تيك توك: من الشهرة الى التفاهة

في الآونة الأخيرة، نشهد استخدامًا مفرطًا لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يعرف بإدمان الالكتروني أو الرقمي. ومن بين المخاطر التي يتعرض لها الأفراد نتيجة الادمان على وسائل التواصل الاجتماعي، هو ضعف المستوى التعليمي للطلاب واكتسابهم بعض الصفات السلبية بسبب انشغالهم الشديد بهذه الوسائل.

يؤدي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي إلى تقليل الثقة بالنفس، حيث يشعر الأفراد بالقلق عندما لا يتلقون ردودًا على رسائلهم، ويشعرون بأن هناك أشخاصًا أفضل منهم بسبب سياراتهم الفاخرة أو ثرائهم. هذه الظاهرة واضحة بشكل خاص بين مستخدمي منصة فيسبوك، حيث ينتاب الناس غضب شديد ويشعرون بالاستياء.

من جهة أخرى، يلاحظ ضعف قوة تقدير الذات لدى مستخدمي منصة سناب شات، حيث يشعرون بالاستياء عندما لا يتم دعوتهم لحضور مناسبات معينة، ويعزون ذلك إلى تواضعهم ولطف قلوبهم، في حين يفضل الآخرون التعامل مع الأشخاص المتكبرين.

وبالنسبة للمراهقين، فإن منصة تيك توك تشكل تأثيرًا كبيرًا على حياتهم. فقد قرأت في إحدى الصحف الورقية أن المراهقين يقضون ساعتين يوميًا على تيك توك، وهذا وفقًا لدراسة حديثة قامت بمتابعة وقت قضائهم أمام الشاشة في الفترة من 11 إلى 17 عامًا.

لذا، يجب أن نواجه هذه المشكلة ونعمل على إدارة وقتنا بشكل أفضل. يجب على الآباء والأمهات أن يبدؤوا بتحديد أوقات محددة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتحديد حدودًا للتطبيقات والمحتوى المناسب لأطفالهم. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لدينا وعيًا حول كيفية استخدام الهاتف الذكي بشكل صحيح وكيفية الجلوس بشكل صحيح لتجنب تأثيره السلبي على عيوننا وأجسامنا وعقولنا.

سؤال المهم: هل تعتبر تيك توك منصة لشهرة بسهولة، أم مصدرًا لكسب الرزق، أم مجرد منصة لنشر التفاهة؟

عزيزي المواطن، فهمنا أنه في عصر التكنولوجيا والانترنت، يتعرض أبناؤنا للعديد من التحديات والمخاطر التي تشمل العنف والإساءة والتنمر الالكتروني. ومن المعروف أن استخدام الهواتف ومنصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر على صحة العين والأعصاب والحالة النفسية.

لكن علينا أن نفهم أن التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي لها أيضًا فوائد عديدة. يمكن لتيك توك، على سبيل المثال، أن توفر للمستخدمين مساحة للتعبير عن أنفسهم ومشاركة مواهبهم وابتكاراتهم. كما يُمكن لبعض الأشخاص أن يجنوا الرزق من خلال الاستفادة من تيك توك وبناء محتوى يستهوي المشاهدين. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين ونوجه اهتمامًا لإدارة الوقت والاستخدام السليم لهذه المنصات. يُنصح بتحديد وقت محدد لاستخدام التطبيقات ووضع حدود للمحتوى المشاهد، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأطفال. وفيما يتعلق بدور الأبوين، يجب أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم وأن يتحلوا بإدارة الوقت السليمة والاستخدام العقلاني للتكنولوجيا.

قد يكون من الصعب أن تحاول إقناع الأطفال بتطبيق قواعد الاستخدام السليم إذا لم يتبع الأبوان هذه القواعد بأنفسهم.

إذاً، الحوار والتوعية بأهمية إدارة الوقت والاستخدام السليم للتكنولوجيا يعتبران أساسيين للحفاظ على صحة وسلامة أبنائنا في هذا العصر الرقمي.

هل “تيك توك” أكثر خطورة مما يبدو؟

يُعدّ تطبيق “تيك توك” (TikTok) المملوك لشركة “بايت دانس” (ByteDance) الصينية أحد أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي شهرة وانتشارا، وحسب الكاتب إزرا كلاين في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) فإنه رغم عمر تيك توك البالغ بضع سنوات فقط فإن نموه “لا يشبه أي شيء رأيناه من قبل”.

ويوضح الكاتب أنه في 2021 كان لدى “تيك توك” مستخدمون نشطون أكثر من تويتر، ودقائق مشاهدة أميركية أكثر من يوتيوب، وتنزيل تطبيقات أكثر من فيسبوك، وزيارات للموقع أكثر من غوغل، كما أن أغلب طلاب الجامعات يفضلونه أكثر من غيره في تصفح الأخبار.

ويستمر الكاتب في التعريف بتيك توك بقوله إن هذا التطبيق مملوك لشركة صينية و”الشركات الصينية عرضة لأهواء حكومة بلادها وإرادتها”.

ويضيف أنه في أغسطس/آب 2020 وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يصرّ على أن يبيع “تيك توك” نفسه لشركة أميركية أو أنه سيُحظر في الولايات المتحدة. وبحلول الخريف، كانت “بايت دانس” تبحث عن مشتر، وكانت “أوراكل” و”ولمارت” أكثر المرشحين المحتملين، ولكن بعد فوز الرئيس جو بايدن بالانتخابات أُجّل البيع.

وفي يونيو/حزيران الماضي استبدل بايدن أمر ترامب التنفيذي، الذي كتب بطريقة “قذرة” وطعن فيه بنجاح أمام المحكمة، بأمر خاص ببايدن.

وتكمن مشكلة “تيك توك” مع أميركا -كما يحددها أمر بايدن- في أن التطبيقات المماثلة يمكنها الوصول إلى معلومات واسعة من المستخدمين والتقاطها، بما في ذلك المعلومات الشخصية للأميركيين والمعلومات التجارية المملوكة، وجمع البيانات هذا يهدد بتزويد الخصوم الأجانب بإمكانية الوصول إلى تلك المعلومات.

وقال كلاين “دعونا نسمي هذا مشكلة تجسس البيانات، فالتطبيقات مثل تيك توك تجمع البيانات من المستخدمين”.

ويمكن أن تكون هذه البيانات ذات قيمة للحكومات الأجنبية؛ لهذا السبب منع الجيش والبحرية من استخدام “تيك توك” في هواتف العمل الخاصة بالجنود، وقدم السيناتور جوش هاولي مشروع قانون لحظره على جميع الأجهزة الحكومية.

وتابع كلاين أن الحكومة الأميركية أعدّت خطة لاستضافة البيانات لعملاء الولايات المتحدة على خوادمها، وتقييد وصول الشركة الأم بطريقة أو بأخرى.

ورغم أن هذا الأمر يعالج المخاوف بشأن وصول الحكومة الصينية إلى المعلومات الشخصية للأميركيين، فإنه لا يعالج الطرق الأخرى التي يمكن للصين أن تستخدم بها المنصة كسلاح، مثل تعديل خوارزميات “تيك توك” لزيادة التعرض للمحتوى المثير للانقسام، أو تعديل النظام الأساسي لبذر حملات التضليل أو تشجيعها، حسب المقال.

ويدعو الكاتب إلى تسمية ذلك بـ”مشكلة التلاعب”؛ فالقوة الحقيقية لتيك توك لا تكمن في “بياناتنا”، بل تتعلق بما “يشاهده المستخدمون ويخلقونه، وبالخوارزمية المعتمة التي تحكم ما يُشاهَد وما يكون مضمرا”.

كان “تيك توك” -حسب كلاين- مملوءا بمقاطع الفيديو التي تدعم الرواية الروسية عن الحرب في أوكرانيا.

وعلى سبيل المثال، تتبّعت شركة “ميديا ماترز” (Media Matters) حملة منسقة على ما يبدو يقودها 186 من المؤثرين الروس في “تيك توك” ينشرون عادة نصائح عن الجمال ومقاطع فيديو مزيفة ومواد خفيفة.

ويرى الكاتب أن الحزب الشيوعي الصيني ربما يقرر تعديل كيفية تعامل الخوارزمية مع مقاطع الفيديو هذه لتضخيم الدعاية الروسية في جميع أنحاء العالم.

ويتساءل الكاتب: “إلى أي مدى سنكون مرتاحين مع وضع مماثل في غضون 5 سنوات؟ عندما يكون تيك توك أكثر رسوخا في حياة الأميركيين والتطبيق لديه الحرية التي قد لا تشعر بها اليوم للعمل كما يحلو له؟”.

ويضيف في مقاله “نحن نعلم أن إرشادات الإشراف على محتوى تيك توك قد شُدّدت على مقاطع الفيديو والمواضيع بناء على طلب من الحكومة الصينية، على الرغم من أن تيك توك يقول إن قواعده قد تغيرت منذ ذلك الحين. ونعلم أن دولا أجنبية أخرى استخدمت شبكات التواصل الاجتماعي الأميركية لإثارة الانقسام والشك”.

ويعتقد أن مستخدمي “تيك توك” الذين يبلغ عددهم مليار شخص لا ينظرون إلى ترويج دعاية للحكومة الصينية لأنهم، في الغالب، ليسوا كذلك.

فهؤلاء يشاهدون دروس المكياج والوصفات ومقاطع فيديو للرقصات المضحكة، لكن هذا بالضبط ما سيجعل “تيك توك” تطبيقا أقوى للدعاية، وسيكون من السهل جدا استخدامه لتشكيل الرأي العام أو تشويهه، والقيام بذلك بهدوء وربما من دون تعقب، حسب الكاتب.

واقترح كلاين ما يسميه مبدأ بسيطا لكنه صعب التطبيق، ينص على أن “الاهتمام الجماعي مهم ومن يتحكم وما يُتحكّم فيه سيتحكم إلى حد كبير في مستقبل المجتمع”.

لذلك يجب التحكم في منصات التواصل الاجتماعي التي تشغل انتباه المجتمع وتشكله، من أجل المصلحة العامة.

التطبيق الذي فضح الواقع الأخلاقي لمجتمعاتنا!

لقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في إماطة اللثام عن جانب من جوانب الانحلال الأخلاقي الذي تعرفه المجتمعات العربية، والذي كان في مراحل سابقة يتم في الخفاء، في ضل النفاق الاجتماعي ووراء ستار (الأخلاق) والتدين. و”تيك توك” هو احد هذه المواقع التي استطاعت تحقيق انتشار كبير، واضحى عبارة عن ملهى ليلي مباشر للعريّ والايحاءات غير اللائقة والرقص الماجن. حيث رفع الحياء، عن مجتمع لطالما كان يصنف عرض نسائه في خانة الحرمات والممنوعات؟!

وتجدر الإشارة إلى أن “tiktok” أو “Douyin” هو عبارة عن منصة إجتماعية للمقاطع الموسيقية، تم أطلاقها في سبتمبر 2016 بواسطة مؤسسها تشانغ يى مينغ. وتعتبر شبكة تيك توك اليوم منصة رائدة في مقاطع الفيديو القصيرة في آسيا والعالم، إذ شهد تطبيقها للهواتف المحمولة أسرع نمو في العالم وأيضاً صارت المنصة الإجتماعية الأكبر للموسيقى والفيديو على الصعيد العالمي. وصل مستخدمو التطبيق إلى 150 مليون مستخدم نشط يوميا (500 مليون مستخدم نشط شهريا) في يونيو 2018، وكان التطبيق الأكثر تثبيتاً في الربع الأول من عام 2018 بـ 45.8 مليون تثبيت. ويعتمد التطبيق على تصوير مقاطع فيديو لا تتعدى 15 ثانية، حيث يقوم فيها الاشخاص بتصوير مقاطع موسيقية قصيرة مُرفقة بفيديو للمستخدم متفاعلا مع المقطع.

استطاع تطبيق “تيك توك” تحقيق انتشار كبير في الدول العربية -خاصة المغرب والجزائر ومصر- حيث اكتسحت مقاطعه المصوّرة لشباب وشابات يرقصن على أغاني مختلفة، بلباس مثير وحركات ساخرة ولا أخلاقية، في الوقت الذي انتشرت فيه مقاطع صادمة لبعض الفتيات يرقصن ويتمايلن في الشارع، وزوجات رفقة شريك حياتهنّ داخل غرف النوم وهو ما لم تتعوّد عليه المجتمعات العربية، فطالما إعتبر الرقص والعري الفاضح أحد الفواحش والمحرمات، إذ بقي هذا النوع من الممارسات لسنوات لصيقا بأماكن الدعارة والملاهي الليلية، الشيء الذي تم تجاوزه مع انتشار مثل هذا النوع من التطبيقات، فعند التجول في “اليوتيوب”، “فايسبوك”، “أنستغرام”، ستصادف المئات من هذه الفيديوهات، إذ دفع الشغف الغالبية لتجربة هذا التطبيق من مراهقات، محجبات ومتبرجات كلهن رحن يتفنّن في استظهار مواهبهن في الرقص الشعبي والغربي وخوض تحديات مختلفة داخل غرفهن أو حتى في الشوارع والطرقات.

مشكلتنا مع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجبا بشكل عام، هي أننا نسيء استخدامها، فبدل أن نسخرها لخدمتنا فيما هو هو إيجابي ويعود علينا بالنفع، نستغل فقط الجانب السلبي منها، وهذا عائد إلى كون هذه التكنولوجيا دخيلة علينا

ما يثير الانتباه أن الفتياة اللواتي ينشرن هذه المقاطع، معضمهم من أسر محافضة، ما يثبت فشل العملية التربوية التقليدية، وانهيار القيم الأسرية، ذات الطابع الديني والأخلاقي. ناهيك عن أن هذا التطبيق قد ساهم في كسر حرمة البيوت بشكل لا يُصدق لدرجة أن الفتيات ينشرن رقصهن وميوعتهن داخل بيوتهن بملابس غير محتشمة وبغناء أغلبه من أغاني الملاهي الليلية وحتي في حضرة أبائهن أو أمهاتهن أحيانا، خصوصا وأنه من المفترض على الآباء الإشراف على أبنائهم، ونهر بناتهم وردعهن على مثل هذه التصرفات غير المقبولة والتي تسيء لهن ولسمعتهن بدلا من مشاركتهن الرقص.

رافق ذلك انتشار “حُمّى الشُّهرة” فكل الفتياة أصبحن يبحثن عن الشهرة بأي ثمن، فإما أن تكون الفتاة محظوظة فتلقى مقاطعها المصورة إقبالا وإنتشاراً كبيرين في التطبيق وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وإلا فإن الوصفة السحرية والسريعة التي تتبعها الكثير من الفتيات لزيادة عدد المعجبين وهن لا يمتلكن الموهبة ولا القبول اللازمين، هي التصوير بـ”الفتلترات” للحصول على (الجمال)، وتخفيف الملابس أو إرتداؤها مكشوفة وضيقة، ولكن ما يحصدنه في النهاية هو مشاهدات من ذوي النفوس الضعيفة الذين لا يهمهم شيء سوى النظر إلى الأجساد المثيرة، وتعليقات خارجة تسيء إليهن قبل أي شيء آخر. وحتى الشباب يمكنهم الحصول على النجاح والشهرة، ببعض التعبيرات والحركات الغبية والمضحكة على وجوههم، أو الرقص على بعض الأغاني المشهورة، أو إعادة تمثيل بعض لقطات الأفلام، بطريقة ساخرة، لحصد جمهور الفتيات المراهقات الراغبات في التعرف عليهم والتقرب منهم.

ومع إنتشار مثل هذا النوع من التطبيقات، إختلفت الآراء وردود ألأفعال، فقد إستغرب الكثيرون أن تكون هذه المقاطع المصورة لشباب وشابات عربيات، خصوصا وأن لباسهم وشكلهم لا يمت لجتمعاتنا بأية صلة، وما يؤدونه من رقصات وحركات وايحاءات جنسية يخرج عن كل القواعد الأخلاقية والدينية التي تربينا عليها، فيما تساءل آخرون إن كانت الفتيات اللواتي يظهرن في الفيديوهات وهن يرقصن في الشارع لهن آباء وإخوة، معتبرين أن هذه التكنولوجيا قد كشفت على مدى التسيب داخل الأوساط الاجتماعية، وكذا الإهمال داخل الأسرة التي تراجعت فيها السلطة الأبوية والوازع الديني والأخلاقي ليترك المجال لما يسمى بالتطوّر التكنولوجي. وكثير من الشباب اليوم يرون أن السؤال الذي سيصبح أكثر طرحا عندما يريد أحدهم الارتباط بفتاة ما إذا كانت الفتاة قد أخذت صورا بـ”السناب شات” أو “الأنستغرام” أو نشرت فيديو في “اليوتيوب” أو رقصت في “التيك توك”.

مشكلتنا مع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجبا بشكل عام، هي أننا نسيء استخدامها، فبدل أن نسخرها لخدمتنا فيما هو هو إيجابي ويعود علينا بالنفع، نستغل فقط الجانب السلبي منها، وهذا عائد إلى كون هذه التكنولوجيا دخيلة علينا، فلا هي من ابتكارنا ولا نحن تربينا على التعامل معها. فقد عشنا لقرون وسط دائرة البدائية والتخلف والتقييد الديني-الاجتماعي، وفي لحظة غير مسبوقة وجدنا أنفسنا وسط عالم حديث غريب عنا، ولم نحسب له أي حساب. وهذا التطور التكنولوجي فتح الباب على مصراعيه للعديد من الظواهر الشاذة والطابوهات، للظهور للعلن. فالمرأة التي لم يكن بإمكانها الذهاب للديسكوهات أصبح بإمكانها الرقص في المنزل وإظهار مفاتنها، والرجل الذي كان يخجل من التعرف على النساء وإقامة علاقات غير شرعية أصبح بإمكانه ذلك وبسهولة، والمثلي الجنسي الذي كان يخاف لوم واستنكار المجتمع أصبح بإمكانه الاعتراف بمثليته بكل حرية، والفتاة التي كان يمنعها آباؤها من الحديث مع الشباب أصبح بإمكانها فعل ذلك. وما زاد الطين بلة أن هذه (الحرية الافتراضية) أضحت تنتقل شيئا فشيئا إلى العالم الواقعي.

ونظرا لخطورة هذا النوع من التطبيقات، فقد تدخلت العديد من الجهات الرسمية، للحيلولة دون أن تكون لها أية انعكاسات أو تبعات سلبية. أولها السلطات الصينية التي فرضت مجموعة من التوجيهات التي تُحمِّل مطوري التطبيقات مسؤولية المحتوى الذي ينشره مستخدموها، وتفرض عليهم مراجعة كل محتوى يُنشر، بما في ذلك حظر مئة شكل من أشكال المحتوى. وهذا الأمر لم يقتصر على الصين وحدها، بل إن وزارة التربية الوطنية في الجزائر أيضا تدخلت ومنعت رسميا تطبيق “تيك توك”، وذلك نظرا للمخاطر التي يحملها لفئة القاصرين، حيث أنه ينشر مواد غير أخلاقية قد تعرض القصّر والشباب للابتزاز والاستغلال من المنحرفين. هذا ويجب على الآباء وكل المساهمين والفاعلين الاجتماعيين تكثيف جهودهم من أجل إيجاد حلول لهذه الظواهر، ونشر ثقافة التعامل مع التكنولوجيا وترشيد إستعمالها، للحد من خطورتها وسلبياتها على الفرد والمجتمع.

٩ مخاطر لتطبيق تيك توك تهدد المجتمع تعرف عليها

اكتسب تطبيق “تيك توك” شعبية هائلة على مدار فترة زمنية قصيرة جدًا، وخاصة في فئة الشباب وصغار السن، وأصبح له تأثير كبير على حياة الأشخاص، ومع مرور الوقت استطاع عبور جميع الحدود، وأساء الكثير استخدامه، رغم أن التطبيقات الحديثة ليست شريرة في حد ذاتها ومن يصممونها لا يقصدون الأذى بل تقديم ميزات جديدة ومختلفة، وتطبيق التيك توك يتيح تصوير مقاطع الفيديو مع مجموعة متنوعة من الموسيقى في الخلفية.

رصد سلبيات ومخاطر تطبيق TikTok والتي تهدد الحياة والأخلاق والمعايير الإنسانية، فضلا عن الآثار النفسية الخطيرة لـه، ليس على حياة مستخدميه فقط وأنما علي المجتمع وهي كالتالي

١- العزلة الاجتماعية:

رغم أن التطبيق يدور حول التواصل الاجتماعي مع الجمهور ، إلا أنه في الواقع يميل مستخدموه إلى العزلة الاجتماعية لدرجة أنهم لا يستطيعون الاهتمام بالعلاقات التي يحيطون بها ويفضلون الشاشة علي تلك العلاقات.

٢- مضيعة للوقت والطاقة:

يقضي مستخدموه ساعات طويلة علي هذا التطبيق، ويستنزفون الكثير من الوقت والمال بلا نتيجة ورغم أن البعض قد يجني من ورائه المال ولكن ليس الكل، فهناك مخاطرة بأن المتابعين قد يحبون أو لا يحبون؟ وعندما لا تقدم ما يريدون فأنك لا تحصل على أي شيء في المقابل.

٣- العُري والدعارة :

رغم أن التطبيق لم يكن يقصد استخدامه بهذه الطريقة إلا أننا نشاهد بعض الفتيات الصغيرات يظهرن أجسادهن أثناء الرقص لإرضاء الجمهور في بعض الأحيان ويقدمن هذا تحت ضغط “متابعة المعجبين” ولا يريدن أن يخسرن أو يخيبن ظنمعجبيهن ولزيادة نسب المشاهدة.

٤- مصدر التحرش:

نظرًا لأن التطبيق يسمح لك بمشاركة جميع أنحاء العالم ، فإن فرص التحرش اللفظي والجسدي موجودة، ويعد النقد على الشاشة أمرًا طبيعيًا ، ولكن قد يصادف نفس الأشخاص في الحياة وقد يمثلون تهديدًا لهم، مرة أخرى ليس خطأ التطبيق ولكن في من يستخدمه.

٥- مصدر الابتزاز:

في ثقافة مثل ثقافة باكستان والهند ، حيث يشيع القتل للشرف يمكن استخدام المحتويات التي تمت مشاركتها عبر هذه الأنواع من التطبيقات لابتزاز الأفراد حتى لو لم يكونوا مشتركين فيها بشكل مباشر.

٦- النرجسية:

معظم مستخدمي التطبيقات مهووسون بنفسهم قد تعرف صديقًا من مستخدمي TikTok وكل ما يطلبونه هو تصوير مقطع فيديو لهم أثناء قيامهم بكل تلك الأعمال المجنونة التي يعتقدون أنها تجعلهم يبدون جذابين.

٧- الألم الذاتي وتعذيب النفس:

مستخدمو TikTok تجاوزوا الآن حد إيذاء النفس أصبحت مقاطع الفيديو الخطرة، والرقص أمام القطارات أو السيارات ، والتعذيب لإظهار النفس وزيادة المتابعين وما إلى ذلك.

٨- الاكتئاب:

مستخدمو التوك توك إذا فشلوا في تحقيق رغبتهم في القبول ينتج عن ذلك التوتر والضغط والاكتئاب.

٩ – الانتحار:

في حاله انحسار الشهرة أو النهاية المأساوية لمستخدم هذا التطبيق فقد يؤدي إلى أفكار أو ميول انتحارية.

النهايات المأساوية والسجن قد يصل محاولات جذب الانتباه المتتبعين الي المشاهد الفاضحة والتي تؤدي الي قضايا مخلة بالشرف أو الدعوة إلى الفسق والأمثلة أمام أعين كل أسره تخشي علي أبنائها من تركهم بمفردهم بدون رقابة علي هذا التطبيق بداية من حنين حسام مرورًا بالقبض على سما المصرى ونهاية بالقبض على نجمة التيك توك مودة الأدهم ، وتوجيه تهم “الحض على الفجور” وغيرها.

كل ما يلزمك معرفته عن التطبيق

انتشر تطبيق تيك توك بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية نتيجة تبنيه من قطاع واسع من المستخدمين الذين وجدوا فيه منصة تعبر عن اهتماماتهم، وكذلك بسبب سهولة استخدامه.

ولكن كيف كانت بدايات هذا التطبيق، وكيف يعمل، وما هو سر انتشاره بين فئة المراهقين؟

ما هو تيك توك؟

تيك توك هو تطبيق من تطبيقات الوسائط الاجتماعية التي ذاع صيتها بشدة في عصرنا الحالي، وذلك على الرغم من أنه موجود منذ عام 2016.

وكان اسم التطبيق هو نفسه اسم الشركة التي طورته وهو “ميوزيكال إل واي” (Musical.ly) وتحول اسمه إلى تيك توك في عام 2018 عندما استحوذت عليه شركة “بايت دانس” الصينية. وبالتالي يعتبر تيك توك نسخة من منصة دويون (Douyin) الصينية. واكتسب الاسم شهرة وشعبية واسعة في كل بلدان العالم وبسرعة غير متوقعة.

ويختص التطبيق بمشاركة مقاطع الفيديو حصرا، حيث إنه يتيح للمستخدمين إنشاء ونشر مقاطع الفيديو عن مختلف المواضيع. وقد شاع استخدامه على الهاتف المحمول، رغم توفر منصة خاصة به على غوغل.

ويوفر التطبيق -سواء أكان على الهاتف المحمول أم على غوغل- تسجيل الفيديوهات ورفعها على الموقع مع عدد من المرشحات (الفلاتر) والموسيقى الخلفية، بالإضافة إلى المؤثرات الصوتية والمرئية.

وحسب الإحصائيات الخاصة بموقع ستاتيستا العالمي، بلغ عدد مستخدمي هذا التطبيق ما يقارب 143.3 مليون مستخدم في الولايات المتحدة بين عامي 2022 و2023. وبأخذ عدد سكان الولايات المتحدة في تلك الفترة بعين الاعتبار، سنلاحظ أن أكثر من 43% من سكان الولايات المتحدة استخدموا التطبيق.

وتتصدر كوريا الجنوبية قائمة أكثر الدول المستخدمة لتطبيق تيك توك بـ113 مليون مستخدم، تليها إندونيسيا بـ110 ملايين مستخدم، ومن ثم السعودية التي يستخدم 87.9% من أفرادها هذا التطبيق، أي بمعدل 9 مستخدمين من كل 10 تزيد أعمارهم عن 18 عاما.

وبالعودة إلى أحدث إحصائيات تيك توك، فقد تم تثبيت هذا التطبيق ما يقارب 3.5 مليارات مرة من قبل مستخدميه.

بانتقال تطبيق تيك توك من شركة “ميوزيكال إل واي” إلى “بايت دانس”، شهد توسعا وانتشارا مخيفا وغير مسبوق، حيث لم يسبق لمثيلاته من وسائل التواصل الاجتماعي -سواء فيسبوك أو يوتيوب أو إنستغرام- أن انتشرت بهذه السرعة. فما هي الطريقة التي اتبعتها الشركة لتتوسع بهذه السلاسة والسرعة؟

منذ أن استحوذت بايت دانس على تيك توك كان لها نظرة مستقبلية عما ستقوم به لنشر هذا التطبيق على مدى واسع، وكانت الطريقة المثلى للقيام بذلك من وجهة نظر بايت دانس هي إدخال الشخصيات المشهورة في الصفقة من خلال اشتراكات أو نِسب.

نعم، قامت الشركة بالدفع للعديد من مشاهير العالم ليظهروا في فيديوهات قصيرة على هذا التطبيق، وليقوموا بتشجيع متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي كافة بالاشتراك بهذا التطبيق، وكانت الطريقة الأولى لحث الجمهور على الاشتراك هو موضوع “التحديات” الذي ما زال رائجا حتى اليوم على المنصة.

ومن الشخصيات التي برزت على التطبيق وقامت بالترويج له الممثل الإنجليزي الكوميدي “جيمي فالون”. فمن خلال استغلال جائحة كوفيد 19 وفترة الحجر المنزلي قام جيمي فالون بإنشاء برنامج تلفزيوني في عام 2020 باسم “ذا تونايت شو”، وكان البرنامج يُبث من منزله ويستضيف فيه النجوم ويطرح عليهم ما سميناه “التحديات” باستخدام منصة تيك توك. وقد ساعد هذا الأمر في انتشار التطبيق بشكل واسع.

أحد التحديات المشهورة كان تحدي الدحرجة على العشب الأخضر، حيث كان يجب على كل مستخدم أن يصور نفسه وهو يتدحرج على العشب ويضع الهاشتاج “#TumbleWeedChalleng”. وقد حظي هذا الهاشتاج بشعبية كبيرة وحصد حوالي 39.2 مليون مشاهدة.

وبعد ذلك وأثناء توسع التطبيق شارك الكثير من المشاهير الآخرين في نشر التطبيق، منهم المغني “جيسون ديرولو” والممثل والمنتج “ويل سميث” والراقصة “أديسون راي” وغيرهم كثير.

رغم اعتقاد كثيرين أن تيك توك محتوى ترفيهي بالكامل، فإن الترفيه ليس سوى جزء من هذا المحتوى.

فإذا بحثت في تيك توك يمكنك أن تجد الكثير من المقاطع التعليمية عن مختلف المواضيع التي تهم الشباب، بما في ذلك العزف والموسيقى والمكياج والأزياء وغيرها.

فتيك توك عموما -كأي منصة تواصل اجتماعي أخرى- يمكن استخدامه لأغراض عدة مثل التعليم ونشر العلامة التجارية وتحقيق الشهرة إلى جانب الترفيه.

وهناك قائمة بالميزات التي تقدمها تيك توك لتسهيل نشر الفيديوهات التي ساهمت بشكل كبير في نشر هوايات الشباب ومواهبهم منها:

سهولة تسجيل وتعديل ونشر الفيديو

يسمح تيك توك للمستخدمين بتسجيل مقطع الفيديو ونشره خلال ثوان عبر واجهة المستخدم البسيطة للتعامل مع التطبيق، الأمر الذي ساهم في انتشاره أيضا.

وإضافة إلى ذلك يوفر التطبيق إمكانية تعديل الفيديوهات بشكل جميل باستخدام الملصقات والفلاتر المختلفة والمؤثرات والخلفيات التي يمكن لها أن تصنع فيديو متكامل بشكل طبيعي ومنسق جيدا.

المؤثرات الصوتية

لا يمكن أن ننسى المؤثرات الصوتية العديدة التي يوفرها تيك توك التي يمكن استخدامها كموسيقى خلفية في الفيديوهات الخاصة بك، فهذا الأمر وفر الوقت على المؤثرين ومنشئي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي الذين كانوا قبل تيك توك يستخدمون برامج التعديل الصوتي للحصول على هذه الميزة، مما كان يزيد الجهد والوقت اللازم لنشر الفيديو على المنصة.

كما أُعجب الموسيقيون الشباب بهذه الميزة مما شجعهم على نشر أصواتهم ومواهبهم عبر تيك توك.

ميزة التعليق الصوتي

إحدى الميزات الأخرى أيضا التي تجعل تيك توك أسهل وسائل التواصل الاجتماعي وأسرعها استخداما هي إمكانية التعليق بصوتك على مقاطع الفيديو التي تملكها قبل نشرها.

وتفيد هذه الخاصة منشئي المحتوى التعليمي كالطبخ واللغات والأعمال اليدوية في إنشاء محتوى سريع وحصري.

ميزة الدويتو

وهي ميزة تتيح للمستخدمين إنشاء فيديو مشترك مع فيديو تابع لمستخدم آخر، حيث يُعرض الفيديوهان معا في الوقت نفسه.

وتتيح هذه التقنية للمستخدمين تقديم مهاراتهم بشكل أفضل من خلال التعاون، فيمكن لمستخدم أن يقوم بالغناء بينما يقوم الآخر بالعزف، أو قد يقوم الاثنان بتقديم رقصة مشتركة.

ميزة ستيتش

وبشكل مشابه للميزة السابقة، تسمح ميزة ستيتش للمستخدمين بدمج الفيديو، ولكن في هذه الحالة سيُعرض الفيديو المدمج بعد انتهاء الفيديو الأصلي.

تيك توك والترويج للعلامات التجارية

يمكن استخدام تيك توك للترويج للعلامة التجارية والمنتجات الخاصة بك من خلال إنشاء التحديات والرقصات والفيديوهات، كما يمكن استخدام إعلانات تيك توك المدفوعة للوصول إلى الجمهور المستهدف بسرعة أكبر.

ويمكنك كذلك التعاون مع المؤثرين والشخصيات المشهورة على تيك توك ليقوموا بالترويج لعلامتك التجارية.

وستساعدك جميع هذه الوسائل في نشر علامتك التجارية والتعريف بمحتواك على مدى واسع، خصوصا مع المجتمع الكبير الموجود داخل تيك توك والدعم الكبير الذي يلقاه من المستخدمين.

كيف تكسب المال منه؟

تتيح منصة تيك توك العديد من الميزات فيما يخص التجارة الإلكترونية، ففي البداية -وكما تحدثنا من قبل- يمكن استخدام المنصة لنشر العلامة التجارية عبر التعاون مع الشخصيات المشهورة على المنصة.

وكذلك يمكن التعاون مع شركات الرعاية على تيك توك التي تقدم دعما كاملا لترويج منتجك بمقابل مادي، كما يمكنك استخدام “برنامج الإبداع” من المنصة لجمع المكافآت والذي يتطلب الانضمام له بعض الشروط.

ويمكن أيضا على “تيك توك لايف” إرسال هدايا من قبل المشاهدين إلى منشئي المحتوى، وتسمى “الماسات” التي يتم استبدالها بنقود. فإذا كان لديك موهبة معينة أيا كانت؛ يمكنك أن تحقق الربح من تيك توك عبر تقديم المحتوى للمشاهدين والحصول على الهدايا والدعم.

ويعد تيك توك -كباقي منصات التواصل الاجتماعي- سلاحا ذا حدين، إذ يمكنك استخدامه للتعليم أو مشاركة الهوايات أو التسلية، شرط ألا تفرط في استخدامه. فإذا استخدمته بالشكل الصحيح، فسيكون منصة رائعة للتعبير الإبداعي ومشاركة المواهب والخبرات مع القليل من المتعة، كما يمكن أن يكون أداة لجلب المال.

ونتيجة للشهرة الواسعة التي حققها يمكن القول إن تيك توك أصبح رمزا من رموز الثقافة الرقمية في عصرنا الحالي.

 

المصدر : https://annabaa.org/arabic/informatics/37695

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M