دراسة اسرائيلية: سيناريو للمنطقة من بين اربعة سيناريوهات

بقلم وليد عبد الحي
ثلاثة باحثين هم Ari Heistein, الذي يعمل في معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي(Institute for National Security Studies (INSS)) وهو المركز الاقرب الى نيتنياهو، اما الثاني فهو Daniel Rakov، والذي عمل ضابط استخبارات عسكرية في الجيش الاسرائيلي بخاصة في مجال تحليل المعلومات،اما الثالث فهو Yoel Guzansky وهو باحث في معهد الشرق الاوسط ومتخصص في الابعاد السياسية والامنية لدول الخليج.
وتحمل الدراسة الاسرائيلية عنوانا هو : كيف سيبدو الشرق الاوسط عام 2030: وجهة نظر اسرائيلية,( What will middle east look like in 2030- An Israeli Perspective)، وهي صادرة في اول مارس(آذار 2021).
وبعد عرض تقنيات الدراسات المستقبلية التي اعتمدها الباحثون من مصفوفات وغيرها، قاموا بعرض اربعة سيناريوهات للشرق الاوسط( سنعرض اليوم السيناريو الاول منها)، ثم حددوا الاتجاهات التي ستحكم مسار الاحداث في الشرق الاوسط من الان الى عام 2030، وتتمثل هذه الاتجاهات في الآتي:
1- تراجع القطبية الآحادية لصالح قطبية متعددة(امريكا –الصين –روسيا) او ثنائية (امريكا الصين)
2- التنافس الاقليمي وسيدور بين كتل ثلاث هي : الكتلة الايرانية، كتلة اسلامية محورها تركيا وقطر ، ومحور سعودي اماراتي
3- التقلب الأيديولوجي، ويتمثل في احتمال بروز تيارات اسلامية اكثر تطرفا مما عرفناه حتى الآن.
4- انتشار تقنيات عسكرية اكثر خطورة سواء النووية او الصواريخ الموجهة عالية الدقة.
5- تزايد الضغوط السكانية ، اذ يقدر ان يصل عدد سكان الشرق الاوسط عام 2030 الى 581 مليون اغلبهم من الشباب.مما سيرفع البطالة بحوالي 11%
6- استمرار الظروف الاقتصادية والاجتماعية لتبقى في حدود الحالة التي كانت سائدة عام 2010.
7- تنامي المشكلات البيئية بخاصة في مجال المناخ والتناقص الحاد في المياه بقدر قد يحيل اماكن واسعة في الخليج الى مناطق غير مأهولة.مع عام 2050.
8- تزايد التطور في مجال الذكاء الصناعي قد يقود الى انتشار آليات ضبط استبدادية غير بشرية.
والى جانب هذه الاتجاهات(Trends) هناك مؤشرات فرعية تزيد الصورة تعقيدا مثل:
1- التغيير لقادة الانظمة السياسية القائمة.
2- تقلب التحالفات بين القوى الاقليمية المتنافسة.
3- تدخلات عسكرية اقليمية او دولية في دول من دول المنطقة.
4- انتشار السلاح النووي لدولة او اكثر في المنطقة
5- كوارث طبيعية او بيئية .
وترى الدراسة ان متغيرين هامين يحددا طبيعة التفاعل بين المتغيرات الاخرى، وهما:
أ-استعداد الولايات المتحدة للانخراط العميق في الشأن الشرق اوسطي، وهذا مرتبط بشكل وثيق بمتغيرات فرعية مثل:
1-مستقبل التنافس بين القوى الكبرى
2-مستقبل التنافس بين القوى الاقليمية
3- القدرة على ضبط الارهاب
4-الانتشار النووي.
وترى الدراسة ان اي تراجع في الالتزام الامريكي في الشرق الاوسط سيعزز الدور الصيني والروسي،
ب- العامل الثاني والذي لا ترى الدراسة احتمالا لتغيره وهو الواقع الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة مضافا له اعباء انتشار الكوفيد 19..
ووضع الباحثون اربعة سيناريوهات لتفاعل المتغيرات سابقة الذكر ، وهذه السيناريوهات هي:
1-انخراط امريكي واسع في شرق اوسط مستقر نسبيا
2-انخراط امريكي في شرق اوسط غير مستقر
3-فك ارتباط امريكي بشرق اوسط مستقر نسبيا
4- فك ارتباط امريكي بشرق اوسط غير مستقر.
وبعد تحليل مصفوفة التاثير المتبادل بين المتغيرات ،ترسم الدراسة عدد من الاحتمالات(في اطار السيناريو الاول للشرق الاوسط) على النحو التالي:
أولا: بعد موت الملك سلمان عام 2021، سيحدث انقلاب قصر سيقتل فيه ولي العهد محمد بن سلمان ، وتستغل ايران الفرصة لتوسيع دائرة اضطرابات في المنطقة الشرقية من السعودية( منطقة الشيعة)ـ لكن معسكر محمد بن سلمان يتمكن من السيطرة على الوضع وتتم تولية شقيقه خالد(نائب وزير الدفاع) السلطة. وستميل السلطة الجديدة الى التركيز على الشأن السعودي الداخلي والتخلي عن الحرب في اليمن ، وستدفع الولايات المتحدة بهذا الاتجاه، كما ستتحسن العلاقات الاماراتية الخليجية مع قطر بعد ان تتخلى قطر عن ارتباطها مع الحركات الاسلامية بخاصة الاخوان المسلمين.
وتتوقع الدراسة ان تقوم السعودية بالاستغناء عن عدد كبير من العمالة الباكستانية(بسبب كشمير) واستبدالهم بعمالة عربية.
ثانيا: تتنبا الدراسة بان المرشد الايراني خامنئي سيموت عام 2022، وسيحل روحاني(الرئيس الحالي) محله وهو ما سيعزز تنفيس التوتر الامريكي الايراني، وسيتوجه حزب الله الى تخفيف موقفه من مسالة رسم الحدود البحرية مع اسرائيل لكنه سيبقى قوة هامة في لبنان. وترى الدراسة ان هذا السيناريو يتضمن تقارب تركي خليجي عام 2026/ 2027 لعرقلة الاتفاق النووي الجديد مع ايران، في الوقت الذي سيزداد التقارب الايراني الروسي الصيني، كما ان الاصلاحيين في ايران سيخسروا الانتخابات عام 2028، وهو ما سيقود الى عودة المحافظين واتهاماتهم للغرب والوصول الى ضرورة امتلاك السلاح النووي وهو ما سيتم لايران عام 2030.
ثالثا: سيكون محمد دحلان هو وريث عباس الذي سيموت عام 2023، وسيتولى السلطة وسيقود مواجهات مع حماس بمساعدة مصرية اسرائيلية لتصفية حماس وفرار قادتها الى تركيا.
في حلقات قادمة سنستعرض السيناريوهات الاخرى…
رابط المصدر:

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M