بين التقليد والذعر.. تأثيرات التغطية الإعلامية المكثفة للجرائم في المجتمع المصري

د. عزة هاشم

 

أثارت جريمة مقتل الطالبة الجامعية نيّرة أشرف على يد زميلها في الجامعة الفزع والذعر لدى المجتمع المصري، وتردد صداها خارج حدود مصر. نتج هذا الذعر عن علنية الجريمة التي وقعت في مكان عام على مرأى ومسمع من المارة، وتم تصويرها بالكاميرات لتنقل لمن لم يشاهدوا الجريمة وقت حدوثها وتضعهم في موقف المشاهدين.

جاء هذا التأثير الضخم من علنية الجريمة ووحشيتها أيضًا، سبقتها بشهور جريمة علنية ووحشية أخرى وقعت بشارع طنطا في الإسماعيلية حينما تم ذبح مواطن وسُدّدت له ضربات متتالية باستخدام أداة بدائية “ساطور” أيضًا على مرأى ومسمع من المارة، ثم جريمة القتل الوحشية التي وقعت في الزقازيق وراحت ضحيتها الطالبة سلمى بهجت على يد زميلها الذي سدد لها طعنات متعددة ووقف عقب ارتكابه الجريمة يلتقط صورًا للضحية ويتحدث بغضب في هاتفه المحمول، وترصده كاميرات هواتف الحاضرين في هذا الوقت، وبمتابعة ما ورد من معلومات حول مرتكب الجريمة تبيّن أنه كان يخطط في البداية إلى ارتكاب الجريمة علنًا في الجامعة.

أثارت هذه الجرائم الخوف والتساؤلات حول دوافع تكرارها في هذه الفترة الزمنية البسيطة، وتساءل المتخصصون هل يعني هذا التكرار أننا أمام “نمط” لارتكاب الجرائم سيتكرر مستقبلًا؟ وكيف يمكن أن نحول دون تكراره؟  وهل يعني تكرار وقوع جريمة بنفس الدافع وبنفس درجة الوحشية في هذه الفترة الزمنية انعكاسًا لأزمة ما داخل المجتمع؟ أم أنها جرائم فردية استثنائية لا ينبغي البناء عليها لرسم تصورات حول حال المجتمع المصري؟ هل يشهد المجتمع المصري تصاعدًا في معدلات العنف والجريمة؟ إلا أن التساؤل الأكبر والأهم هو هل نحن أمام صورة واقعية لما يحدث؟ أم أن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بتغطيتها المكثفة وغير المحسوبة لهذه الجرائم قد خلقت لدينا ارتباكًا وتصورات غير حقيقية لما يدور من عنف داخل المجتمع؟

يحاول التحليل الراهن الإجابة على بعض من هذه التساؤلات من واقع دراسات علم نفس الجريمة وفقًا لمحورين رئيسين، وهما:

المحور الأول: تأثيرات غير مرغوبة: دور وسائل الإعلام في تشكيل عواطف المجتمع حيال الجرائم

لا شك في أن التغطية الإعلامية المكثفة للجريمة بشكل خاص والعنف بشكل عام لها انعكاساتها المباشرة على المجتمع الذي يرى الواقع من واقع ما تنقله له وسائل الإعلام. وعلى الرغم من أهمية دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق والتوعية والربط بين الفرد والعالم، إلا أن تأثيراتها السلبية في بعض الأحيان قد تتجاوز التأثيرات الإيجابية إذا لم تقم بنقل هذا الواقع بصورة محسوبة وواعية وصادقة؛ حتى لا تنقل صورًا مشوهة تسهم في تشكيل إدراكات غير واقعية لدى المجتمع، وتشكل بالتدريج اتجاهات عاطفية متطرفة غير مبينة على أسس واقعية، وإنما على صور نقلت من وجهة نظر ناقليها.

ولا شك في أن المجتمع المصري يعاني في الفترة الراهنة من التغطية المفرطة والتي تتسم بالتهويل أحيانًا وعدم الدقة أحيانًا والتكثيف المفرط في التركيز على أحداث العنف والجريمة، ما ينقل لدى البعض تصورًا مفاده أننا نحيا في مرحلة صعود لمعدلات العنف والجريمة في المجتمع، وهو افتراض ليس لدينا دليل قائم عليه بينما ترسخه ربما دون عمد وسائل الإعلام.

يسهم في هذا الارتباك عدم وجود أرقام وإحصاءات وبيانات معلنة لمعدلات العنف والجريمة، وهو ما فتح الباب أمام من يتجه لترسيخ القناعة بأن المجتمع المصري يحيا أزمة قيم متفاقمة أدت إلى تصاعد متصور وغير مدعوم بأدلة لمعدلات العنف والجريمة. ترسيخ هذه الإدراك ليس هو فقط النتيجة السلبية للتغطية غير المحسوبة للجرائم في المجتمع، هناك أيضًا العديد من التبعات والتداعيات، والتي لا يقتصر حدوثها فقط على مصر، بل هي أزمة وإشكالية عالمية صاحبت التطور التكنولوجي المتسارع وتطور وسائل الإعلام وتأثيراتها عبر الزمن.

لقد أحدثت وسائل الإعلام المرئية، منذ إنشائها، ثورة في صناعة الترفيه، وانتشرت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، كان هناك العديد من الأبحاث التي أجريت في مختلف دول العالم تشير إلى أن التعرض للعنف في الأفلام والتلفزيون وألعاب الفيديو والإنترنت يزيد من خطر السلوك العنيف للمشاهد؛ فقد ظهرت دراسات كثيرة تفيد وجود علاقة مباشرة بين العنف المصور في وسائل الإعلام والسلوك العنيف.

[i]ورغم تباين النتائج على العديد من المستويات، إلا إنها اتفقت في المجمل على أن وسائل الإعلام تميل إلى التغطية المكثفة للجرائم وتحظى بالاهتمام أكثر من أي أخبار أخرى، لتبعث برسالة غير واقعية، خاصة وأن نسبة تغطية الجرائم في وسائل الإعلام لا تتسق مع نسب حدوثها في الواقع.

في دراسة أجراها كل من هاربر وهوجو Harper & Hogue في عام 2016 حول التغطية الإعلامية للجريمة في المملكة المتحدة، توصل الباحثان إلى أن الجرائم الجنسية في المملكة المتحدة كانت 2٪ من جميع الجرائم، ولكن في وسائل الإعلام تجاوزن نسبتها 20٪ من مجمل الأخبار. في كندا، توصلت إحدى الدراسات إلى أن نصف القصص الإعلامية كانت عن جرائم عنف، على الرغم من أن نسبتها كانت 7٪ فقط من جميع الجرائم.

وفي دراسة أجريت عام 2013 بعنوان “إنهم يزرعون قصصًا في الأخبار: تأثير التشويه الإعلامي على قانون وسياسة مرتكبي الجرائم الجنسية”، أشار الباحثان هيثر كولو وميتشل بيرلين Heather Cucolo and Michael Perlin إلى أن العديد من الصحف لديها أيضًا كتاب أعمدة يناقشون غالبًا قصص الجريمة خارج التغطية الإخبارية العادية، وفي النهاية تشكل هذه الأنماط فهمًا عامًا مشوهًا لأنماط الجريمة -على سبيل المثال الاعتقاد بأن الجريمة أكثر شيوعًا مما هي عليه في الواقع- ويمكن أن يؤدي إلى سياسات عامة غير فعالة ومكلفة.[ii]

والتساؤل هنا: لماذا تتسم التغطيات الإخبارية للجريمة بهذه الكثافة والإفراط؟

هو تساؤل أيضا تناولته دراسات عدة توصلت في المجمل إلى إنه لكي تكون الأخبار مقروءة يجب أن تجذب انتباه المشاهد أو القارئ، وبالتالي يجب أن تكون نادرة، أو في الوقت المناسب، أو غير متوقعة، أو بدلًا من ذلك لها بعض الأهمية الخاصة. ومع ذلك، فإن غالبية الجرائم ليس لها هذه الصفات؛ إذ إن العديد منها مجرد محاولة لجريمة أو ليس لها عواقب وخيمة، والأهم أنها تؤثر في مشاعر القراء، ولعل الشعور الأكثر جذبا للاهتمام هنا هو الخوف.

ولأن المواقف العامة تجاه الجريمة تتأثر بالعواطف أكثر من التأثر بالعقل أو المعرفة، كثيرًا ما تقدم بعض وسائل الإعلام التقليدية نسخًا مشوهة من الجرائم، مع انحياز كبير نحو العنف، وتثير هذه الصور ردود فعل عاطفية مختلفة لدى الناس -خاصة الخوف والغضب-. إنهم يخلقون أفكارًا مضللة حول حجم الجريمة وأنواعها التي تحدث بالفعل.

لقد أشار هاربر وهوجو Harper & Hogueفي دراسة لهما نشرت في عام 2014 إلى إنه عند تغطية الجرائم لا يتم فقط الإفراط في الإبلاغ عن أنواع معينة من الجرائم، ولكن غالبًا ما يتم الإبلاغ عنها بلغة عاطفية للغاية؛ كتب الباحثان: “ترتبط اهتمامات الصحف عند الإبلاغ عن الجرائم (الجنسية) بالشعبية والربح، مع التركيز المفرط على الأفراد والقليل من النقاش والتغطية التي تستهدف السياق الاجتماعي الذي يسهم في الأعمال الإجرامية، وغالبًا ما يكون هناك تركيز قوي على المشاعر مثل الغضب أو الخسارة، والقليل من الاهتمام بالمستوى الحقيقي للمخاطر على الجمهور”.

لعبت ردود الفعل العاطفية العامة على الجريمة دائمًا دورًا مهمًا في تشكيل العدالة الجنائية، ولكن ما تشير له الدراسات أن بعض طرق نقل الجرائم إعلاميًا قد تؤدي إلى تصورات عامة غير دقيقة، والتي بدورها تؤدي إلى قوانين وسياسات غير مدروسة جيدًا، وأحكام تتأثر بفعل هذه التغطية التي تشكل ضغطًا يقود في اتجاه أحكام تتسق وتوقعات العامة؛ فغالبًا ما ترتبط تغطية الجريمة بخيار سياسة واحد فقط -عقوبات أشد للمجرمين- على الرغم من وجود الكثير من الأدلة الآن على أن الأحكام الأكثر صرامة غير فعالة في الحد من الجريمة. هناك الكثير من النقاش في وسائل الإعلام حول العقوبة، ولكن هناك القليل جدًا من الحديث عن أي بدائل مثل استراتيجيات العلاج أو الوقاية حتى عندما تكون هذه أكثر فاعلية في الحد من الجريمة.

أشار كريج هاربر  Craig Harper [iii] في دراسة أجراها عام 2018 بعنوان “دور وسائل الإعلام في تشكيل ردود الفعل حيال الانتهاكات الجنسية” إلى أنه غالبًا ما تؤدي التغطية الإعلامية المكثفة والمشحونة إلى وضع قوانين جديدة على أساس جرائم غير عادية تؤدي إلى العديد من النتائج السلبية غير المقصودة، وغالبًا ما يتم تسمية هذه القوانين على أسماء الأفراد في القضايا.

ويُظهر كيف أدت التغطية الإعلامية المثيرة للقلق للمراسلات الجنسية للمراهقين إلى تبني العديد من الولايات الأمريكية لقوانين جديدة أدت إلى إعلان المراهقين كمرتكبي جرائم جنسية مدى الحياة. من جهة أخرى، وضعت كندا أيضًا قوانين جنائية جديدة مدفوعة بالقضايا الفردية دون أي دليل على أن هذه القوانين ستحقق بالفعل الأغراض المقصودة منها؛ على سبيل المثال قوانين تسجيل مرتكبي الجرائم الجنسية، أو القانون الفيدرالي الجديد بشأن اختيار هيئة المحلفين وجلسات الاستماع الأولية.

المحور الثاني: التغطية الإعلامية وخطر تقليد الجريمة

حظي الحديث عن تقليد الجرائم باهتمام كبير من قبل علماء الجريمة والمتخصصين في علم النفس الجنائي وعلم الاجتماع الذين قاموا بصياغة مصطلح محاكاة الجريمة copycat crime في الأدبيات، ليشير إلى أي فعل إجرامي تم تصميمه أو استلهامه من جريمة سابقة تم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام أو وصفها في الخيال. وقد تمت صياغة مصطلح محاكاة الجريمة لأول مرة في عام 1916 بعد وقوع عدد من الجرائم المستوحاة من جرائم “السفاح جاك”  Jack the Ripper.

ونظرًا إلى تصاعد عدد الجرائم المكررة والتي تم استنساخها من جرائم جاك، بدأ علماء الجريمة في الاعتقاد بأن التغطية الإعلامية لعبت دورًا في إلهام المجرمين الآخرين ومن لديهم القابلية لارتكاب جرائم بطريقة مماثلة. وفي هذا السياق، يمكن تمييز نوعين من القتلة المقلدين اعتمادًا على دوافعهم (العثور على الإعجاب، وتقليد القاتل لتبرئته أو الانتقام منه) أو الشخص الذي يقلدوه (بما في ذلك شخصية خيالية، أو قاتل مشهور آخر).

وقد وصفت لورين كولمان Coleman, Loren في كتابها الذي صدر عام 2004 بعنوان “تأثير التقليد: كيف تثير وسائل الإعلام والثقافة الشعبية الفوضى في عناوين الغد.”[iv] تأثير وسائل الإعلام على الجرائم وحالات الانتحار المستوحاة من الجرائم التي تم تغطيتها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام. وترى كولمان أن التغطية المستمرة لهذه الأحداث في وسائل الإعلام تمنح هؤلاء المجرمين نوعًا من الشهرة، وهو ما يثير الأفراد الذين يميلون إلى التصرف بطريقة مماثلة، وبسبب هذا النوع من الشهرة يحدث ما يسمى “التأثير المقلد”.

ولكي يحدث هذا التأثير يجب أن يكون مرتكب جريمة التقليد قد تعرض للمحتوى الإعلامي للجريمة الأصلية، ويجب أن يكون قد أدرج العناصر الرئيسة لتلك الجريمة في جريمته. ولعل أول من تحدث عن هذا المفهوم هو عالم الجريمة الإيطالي جابرييل تارد Gabriel Taede، تبعه بعض علماء الجريمة الذين جادلوا منذ أواخر القرن التاسع عشر بأن “الطبيعة الأساسية للجريمة تقوم على التقليد”. وقد أدى هذا التصور إلى استنتاج مفاده أن الكثير من الجرائم يتم نسخها من الجناة الآخرين.

وبالإضافة إلى جعل التقليد المحرك الرئيس للجريمة، كان جابرييل تارد أول عالم جريمة يرى وسائل الإعلام مصدرًا مهمًا لأفكار الجريمة، وأشار أكثر اقتباساته شهرة صراحة إلى التأثير القوي لوسائل الإعلام عندما قال إن : “الأوبئة المعدية تنتشر بالهواء أو الريح، وأوبئة الجريمة تتبع خط التلغراف “[v].

وقد ركز معظم الدراسات حول هذا الموضوع على هذا التأثير في حالات الانتحار، وتعود فكرة “التأثير المقلد” المحتمل في حالات الانتحار إلى ما يسمى بـ “تأثير ويرثر” “Werther effect”؛ أي محاولة شخص ما الانتحار لمحاكاة قصة انتحار شخص تعرف عليها من خلال وسائل الإعلام.

تاريخيًا، يركز معظم الأدلة التي تم العثور عليها على حالات انتحار الشباب بعد أحداث إعلامية شديدة التأثير تصف انتحار شخصيات شهيرة. على سبيل المثال: قامت دراسة حديثة واسعة النطاق بتحليل هذه الظاهرة في اليابان بين عامي 1989 و2010، على عينة من 8035 حالة انتحار، وخلصت إلى أن المعلومات الإعلامية حول انتحار المشاهير (109 في المجموع، من بينهم أيضًا سياسيون ورجال أعمال مشهورون) أدت على الفور إلى زيادة حالات الانتحار بنسبة 5٪ في المتوسط، ​​وظلت تأثيراتها سارية لمدة 10 أيام بعد النشر.[vi]

وهناك العديد من الأمثلة التي تتضمن جرائم وقعت بالفعل ونقلتها وسائل الإعلام وأخرى تضمنتها أعمال درامية أو سينمائية، على سبيل المثال: ظهر مسلسل تليفزيوني وثائقي أمريكي بعنوان Copycat Killers يحقق في جرائم القتل المستوحاة من أفلام هوليوود، وتلك المستوحاة من المسلسل التليفزيوني Breaking Bad كان مصدر إلهام لعدد من الجرائم التي اتبعت نفس النمط تضمنت جناة وصلت حياتهم إلى حد التطابق مع حياة بطل المسلسل.

وكذلك مع بث مسلسل “The Squid Game”، رأينا كيف ظهر العديد من الأخبار المثيرة للقلق حول تمثيل هذه السلسلة في مدارس مختلفة، هذا ما يدور حوله التأثير المقلد أو تأثير العدوى: تقليد أفعال الآخرين. يتم نقل هذا التأثير أيضًا إلى المجال الإجرامي، مما يؤدي إلى ظهور قتلة مقلدين، وإطلاق نار جماعي مقلد، وما إلى ذلك؛ فالقتلة المتسلسلون على سبيل المثال لم يثيروا فقط الفزع في المجتمع بجرائمهم، بل أثاروا أيضًا قدرًا معينًا من الإعجاب دفع إلى تقليدهم.

ومن بين الدوافع التي تدفع القتلة المقلدين إلى تقليد القتلة المتسلسلين، البحث عن الشهرة؛ إذ يرى المقلدون أن الاهتمام الإعلامي الذي حصل عليه القتلة في ذلك الوقت كان مكافأة على الأعمال الإجرامية التي اقترفوها وهم يريدون الشيء نفسه، وكذلك الانتقام، خاصة في حالة إطلاق النار الجماعي المقلد، وفي هذه الحالة سيتزامن الدافع مع دافع القاتل المقلد. عادة، يريد القتلة الجماعيون أن يعيدوا للمجتمع كل الألم الذي يشعرون أنه سبّبه لهم.

وفي النهاية، ما يجب وضعه دومًا في الحُسبان هنا عند النظر إلى تأثيرات التغطية الإعلامية للجريمة والعنف هو أن المشاهدين أو القراء يسلكون بالضرورة وفقا لإدراكاتهم وليس وفقًا لواقع الأمور، هذه الإدراكات يشكّلها ما يتم نقله لنا من أحداث وكيفية نقلها وكثافة نقلها أيضًا الذي يؤدي الإفراط فيها إلى إيحاء غير واقعي بأننا نحيا في سياق عنيف ومهدد. والحقيقة أن علماء الجريمة والمتخصصين في علم النفس الجنائي يوجهون في العديد من دراساتهم العديد من الانتقادات لوسائل الإعلام؛ بسبب العديد من “الخطايا” التي يتم ارتكابها عند نقل وقائع العنف والجريمة، منها: الإثارة المفرطة للعواطف، والتشويه، والتبسيط المفرط، والكثافة المفرطة في الاهتمام، وخلق صور ذهنية للجناة العنيفين تجعل منهم نماذج قابلة للتقليد والتكرار.

 

المصادر


[i]Impact of media on the crime rate, September 4, 2020,  available at: https://blog.ipleaders.in/impact-of-media-on-the-crime-rate/

[ii] Heather Cucolo and Michael Perlin. 2013.  They’re planting stories in the news: The impact of media distortions on sex offender law and policy.  Denver Criminal Law Review

[iii] Craig Harper.  2018.  The role of the media in shaping responses to sexual offending.  In H. Elliot et al (editors).  Sexual Crime and Circles of Support and Accountability.

[iv] Coleman, Loren. The copycat effect: How the media and popular culture trigger the mayhem in tomorrow’s headlines. Simon and Schuster, 2004.‏

[v] Ray Surette. Copycat Crime and Copycat Criminals. Lynne Rienner, 2022.

[vi] Torrecilla, José L., et al. “Evolution and study of a copycat effect in intimate partner homicides: A lesson from Spanish femicides.” PloS one 14.6 (2019): e0217914.‏

 

.

رابط المصدر:

https://marsad.ecss.com.eg/72181/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M