لماذا تحول أغلب سكان العالم إلى النظام الغذائي النباتي؟

مروة الاسدي

 

لا شك بأنك قد سمعت عن الحمية النباتية الصرفة من قبل (فيغن)، ولكن هل تعلم كيف يؤثر هذا التغيير على جسمك إذات أتبعتها وتخليت عن تناول اللحوم ومنتجات الحليب جميعها؟ تعرف على الجوانب الإيجابية والسلبية منها:

هناك توجه كبير نحو الحميات الغذائية النباتية، واتباعها كأسلوب حياة جديد، والتوجه الأكبر مؤخراً نحو ما يدعى الخضارية أو النباتية الصرفة (فيغن)، التي لا تقتصر على التخلي عن اللحوم فحسب، وإنما على إلغاء الحليب وجميع منتجاته من قائمة طعامك، إضافة إلى البيض. ويختلف الدافع وراء هذا التوجه. إذ يتبعه البعض لرواجه، فيما يعتنقه البعض لأسباب متعلقة بالبيئة، وحماية الحيوانات، أو لأسباب صحية، أو حتى دينية. ولكن مهما اختلفت الأسباب فالنتائج الصحية سواء الإيجابية، أو السلبية هي ذاتها.

وتشير الأبحاث إلى أن الخضارية يمكن أن يكون لها فوائد صحية كبيرة على الجسم، إذا ما تم التخطيط لها بشكل جيد. إذ قد يؤدي اتباع هذا النظام إلى تغييرات كبيرة داخل الجسم خصوصاً بالنسبة لأولئك، الذين اتبعوا نظاماً غذائياً غنياً باللحوم، ومنتجات الألبان طوال حياتهم. ومن ناحية أخرى يفضل أخصائيو التغذية عدم التخلي عن اللحوم، ومشتقات الحليب، نظراً للفيتامينات، والمعادن، التي سيفتقدها الجسم، غير أن ذلك لا يعني تناول اللحوم يومياً، بل اتباع نظام غذائي متوازن.

تفتقر الحمية الخضارية إلى بعض العناصر الغذائية المهمة من فيتامينات ومعادن مثل: B12، الحديد، الكالسيوم، فيتامين D، فيتامين A، الزنك، والأحماض الدهنية أوميغا 3، حيث أن أفضل المصادر لهذه الفيتامينات، التي تعتبر أساسية للتوازن الهرموني، وصحة العظام، والأسنان، والصحة النفسية، هي الأسماك، واللحوم، والكبد.

ومن ناحية أخرى، فقد وجدت بعض الدراسات أن الحمية الخضارية تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وذلك بسبب استبعاد الأطعمة مرتفعة الدهون. بالإضافة إلى خسارة الوزن في الأشهر القليلة الأولى، نتيجة التقليل من السعرات الحرارية، غير أن الأشخاص، الذين يتبعون هذه الحمية، قد يشعرون بالارتياح خلال السنة الأولى والثانية فقط، وبعد ذلك، يبدأ التعب والاكتئاب بالتسلل إليهم، كما يعانون من نزلات البرد المتكررة، وفي بعض الحالات فقدان الشعر، وزيادة الوزن، فضلاً عن حدوث مشاكل في وظائف الغدة الدرقية، لذا ينصح بالمحافظة على نظام غذائي متنوع، أو استشارة مختصين في التغذية قبل اللجوء إلى أي حمية غذائية قاسية ومتطرفة.

النباتيون معرضون لخطر السكتات الدماغية بدرجة أكبر!

يجادل يعض النباتيين بأن الاستغناء عن اللحوم والمنتجات الحيوانية يقي من الأمراض والنوبات القلبية، بيد أن دراسات بينت مخاطر كبيرة أخرى ظهرت على من يعتمدون على عناصر غذائية نباتية خاصة، خالية حتى من منتجات اللحوم و الأسماك.

بالرغم من توفر الحديد في المأكولات النباتية، إلا أن نسبة امتصاص الجسم للحديد يكون أسرع في المأكولات الحيوانية عنه في النباتية، كثيرا ما يجادل النباتيون بأن المأكولات النباتية تحتوي على جميع العناصر التي يحتاجها الجسم. بيد أن دراسة أشرفت عليها جامعة أكسفورد توصلت إلى أن النباتيين وخاصة الفيغان (Vegan)، أي الذين يبتعدون عن جميع مصادر اللحوم وحتى بعض المواد الغذائية الأخرى مثل السمك أو البيض في برنامج غذائهم يعانون بدرجة أكبر من خطر السكتات الدماغية، مقارنة بغيرهم من آكلي اللحوم.

وبينت الدراسة أن نمط الحياة دون لحوم ليس له الأثار الإيجابية المرجوة كما يروج النباتيون، بل يضاف إلى ذلك أن هذا النمط الغذائي له أضرار كبيرة على الجسم. وبالرغم من التنوع الغذائي الكبير الموجود لدى النباتيين، كشفت دراسة بريطانية طويلة الأجل أنهم معرضون لمشاكل صحية، مثل التعب والصداع المتكرر. ويرجح الخبراء أن هذه الأعراض مردها نقص الحديد في الجسم. إذ أنه، وبالرغم من توفر الحديد في المأكولات النباتية، إلا أن نسبة امتصاص الجسم للحديد يكون أسرع في المأكولات الحيوانية عنه في النباتية.

وقارنت الدراسة التي أشرفت عليها جامعة أكسفورد ونشرتها المجلة الطبية البريطانية The British Medical Journal واستمرت حوالي 18 عاما، بيانات 48 ألف شخص ممن يتناولون اللحوم والنباتيين ممن لم يكن لديهم أمراض في القلب أو عانوا من أية جلطات في الماضي، حيث أظهرت الدراسة بشكل واضح أن من يعتمد على الطعام النباتي الذي يخلو من اللحوم والمنتجات الحيوانية والأسماك تزداد نسبة إصابته بالسكتات الدماغية بنسبة 20 بالمئة مقارنة مع الآخرين. وخلصت الدراسة إلى أن النباتيين وإن كانوا يعانون بدرجة أقل من النوبات القلبية إلا أنهم يعانون بدرجة أكبر من السكتات الدماغية.

ويعزو علماء جامعة أوكسفورد هذا الأمر إلى مستويات الفيتامين المنخفضة وخاصة لفيتامين B12 حيث يتواجد هذا العنصر الغذائي الهام بشكل رئيسي في المنتوجات الحيوانية والأسماك، وأيضا الألبان والأجبان.

وخلال 18 عاما، هي فترة البحث، تم تسجيل 2820 حالة من أمراض القلب و 1072 حالة من السكتات الدماغية لدى الأشخاص المشاركين، حيث كان ملحوظا أن الذين يتناولون اللحوم لديهم قابلية أعلى بكثير للإصابة بأمراض القلب مقارنة مع النباتيين، وعزا الباحثون ذلك إلى ارتفاع مؤشر كتلة الجسم بشكل كبير وارتفاع مستويات الكوليسترول في الجسم.

وبالرغم من أن الدراسة أكدت أن هذا الأمر ما يزال بحاجة إلى أبحاث ودراسات أخرى من أجل إثبات النتائج بشكل قطعي، نصح الخبراء بأهمية اتباع نظام غذائي كامل ومتنوع، من أجل حياة صحية أفضل. ويرى خبراء التغذية أن التنوع الغذائي مفيد للجسم البشري، لأنه يمد الجسم بالعناصر الغذائية المختلفة. ووفقا للدراسة البريطانية فإن تقليل نسبة اللحوم المتناولة وإضافة المزيد من الأسماك إلى مائدة الطعام واعتمادنا على نظام غذائي شامل للألبان والأجبان قد يكون الأفضل من أجل حياة صحية مديدة خالية من المشاكل.

ما سر الإقبال على البيرغر النباتي؟

يزداد اهتمام الناس بالبدائل الطبيعية والصحية عن اللحوم الحيوانية. ويحظى البرغر النباتي المصنوع من “اللحوم” النباتية بشعبية كبيرة حتى بين الأشخاص غير النباتيين. فما هو سبب هذه الشعبية وما هو مصير اللحوم الحيوانية؟

يتوجه كثير من الناس مؤخراً إلى اتباع حميات غذائية نباتية سواء لأسباب صحية، أو بهدف المساهمة في إنقاذ المناخ والحيوانات. وقد باتت الحمية النباتية في يومنا هذا أسلوب حياة لفئات عديدة، كما أنها قد أظهرت أسواقاً جديدة تنمو بشكل مستمر.

ويقتحم البرغر النباتي بشكل سريع موائد الطعام الحديثة حول العالم، وينمو هذا التوجه في استخدام اللحوم النباتية بشكل كبير. وقد يكون أحد أهم الأسباب التي قادت إلى هذا التوجه سلسلة فضائح اللحوم الفاسدة التي أفسدت شهية المستهلكين وأبعدتهم عن لفائف اللحوم الحيوانية، حسب ما نشره موقع “تاغسشاو” الألماني.

كما أن العديد من الناس يحلمون بالحياة البراقة التي تعيشها وتروج لها الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل ووسائل الإعلام التقليدية خاصة نجوم هوليوود. ولا يقتصر ذلك على السيارات الفاخرة والبيوت الفخمة فحسب، بل يشمل عاداتهم الغذائية التي يستعرضها هؤلاء خاصة تلك المتعلقة بما يُعرف بـ “الترند الغذائي”.

فإذا كنت من الأشخاص الذين يبحثون عن البرغر النباتي عوضاً عن لحوم البقر، فأنت محظوظ في هذه الأيام التي تشهد انطلاق الكثير من المطاعم النباتية وحتى المقاهي النباتية، ويبلغ حجم سوق اللحوم العالمي حالياً نحو ألف مليار دولار سنوياً، وفقاً لتقديرات الاستشارات الإدارية “كيرني”. بيد أن أن الدكتور كارستن غيرهاردت، الخبير الزراعي والشريك في “كيرني” يتنبأ بتراجع هذه النسبة.

وقال غيرهاردت، وفق ما نقلته عنه “الغارديان” البريطانية: “هناك توجه متنامِ بين كثير من الناس لاتباع أنظمة صحية نباتية، حيث قام كثير من المستهلكين بتقليص استهلاكهم للحوم نتيجة زيادة وعيهم تجاه البيئة ورفاهية الحيوانات”، وأضاف قائلاً: “أما بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يعشقون اللحوم التقليدية، فإنهم سيجدون ضالتهم في اللحوم المزروعة، وسيؤدي ذلك إلى تقليل ذبح الحيوانات وانتهائه مع مرور الوقت”.

بعد “اللحم النباتي”.. “البيضة النباتية” قريباً في الأسواق!

بعد النجاح العالمي الذي حققه “اللحم النباتي”، توصل علماء إلى إنتاج “بيض نباتي” أيضاً. فما الذي يميز هذا النوع من البيض عن البيض العادي؟ وما فوائد هذا الابتكار الغذائي الذي يبدو أنه سيغزو الأسواق قريباً؟

يعتبر البيض من أكثر أنواع الأطعمة استهلاكاً في جميع أنحاء العالم، إذ تشير إحصائيات عالمية إلى أن الفرد يستهلك 145 بيضة في السنة، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

ومع تغير عادات الأكل وشيوع النظام الغذائي النباتي، بدأ البحث عن بديل للبروتين الحيواني الغني الذي يحتويه البيض. وشكّل النجاح العالمي الذي حققته شرائح اللحم الخالية من المواد الحيوانية، والتي صنعتها شركتا “Impossibles Foods” و”Beyond Meat” الأمريكيتان، دافعاً للبحث عن بديل للبيض، حسب موقع “دوكتيسيمو” الفرنسي.

وبعد جهود كبيرة، تمكّن مهندسان فرنسيان في البيولوجيا الصناعية، وهما فيليبين سولير وشيلين تافيسوك، من التوصل إلى صيغة لإنتاج البيض دون حاجة إلى دجاجة. وكشف المهندسان في شهر أيار/ مايو 2020، أن هذا “النجاح” جاء نتيجة لتحدّ عملا على تجاوزه، والمتمثل في خلق بديل لبيض الدجاج “بأفضل شكل ممكن”، حسب ما نشره موقع “مادينيس” الفرنسي، وتمكن المهندسان الفرنسيان الشابان من صناعة بيضة سائلة غنية بالبروتين النباتي. وقالا في تصريحات نقلها موقع “مادينيس” في مقاله حول الموضوع، إن “بيضة الخضار النيئة تشبه بيضة الدجاج، لكن كل شيء داخلها مختلف”، حسب وصفهما.

وظلت الصيغة المتوصل إليها سرية، لكن الأكيد بحسب المنتجين لها أنها مصنوعة من منتجات نباتية ومعدنية. وأظهرت الاختبارات التي أجريت على النموذج الأولي أن هذا البديل النباتي للبيض، يحتوي على بروتين أكثر، كما أنه غني بالكربوهيدرات والدهون ويحتوي على ألياف أكثر من بيض الدجاج، حسب ما نقله تقرير موقع “مادينيس”.

يبدو أن “البيض النباتي” يحظى بالاهتمام في دول أخرى أيضاً، فقد بدأت شركة هندية أيضاً بإنتاجه، وأكد المهندسان الفرنسيان، أنه “يمكن طهي البيضة النباتية بنفس طريقة طهي بيض الدجاج”، وأضافا: “يعد هذا التشابه مهماً بالنسبة لنا حتى يتمكن المستهلكون، ومن بينهم الأشخاص الذين يعانون من الحساسية من البيض من استهلاكها بسهولة”، مشيرين إلى أن “9.5 بالمائة من الأطفال في فرنسا لديهم حساسية من البيض وهو ما يصعب الحياة على الكثير من الأسر”، يضيف المهندسان في تصريحاتهما لموقع “مادينيس”.

ويبدو أن “البيض النباتي” يحظى بالاهتمام في دول أخرى أيضاً، فقد بدأت شركة هندية أيضاً بإنتاجه. ونقلت مجلة “دوكتيسيمو” الصحية خبر تطوير شركة “EVO Foods” وصفة تعتمد على البروتينات النباتية لتكوين بيضة خالية من البروتين الحيواني. وقدمت الشركة الناشئة بيضتها النباتية على شكل سائل.

وتقوم الشركة الهندية باستخلاص البروتينات المكونة للبيضة الجديدة السائلة من النباتات،ثم يتم تخميرها وحقنها بمواد خاصة. ولم تذكر الشركة اسم الخضروات التي تستخرج البروتين منها، لكن ذكرت أنه يمكن حفظ البيضة في الثلاجة لمدة ستة أشهر، حسب مقال لموقع جريدة “لاديبيش” الفرنسية، هذا الابتكار الغذائي الفريد من نوعه، فتح شهية المستثمرين الأمريكيين أيضاً، والذين أعلنوا عن موعد لإطلاقه في الولايات المتحدة خلال شهر نيسان/ أبريل 2021، يضيف مقال جريدة “لاديبيش”.

بحلول الشتاء سلح نفسك بهذه العناصر الغذائية

مع حلول فصل الشتاء، تبدأ العديد من الأمراض بالانتشار خاصة مع إصابة العديد بنزلات البرد الحادة، وينصح خبراء التغذية بتناول مجموعة من المواد الغذائية في هذا الفصل البارد منعا للأمراض ولتقوية نظام المناعة.

تدني درجات الحرارة وتساقط كميات كبيرة من الأمطار والثلوج وقصر عدد ساعات النهار. هذه فقط بعض مميزات فصل الشتاء. إذ يؤثر هذا الفصل بشكل واضح على مزاج وصحة الناس، لاسيما وأن كثيرين يُصابون بنزلات برد حادة تقعدهم في المنزل عدة أيام.

وبشكل شبه مستمر، يقدم المجال الطبي عدة أدوية ومضادات لعلاج البرد وتقوية الجهاز المناعي، الذي يتعرض لاختبار حقيقي في هذا الفصل من السنة. غير أنه قبل التعرض لنزلات البرد وأخذ أنواع مختلفة من الأدوية، يمكن الاعتماد فقط على بعض الأنواع من الأطعمة، والتي تقوي الجهاز المناعي وتحمي الجسم خلال هذا الفصل من السنة، حسب ما أشارت إليه عدة مواقع ألمانية.

فيتامين C

يشير موقع “هايل براكسيس” إلى أن تناول أطعمة تتوفر على فيتامين C من الأشياء الضرورية في فصل الشتاء، إذ يقوي هذا الفيتامين النظام المناعي، ويساعد في التغلب على أمراض الشتاء الشائعة. ويُعد الليمون والبرتقال والفلفل الأحمر من المواد الغذائية الغنية بهذا الفيتامين الضروري للجسم.

أطعمة تحتوي على فيتامين A

تتسبب رياح فصل الشتاء في معاناة عدة أشخاص من مشاكل في الجلد. ويوضح خبراء الصحة أن فيتامين A هو الوسيلة الناجعة للتعامل مع هذه المشكلة. ومن بين المواد الغذائية الغنية بهذا الفيتامين هناك الجزر والسبانخ والبطاطا الحلوة.

فيتامين D

الشمس من المصادر الأساسي لفيتامين D الضروري للجلد والعظام، إلا أنه في فصل الشتاء تغيب الشمس لفترات طويلة، ما يتسبب في نقص هذا الفيتامين لدى الناس. ويمكن الاعتماد على بعض الأطعمة للحصول على هذا الفيتامين مثل سمك السلمون والبيض.

فيتامين E

لا يمنع فيتامين E جفاف الجلد فقط بل أيضاً له عدة مزايا مضادة للأكسدة. ويشير موقع “هايل براكسيس” إلى أن هناك بعض الأنواع من الأغذية، التي تحتوي على هذا الفيتامين مثل الأفوكادو والبروكلي واللوز. إذ تكتسي هذه المواد الغذائية أهمية كبيرة في فصل الشتاء.

فيتامين B6

يساعد فيتامين B6 على تنشيط الجهاز المناعي ويتواجد في الأطعمة الحيوانية والنباتية. ويفيد موقع ” fr.de” أنه بالإمكان الحصول على هذا الفيتامين في الأرز والموز والسمك (السردين) والقمح.

نمط حياة سكان جزيرة يونانية.. هل يكشف سر العمر الطويل؟

اتباع نمط حياة مشابه لجزيرة إيكاريا اليونانية، قد لا يكون مفيدا للحصول على صحة أفضل وحسب، بل قد يكون كشفا لسر الحصول على الشباب المتجدد والعمر الطويل، فما هو هذا السر؟ ولماذا تم تصنيف الجزيرة بأنها ضمن منطقة زرقاء خاصة؟

يقال أن الناس في جزيرة إيكاريا اليونانية نساهم الموت، وبالرغم من أن الموت لا ينسى أحدا، إلا أن المقولة أطلقت لاشتهار المنطقة بطول أعمار سكانها، واشتهارها بكثرة المعمرين هناك. وبحسب مجلة شتيرن الألمانية فإن سكان هذه المنطقة ينتمون إلى منطقة تسمى المنطقة الزرقاء (بالإنجليزية: Blue Zone) وهي عبارة مستحدثة تمت صياغتها حديثا بغرض تحديد المناطق القليلة في العالم التي تتميز بعمر ساكنها الطويل مقارنة بمتوسط الأعمار في بقية مناطق العالم، وقد صاغ المصطلح لأول مرة الأكاديمي الإيطالي جياني بيس والديموغرافي البلجيكي ميشيل بولان. على خلفية اكتشافهما في سنة 2000، في مقاطعة نورو (سردينيا) لأعلى تركيز للأشخاص المعمرين في العالم منتشرين في العديد من القرى الجبلية التابعة لهذه المقاطعة. بعد تحديدهم لمنطقة تجمع هذه القرى قاما بتمييزها على الخريطة باستعمال الحبر الأزرق، وأطلقوا عليها اسم “المنطقة الزرقاء”.

في عام 2005 ربط الصحفي الأمريكي دان بويتنر للمرة الأولى سكان جزيرة إيكاريا اليونانية بمصطلح المنطقة الزرقاء في تقرير لمجلة ناشيونال جيوغرافيك. بويتنر تحدث عن الحياة الطويلة التي يعيشها السكان هناك، وكثرة المعمرين في تلك المنطقة. ومن ثم توالت الدراسات حول نمط معيشة السكان هناك وطبيعة طعامهم في محاولة لمعرفة سر الحياة الطويلة لمعمريها. وكانت دراسة نشرتها مجلة ناشيونال جيوغرافيك قد تحدثت عن أن الجزيرة تحتوي على أكبر نسبة من المعمرين الذين تبلغ أعمارهم 90 عاما، وبينت الدراسة أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص من السكان هناك بلغ هذا العمر.

حاليا توجد خمس مناطق زرقاء مصنفة على مستوى العالم وهي جزيرة سردينيا الإيطالية وخاصة في قرية Seuolo، وجزيرة أوكيناوا في اليابان، وشبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا، ومدينة لوما ليندا في كاليفورنيا في الولايات المتحدة بالإضافة إلى جزيرة إيكاريا اليونانية، تشترك هذه المناطق الزرقاء في نمط حياة يكاد يكون متشابها. فالأسرة هناك تلعب دورا محوريا وهاما في حياة السكان، كما أن التنقل والحركة هو عامل اساسي في عملية إطالة أعمار ساكنة هذه المناطق، حيث يبقون نشطين بشكل مستمر وبطرق أكثر طبيعية، على غرار ممارسة البستنة والرعي والمشي وقيادة الدراجات.

نمط غذائي خاص، بيد أن الباحثين والخبراء ركزوا أيضا على النمط الغذائي في هذه المناطق، حيث كانت قائمة الطعام نباتية بالغالب، مع الاقتصار على تناول السمك واللحوم في الأعياد والمناسبات الخاصة وفي فترات متباعدة. لقد ساعد رخص ثمن البقوليات والحبوب وتوفر الوجبات الغذائية النباتية على استهلاك السكان لها بشكل كبير، بل وتفننوا، بحسب المجلة الألمانية، في إعداد وصفات طعام مختلفة لمكونات بسيطة لكي توفر التغيير المطلوب لسكان المنطقة. كما أن نسبة السمنة بين السكان تكاد تكون منعدمة، وهو ما قد يكون جذابا لمن يريد تخفيف وزنه أو البحث عن نمط غذائي صحي في تقليد حياة هؤلاء السكان من أجل التمتع بصحة أفضل وحياة أطول.

تسع حقائق .. هذا ما يحدث لجسمك بعد الإقلاع عن تناول اللحم

أصبح نظام الغذاء النباتي محبوباً لدى كثير من الناس في السنوات الأخيرة لما أظهرته الدراسات من ضرر اللحوم الحمراء على الصحة. فما أهم الحقائق المتعلقة بالإقلاع عن تناول اللحوم؟، انتشر أسلوب الحياة النباتي في الفترة الأخيرة بفضل الدراسات التي أظهرت أن تناول اللحوم له تأثيرات سلبية على صحة الإنسان. فماذا يحدث للجسم عند الإقلاع عن تناول اللحوم؟

بحسب موقع “فوكوس أونلاين” الألماني، فإن الألمان يأكلون في المتوسط 150 غراماً من اللحم في اليوم للفرد الواحد، وهو الرقم الذي يتعدى 600 غرام أسبوعياً للنسبة التي توصي الجمعية الألمانية للتغذية بعدم تخطيها.

وبالرغم من أن التقليل من تناول اللحوم أمر جيد، فإن الإقلاع عنها تماماً لا يضر الجسم، بحسب ما يقول خبير التغذية تيلمان كون للموقع، مضيفاً: “من يتناول الطعام النباتي لا ينقص جسمه شئ. بل على العكس من ذلك أظهرت الدراسات العلمية أن التغذية النباتية صحية للغاية”.، وبحسب موقع عيادات مايو كلينيك، يعد النظام الغذائي لشعوب البحر المتوسط هو الأفضل لاعتماده على الخضروات والفاكهة والأغذية كاملة الحبوب بشكل أساسي، بالإضافة إلى الأسماك والبيض مع الابتعاد عن اللحوم الحمراء بقدر الإمكان.

التقليل من اللحوم لصحة أفضل

بحسب موقع “فوكوس أونلاين” فإن الدراسات أظهرت أن النظام الغذائي لمن يكثرون من تناول اللحوم يكون في العادة غير صحي، وذلك لاحتوائه على الدهون المشبعة وغيرها من المنتجات الضارة، وهو ما لا يترك مجالاً للأكل الصحي.

وبحسب موقع “فوركز أوفر نايفز” المتخصص في النظام الغذائي النباتي، فإن الوجبات السريعة أو التي تحتوي على اللحوم والأجبان تتسبب في الالتهاب المزمن بالجسم، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من الأمراض مثل أمراض القلب ومرض السكري والأمراض المناعية المختلفة.

لا توجد حقائق مطلقة

يحذر موقع “فوكوس أونلاين” من رؤية الأمر من منظور “النباتييين ضد آكلي اللحوم” أو العكس، فالدراسات تدرس تأثير الأغذية المختلفة على جسم الإنسان في المختبرات، لكن أجسامنا أكثر تعقيداً من أن توضع في خانات، حيث تتدخل العديد من العوامل في تحديد معايير الصحة الجيدة مثل العوامل الوراثية والبيئية مثل التدخين، ممارسة الرياضة، الحالة النفسية وغيرها. فالدراسات تقول إن التقليل من أو الإقلاع عن اللحوم مفيد للصحة، لكنها لا تستطيع إثبات ذلك بشكل قاطع أو التعميم بذلك على جميع أنواع اللحوم، بحسب موقع “باسل”.

نوع اللحم يلعب دوراً

بحسب موقع “ميديكال نيوز توداي” فإن تناول اللحم في حد ذاته ليس وحده المسؤول عن إصابة الجسم بالأمراض، فاللحوم الحمراء، وهي لحوم الأبقار والخنازير والخراف على سبيل المثال، تكون في العادة معالجة ومصنعة بمواد حافظة تتسبب في المشاكل الصحية مثل الأورام السرطانية وأمراض القلب. وبحسب موقع “ميديكال نيوز توداي” فإن هذه المواد يراها الجهاز المناعي للجسم كأجسام دخيلة عليه، مما يدفعه لمحاربتها عن طريق الإلتهاب الحاد الذي يؤثر على جميع أعضاء ووظائف الجسم بشكل سلبي.

وأظهرت الدراسات أن اللحوم الحمراء مسؤولة بشكل كبير عن الإصابة بالأمراض السرطانية، خاصة سرطان المعدة، بحسب موقع “فوكوس أونلاين”. وفي بعض الدراسات المقارنة كانت اللحوم البيضاء، مثل لحوم الطيور، أقل ضرراً لصحة الإنسان، كما نقل الموقع.

حماية للمعدة

يشير موقع “ميديكال نيوز توداي” إلى أن العديد من الدراسات ربطت بين تناول اللحوم وبين الإصابة بالأورام السرطانية، وخاصة سرطان المعدة. ويقول موقع “فوركس أوفر نايفس” إن الإقلاع عن تناول اللحوم يحمي البكتيريا الحميدة في الأمعاء، والتي تقوم بدورها بحماية الجسم من الإصابة بالأورام السرطانية. ويضيف موقع “فوكوس أونلاين” أن عملية التسخين التي تمر بها اللحوم تتسبب في تكون مواد مسببة للسرطان. لذلك تعد اللحوم المعالجة من أكثر اللحوم خطراً على الصحة، بحسب الموقع.

فقدان الوزن

بحسب موقع “ذا هيلثي”، فإن اللحوم الحمراء تحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية. وبالإمكان الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، مثل البروتين، من مصادر نباتية ذات سعرات أقل. وينقل موقع “فوكوس أونلاين” نتائج دراسة أجريت على 9000 شخص صدرت عن معهد ماكس بلانك وجامعة لايبزيغ أظهرت أنه كلما قل معدل تناول اللحوم الحمراء لدى الشخص، قل مؤشر كتلة الجسم لديه. وتقول مؤلفة الدراسة إيفيلين ميداوار للموقع إن الدهون والسكر في المنتجات الحيوانية هي التي تتسبب في السمنة.

 

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/health/25255

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M