سُبُل الممهدين _ السبيل التاسع والعشرون

بهاء النجار

إن ترتيب الأولويات مسألة متفق عليها عند المؤمن وغير المؤمن ، لأنها مسألة منطقية ، ولكن مصاديق الأولويات تختلف بين المؤمن وغير المؤمن ، فالمؤمن ينظر الى أن تكون الأولوية للأعمال التي تقربه الى الله تعالى وتضمن له مستقبلاً سعيداً في الآخرة ، أما غير المؤمن فيعطي الأولوية للقضايا الدنيوية التي ستنتهي مهما طال الزمن .
وبما أننا أمام تحديات كبيرة وكثيرة فإن التمهيد لدولة العدل الإلهية تتطلب عدم تضييع أي جهد ووقت ومال من دون أن تكون في قضايا مهمة ، وإلا سوف لن نتمكن من التمهيد بأفضل أشكاله ، لأن الإمكانيات التي نمتلكها تضيع مقابل الهدف الذي نريد تحقيقه ، فعلى الممهدين أن يستثمروا كل جهد ووقت ومال في القضايا المهمة فقط ، مع ترتيب الأهم ثم المهم ، وعليهم نشر هذه الثقافة شبه المعدومة عند عامة المؤمنين التوّاقين لرؤية دولة صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف فضلاً عن غيرهم .
فعلى المستوى الديني ، يجب تقديم الواجب على المستحب مثلاً ، والمستحب على المباح ، والتكليف الاجتماعي على التكليف الفردي ، والقضايا الأخروية على القضايا الدنيوية إلا أن تكون الأخيرة مقدمة ووسيلة لنيل الآخرة باعتبار ( الدنيا مزرعة الآخرة ) .
وعلى المستوى الدنيوي ينبغي أن نقدّم الأمور الملحّة والعاجلة على غيرها ، وأن نترك الأمور اللهوية غير المجدية ، فمواجهة الظلم والفساد مثلاً ينبغي أن تُركَّز على مصادره الرئيسية والأساسية ، فمن غير المعقول أن نصرف وقتنا وجهدنا بالفاسد او الظالم الصغير ونترك عتاة الفاسدين والظالمين ، وإن كان الاهتمام بمحاربة كل فاسد وظالم مطلوب صغُر أم كبُر ، ولكن الأولوية لمحاربة الكبير طبعاً .
وهذا يشمل محاربة ومواجهة الظلم والفساد المحلي والدولي ، فمن غير المعقول أن نصرف وقتنا وجهدنا بالفاسد او الظالم المحلي ونترك عتاة الفاسدين والظالمين الدوليين ، فالأولوية لمحاربة الدوليين من دون الإغفال عن محاربة المحليين ، طبعاً كل هذا بمقدار جهدنا وسعة طاقتنا .
ومصاديق ترتيب الأولويات كثيرة لا يمكن حصرها ، فعلى من يرغب بالتمهيد يمكنه أن يستكشف تلك المصاديق ويتبنى فعلها ونشرها بين أفراد المجتمع ليكون الجميع في سفينة التمهيد المباركة ، وفقنا الله وإياكم لركوبها .

 

.

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M