لمعظم البشر حيث تم استخدام غاز الخردل في حرب الخنادق و التي اجتاحت بشكل مبالغ فيه من اوروبا الغربية و لذلك كان هدف الدول التخلص من هذا النوع من الحروب و حظر تصدير الأسلحة الكيمائية و قد ايدتها جميع الدول لعدم وجود اي مادة مثيرة للجدل فيها، و كان لممثلوا بولندا الإسهام الأكبر في إدراج حظر الحروب البيولوجية في المعاهدة ، فكان هذا البرتوكول هو الأول من نوعه الذي حظر نوعين من الحروب في آن واحد و لكن نجد أن الولايات المتحدة الامريكية لم توقع علي هذا البرتوكول بسبب الفيلق الكيميائي للجيش و بعض العاملين في صناعة الكيماويات علي إقناع مجلس الشيوخ لرفض التصديق عليه، و بالرغم من ذلك الا ان البرتوكول لم يتمكن من ردع كلاً من المملكة المتحدة و فرنسا و الاتحاد السوفيتي عن تطوير تلك الاسلحة البيولوجية و لأغراض انتقامية.[48]

استخدام الولايات المتحدة الامريكية الحروب البيولوجية في حربها ضد اليابان و المانيا اثناء الحرب العالمية الثانية:  

قامت ألمانيا بإعتداءات بيولوجية علي أمريكا و لذلك في عام 1942 خططت الولايات المتحدة لهجوم مضاد ضد الألمان و تدور الخطة حول إستخدام الغاز من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لعلم ألمانيا بعدم قدرة أمريكا للمقاومة لمثل هذه الأسلحة فلم تكن دولة متقدمة بما يكفي حينذاك لتحقيق مقاومة ناجحة،و بحلول 1942 اقترح 3 علماء من وزارة الزراعة إستراتيجية جديدة للحرب والتي تدور حول الأمراض و الآفات الحشرية التي تعمل علي تدمير المحاصيل الزراعية الي جانب شل حركة الصناعة لدول المحور و قد إستهدف العلماء فيها محصول بنجر السكر لأهميته الكبري في صناعة البودرة و الوقود و المطاط، بالإضافة الى إقتراح بريطانيا لإستخدام توكسين البوتولينوس في ألمانيا و جزر البلطيق.  علي سبيل المثال:- كانت نوايا الجيش الأمريكي للهجوم علي ألمانيا تتمثل فيه شن هجوم علي شتوتغارت بالإضافة الي الوقت المناسب لإطلاق الجمرات الخبيثة في البحر و لكن وجدت أمريكا ان هذا الهجوم سيقتل عدد كبير من الناس و سيجعل أوروبا مرفوضة من المجتمع الدولي و لكن مع نهاية الحرب تخلي الجيش عن خططه لإطلاق صاروخ بيولوجي ضد أوروبا.[49]

أما في حربها مع اليابان فإن إستخدامها لهذه الاسلحة كان أكثر منطقية مقارنة بما كانت عليه ضد ألمانيا و ذلك لان الولايات المتحدة لا تزال في حرب مع اليابان سنة 1945 في الوقت التي كانت أمريكا قادرة علي استخدام مثل هذه الاسلحة البيولوجية الهجومية و في الوقت التي انسحبت فيه ألمانيا بسبب خسارتها، و لذلك كان التركيز علي اليابان حيث ظهر مدلولات ان الأخيرة ستقاتل حتى آخر جندي لها مما ادى الي وقوع خسائر كبيرة، علاوة علي ذلك نوايا الولايات المتحدة الأمريكية  بشأن إستخدام أسلحة هجومية ضد المحاصيل اليابانية و ذلك في نهاية الحرب 1945 و تدمير الحدائق اليابانية لخنق الإمدادات الغذائية للبلاد و كان الهدف تدمير اكثر من 30٪ من محاصيل الأرز الياباني بحلول 1946 و ذلك لكسب حرب المحيط الهادي،  و في عام 1945 قامت الولايات المتحدة بإسقاط اول سلاح ذري علي اليابان و هي قنبلة هيروشيما مما ادي الي هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، و مع انتهاء الحرب الا انه كان يوجد

مؤشرات لنوايا الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام الأسلحة البيولوجية في المحيط الهادي للسيطرة عليه. [50]

المبحث الثاني: القضايا الراهنة واستشعار البعد البيولوجي لها

(COVID-19 ، الحرب الأوكرانية ).

بينما لا يزال العالم يبحث عن أسباب فيروس COVID-19، فإنه يتساءل: هل هو فيروس تم إنشاؤه في المختبرات البيولوجية أم أنه نتاج تفاعل عامل طبيعي ؟ كيف نأخذ ذلك في الاعتبار ؟ منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير 2022، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بشكل مباشر بأن واشنطن تدير عددًا من المختبرات البيولوجية على حدودها مع أوكرانيا. وقد أثار ذلك شواغل خطيرة في المجتمع الدولي، وكان بمثابة تذكير بخطورة أسلحة الدمار الشامل. ومن بين الاعتبارات التي أدت إلى إعادة التفكير في الأسلحة البيولوجية وإعادة تأهيلها ما يلي: الاتجاه القوي للدول النامية إلى امتلاكها، والتعويض عن وضعها الضعيف في سياق النظام الدولي الحالي، وصعوبة الكشف عن برامج تطوير الأسلحة البيولوجية، والتطور الذي فتح الباب أمام عدد من الدول للمغامرة بها. «التعويض» عن عدم القدرة على امتلاك أسلحة نووية، عن طريق إنتاج أسلحة بيولوجية وكيميائية، لتصحيح الخلل الاستراتيجي العالمي في توازن القوى.

وقد أكدت جائحة الحرب الروسية – الأوكرانية وفيروس كورونا أن بلدانا متقدمة مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة – المتحدة تتنافس في إنتاج وتطوير الأسلحة البكتريولوجية ولا تحترم القانون الدولي الذي من شأنه أن يشكل تهديدا استراتيجيا للسلم والأمن الدوليين. تزداد احتمالية الحرب البيولوجية بمرور الوقت، خاصة مع ظهور التطورات الدولية من انتشار فيروس كورونا، الذي لا يزال مصدره غير مؤكد. لا يزال لدى العالم موجات أخرى من الفيروسات غير الطبيعية، سواء كانت ناجمة عن تغير المناخ أو عن حروب بيولوجية تحدث، محتملة أو متوقعة. لا يقتصر خطر الأسلحة البيولوجية على عامل استخدامها أو التهديد باستخدامها ، بل يتعدي ذلك إلي تداعيات جيوسياسية  وذلك في ضوء فشل اتفاقية الأسلحة البيولوجية في منع استحداث وإنتاج وتكديس الأسلحة البكتيرية وعدم القدرة على تدميرها ، «التي تفتقر إلى تقنيات رقابة فعالة وغائبة عن حقوق القوانين الملزمة» ومن الجزاءات المفروضة على الدول التي تنتهكها.[51]

  • الاتهامات الروسية للولايات المتحدة الأمريكية حول شأن الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا:

قامت روسيا باتهام الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير برامج بيولوجية عسكرية في أوكرانيا، حيث أنها قامت بإنشاء برنامجها للتقليل من التهديدات البيولوجية وذلك خلال فترة التسعينات بعد سقوط الاتحاد السوفيتي للحد من تداعيات مخاطر الأسلحة البيولوجية التي تُركت ورائها في دول من بينها أوكرانيا. وكما هو موضح في الوثائق المقدمة إلي الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا ، اعدت روسيا أنها وجدت في أوكرانيا أدلة علي أنشطة عسكرية وبيولوجية ، وإشارات للتطور الأمريكي والأوكراني لمسببات الأمراض الخطيرة، مثل الكوليرا والجمرة الخبيثة [52]وذلك في ضوء نفي من مدينة واشنطن وكييف ، حيث طلبت السلطات الروسية من الولايات المتحدة تقديم توضيح رسمي للمجتمع الدولي حول ما وصفته بنشاط المختبرات البيولوجية والميكروبية الأمريكية في أوكرانيا. وأكدت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية الروسية ، ماريا زاخاروفا أن بلاده وجدت أدلة علي نشاط بيولوجي خلال العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ 24 فبراير. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية “يمكننا بالفعل أن نستنتج أن مكونات أسلحة بيولوجية يجري تطويرها في مختبرات بيولوجية أوكرانية تقع على مقربة شديدة من أراضي بلدنا”. ومن ناحية أخري فكانت أكدت روسيا علي أنه تم العمل علي اعداد أبحاث علي بكتيريا الطاعون والجمرة الخبيثة في معمل بيولوجي داخل مدينة لفيف كجزء من برنامج بيولوجي.[53]

تبادل الاتهامات وردود الأفعال بين دولتي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية:

تلقت الولايات المتحدة الأمريكية تصريحات من الاتحاد الروسي وذلك في شكل مذكرة دبلوماسية مغطاة بتاريخ 13 يونيو 2022 ، وهي مذكرة بعنوان “أسئلة موجهة إلي الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالامتثال لالتزامات المعاهدة الخاصة بمعاهدة” حظر التطوير ” وإنتاج وتخزين المواد البيولوجية البكتريولوجية والأسلحة التكسينية وتدميرها في سياق أنشطة المختبرات البيولوجية على أراضي أوكرانيا “. وعلى الرغم من هذا العنوان، لم تتضمن الوثيقة أي أسئلة فعلية ، بل سلسلة من التأكيدات و تحريفات من وثائق مختلفة يدعي الاتحاد الروسي أنه حصل عليها خلال حرب روسيا ضد أوكرانيا (كان بعضها متاحًا للجمهور فقط ).

بالإضافة إلي ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتقديم المواد والتدريبات للبحوث البيولوجية في 23 يونيو ، وبالتالي قامت الولايات المتحدة بالرد على المذكرة الدبلوماسية الصادرة في 13 يونيو (والمذكرة المصاحبة لها) التي ذكرت أن العديد من الوثائق المرفقة بالمذكرة كانت “غير مقروءة أو غير قابلة للقراءة تقريبًا” وطلبت تقديم وثائق مقروءة على وجه السرعة. ثم أكدت الولايات المتحدة علي إن بعض المستندات الداعمة لم تكن مقروءة ، وأشارت إلى أنها سترد على مزاعم روسيا في غضون 30 يومًا من استلام وثائق مقروءة.وقابلها رد الاتحاد الروسي في 28 حزيران / يونيو قائلاً: “بما أن الجانب الروسي لم يتلق إجابات موضوعية على أسئلته المعقولة ، فسنضطر إلى بدء إجراءات عقد اجتماع استشاري للدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية ، على النحو المنصوص عليه في المادة الخامسة من الاتفاقية »

الأمريكية وفي 29 حزيران / يونيه ، بالإضافة إلي أن الاتحاد الروسي وصف كلاً من المملكة المتحدة والولايات المتحدة ، بأنهما وديعين ، بطلبهما عقد اجتماع استشاري رسمي بموجب المادة الخامسة من اتفاقية الأسلحة البيولوجية “بهدف فحص وحل القضايا مع الولايات المتحدة وأوكرانيا فيما يتعلق بامتثالهما التزاماتهم بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية في سياق تشغيل المختبرات البيولوجية ” في أوكرانيا. واتباع مبدأ التعاونية  مع العثور علي عوامل التهديد البيولوجي والاستجابة لها، والاهتمام بالمواد البيولوجية والرقابة والمساءلة، وبالتالي فإنه يمكن القول بأن التصريحات التي وردت من الاتحاد الروسي في مذكرة ذ3 يونيو فهي لا أساس لها من الصحة وتعتمد علي وصف خاطئ للوثائق الرسمية والدراسات العلمية المشروعة. ولكن تظل أهمية وجود المراقبة الدولية للأوبئة، وذلك فيما يتعلق بفيروس كورونا ، بالإضافة إلي ذلك فإن الولايات المتحدة أكدت علي رفضها لإدعاءات روسيا الكاذبة والحد من إعاقتها لها وإضعاف أنشطتها التعاونية مع الدول.[54]

ولكن لم تصمت الولايات المتحدة الأمريكية وقامت بإبداء رد فعل علي ذلك بأن هذا يعتبر هراء تام، وأن روسيا تقوم فقط بفرض أكذوبات عليها وتقوم باختراع روايات كاذبة لتبرير أفعالها في أوكرانيا مع اتباعها للتلاعب المنهجي بالمعلومات الخاطئة والمضللة كأداة لهجومها علي أوكرانيا. ولكن استمرت روسيا تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تقوم بتقديم الدعم المادي لأوكرانيا، مع مد معامل أوكرانيا بمزيد من العمليات التمويلية ، بالإضافة إلي مساعدة وزارة الدفاع الأمريكية لوزارة الصحة الأوكرانية لتعزيز مختبرات الصحة العامة داخل البلاد. وكانت تبرر الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تقوم بذلك بهدف ” الحد من خطر انتشار الأسلحة البيولوجية”.[55] وفي اتفاقية الأسلحة البيولوجية لعام 1972م ، كشفت الولايات المتحدة الأمريكية عن طبيعة المساعدة التي تقوم بمدها إلي البلدان وذلك وفقاً إلي لما تنص عليه المادة العاشرة من هذه الاتفاقية حيث أن مضمونها يحتوي علي ضرورة التعاون مع الدول والمنظمات الدولية للمساعدة علي إقامة نظام حديث ومتطور لديه القدرة علي تطبيق الاكتشافات العلمية في علم الأحياء الدقيقة وذلك للحماية من الأمراض أو غيرها من الأمراض السلمية. وذلك علي الرغم من أن تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع أوكرانيا وبلدان أخري لا يتوافق تماماً مع اتفاقية الأسلحة البيولوجية[56]

  • النشاط الروسي في مجال إنتاج الأسلحة البيولوجية والكيميائية وتصدي أوكرانيا لها:

نظراً إلي خطر الأسلحة البيولوجية وإنها من أكثر وسائل القتال فتكاً واستخدام الدول لها بهدف الموت الجماعي ، فإن عرض الحرب البيولوجية من ناحية أخري في الحرب الروسية الأوكرانية سوف يكون عامل مساعد للتعمق في أسلحة الدمار الشامل ، حيث أنها أكثر أنواع الأاسلحة رعباً، وأنه نتيجة للتقدم التكنولوجي في يومنا فسوف يكون ذلك له تأثير شديد علي كفاءة استخدام هذه الأسلحة في الحروب. اتبعت روسيا برنامج التدمير البيولوجي ، وذلك بهدف نزع السلاح الشامل والكامل ، والقضاء على جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل ، وحظر إنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية والكيميائية ، وُضعت اتفاقيات دولية بشأن حظر إنتاج الأسلحة البيولوجية.[57]

حددت الطموحات البلشفية لامتلاك السلاح النهائي لثورة عالمية علماء الأحياء السوفييت للبحث في جراثيم الأمراض التي دمرت جيوش الحرب العالمية الأولى. ركزت الأبحاث على الجدري والطاعون والطاعون والطاعون وحمى التيفود وحمى سيبيريا. وقد جذب هذا الأخير انتباه الباحثين العسكريين الروس على وجه الخصوص، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه يمكن نشرها بسهولة للحيوانات والبشر، من خلال الجلد والطرق الرئوية والهضمية. انتشر هذا المرض المعدي الخطير إلى سيبيريا في القرن الثامن عشر، واستمرت آثاره أكثر من مائة عام. تم إجراء بحث حول ما سبق من خلال القلق الروسي – الجراثيم المذكورة، والتي كان الغرض الرسمي منها إنتاج العرق والأدوية واللقاحات. وشمل التجريد البيولوجي أكثر من 40 مختبرا ومصنعا، فضلا عن عدد غير محدد من المنشآت العسكرية. وعُرض الاهتمام رسمياً على وزيري الصحة والزراعة، في حين مارس المجلس الرئيسي الخامس عشر للواء المكلف بالتحضير للهجوم البيولوجي وتنفيذه الرقابة الفعالة على الصقيع العضوي.[58]

اجتمع في لجنة الصناعة الدفاعية الوزراء المسؤولون عن صناعة الدفاع. كانت اللجنة تابعة مباشرة لعضو المكتب السياسي ، الذي كان مسؤولاً عن شؤون الدفاع الوطني ، وتم تقسيمها إلى مجالس تتعامل مع مختلف فروع صناعة الدفاع. يدير قسم الأسلحة البيولوجية إنتاج وتطوير الأسلحة البيولوجية. كانت فرقة العمل البيولوجية جزءًا من المجلس التنفيذي العام لوزارة الدفاع. كان الفريق البيولوجي الخاص مسؤولاً عن مبدأ الحرب واللوجستيات لاستخدام الأسلحة البيولوجية. يدير قسم الأسلحة البيولوجية إنتاج وتطوير الأسلحة البيولوجية. كانت المجموعة البيولوجية الخاصة تابعة للمجلس التشغيلي لهيئة الأركان العامة لسلسلة الدفاع المصغرة. الفريق البيولوجي الخاص مسؤول عن مبدأ الحرب واللوجستيات في استخدام الأسلحة البيولوجية. وحداتها مسؤولة عن أمن مرافق إنتاج الأسلحة البيولوجية. في حالة الحرب ، سيأتي هجوم بيولوجي من الوحدات العسكرية لقوات الصواريخ الاستراتيجية والقوات الجوية. وبذلك كانت تقوم روسيا باستخدام كل التكتيكات المتاحة في هذا الكفاح المسلح ، حيث أنها قادرة علي استخدام أي سلاح تحت تصرفها لتحقيق أهدافها في حربها ضد أوكرانيا. وعملية نشر المعلومات المضللة من جانب روسيا كانت واسعة النطاق حيث قامت بتشكيل النطاق لأوكرانيا وذلك في فبراير 2022. [59]

ولكن من ناحية أخري يمكن القول أن أوكرانيا لم تستسلم بل كانت تقوم بالمقاومة وتصدي روسيا وبسبب قيام العديد من المعونات من الدول الغربية ، فذلك كان له تأثير سلبي علي روسيا وترتب عليه خسائر فادحة لروسيا وسعت بعد ذلك الأمر إلي تخفيض طموحاتها من حيث المكاسب التي تريد أن تحصل عليها من أوكرانيا ، ولكن استمرت أوكرانيا بمساعدات الغرب والدعم أن تحقق أعلي تكلفة ممكنة ، مما يؤدي ذلك إلي تنازلات سياسية من جانب موسكو. جعلت روسيا من الممكن رسميًا أن تعتمد إجراءاتها لعكس الحظر المفروض على الصادرات الممطرة في المملكة المتحدة على رفع بعض العقوبات الغربية. تنوي موسكو أن تؤدي ببطء إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي للدول الغربية كجزء من حربها مع الغرب. تفترض روسيا أن التأثير المشترك للخسائر المادية والبشرية المتزايدة في أوكرانيا والطاقة والهجرة والأزمات الاقتصادية والغذائية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأجزاء أخرى من العالم سيؤدي تدريجياً إلى تغيير المواقف الغربية تجاه الصراع، وبالتالي سيبدأون في ممارسة ضغوط سياسية على أوكرانيا من أجل إنهائها في أسرع وقت ممكن ربما يعتمد الوضع السابق ذكره على عدة عوامل ، منها قدرة وعزم الأوكرانيين على مقاومة روسيا ، ومدى الدعم الغربي والطبيعة المنهجية للدولة المنكوبة ، ومدى المرونة ومستوى الاستقرار السياسي.[60]

الخاتمة :

مما سبق مناقشته في هذا البحث ، رأينا أن الأوبئة تشكل تهديدا كبيرا على الأمن القومي والدولي والإنساني بشكل عام، فبالحديث عن الأسلحة البيولوجية وسماتها المتعددة باتت أسلحة مثالية للإرهابيين ومصدرا للتنافس بين الدول بشأن إمتلاك تلك الأسلحة وتزايد استخدامها مقارنة بالأسلحة الأخري وقدرتها التدميرية ، فأصبح من الصعب على الأطباء التمييز بين استخدام الأسلحة البيولوجية والتفشي الطبيعي لمرض معين، فينتهي بنا ذلك نحو نتيجة واضحة تترتب على استخدام الحرب البيولوجية وهو مايعني تدمير دول كاملة تصيب كافة مجالاتها وأفرادها، فهى أفة تظل تتمحور فى أكثر من شكل وبالتالى يصعب القضاء عليها والتخلص منها نهائيا. إلي جانب كونها غير مقتصرة علي صورتها في الاستخدام المتعمد للجراثيم والبكتيريا علي سبيل الحصر بل يمكن حدوثها بصورة غير متعمدة وهو ما يمكن تفسيره بمفهوم “أمن المعامل” أى الخطأ الذى يمكن أن يرتكبه العامل أثناء تحضير هذا الڤيروس لينتقل له ثم يخرج ينقله لبيئته وبالتالى الشك فى أن الحرب البيولوجية هى من أخطر الحروب لكونها تصيب الكائنات أجمع بطرق مختلفة وهو مايجعلها حرب مكتملة الأركان.

كما انتهينا أيضا في الفصل الثاني بالحديث عن تاريخ استخدام الأسلحة البيولوجية الطويل والذي يعود لقرون طويلة والذي يدعم من كونها ظاهرة ليست وليدة اللحظة ، فتم استخدامه من قبل الجيوش عدة مرات وبأدوات بسيطة. حيث كان يتم نقل المرض من خلال طرق لم تكلفهم شئ، فلكي ينتشر المرض بين الأفراد كان يكفي أن يتم إلقاء بطانيات المرضي في أرض العدو للتخلص منهم لينتشر بينهم، ومع تطور الوقت، كان يتم استخدام باحثين وعلماء حاصلين علي جوائز عالمية. وهو ماينتهي بينا الي النتيجة القائلة بالتوظيف المُتعدد للسلاح البيولوجي في الخبرة التاريخية والتي أضحي تشكيلها يقوم من خلال باحثين في معامل بسيطة بمواد بسيطة، أي ظهر الاعتماد علي  العلماء البارزين كالعلماء التي يتم استخدامهم في الدول المتقدمة من أجل شن حرب بيولوجيه علي أخري.

إن النقاش الحالي حول الأسلحة البيولوجية شديد الأهمية لأنه يزيد التأكيد علي توسيع الوعي وزيادة استعدادنا لهجوم محتمل. ويمكنه أيضًا منع رد الفعل المبالغ فيه مثل الذي حدث ردًا على رسائل الجمرة الخبيثة المرسلة بالبريد في الولايات المتحدة. ومع ذلك، بموازاة الطبيعة التخمينية للهجمات البيولوجية مع الواقع المرير لملايين الأشخاص الذين ما زالوا يموتون كل عام بسبب العدوى التي يمكن الوقاية منها ، قد نسأل أنفسنا كم عدد الموارد التي يمكننا تخصيصها للاستعداد لكارثة افتراضية من صنع الإنسان.

وفي ضوء الدروس المستفادة من هذا الوباء العالمي ، يجب إجراء مراجعة وتقييم شاملين للقدرات العلمية الوطنية في مجالات الطب والصيدلة والبحوث الميكروبيولوجية ، ومراجعة وتقييم شاملين للظروف السكانية والسياسة السكانية، ومراجعة شاملة وتقييم الاستثمارات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي، ووضع الخطط والبدائل والسيناريوهات لكل شيء يمكن أن يحدث فيما يتعلق بأي تهديد بيولوجي يحدث في العالم وهو ليس شيئًا مستبعدًا في عالم الصراع الدولي. ويتم الإشارة إلي ذلك بسبب أن الأوبئة في الماضي واليوم ومع تفشي فيروس كورونا خلق الحاجة إلى بنية تحتية قوية للصحة العامة وأنظمة حديثة، ذلك إلى جانب الاتجاه إلى تنسيق استجابة عالمية تعزز الحوكمة والمواطنة العالمية والتعاون العالمي، بالإضافة إلي رد الفعل السريع. واتخاذ إجراءات استراتيجية استباقية في المستقبل ضد انتشار الفيروسات قبل أن تتجاوز قدرة العالم على الاستجابة، ومن أجل تحقيق الأمن الدولي والبشري ، يجب تصدي الاعتبارات الوطنية بطريقة تستدعي التعاون الدولي. ويمكن استنتاج أنه لابد من وجود نهج استراتيجي عالمي لتصدي كل الأوبئة العالمية، حيث أن عدم وجوه ينتج عنه آثار خطيرة للغاية سواء للأفراد أو للكائنات الحية.

و سبق ذكره أيضا فيما يخص الجانب التطبيقي، نستنتج سبب تخوف الولايات المتحدة الأمريكية في البداية من استخدام مثل تلك الأسلحة لمعرفتها الشديدة بخطورتها، و لكن استخدامتها فيما بعد للدفاع عن نفسها تارة و للهجوم تارة اخري و ذلك للدفاع عن نفسها ضد الترسانات البيولوجية المعادية لها في اليابان و المانيا، ففي اليابان استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية المحاصيل الزراعية لكي يعاني معظم الشعب من المجاعات و استهدفت المحاصيل الزراعية في ألمانيا من أجل تعطيل حركة الصناعة و التجارة لألمانيا، و لم تكتفي أيضا بالأسلحة البيولوجية و لكنها استخدمت أسلحة أشد فتكاً و هي الأسلحة الذرية لتدمير دولة بأكملها. و الملاحظة الثانية وجدنا أهمية الدور الذي لعبه القادة العسكرييون بجانب المدنيون بجانب وزارة الصحة و هذا يعكس لنا تماماً الدور النبيل الذي من المعروف أن تلعبه وزارة الصحة لعدم تفشي الأمراض الخبيثة و البكتريا و الدفاع عن صحة الشعوب إلا إنها و بالرغم من ذلك تعاونت مع الحكومة الامريكية لتطوير أشد مسببات الأمراض فتكاً مما يوضح لنا ازدواجية المعايير التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية.

وهذا ما شاهدناه و تعايشناه في ظل جائحة كورونا، وتسجيل عددا كبيرا من الاتهامات المتبادلة بين الدول ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انتقلت الاتهامات الرسمية والجدل القائم بين حكومات الدول واتخذ الجدل شكله غير الرسمي من خلال الساحة الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتوجيه المجتمع الدولي  واتهامه لدولة الصين علي إنها السبب في تفشي هذا الوباء وذلك للسيطرة الفيروس سواء عمدا أو سهوا  في سبيل السيطرة والهيمنة العالمية مما أصبح استخدامه يشكل خطراً علي البشرية والذي أدي بحياة الملايين من البشر وأوقف حركة التجارة العالمية وغلق الأسواق العالمية و زيادة التضخم و ضعف الدول الكبري،  لذلك نوصي المجتمع الدولي مرة اخري بوضع حد لإستخدام  هذه الأسلحة و وضع عقوبات علي من يستخدم تلك الأسلحة و ذلك لعالم اكثر امنا واستقرار. فلا يمكن الجزم بأن كوفيد 19 هو آخر العهد بالڤيروسات التي قد نشهدها ، ومع زيادة التكنولوجيا والتطورات الحادثة غالبا ما يصاحبها أشكال جديدة من التهديدات ، فمن المتوقع أن يشهد القرن الحادي والعشرين مزيداً من الأوبئة والتهديدات البيولوجية وذلك نتيجة لإنعدام الثقة وزيادة التنافس لتحقيق الهيمنة بين القوي الكبري الصاعدة ، وماتسببه به هذا الفيروس من فوضي عالمية .

و في بعد الانتهاء من  الحديث عن نموذج الحرب البيولوجية في الحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا، فإنه يمكن استنتاج أن الدول المتقدمة مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وغيرهم يتدخلون ويتنافسون في إنتاج الأسلحة الجرثومية وتخزينها ، وذلك علي عكس ما يقره القانون الدولي وبالتالي فهو يعتبر خطر علي السلم والأمن الدوليين، وإن خطورة الحروب البيولوجية تتجاوز حدوث التداعيات الجيوسياسية، وذلك في ضوء فشل اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية ، حيث أنها اتفاقية ينعدم بها تقنيات الرقابة الفاعلة ، ولا يتواجد بها أي عقوبات تقصد الدول التي تنتهكها. وظهر خطورة تطور التكنولوجيا في الحرب الروسية الأوكرانية ، وكيف يمكن أن تكون سلاح ذو حدين ، حيث أنها في الطبيعي تساعد علي الإنجاز للمهام والسرعة الشديدة والتواصل بين الأفراد والدول رغم تجاوز الحدود ، ولكنها برزت في شكلها السلبي ، حيث أن نشر المواقع للمعلومات المضللة زود من نطاق المجال العام في أوكرانيا وإرباك الجماهير ، حيث أنها ساعدت علي زيادة دعم وتحقيق أهداف روسيا ضد أوكرانيا.

قائمة المراجع:

قائمة المراجع باللغة العربية:

الكتب :

  • أسامة الباز، الأسلحة البيولوجية والكميائيه بين الحرب والمخابرات والإرهاب،الدار المصريه اللبنانية،الطبعة الأولي ، 2000.
  • السيد مجاهد ، دراسة في الحرب البيولوجية ،مكتبة نور ،الطبعة الأولي 2020 .
  • جمال عبدالعزيز عنان ، عبد العزيز بن عبد الله الحميدي، وقفات بين الحرب البيولوجية وشرح الجمرة الخبيثة، كلية الملك خالد العسكرية ، المملكة العربية السعودية ، الطبعة الأولي 1423هـ.

الدوريات العلمية:

  • أحمد فريجة ، لدمية فريجة ، الأمن والتهديدات الأمنية في عالم ما بعد الحرب الباردة ، دفاتر السياسة والقانون، العدد 14 ، 2016، متاح علي لينك:

https://www.asjp.cerist.dz/en/article/52682

  • إبراهيم عبد الله محمد ، دور المؤسسات في تحقيق التنمية المستدامة ، ( دور مصلحة الضرائب المصرية في مواجهة أزمة فيروس كورونا،المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية ألمانيا / برلين ، 15/16 جويلية 2020 )
  • السيلاوي ، هاني عبد الله عمران ، ظاهرة الحرب الهجينة في العلاقات الدولية ، مجلة العلوم الإنسانية ، مجلد 29 ، العدد 2،  ، متاح علي لينك:2022 .
  • عبد الفتاح علي الرشدان،تطور مفهوم الأمن العالمي في عالم متغير، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية،المجلد 46، العدد3، 2019.
  • عائشة حمايدي، خطورة الإرهاب البيولوجي ، مجلة التواصل في العلوم الإنسانية والإجتماعية، العدد 32 ، 2012 .
  • غوثري ، ريتشارد ، تطورات الحرب الكيميائية والبيولوجية والحد من أسلحتها ، ( تعزيز الأمن البيولوجي : الحاجة إلي استراتيجية عالمية )، بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية ، 2006.
  • قصعة حورية،نميري عز الدين،بورزق علاء الدين،جائحة كورونا وفرضية الحرب البيولوجية بين التداعيات الاقتصادية والرهانات الأمنية ، مجلة الرسالة للدراسات والبحوث الإنسانية ، العدد 2، 2022.
  • هدية احمد محمد زعتر،المسئولية الدولية والأسلحة البيولوجية ( ڤيروس كورونا – حالة عالمية) ، مجلة الدراسات القانونية والإقتصادية، العدد 4 ، 2022.
  • وصفي عقيل، أيمن هياجنه، خالد العدوان ،مفهوم الأمن الدولي لدى نظريات العلاقات الدولية في ضوء المتغيرات الدولية ، مجلة العلوم الإنسانية والإجتماعية، المجّلد 84 ،العدد3 ، 2021

الصحف :

  • أبو عيطة سائد حامد ،”مفهوم الوباء ومفهوم “السلاح البيولوجي” في قاموس الأمن الدولي،جريدة النهار،16 مارس 2020 .

https://cutt.us/XiRqo

  • جليدان بن هاشم سعود ،”ترابط الأمن الصحي العالمي”، صحيفة الاقتصادية،1 مارس 2020 .

https://www.aleqt.com/2020/03/01/article_1771416.

  • ممدوح مبروك ، قراءة في تاريخ الحروب البيولوجية ، جريدة عُمان ، 2 فبراير 2021 ، متاح علي لينك :

https://bit.ly/3H817ZL

التقارير:

  • بيل غلفلد، شيرا إفرون ، التخفيف من تأثير وباء الإيبولا في المناطق الحساسة المحتملة ، متاح علي لينك:

https://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/perspectives/PE100/PE146/RAND_PE146z1.arabic pdf

  • عقيل, اتفاقية الاسلحة البيولوجية نحو تفعيل كامل وفوري,مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان,نوفمبر 2022.

مواقع الانترنت:

  • اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية (البيولوجية) والتكسينية وتدمير تلك الأسلحة ، اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، ١٩٧٢. تاريخ الدخول:١٧/٣/٢٠٢٣ ، متاح علي الرابط :

https://cutt.us/Lsmpb

  • أيمن النحراوي ، مدخل إلي الحرب البيولوجية ، بوابة الشروق ، 22 مارس 2020 ، متاح علي لينك :

https://bit.ly/3LkMW6m

  • بسام رمضان، روسيا تتهم أمريكا بتطوير برامج بيولوجية عسكرية في أوكرانيا وسط نفي من واشنطن وكييف، المصري اليوم 3/9/2022 ، متاح علي لينك:

https://www.almasryalyoum.com/news/details/2544921

  • بروتوكول بشأن حظر استعمال الغازات الخانقة والسامة أو ما شابهها والوسائل الجرثومية في الحرب، اللجنة الدولية للصليب الأحمر, 1925. تاريخ الدخول ١٧/٣/٢٠٢٣م، متاح علي الرابط : https://cutt.us/xhmTI
  • طارق الحريري ، الأسلحة البيولوجية …أبشع أنواع الحروب ، عربية سكاي نيوز، 9 ديسمبر 2022 ، متاح علي رابط

https://www.skynewsarabia.com/middle-east

  • فايز الأسمر، الحروب الهجينة إستراتيجيات تدمير متعدد الأساليب ، سوريا ، 9/5/2022 ، متاح علي لينك :

https://bit.ly/42fgEQd

  • يسري أحمد العزباوي ، الحرب الروسية – الأوكرانية ومستقبل الحروب البيولوجية ، تريندز للبحوث والاستشارات ، 2022 ، متاح علي لينك:

https://bit.ly/42eCL8V 

المحاضرات:

  • دلال محمود,الحروب الهجينة,(محاضرة,كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة), 12/4/2023

قائمة المراجع باللغة الانجليزية:

Books:

  • Keith W.Dayto, James K.Wither, Perspectives on HYBRID WARFARE,PER CONCORDIAM, Journal of European Security and Defense Issues, 2020 , via link :

https://perconcordiam.com/perCon_V10N1_ENG.pdf

  • Matthew M. Chagares, Offensive Capability and Potential Usage: The American Biological Warfare Program During World War II,( Undergraduate Senior Thesis, Columbia University, Department of History , April 6, 2022),

Dissertation and theses:

  • Major Donald C.Hickman, Biological warfare and American strategic risk, pH.D, Faculty of the school of advanced airpower studies, Air university, 2000.

Articles:

  • Bertel Heurlin and Kristensen, International security,Danish Institute of International Affairs, Copenhagen,Denmark,Vol.II,
  • DaSilva Edgar J,”Biological warfare, bioterrorism, biodefence and the biological and toxin weapons convention, Universidad Católica de Valparaíso – Chile,Vol.2 No3, Issue of December 15, 1999.

https://scielo.conicyt.cl/scielo.php?script=sci_arttext&pid=S0717-34581999000300001

  • Disinformation and Russia’s war of aggression against Ukraine: Threats and governance responses , OECD ,November 3, 2022, via link :

https://www.oecd.org/ukraine-hub/policy-responses/disinformation-and-russia-s-war-of-aggression-against-ukraine-37186bde/

  • Edgar J. DaSilva , Biological warfare, bioterrorism, biodefense and the biological and toxin weapons Convention , Electronic Journal of Biotechnology, September 16, 1999, via link :

https://acrobat.adobe.com/link/review?uri=urn:aaid:scds:US:f91e83ea-6a7e-3f8a-9b3a-6e2ddedcaadb

  • Hybrid Warfare as Western Way of War Essay, IVYPanda, NOV 6th, 2020 , via link :

https://ivypanda.com/essays/hybrid-warfare-as-western-way-of-war/

  • Robert Lawless, UKRAINE SYMPOSIUM – RUSSIA’S ALLEGATIONS OF U.S. BIOLOGICAL WARFARE IN UKRAINE – PART I , LIEBER INSTITUTE: WEST POINT, Dec 2, 2022 , via link:

https://lieber.westpoint.edu/russias-allegations-us-biological-warfare-ukraine-part-i/

  • Response by the United States Of America to the request by the Russian Federation for a consultative Meeting Under Article V Of the Biological and Toxin weapons Convention ( BWC) , UNITED STATES OF AMIRCA, August 22,2022 , Via link :

https://www.state.gov/wp-content/uploads/2022/09/Response-of-the-United-States-to-Questions-Posed-by-the-Russian-Federation.pdf

  • Thomson Stéphanie,”This is one of the biggest threats to international security – and it’s not what you think”, 11 Feb 2016.

https://www.weforum.org/agenda/2016/02/this-is-one-of-the-biggest- threats-to-international-security-and-its-not-what-you-think/

Studies:

  • Agnieszka Hanna Napieralska, Chemical and biological weapons a real threat in the armed conflict of Russia and Ukraine, DEFENCE SCIENCE REVIEW, 29/8/2022, via link:

https://acrobat.adobe.com/link/review?uri=urn:aaid:scds:US:e37e918b-76a9-38cb-a0e4-8325336665bb

Reports:

  • J.Jansen,F.J.Breeveld,C.Stijnis,andM.P,Biologicalwarfare,bioterrorism,and biocrime ,National center for Biotechnology Information,2014. Date of access: 20/4/2023

Available on: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7129974/

  • Jessica Stern, Dreaded Risks and the Control of Biological Weapons, Massachusetts Institute of Technology Press (MIT Press), January 2003
  • World Health Organization, Biological weapons.

Available on:  https://cutt.us/vMW4t

Websites:

  • John V.Parachini , Debunking Russian lies About Bio Labs at Upcoming U.N. Meetings, RAND CORPORATION , September 12, 2022, Via link:

https://www.rand.org/blog/2022/09/debunking-russian-lies-about-biolabs-at-upcoming-un.html

  • Olga Robinson, Shayan Sardarizadeh , jake Horton, Ukraine war: Fact – Checking Russia`s biological weapons Claims, BBC NEWS, March 15, 2022, Via link :

https://www.bbc.co.uk/news

[1] MAJOR DONALD C. HICKMAN, BIOLOGICAL WARFARE AND AMERICAN STRATEGIC RISK, 2000, p.15-25

https://www.hsdl.org/?view&did=1075

[2] Edgar J. DaSilva ,Biological warfare, bioterrorism, biodefense and the biological and toxin weapons Convention , Electronic Journal of Biotechnology, September 16, 1999, via link :

https://acrobat.adobe.com/link/review?uri=urn:aaid:scds:US:f91e83ea-6a7e-3f8a-9b3a-6e2ddedcaadb

[3] طارق الحريري ، الأسلحة البيولوجية …أبشع أنواع الحروب ، عربية سكاي نيوز، 9 ديسمبر 2022 ، متاح علي رابط :

https://www.skynewsarabia.com/middle-east

[4] جمال عبدالعزيز عنان ، عبد العزيز بن عبد الله الحميدي، وقفات بين الحرب البيولوجية وشرح الجمرة الخبيثة، كلية الملك خالد العسكرية ، المملكة العربية السعودية ، الطبعة الأولي 1423هـ .

[5] قصعة حورية،نميري عز الدين،بورزق علاء الدين،جائحة كورونا وفرضية الحرب البيولوجية بين التداعيات الاقتصادية والرهانات الأمنية ، مجلة الرسالة للدراسات والبحوث الإنسانية ، العدد 2، 2022.

[6] عائشة حمايدي، خطورة الإرهاب البيولوجي ، مجلة التواصل في العلوم الإنسانية والإجتماعية، العدد 32 ، 2012.

[7] هدية احمد محمد زعتر،المسئولية الدولية والأسلحة البيولوجية ( ڤيروس كورونا – حالة عالمية) ، مجلة الدراسات القانونية والإقتصادية، العدد 4 ، 2022.

[8]

 حورية قصعة ، عز الدين نميري، علاء الدين بورزق ، جائحة كورونا وفرضية الحرب البيولوجية بين التداعيات الاقتصادية والرهانات[9]

الأمنية ، مجلة الرسالة للدراسات والبحوث الإنسانية ، المجلد 7،  العدد 2 ، 5/4/2022 ، ص 190-200

 غوثري ،  ريتشارد ،تطورات الحرب الكيميائية والبيولوجية والحد من أسلحتها ، ( تعزيز الأمن البيولوجي : الحاجة إلي استراتيجية  [10]

عالمية )، ( بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية ، 2006 ).

 إبراهيم عبد الله محمد ، دور المؤسسات في تحقيق التنمية المستدامة ، ( دور مصلحة الضرائب المصرية في مواجهة أزمة فيروس كورونا، [11]

المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية ألمانيا / برلين ، 15/16 جويلية 2020 ) ، ص 53-55.

  بيل غلفلد، شيرا إفرون ، التخفيف من تأثير وباء الإيبولا في المناطق الحساسة المحتملة ، ص 1-2 ، متاح علي لينك: [12]

https://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/perspectives/PE100/PE146/RAND_PE146z1.arabic.pdf

عبد الفتاح علي الرشدان ، تطور مفهوم الأمن العالمي في عالم متغير، العلوم الإنسانية والاجتماعية ، المجلد 46 ، العدد 3 ،  2019 [13]

ص 116-120 ، متاح علي لينك:

https://journals.ju.edu.jo/DirasatHum/article/viewFile/102277/10708?target=_blank

  وصفي عقيل ، أيمن هياجنه ، خالد العدوان ، مفهوم الأمن الدولي لدي نظريات العلاقات الدولية في ضوء المتغيرات الدولية ما بعد [14]

14 أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 ، العلوم الإنسانية والاجتماعية ، المجلد 48 ، العدد3 ، 2021 ، ص 288-293 ، متاح علي لينك  https://bit.ly/3HUYDhc

 أحمد فريجة ، لدمية فريجة ، الأمن والتهديدات الأمنية في عالم ما بعد الحرب الباردة ، دفاتر السياسة والقانون ، العدد 14 ، 2016،[15]

ص 157- 165 ، متاح علي لينك :

https://www.asjp.cerist.dz/en/article/52682

[16] اسامه الباز، الأسلحة البيولوجية والكميائيه بين الحرب والمخابرات والإرهاب،الدار المصريه اللبنانية،الطبعة الأولي ، 2000 ،ص. 24,25,26

[17] جليدان بن هاشم سعود ،”ترابط الأمن الصحي العالمي”، صحيفة الاقتصادية،1 مارس 2020 .

تاريخ الدخول: ٢٥/١٢/٢٠٢٢

https://www.aleqt.com/2020/03/01/article_1771416.html

[18] World Health Organization,Biological weapons.

Available on:

https://cutt.us/vMW4t

[19] عبد الفتاح علي الرشدان،مرجع سابق. صفحة 118-120.

[20] Bertel Heurlin and Kristensen, International security,Danish Institute of International Affairs, Copenhagen,Denmark,Vol.II, page 3,4,5

[21] وصفي عقيل، أيمن هياجنه، خالد العدوان ،مفهوم الأمن الدولي لدى نظريات العلاقات الدولية في ضوء المتغيرات الدولية ، مجلة العلوم الإنسانية والإجتماعية، المجّلد 84 ،العدد3 ، 2021. ص 293,294.

[22] المرجع نفسه

[23] المرجع نفسه.

[24] Hybrid Warfare as Western Way of War Essay, IVYPanda, NOV 6th, 2020 , via link :

https://ivypanda.com/essays/hybrid-warfare-as-western-way-of-war/

[25] Keith W.Dayto, James K.Wither , Perspectives on HYBRID WARFARE,PER CONCORDIAM, Journal of European Security and Defense Issues, 2020 , page 7 ,via link :

https://perconcordiam.com/perCon_V10N1_ENG.pdf

[26] فايز الأسمر، الحروب الهجينة إستراتيجيات تدمير متعدد الأساليب ، سوريا ، 9/5/2022 ، متاح علي لينك :

https://bit.ly/42fgEQd

[27] دلال محمود,الحروب الهجينة,(محاضرة,كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة), 12/4/2023.

[28] السيلاوي ، هاني عبد الله عمران ، ظاهرة الحرب الهجينة في العلاقات الدولية ، مجلة العلوم الإنسانية ، مجلد 29 ، العدد 2 ، 2022،[28]

ص 1-3 ، متاح علي لينك:

http://search.mandumah.com/Record/1305100

[29] أبو عيطة سائد حامد ،”مفهوم الوباء ومفهوم “السلاح البيولوجي” في قاموس الأمن الدولي،جريدة النهار،16 مارس 2020 .

تاريخ الدخول :١/٤/٢٠٢٣

https://cutt.us/XiRqo

[30] H. J.Jansen, F. J.Breeveld, C.Stijnis,andM.P,Biological warfare, bioterrorism,and biocrime ,National center for Biotechnology Information,2014.     Date of access: 20/4/2023

Available on :

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7129974/

[31] Jessica Stern, Dreaded Risks and the Control of Biological Weapons, Massachusetts Institute of Technology Press (MIT Press), January 2003.Page 99;102.

[32] Thomson Stéphanie,”This is one of the biggest threats to international security – and it’s not what you think”, 11 Feb) 2016) . تاريخ الدخول ٢٠/١٢/٢٠٢٢

https://www.weforum.org/agenda/2016/02/this-is-one-of-the-biggest-threats-to-international-security-and-its-not-what-you-think/

[33] أسامه الباز ، مرجع سبق ذكره ،24,25.

[34] السيد مجاهد ،  الحرب البيولوجية ( دراسة في الحرب البيولوجية )، مكتبة  نور،لطبعة الأولي 2020  .

متاح علي الرابط :

https://cutt.us/bxEKM

[35] . مرجع سبق ذكره،ص28,29,30 أسامة الباز،

[36] DaSilva Edgar J,”Biological warfare, bioterrorism, biodefence and the biological and toxin weapons convention”, Universidad Católica de Valparaíso – Chile,Vol.2 No3, Issue of December )15, 1999(.

https://scielo.conicyt.cl/scielo.php?script=sci_arttext&pid=S0717-34581999000300001

[37] بروتوكول بشأن حظر استعمال الغازات الخانقة والسامة أو ما شابهها والوسائل الجرثومية في الحرب، اللجنة الدولية للصليب الأحمر, 1925.

تاريخ الدخول ١٧/٣/٢٠٢٣م، متاح علي الرابط :

https://cutt.us/xhmTI

[38]عقيل, اتفاقية الاسلحة البيولوجية نحو تفعيل كامل وفوري,مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان,نوفمبر 2022

[39] اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية (البيولوجية) والتكسينية وتدمير تلك الأسلحة ، اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، ١٩٧٢. تاريخ الدخول:١٧/٣/٢٠٢٣ ، متاح علي الرابط :

https://cutt.us/Lsmpb

[40] المرجع السابق

 أيمن النحراوي ، مدخل إلي الحرب البيولوجية ، بوابة الشروق ، 22 مارس 2020 ، متاح علي لينك :[41]

https://bit.ly/3LkMW6m

 السيد مجاهد ،مرجع سابق . ص 9 – 10  ، متاح علي لينك : [42]

https://arsco.org/article-detail-1778-8-0

 أيمن النحراوي ، مرجع سابق ، 22 مارس 2020. [43]

 ممدوح مبروك ، قراءة في تاريخ الحروب البيولوجية ، جريدة عُمان ، 2 فبراير 2021 ، متاح علي لينك :  [44]

https://bit.ly/3H817ZL

[45] Matthew M. Chagares, Offensive Capability and Potential Usage: The American Biological Warfare Program During World War II,( Undergraduate Senior Thesis, Columbia University, Department of History  , April 6, 2022), page number, 31:45.

[46] Ibid.

[47] Ibid.

[48] Ibid.

[49] Ibid, 45:60.

[50] Ibid.

 يسري أحمد العزباوي ، الحرب الروسية – الأوكرانية ومستقبل الحروب البيولوجية ، تريندز للبحوث والاستشارات ، 2022 ، متاح علي لينك:[51]

https://bit.ly/42eCL8V

[52] Robert Lawless, UKRAINE SYMPOSIUM – RUSSIA’S ALLEGATIONS OF U.S. BIOLOGICAL WARFARE IN UKRAINE – PART I , LIEBER INSTITUTE: WEST POINT, Dec 2, 2022 , via link:

https://lieber.westpoint.edu/russias-allegations-us-biological-warfare-ukraine-part-i/

بسام رمضان، روسيا تتهم أمريكا بتطوير برامج بيولوجية عسكرية في أوكرانيا وسط نفي من واشنطن وكييف، المصري اليوم 3/9/2022 ، متاح [53] علي لينك:

https://www.almasryalyoum.com/news/details/2544921

[54] Response by the United States Of America to the request by the Russian Federation for a consultative Meeting Under Article V Of the Biological and Toxin weapons Convention ( BWC) , UNITED STATES OF AMIRCA, August 22,2022 , Via link :

https://www.state.gov/wp-content/uploads/2022/09/Response-of-the-United-States-to-Questions-Posed-by-the-Russian-Federation.pdf

[55] Olga Robinson, Shayan Sardarizadeh , jake Horton, Ukraine war: Fact – Checking Russia`s biological weapons Claims, BBC NEWS, March 15, 2022, Via link :

https://www.bbc.co.uk/news

[56] John V.Parachini , Debunking Russian lies About Bio Labs at Upcoming U.N. Meetings, RAND CORPORATION , September 12, 2022, Via link:

https://www.rand.org/blog/2022/09/debunking-russian-lies-about-biolabs-at-upcoming-un.html

[57] المرجع نفسه

[58] Agnieszka Hanna Napieralska, Chemical and biological weapons a real threat in the armed conflict of Russia and Ukraine, DEFENCE SCIENCE REVIEW, 29/8/2022, pages : 64- 72, via link:

https://acrobat.adobe.com/link/review?uri=urn:aaid:scds:US:e37e918b-76a9-38cb-a0e4-8325336665bb

[59] المرجع نفسه

[60] المرجع نفس

 

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=90685

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M